كيف أصبحت «فيسبوك» في قلب المعركة على «كورونا»؟

الشعار الرسمي للفيسبوك (أرشيفية-رويترز)
الشعار الرسمي للفيسبوك (أرشيفية-رويترز)
TT

كيف أصبحت «فيسبوك» في قلب المعركة على «كورونا»؟

الشعار الرسمي للفيسبوك (أرشيفية-رويترز)
الشعار الرسمي للفيسبوك (أرشيفية-رويترز)

في ظل الأزمة الصحية العالمية بسبب تفشي وباء «كورونا» المستجد، يرصد كثيرون أداء «فيسبوك» خصوصاً على ضوء المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقها في التصدي لانتشار الأخبار الكاذبة، مع ارتفاع معدلات الاستخدام، في ظل تضاؤل الموارد البشرية المتوافرة.
وقال مؤسس «فيسبوك» ورئيسها التنفيذي مارك زوكربيرغ، أول من أمس (الأربعاء): «لقد تضاعفت كمية المكالمات التي تم إجراؤها عبر (واتساب) و(مسنجر) مقارنة بالأيام العادية»، مضيفاً: «لقد تخطّت ذروة الاتصالات السنوية التي تحدث عادة بمناسبة العام الجديد»، وفقاً لما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».
وضاعف عملاق التكنولوجيا سعة خوادمه تحسباً لزيادة مستوى التبادلات عبر تطبيقاته في ظل انتشار فيروس «كورونا» المستجدّ. وأضاف زوكربيرغ: «في هذه المرحلة، لا تشهد غالبية البلدان حتى الآن تفشياً هائلاً للوباء لكن إذا وصلنا إلى تلك المرحلة، يجب أن تكون بنيتنا التحتية جاهزة حتى لا تنهار. لدينا دور نقوم به وهو التخفيف من شعور السكان المعزولين بالوحدة».
ومع تصاعد أزمة فيروس «كورونا» المستجد، تحرّكت «فيسبوك» على جبهات مختلفة: الترويج للمعلومات المقدمة من مصادر مختصة، ومكافحة انتشار المحتويات الكاذبة والمضللة، ودعم الخدمات الصحية مادياً وتكنولوجياً خصوصاً.
وقالت كارولينا ميلانيزي، وهي محللة في «كرييتف ستراتيجيز»: «نظراً إلى تاريخها الحديث، فإن ردة فعل (فيسبوك) تتابع عن كثب»، في إشارة إلى فضائح التلاعب بالبيانات الشخصية التي شوهت سمعة الموقع الاجتماعي.
وأضافت: «إذا كانوا (المديرون) أذكياء، فسيستخدمون هذه الفرصة لتلميع صورة علامتهم التجارية».
وتابعت: «يوم الأحد، بثت كنيستي القداس مباشرة عبر (فيسبوك). ومن خلال رؤية الأشخاص يقولون (آمين) ويرسلون القلوب عبر (مسنجر)، قلتُ في نفسي إنه من الجيد رؤية الجانب الجيد من الموقع ولو لمرة».
والأربعاء، أعلنت المنصة الاجتماعية أن المحتوى «الموثوق» سيظهر الآن كأولوية على صفحات المستخدمين (في البداية في أوروبا وأميركا) على شكل «مركز للمعلومات حول فيروس «كورونا».
وستصل الرسائل ومقاطع الفيديو من «منظمة الصحة العالمية» ومن خبراء وأشخاص معروفين لتشجيع الناس على تطبيق التباعد الاجتماعي، وهو أمر أساسي في مكافحة العدوى. ويجب على الشركة تطبيق التدابير هذه أولاً على نفسها. وقال زوكربيرغ إنه يعمل من المنزل مثل معظم موظفيه وآلاف المشرفين على المحتوى.
لكن المحتوى الحساس، مثل ذاك المرتبط بمحاولات الانتحار أو الإرهاب أو التحرش الجنسي بالأطفال، تصعب غربلته من غرفة الجلوس. فعادة، توجه الفرق المخصصة لهذه المهام وتحظى بدعم نفسي. وهم يعملون على أجهزة كومبيوتر آمنة للحفاظ على سرية المعلومات.
وأوضح زوكربيرغ: «نحن نعيد تنظيم الإشراف على المحتويات الأكثر حساسية. سيهتم به موظفونا بدوام كامل في الوقت الحالي»، لافتاً إلى أن الأشخاص المتعاقد معهم ستدفع أجورهم حتى لو لم يعملوا.
كذلك سيتم تعزيز الفرق المسؤولة عن مكافحة السلوك المدمر للذات وستستمر في العمل ضمن مجموعات «مثل قسم الطوارئ (في المستشفيات) أو الشرطة». وتابع مارك زوكربيرغ: «أخشى أن تؤدي العزلة إلى ارتفاع حالات الاكتئاب». وستؤدي إعادة التنظيم هذه إلى تقليل عدد المشرفين على المحتوى الأقل خطورة. وقال إن «فيسبوك» يملك نظام ذكاء اصطناعي قادراً على تحديد المنشورات المشبوهة.
وأوضح أن الحادث الذي وقع مساء الثلاثاء، عندما قمع نظام الذكاء الاصطناعي عدداً من المقالات باللغة الإنجليزية حول فيروس «كورونا»، كان «خللاً تقنياً في نظام الكشف عن السخام الإلكتروني (سبام)»، ولا علاقة له بالأزمة الحالية. كذلك نفى التقارير التي أوردتها الصحف الأميركية، التي تفيد بأن الحكومة تناقش مع «فيسبوك» إمكان الحصول على بيانات شخصية لتتبع انتشار الفيروس.


مقالات ذات صلة

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

العالم شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

أعلنت الحكومة الأسترالية اعتزامها فرض ضريبة كبيرة على المنصات ومحركات البحث التي ترفض تقاسم إيراداتها من المؤسسات الإعلامية الأسترالية.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
العالم انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)

عطل يضرب تطبيقي «فيسبوك» و«إنستغرام»

أظهر موقع «داون ديتيكتور» الإلكتروني لتتبع الأعطال أن منصتي «فيسبوك» و«إنستغرام» المملوكتين لشركة «ميتا» متعطلتان لدى آلاف من المستخدمين في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق تامونا موسيريدزي مع والدها (صورة من حسابها على «فيسبوك»)

بعد 40 سنة... سيدة تكتشتف أن والدها الحقيقي ضمن قائمة أصدقائها على «فيسبوك»

بعد سنوات من البحث عن والديها الحقيقيين، اكتشفت سيدة من جورجيا تدعى تامونا موسيريدزي أن والدها كان ضمن قائمة أصدقائها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»

«الشرق الأوسط» (تبليسي )
العالم رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي (رويترز)

أستراليا تقر قانوناً يحظر وسائل التواصل الاجتماعي لمن هم أقل من 16 عاماً

أقر البرلمان الأسترالي، اليوم (الجمعة) قانوناً يحظر استخدام الأطفال دون سن الـ16 عاما لوسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما سيصير قريباً أول قانون من نوعه في العالم.

«الشرق الأوسط» (ملبورن)
العالم يلزم القانون الجديد شركات التكنولوجيا الكبرى بمنع القاصرين من تسجيل الدخول على منصاتها (رويترز)

أستراليا تحظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً

أقرت أستراليا، اليوم (الخميس)، قانوناً يحظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون سن 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
TT

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة الأسترالية اعتزامها فرض ضريبة كبيرة على المنصات ومحركات البحث التي ترفض تقاسم إيراداتها من المؤسسات الإعلامية الأسترالية مقابل نشر محتوى هذه المؤسسات.

وقال ستيفن جونز، مساعد وزير الخزانة، وميشيل رولاند وزيرة الاتصالات، إنه سيتم فرض الضريبة اعتباراً من أول يناير (كانون الثاني)، على الشركات التي تحقق إيرادات تزيد على 250 مليون دولار أسترالي (160 مليون دولار أميركي) سنوياً من السوق الأسترالية.

وتضم قائمة الشركات المستهدفة بالضريبة الجديدة «ميتا» مالكة منصات «فيسبوك»، و«واتساب» و«إنستغرام»، و«ألفابيت» مالكة شركة «غوغل»، وبايت دانس مالكة منصة «تيك توك». وستعوض هذه الضريبة الأموال التي لن تدفعها المنصات إلى وسائل الإعلام الأسترالية، في حين لم يتضح حتى الآن معدل الضريبة المنتظَرة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقال جونز للصحافيين إن «الهدف الحقيقي ليس جمع الأموال... نتمنى ألا نحصل عائدات. الهدف الحقيقي هو التشجيع على عقد اتفاقيات بين المنصات ومؤسسات الإعلام في أستراليا».

جاءت هذه الخطوة بعد إعلان «ميتا» عدم تجديد الاتفاقات التي عقدتها لمدة3 سنوات مع المؤسسات الإعلامية الأسترالية لدفع مقابل المحتوى الخاص بهذه المؤسسات.

كانت الحكومة الأسترالية السابقة قد أصدرت قانوناً في عام 2021 باسم «قانون تفاوض وسائل الإعلام الجديدة» يجبر شركات التكنولوجيا العملاقة على عقد اتفاقيات تقاسم الإيرادات مع شركات الإعلام الأسترالية وإلا تواجه غرامة تبلغ 10 في المائة من إجمالي إيراداتها في أستراليا.