هشام عباس: صعوبة الإنتاج أبعدتني... و«عامل ضجة» يعيدني للجمهور

قال لـ«الشرق الأوسط» إنه يأمل بالغناء على مسارح السعودية

الفنان المصري هشام عباس
الفنان المصري هشام عباس
TT

هشام عباس: صعوبة الإنتاج أبعدتني... و«عامل ضجة» يعيدني للجمهور

الفنان المصري هشام عباس
الفنان المصري هشام عباس

بعد غياب طويل عن الساحة الغنائية، طرح الفنان المصري هشام عباس، ألبوماً غنائياً جديداً، بالتعاون مع شركة «مزيكا» يضم 11 أغنية، عاد من خلاله إلى الجمهور. هشام عباس قال في حواره مع «الشرق الأوسط» إنه سجل ما يقرب من 30 أغنية من أجل ألبومه الجديد «عامل ضجة»، مؤكداً أنه يأمل بالغناء على مسارح السعودية بعد التطور الفني الذي شهدته المملكة، وأكد أن لديه تجربتين مهمتين في الدراما المصرية، لكنه يجد صعوبة في احتراف التمثيل حالياً، وإلى نص الحوار:
> في البداية، لماذا قلّت أعمال هشام عباس الغنائية طوال السنوات الماضية؟
- الظروف الاقتصادية والإنتاجية التي مرت بها صناعة الغناء بمصر والوطن العربي، كانت السبب الرئيسي وراء ابتعادي بشكل كبير عن تقديم أعمال غنائية جديدة، لكني كنت متواجداً مع الجمهور عبر الحفلات والأفراح، والحمد لله أمتلك حالياً مجموعة كبيرة من الأغنيات التي تجعلني قادراً على تقديم حفلات وأفراح رائعة، كما أنني طيلة تلك الفترة لم أكن جالساً في المنزل؛ فقدمت عدداً من التترات الغنائية الناجحة في الدراما التلفزيونية، من بينها مسلسلات عرضت خلال مواسم رمضان، وأيضاً قدمت ثلاثة برامج تلفزيونية، منها برنامج «شريط كوكتيل» الذي يعرض حالياً، وأيضاً برنامج «أحلى مسا» مع الفنانة فيفي عبده، وهناك أيضاً برنامج «ساعة لقلبك» الذي كان يقوم على تقديم الفقرات المتنوعة مع الفنانين، كما قدمت برنامجاً إذاعياً عبر محطة «اينرجي» وحقق البرنامج انتشاراً جيداً، في الوقت الذي طرحت فيه أكثر من أغنية سينغل، من بينها «حالة حب»، ثم أغنية «وحشتوني» التي قدمتها مع محسن جابر.
> هل وجدت صعوبة في تسجيل أغنيات الألبوم؟
- بكل تأكيد، ألبوم «عامل ضجة» هو عبارة عن ثلاثة ألبومات تم جمعها في ألبوم واحد، حيث إنني طيلة السنوات الـ11 الماضية، كنت أعمل على ألبومات غنائية ووجدت نفسي أمام 3 ألبومات، كل منها باسم مختلف، فأنا سجلت خلال تلك الفترة ما يقرب من 30 أغنية، وحينما قررت الطرح قمت بضم 11 أغنية من تلك المجموعة وطرحتها في الأسواق بعنوان «عامل ضجة».
> ألم تقلق من غناء مفردات جديدة عليك في أغنية «شاري بالغالي»؟
- هذه الأغنية رأيت فيها نجاح أغنياتي القديمة، مثل «حبيبي ده»، و«فينوه» حينما استمعت لها لأول مرة من الشاعر حسن عطية، والملحن أحمد زعيم، لكن كان لدي تعقيب على كلماتها، وبالتحديد جملة «جامع أخوالي»، لكن الشاعر أقنعني بأنني لا أغني فقط لمصر، إنما أغني للدول العربية كافة، وتلك الدول تستخدم كلمة «أخوالي» بشكل كبير، كما أن الأغنية تمت كتابتها باللهجة البيضاء، وللعلم أنا كنت أريد اختيار الجملة التي تبدأ بها الأغنية «يا مسهل يا رب» عنواناً للألبوم، لكني وجدت نفسي لا أقول تلك الجملة سوى مرة واحدة في الأغنية، واخترت أخيراً «شاري بالغالي»، اسماً لها.
> لماذا طرحت أغنية سينغل بعد طرح الألبوم بأيام؟
- أغنية «هي دي» كان من المفترض أن تطرح داخل الألبوم، لكن الألبوم كان له شكل وطابع خاص، فرأيت أنه من الأفضل استبعاد الأغنية منه، وطرحها بشكل منفرد، واستغلالاً لمناسبة عيد الحب في شهر فبراير (شباط) الماضي، طرحت الأغنية؛ لأنها تعد من أقرب الأغنيات التي سجلتها أخيراً إلى قلبي، كما أن الموزع الموسيقي كريم عبد الوهاب، بذل فيها مجهوداً كبيراً لكي تخرج بتلك الصورة.
> كيف تقيّم انتشار ظاهرة أغنيات المهرجانات حالياً في مصر؟
- لست من هواة الهجوم على أي فن يتم تقديمه، لكني بشكل شخصي لا أحب تلك النوعية من الأغنيات، ربما أستمع لها مرة أو مرتين، لكني لا أحبذ الاستماع لها أكثر من ذلك؛ لأنها ترهق الأعصاب، وتشتت تركيز من يستمع إليها، فتلك الأغنيات عبارة عن صوت عالٍ غير مفهوم، وأنا أعتقد أن المهرجانات ليس لها أي علاقة بالغناء الشعبي، وأقول لأصحاب هذا النوع من الغناء إن الفن رسالة، ولا بد أن نقدم فناً يليق بنا، ونبتعد من خلاله عن الكلمات والألفاظ المبتذلة التي يتم تقديمها في تلك الأغنيات، فأنا أب لا أحبذ أن يستمع أولادي لتلك الكلمات.
> هل اقترب موعد ظهور هشام عباس في الدراما العربية؟
- لدي حتى الآن تجربتان جيدتان بالدراما، هما مسلسل «الوصية» مع أكرم حسني، ومسلسل «سبع صنايع»، مع الفنانة مي سليم، والفنان شريف رمزي، وأرى أن تجربة «الوصية» كانت من أروع ما قدمت، كما حققت أغنية «أنا المجروح» نجاحاً كبيراً وقت عرضها في المسلسل خلال شهر رمضان، لكني أجد صعوبة حالياً في احتراف التمثيل.
> ما رأيك في الانفتاح الفني الذي شهدته المملكة العربية السعودية خلال الفترة الماضية؟
- لم أكن أتوقع هذا التطور، إلا بعد زيارتي للمملكة نهاية العام الماضي، أثناء حضوري حفل الموسيقار الكبير عمرو خيرت في مدينة العلا ضمن مهرجان «شتاء طنطورة»، وشاهدت ما لم أتوقعه؛ فالجمهور كان رائعاً ومحباً للفنون؛ لذلك أشتاق للوقوف أمام هذا الجمهور خلال الفترة المقبلة عقب انتهاء أزمة فيروس كورونا من جميع دول العالم.



السوبرانو أميرة سليم لـ«الشرق الأوسط»: لا أسعى لمنافسة أحد

سليم في حفلها بأكاديمية الفنون المصرية بروما ({الشرق الأوسط})
سليم في حفلها بأكاديمية الفنون المصرية بروما ({الشرق الأوسط})
TT

السوبرانو أميرة سليم لـ«الشرق الأوسط»: لا أسعى لمنافسة أحد

سليم في حفلها بأكاديمية الفنون المصرية بروما ({الشرق الأوسط})
سليم في حفلها بأكاديمية الفنون المصرية بروما ({الشرق الأوسط})

كشفت مطربة الأوبرا المصرية (السوبرانو) أميرة سليم عن استعدادها لتقديم أغنيات باللهجة العامية المصرية بعدما قدمت أغنية «بنحب المصرية»، كما بدأت تقديم أغنيات باللغة المصرية القديمة بعدما حققت أغنيتها «ميروت إك» وتعني «حُبك» صدى واسعاً عبر قناتها الرسمية على «يوتيوب» وفي حفلاتها بمختلف دول العالم.

وأكدت المطربة المصرية التي تتنقل في إقامتها بين مصر وفرنسا، أنها تتطلع لإعادة تقديم أغنيات لمطربين آخرين على غرار شادية، كما أكدت حبها لصوت شيرين عبد الوهاب، وأبدت تطلعها لدخول مجال التمثيل إذا ما تلقت عملاً يجذبها.

السوبرانو المصرية أميرة سليم ({الشرق الأوسط})

وقدمت أميرة سليم حفلات عدة في أوروبا، بكل من الأوبرا الفرنسية والإيطالية والألمانية، كما قدمت أعمالاً بالأوبرا المصرية عقب تخرجها في معهد «الكونسرفتوار» بالقاهرة، وشاركت بالغناء في حفل «موكب المومياوات الملكية» 2021.

ومع قرب احتفالات أعياد الميلاد أحيت سليم قبل أيام حفلاً في «الأكاديمية المصرية للفنون بروما» بمصاحبة عازفة البيانو «باسكال روزيه»، قدمت خلاله أعمالاً غربية وعربية من بينها «أنشودة إيزيس» لأول مرة في إيطاليا، وأغانٍ للفنان فريد الأطرش.

وعن مشاركتها في الحفل الموسيقي الذي قدمه الموسيقار هشام نزيه على هامش مهرجان «الجونة السينمائي» تقول: «العمل مع هشام نزيه ممتع، فهو منفتح على مختلف أنواع الموسيقى ولا يرتبط بنوع معين، كما أنه ديمقراطي في عمله وصاحب روح جميلة، وقدمت معه (أنشودة إيزيس)، وهي المرة الأولى التي أقف معه بصفته مؤلفاً على المسرح، وذلك يمثل قيمة كبيرة ونادرة بالنسبة للفنان».

تتبنى سليم فكرة تقديم أغنيات باللغة المصرية القديمة ({الشرق الأوسط})

وتقدم السوبرانو حفلات بمصر بين وقت وآخر، لكنها تعترف بأنها ليست كافية، مؤكدة أنها تهتم بالجودة وتقديم حفل لائق في كل التفاصيل، وأن هذا ليس متاحاً دائماً.

وغنت أميرة سليم في حفلات بكل من السعودية والبحرين وعُمان وقطر، وحول الفرق في التلقي بين الجمهور العربي والغربي، تقول: «التفاعل الأكبر يكون مع الجمهور المصري والعربي، فهناك حميمية في ردود أفعالهم، بينما الجمهور الأوروبي لديه نظرة قائمة على التحليل؛ كونه يهتم بالفنون الرفيعة ومطلعاً عليها بشكل كبير».

وبعد أكثر من 20 عاماً من عملها بصفتها مطربة أوبرالية اتجهت أميرة لتقديم أغنيات خاصة بها، وتقول عن ذلك: «لطالما قدمت أعمالاً لمؤلفين آخرين، لكنني أتمنى تقديم أعمال تخصني، وهو ما بدأت فيه مع أغنية (بنحب المصرية)، وقد أصدرها في ألبوم»، وأضافت: «لا أسعى لمنافسة أحد حيث أغني بأسلوبي الخاص بصفتي مطربة أوبرا».

تؤكد أميرة أنه قد حان الوقت لتقديم أغنيات خاصة بها ({الشرق الأوسط})

وتتبنى سليم فكرة إحياء اللغة المصرية القديمة من خلال الغناء، وقدمت أولى أغنياتها في هذا الصدد بعنوان «ميروت إك» وتعني «حُبك»، وتقول عنها: «هي أغنية عاطفية تُظهر وجهاً آخر للمرأة في الحضارة المصرية القديمة التي كانت تقع في الحب وتعبر عنه، وأتطلع لمواصلة هذا التوجه، برغم أنه أمر ليس سهلاً»، موضحة أن «صعوبته تكمن في أن الأغنيات تعتمد على أشعار فرعونية، لذا لا بد من استخراج النص وترجمته والتدريب على النطق الصحيح مع خبراء الآثار وعلم المصريات، ثم وضع موسيقى ملائمة له، وقد استخدمت في لحن الأغنية التي قدمتها مقطوعة شهيرة للموسيقار الألماني باخ مع ألحان من ارتجالي، وهناك ملحنون مصريون رحبوا بخوض تجربة التلحين لأغنيات بالهيروغليفية».

وعمن تسمع لهم في الغناء العربي تقول: «أستمع جيداً لكل ما يُطرح، لكنني أحب صوت شيرين عبد الوهاب فهو صوت مصري أصيل، كما أحب أغنيات فرقتي (مسار إجباري) و(كايروكي) لأن موسيقاهما تجمع بين الألحان الشرقية والغربية».

«ميروت إك» أغنية عاطفية تُظهر وجهاً آخر للمرأة في الحضارة المصرية القديمة

أميرة سليم

وتحرص أميرة في حفلاتها على تقديم أعمال الموسيقار الراحل سيد درويش الذي تراه «فناناً سابقاً لعصره» وتُعِده «بيتهوفن العرب» الذي حقق ثورة في الموسيقى وأحدث تطوراً كبيراً وأدخل «الهارموني» في الموسيقى الكلاسيكية، وهو في رأيها لم يتم اكتشاف ما أحدثه من تطوير في الموسيقى الشرقية بعد، مضيفة: «حين أغني له في أوروبا يتجاوب الأجانب معي بحماس رغم عدم فهمهم لكلماته، لكنهم يقدرون موسيقاه كثيراً».

كما تقدم السوبرانو المصرية ضمن حفلاتها أغنيات لفريد الأطرش وأسمهان، وأرجعت ذلك إلى أن «نوعية أغانيهما قريبة أكثر لصوتها، وقد تأثر فريد بالموسيقى الكلاسيكية، كما أن أسمهان صوت أوبرالي وقد تأثر بأعمالها كل مطربي الأوبرا».

«أستمع جيداً لكل ما يُطرح لكنني أحب صوت شيرين عبد الوهاب فهو صوت مصري أصيل»

أميرة سليم

وأبدت أميرة تطلعها لتقديم أغنيات لشادية، مؤكدة أن «شادية لديها رصيد كبير من الأغنيات الرائعة التي تتسم بـ(الشقاوة) مثل التي قدمتها مع الملحن منير مراد»، وترحب بخوض تجارب تمثيلية من خلال أعمال تناسبها، مؤكدة أن «مطرب الأوبرا لا بد أن تكون لديه قدرة على الأداء التمثيلي».

وتنتمي أميرة سليم لأسرة فنية، فوالدتها هي عازفة البيانو الشهيرة مارسيل متى، ووالدها الفنان التشكيلي الراحل أحمد فؤاد سليم، ولكل منهما بصمته الخاصة على مسيرتها، مثلما تقول: «والدتي هي من علمتني كل شيء في الموسيقى، وشجعتني ودعمتني مثلما دعمت أجيالاً عديدة من الفنانين، فيما أثر والدي علي في كل ما هو إنساني، مثل رسالة الفن وكيف نقدمها وأن يكون لدى الفنان شجاعة التجريب».