أوباما في الصين.. يدعو لاحترام حقوق الإنسان ويعلن الاتفاق حول التأشيرات

الرئيس الأميركي طالب الصينيين بـ«ضمانات» وبتحرير الأسواق وسعر العملة

أوباما في الصين.. يدعو لاحترام حقوق الإنسان ويعلن الاتفاق حول التأشيرات
TT

أوباما في الصين.. يدعو لاحترام حقوق الإنسان ويعلن الاتفاق حول التأشيرات

أوباما في الصين.. يدعو لاحترام حقوق الإنسان ويعلن الاتفاق حول التأشيرات

وصل الرئيس الأميركي باراك اوباما صباح اليوم (الاثنين) إلى العاصمة الصينية بكين، في زيارة سيتباحث خلالها مع نظيره الصيني شي جينبينغ.
وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي في استقبال اوباما لدى نزوله من الطائرة، حيث اتخذت السلطات تدابير مشددة لتبديد الضباب الملوث قبل استقبال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (ابيك).
وأعلن أوباما عن التوصل لاتفاق شامل مع الصين بشأن تأشيرات السفر. وقال خلال كلمة له في بكين، إن تأشيرات سفر السائحين ورجال الأعمال من البلدين ستكون سارية في المستقبل لمدة تصل إلى عشرة أعوام بدلا من عام واحد.
ومن المقرر أن تكون مدة سريان تأشيرات الطلاب ممتدة لخمسة أعوام.
ومن المتوقع أن يرتفع عدد الزائرين الصينيين للولايات المتحدة من 1.8 مليون زائر (العام الماضي)، إلى أربعة أضعاف هذا العدد.
وأوضح أوباما لدى افتتاح قمة المنتدى الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (ابيك)، أن الصينيين الذين توجهوا العام الماضي إلى الولايات المتحدة، ساهموا بما قيمته 21 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي، ودعما بأكثر من مائة ألف وظيفة محلية.
وتابع مبديا ارتياحه "هذا الاتفاق يمكن أن يساعدنا على مضاعفة هذه الأرقام أربع مرات". مشيرا إلى أن الرئيس الصيني شي جينبينغ لعب دور "الشريك" في هذا الملف.
وأعلن أوباما عزمه تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. ودعا بكين إلى تحرير أسواقها وسعر صرف عملتها. مؤكدا أن من مصلحة الولايات المتحدة أن تزدهر الصين.
وطلب أوباما من الصين إعطاء ضمانات من أجل معاملة أكثر إنصافا للشركات الأجنبية على أراضيها، في وقت أطلقت سلطات بكين مؤخرا عدة تحقيقات ضد الاحتكار استهدفت شركات متعددة الجنسيات. كما طالب الصين باحترام حقوق الإنسان وحرية الصحافة.
وقال إن الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في هونغ كونغ مسألة "معقدة"، وان أهم رسالة توجهها الولايات المتحدة هي ضرورة تفادي العنف.
وأضاف أن الولايات المتحدة لن تتوقف عن الحديث عن حقوق الإنسان في الصين والوضع في هونغ كونغ لمجرد أنه توجد مصالح للولايات المتحدة هناك. وتابع "لا ننتظر أن تتبع الصين النموذج الأميركي في كل شيء، لكننا سنستمر في التعبير عن قلقنا بشأن حقوق الإنسان".
وسيلتقي أوباما على هامش القمة الرئيس الصيني جينبينغ.
من جهته، أعلن البيت الأبيض أن أوباما سيجري "محادثات صريحة ومعمقة" في وقت تشهد العلاقة بين القوتين الكبريين التي وصفها وزير الخارجية الاميركي جون كيري بأنها "الأهم في عالمنا اليوم" نقاط توتر عديدة بشأن النزاعات في بحر الصين والقرصنة المعلوماتية وحقوق الإنسان.
كما ستكون كوريا الشمالية على جدول أعمال المحادثات بين الرئيسين.
وكان أوباما الذي قضى قسما من طفولته في اندونيسيا، أثنى خلال لقائه الأول مع الرئيس الاندونيسي الجديد جوكو ويدودو على دور اندونيسيا في مكافحة التطرف الديني. وقال إن "اندونيسيا التي هي من اكبر الديمقراطيات في العالم وتعد مجموعة إسلامية كبيرة، لعبت دورا استثنائيا في تشجيع التعددية واحترام التنوع الديني".
ودعا اوباما ويدودو لزيارة واشنطن، مشددا على أن الولايات المتحدة مصممة على أن تكون "شريكا قويا" لبلاده.
وفي بورما سيلتقي اوباما الرئيس ثين سين والمعارضة اونغ سان سو تشي، مع اقتراب موعد انتخابات تشريعية حاسمة العام المقبل.
وسوف يشارك الرئيس الأميركي في نهاية الأسبوع في بريزبين باستراليا في قمة مجموعة العشرين؛ حيث قد يلتقي بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، على الرغم من أنه لا يوجد لقاء مقرر مسبقا.



أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
TT

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)
مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

مرة أخرى، وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال غرب باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام»، على حد قوله.

متظاهرون يتجمعون بالقرب من أشياء أضرمت فيها النيران في أحد الشوارع في جارانوالا بباكستان 16 أغسطس 2023 (رويترز)

منذ يوليو (تموز)، تفيد مصادر عدة بأن 212 شخصاً قُتلوا في إقليم كورام بسبب نزاعات قديمة على الأراضي كان يفترض بسلسلة من الاتفاقات برعاية وجهاء قبليين وسياسيين وعسكريين، أن تبت بها.

إلا أنه تم انتهاك هذه الاتفاقات على مر العقود مع عجز السلطات الفيدرالية وفي مقاطعة خيبر بختونخوا عن القضاء على العنف.

فقدت القوات الأمنية الباكستانية مئات من أفرادها خلال الأشهر الماضية في الموجة الإرهابية الجديدة (أ.ف.ب)

والأسوأ من ذلك أن الهجوم الذي أجج أعمال العنف في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) استهدف السلطات أيضاً، إذ إن نحو 10 مهاجمين أمطروا موكبي سيارات تنقل عائلات شيعية كانت بحماية الشرطة.

وكان ابن شقيق علي غلام في هذا الموكب. وكان هذا الرجل البالغ 42 عاماً ينتظر منذ أيام فتح الطرق في كورام عند الحدود مع أفغانستان.

أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الطلاب أثناء مسيراتهم خلال مظاهرة للتنديد باغتصاب طالبة مزعوم في لاهور بباكستان 17 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

«لا ثقة مطلقاً بالدولة»

وكانت الطرق الرئيسية قد قُطعت بسبب تجدد القتال بالأسلحة الثقيلة والقذائف بين السنة والشيعة.

وفي غضون أربعين عاماً، خسر علي غلام شقيقه وابن شقيقه فيما جُرح ثلاثة من أشقائه أيضاً.

ويؤكد الرجل الشيعي البالغ 72 عاماً: «لم أعرف السلام يوماً وليس لدي أمل كبير لأولادي وأحفادي لأن لا ثقة لي مطلقاً بالدولة».

ويقول أكبر خان من لجنة حقوق الإنسان في باكستان إنه في السابق «كانت الدولة تساند مجالس الجيرغا وكانت هذه المجالس القبلية تنجح في تحقيق نتائج».

ويضيف: «لكن اليوم لم تعد الدولة تغطي تكلفة استدعائهم»، لأن المسؤولين السياسيين في إسلام آباد منغمسون في الاضطرابات السياسية «ولا يتعاملون بجدية مع أعمال العنف هذه».

قتل 8 أشخاص بينهم 5 عناصر أمن جراء اشتباكات مسلحة مع «إرهابيين» في 3 مناطق بإقليم خيبر بختونخوا شمال غربي باكستان الأسبوع الماضي (متداولة)

لكن في إقليم كورما الشاسع اعتمدت السلطات والقوى الأمنية موقفاً متأنياً. فالإقليم على غرار 6 أقاليم أخرى مجاورة، لم يُضم رسمياً إلى مقاطعة باكستانية إلا في عام 2018.

وكان قبل ذلك ضمن ما يسمى «مناطق قبلية تحت الإدارة الفيدرالية» وكان يحظى تالياً بوضع خاص وكانت المؤسسات الرسمية تترك مجالس الجيرغا تتصرف.

وفي حين كانت حركة «طالبان» الأفغانية تقوم بدور الوسيط في خضم العنف الطائفي في نهاية العقد الأول من الألفية، يؤكد سكان راهناً أن بعض القضاة يفضلون أن توافق مجالس جيرغا على أحكامهم لكي تحترم.

بن لادن - «طالبان»

يقول مالك عطاء الله خان، وهو من الوجهاء القبليين الذين وقعوا اتفاقاً في 2007 كان من شأنه إحلال السلام في كورام، إن «السلطات لا تتولى مسؤولياتها».

ويشير خصوصاً إلى مفارقة بأن كورام هو الإقليم الوحيد بين الأقاليم التي ضمت حديثاً، حيث «السجل العقاري مكتمل». لكنه يضيف: «رغم ذلك تستمر النزاعات على أراضٍ وغابات في 7 أو 8 مناطق».

ويرى أن في بلد يشكل السنة غالبية سكانه في حين يشكل الشيعة من 10 إلى 15 في المائة، «تحول جماعات دينية هذه الخلافات المحلية إلى نزاعات دينية».

فلا يكفي أن كورام تقع في منطقة نائية عند حدود باكستان وأفغانستان. فيجد هذا الإقليم نفسه أيضاً في قلب تشرذمات العالم الإسلامي بين ميليشيات شيعية مدعومة من طهران وجماعات سنية تلقى دعماً مالياً.

في عام 1979، أحدث الشيعة ثورتهم في إيران فيما دخل المجاهدون السنة في كابل في حرب مع الجيش السوفياتي الذي غزا البلاد، في حين اختار الديكتاتور الباكستاني ضياء الحق معسكر المتشددين السنة.

وقد تحول الكثير من هؤلاء إلى حركة «طالبان» في وقت لاحق لمواجهة إيران وإقامة «دولة إسلامية» وتوفير عناصر للتمرد المناهض للهند في كشمير.

«سننتقم له»

تقع كورام بمحاذاة كهوف أفغانية كان يختبئ فيها زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، وكانت حتى الآن معروفة، خصوصاً بأزهارها التي تتغنى بها قصائد الباشتون. ويقول خان: «إلا أنها استحالت الآن منصة لإرسال أسلحة إلى أفغانستان. كل عائلة كانت تملك ترسانة في منزلها».

لم يسلم أحد هذه الأسلحة إلى السلطات. في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) عندما أضرم شيعة النار في منازل ومتاجر في سوق سنية في باغان رداً على الهجوم على الموكب قبل يومين، سمع إطلاق النار من الطرفين.

وقد حاصرت النيران ابن عم سيد غني شاه في متجره.

ويروي شاه لوكالة الصحافة الفرنسية: «منعنا والديه من رؤية جثته لأنه كان يستحيل التعرف عليها. كيف عسانا نقيم السلام بعد ذلك؟ ما إن تسنح الفرصة سننتقم له».

أما فاطمة أحمد فقد فقدت كل أمل في 21 نوفمبر. فقد كان زوجها في طريقه لتسجيلها في كلية الطب في إسلام آباد بعدما ناضلت من أجل إقناع عائلتها بالسماح لها بمتابعة دروسها.

إلا أنه لم يعد. وتقول أرملته البالغة 21 عاماً إنها لا تريد «العيش بعد الآن من دونه». وتؤكد: «لم يقتلوا زوجي فحسب بل قتلوا كل أحلامي معه».