مشاريع قوانين في الكنيست لإسقاط نتنياهو

تتزامن مع مفاوضة غانتس له على حكومة وحدة

مؤتمر صحافي لنتنياهو الاثنين الماضي (إ.ب.أ)
مؤتمر صحافي لنتنياهو الاثنين الماضي (إ.ب.أ)
TT

مشاريع قوانين في الكنيست لإسقاط نتنياهو

مؤتمر صحافي لنتنياهو الاثنين الماضي (إ.ب.أ)
مؤتمر صحافي لنتنياهو الاثنين الماضي (إ.ب.أ)

في الوقت الذي تستمر فيه طواقم المفاوضات مع «الليكود» حول تشكيل «حكومة وحدة» أو «حكومة طوارئ لمواجهة خطر انتشار فيروس كورونا»، طرحت الكتلة البرلمانية لقائمة «كحول لفان» وكتلة أفيغدور ليبرمان من حزب «يسرائيل بيتينو»، أول أربعة مشاريع قوانين للكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، ترمي جميعها للتخلص من حكم بنيامين نتنياهو، ومنعه من مواصلة السيطرة على الحكم بالقوة.
وتنص قوانين «كحول لفان» الثلاثة، على «منع متهم بقضايا جنائية من شغل منصب رئيس الحكومة أو تكليفه بتشكيلها»، و«الحد من عدد الولايات المتاحة لرئيس الحكومة، ليقتصر الأمر على دورتين برلمانيتين فقط أو ثماني سنوات متواصلة»، وأيضاً «إجبار وزير أو رئيس حكومة على الاستقالة إذا ما قُدمت ضدهم لوائح اتهام». وأما مشروع القانون الرابع، فقد طرحه عضو «الكنيست» عوديد فورير، من حزب ليبرمان، وينص على «منح صلاحية للكنيست، بوقف ولاية رئيس الوزراء في حكومة انتقالية، قُدمت ضده لائحة اتهام، وتسقط حكومته بأكثرية الأصوات».
لكن رئيس الكنيست يولي أدلشتاين، من حزب «الليكود»، يرفض دعوة الهيئة العامة لـ«الكنيست» إلى الانعقاد للبحث في هذه المشاريع وغيرها، وذلك بدعوى الالتزام بتعليمات وزارة الصحة عدم جمع أكثر من 10 أشخاص في قاعة واحدة. ورفض غانتس وليبرمان وبقية نواب الأكثرية ذرائع أدلشتاين واتهموه بخرق القانون وتجاوز صلاحياته، وأكدوا أن سبب رفضه دعوة «الكنيست» هو خوفه من استبداله برئيس آخر. وقال يائير لبيد من قادة «كحول لفان»، إن أدلشتاين يسير على طريق نتنياهو، كل منهما يتمسك بالكرسي بشكل غير قانوني وغير أخلاقي، وهدد بالتوجه إلى القضاء لإلزامهما بالتخلي. وأوضح لبيد أن أكثرية 61 نائباً من مجموع 120 يطلبون عقد جلسة لـ«الكنيست»، ويجب على أدلشتاين التجاوب معهم.
كانت مصادر سياسية قد كشفت أن طواقم «الليكود» و«كحول لفان» تعقد جلسات تفاوض سرية حول حكومة وحدة لأربع سنوات أو حكومة طوارئ لبضعة شهور، وذلك تجاوباً مع دعوة الرئيس الإسرائيلي، رؤوبين رفلين، الذي جمعهما في مكتبه قبل يومين. وقال مصدر في «كحول لفان»، إن «الليكود» غير معني بحكومة وحدة بشكل حقيقي، وحتى إن تم إجباره عليها بضغط من الجمهور، فإنه سيجهضها بعد عدة شهور ليدفع إسرائيل إلى انتخابات رابعة. ورد «الليكود» بالقول إن ما يمنع الوحدة هو غانتس وليبرمان، اللذين يطرحان مشاريع قوانين تبين حقيقة موقفهما العدائي من نتنياهو. وقال «الليكود»، في بيان له، إن «قائمة (كحول لفان) أعاقت وتعيق مفاوضات تشكيل الحكومة منذ البداية، وهي ملوثة بالنوايا الخبيثة وعدم المسؤولية في وقت تعيش فيه إسرائيل أزمة وطنية ودولية (في إشارة إلى انتشار فيروس كورونا). تجدها ظاهرياً، تبدي الاستعداد لتشكيل حكومة وحدة، ولكنها على أرض الواقع، تدفع نحو التشريعات الشخصية والمناهضة للديمقراطية بأثر رجعي، بهدف إحباط إرادة الناخبين وسحق تصويت أكثر من مليونين ونصف المليون مواطن. حتى إيران وتركيا تخجلان من سن مثل هذه القوانين».
لكن عناصر أخرى في الحزبين تحدثت عن «اتجاه إيجابي في المفاوضات بين الطرفين». وقال وزير الأمن الداخلي، جلعاد إردان، الذي يعتبر من قادة «الليكود»، إنه يتوقع تشكيل حكومة طوارئ خلال 72 ساعة من هذه اللحظة، ورفض الكشف عن تفاصيل. وقال مصدر سياسي إن «كحول لفان»، تنازلت عن موقفها لأول مرة، ووافقت خلال المحادثات مع «الليكود» على أن يتولى نتنياهو رئاسة الحكومة لمدة سنة، ويتولى غانتس بعده الرئاسة لمدة سنتين. ولكنها تشترط لذلك بأن تحصل على حقيبة وزارة القضاء. لكن «الليكود» يريد الاحتفاظ لنفسه بهذه الوزارة بالذات، حتى يظل موقفه حاسماً في القضايا القضائية. ما جعل أحد قادة «كحول لفان» يقول إن «(الليكود) يثبت أن كل ما يهمه هو منع محاكمة نتنياهو بتهم الفساد».
وعادت كتلة «كحول لفان» لتتحدى نتنياهو أن يوافق على حكومة وحدة. وقال: «إذا وافق نتنياهو على الاكتفاء بسنة واحدة، فإنه بالإمكان الاتفاق على تشكيل ائتلاف خلال يومين». وهو الأمر الذي يرفضه نتنياهو، لأنه يريد أن يبقى رئيس حكومة طيلة وقت محاكمته بالفساد، حتى لا يصل إلى قفص الاتهام مجرداً من أي صفة اعتبارية. ولذلك، فإنه لا يوجد تقدم في الاتصالات بين الجانبين حول تشكيل «حكومة وحدة قومية».
وقال مصدر كبير في «الليكود»، أمس، إن «كحول لفان» أيضاً ليس معنياً بالوحدة. والهدف المركزي من نشاطه اليوم هو إفشال الاتصالات مع «الليكود»، لكي يبرهن للنائبين اليمينيين في الكنيست، يوعاز هندل وتسفيكا هاوزر، أنه يجري بذل جهد صادق وحقيقي من أجل تشكيل حكومة واسعة. والهدف هو أنه في حال فشل الاتصالات مع «الليكود»، سيكون بالإمكان تشكيل حكومة ضيقة بدعم «القائمة المشتركة» من خارجها، والحصول على تأييد هندل وهاوزر اللذين يعارضان دعم «المشتركة».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».