الزرفي... أصغر رئيس وزراء عراقي مكلف منذ 2003

ولد في النجف... وانتمى مبكراً إلى حزب «الدعوة»

الرئيس العراقي برهم صالح لدى استقباله أمس عدنان الزرفي لتكليفه تشكيل الحكومة الجديدة (رويترز)
الرئيس العراقي برهم صالح لدى استقباله أمس عدنان الزرفي لتكليفه تشكيل الحكومة الجديدة (رويترز)
TT

الزرفي... أصغر رئيس وزراء عراقي مكلف منذ 2003

الرئيس العراقي برهم صالح لدى استقباله أمس عدنان الزرفي لتكليفه تشكيل الحكومة الجديدة (رويترز)
الرئيس العراقي برهم صالح لدى استقباله أمس عدنان الزرفي لتكليفه تشكيل الحكومة الجديدة (رويترز)

ينظر البعض إلى تكليف عدنان عبد خضير عباس مطر الزرفي بتشكيل الحكومة العراقية المقبلة كنوع من أنواع «الإزاحة الجيلية» التي تكللت بغياب الصف الأول من كبار الساسة في مرحلة ما بعد 2003، ليحل محلها الجيل الثاني من ساسة تلك المرحلة.
الزرفي، الذي ولد عام 1966 في محافظة النجف الدينية، أصغر من حيث العمر (54 عاما) بـ14 عاماً عن رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي (68 عاماً) الذي كان بدوره أصغر من جميع من سبقوه في منصب رئاسة الحكومة، مثل (إياد علاوي، وإبراهيم الجعفري، ونوري المالكي، وعادل عبد المهدي). والمفارقة أن الزرفي هو الرئيس الحالي لكتلة ائتلاف «النصر» النيابية التي يتزعمها العبادي.
على أن العمر الصغير نسبيا لرئيس الوزراء المكلف مقارنة بساسة الخط الأول، لم يمنع الزرفي من أن يحجز لنفسه مكانة مهمة في السياق السياسي بعد 2003، حيث شغل منذ عام 2004، منصب محافظ النجف، وعام 2006 فاز بعضوية مجلس محافظة النجف ورأس كتلة «الوفاء للنجف» المقربة من ائتلاف «دولة القانون» وزعيمها نوري المالكي، وبدعم من هذه الكتلة تمكن عام 2009 من العودة إلى منصب المحافظ واستمر فيه حتى عام 2015، قبل أن يقيله مجلس محافظة النجف من منصبه على خلفية فساد.
في المؤتمر الذي عقد عقب جلسة إقالة الزرفي من منصب محافظ النجف في 13 يوليو (تموز) عام 2015، قال رئيس مجلس محافظة النجف خضير الجبوري ما نصه: «يوم تاريخي يسجل في تاريخ مدينة النجف وفي تاريخ مجالس المحافظات. اليوم باسم أهالي النجف وباسم كل الشرفاء وباسم كل الخيرين، قرر مجلس محافظة النجف إقالة الأستاذ عدنان الزرفي من منصب محافظ النجف وإحالة كل ملفات الفساد إلى هيئة النزاهة». وأضاف أن «كل المشاريع العمرانية أعطيت إلى أشخاص قريبين من السيد المحافظ وأغلبهم من كتلته العامة (يقصد دولة القانون)». غير أن الزرفي رد في حينها على موضوع إقالته والتهم التي أثيرت ضده، بأنها «كيدية وتقف وراءها دوافع شخصية وسياسية».
ولم يحل موضوع الإقالة والتهم دون مواصلة الزرفي لمسيرته السياسية، حيث تحالف بوصفه الأمين العام لـ«حركة الوفاء العراقية» مع رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي في ائتلاف «النصر» وتمكن من الفوز بمقعد نيابي عن محافظة النجف في الانتخابات العامة التي جرت في مايو (أيار) 2018، واختير لمنصب رئيس الكتلة في البرلمان.
تقول السيرة الذاتية لرئيس الوزراء المكلف إنه باشر العمل السياسي في وقت مبكر، حيث انتمى إلى حزب «الدعوة الإسلامية» عام 1983، لكن مصدرا مطلعا في حزب «الدعوة» ذكر لـ«الشرق الأوسط» أن «الزرفي لم يكن من الأسماء المعروفة وانقطعت صلته بالحزب بعد عام 2003».
كما تشير سيرته الذاتية أيضا، إلى أنه اعتقل وحكم عليه بالسجن المؤبد بين الأعوام 1988 – 1991، وتمكن من الهروب من سجن أبو غريب عام 1991، ليلتحق بـ«الانتفاضة التي انطلقت في العام نفسه بعد هزيمة التحالف الدولي لنظام الرئيس الراحل صدام حسين وطرده من الكويت. وعقب انتهاء الحرب والقضاء على «الانتفاضة» الذي نشبت في 14 محافظة عراقية، فر عدنان الزرفي إلى مخيم «رفحاء» للاجئين العراقيين الفارين من بطش نظام صدام حسين في المملكة العربية السعودية.
عام 1994 غادر الزرفي مخيم رفحاء مهاجرا إلى الولايات المتحدة التي حصل على جنسيتها وعاد عام 2003، ضمن فريق هيئة الإعمار العراقي الذي شكلته الولايات المتحدة لإدارة المرحلة الانتقالية بعد إطاحة نظام صدام حسين في العام نفسه.
بقي أن يقال إن تكليف الزرفي الحاصل على إجازة في الفقه من جامعة الكوفة، لم يمر دون علامات استفهام واعتراض بعض الجهات؛ نظراً لجذوره في حزب «الدعوة» وعلاقته بائتلاف «دولة القانون» المتهمين بإدارة الدولة العراقية لنحو 15 عاما بطريقة خاطئة. إلى جانب الشكوك المتعلقة بعلاقاته المتينة بالولايات المتحدة كما يقول بعض خصومه من الفصائل الموالية لإيران في تحالف «الفتح» الحشدي. وفيما ينظر إليه بوصفه أحد أبرز الساسة الداعمين للحراك الاحتجاجي الذي انطلق في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، يشكك آخرون بدوافع ذلك الدعم ويضعونه في خانة «ركوب موجة المظاهرات للحصول على مكاسب سياسية».



غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
TT

غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)

أثار إعلان زعيمي الجزائر وتونس غيابهما عن حضور القمة العربية الطارئة في القاهرة، الثلاثاء، حول غزة والقضية الفلسطينية، تساؤلات حول مستوى مشاركات الدول العربية في القمة وتأثير ذلك على مخرجاتها، بينما أكد مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده «وجهت الدعوة لجميع زعماء الدول العربية الأعضاء في الجامعة، وكان هناك حرص على مشاركة الجميع للتشاور واتخاذ موقف بشأن هذه القضية المصيرية في تلك اللحظة الحرجة بالمنطقة».

ومساء الأحد، أفادت وكالة الأنباء الجزائرية بأن رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، قرر عدم المشاركة في القمة العربية الطارئة التي تستضيفها مصر يوم 4 مارس (آذار)، لبحث تطورات القضية الفلسطينية.

وبحسب ما نقلته الوكالة عن مصدر، «كلف تبون وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الأفريقية أحمد عطاف، لتمثيل الجزائر»، وأرجعت القرار إلى «اختلالات ونقائص شابت المسار التحضيري للقمة»، ومنها «احتكار مجموعة محدودة من الدول العربية إعداد مخرجات القمة دون تنسيق مع بقية الدول العربية المعنية كلها بالقضية الفلسطينية»، وفق تقرير وكالة الأنباء الجزائرية.

والاثنين، قبل ساعات من انعقاد القمة، أعلنت الرئاسة التونسية أن الرئيس التونسي قيس سعيد، كلف وزير الخارجية، محمد علي النفطي، بترؤس الوفد التونسي المشارك في القمة الطارئة.

وحسب الرئاسة التونسية، فإن تونس «ستجدد موقفها الثابت والداعم للحقوق الفلسطينية، وفي مقدمتها إقامة دولة مستقلة ذات السيادة على كامل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف».

من جانبه، قال المصدر المصري المطلع إنه «لا يمكن اعتبار موقف الجزائر وتونس غياباً عن المشاركة في القمة، لأن إيفاد ممثل لرئيس الدولة وبتكليف منه يعدُّ مشاركة رسمية للدولة، وهذا هو الهدف، أن تكون هناك مواقف ومشاركة رسمية من الدول».

ونوه المصدر بأن «هناك عدداً من الدول سواء في هذه القمة أو قمم سابقة درج على إرسال ممثلين للرؤساء والملوك، ولم يقلل هذا من مشاركة تلك الدول، لأن الممثلين يعبرون عن مواقف دولهم، مثلهم مثل الرؤساء، حتى إن كان ممثل الرئيس يغيب عن بعض الاجتماعات التي تعقد على مستوى الزعماء، لكن في النهاية يتم عرض ما تم الاتفاق عليه على الجلسة الختامية للقمة لاتخاذ موقف جماعي بشأنه من كل الوفود المشاركة».

وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي مع نظيره التونسي محمد علي النفطي الذي سيمثل بلاده في القمة بالقاهرة الاثنين (إ.ب.أ)

وحول ما ساقته الجزائر من أسباب لغياب رئيسها عن القمة، أوضح المصدر أن «القاهرة من اللحظة الأولى حرصت على إطلاع الجميع على خطة إعادة الإعمار التي أعدتها لقطاع غزة، لأن هذه هي النقطة الرئيسية والهدف من وراء تلك القمة، ومن المصلحة أن يكون هناك موقف موحد واتفاق حولها، ولم يكن هناك تجاهل أو إقصاء لأحد، فضلاً عن أن هذه قضية كل العرب ولا يمكن تصور أن دولة أو عدة دول يمكن أن تمنع دول أعضاء من أن يكون لها دور في القضية».

وشدد المصدر على أنه «ليس هناك قلق من مستوى التمثيل في القمة، لأن الاجتماع يحيط به الزخم المطلوب منذ الإعلان عنه، فضلاً عن كون الدول التي تأكدت مشاركتها سواء عبر زعمائها أو ممثلين لها هي من الدول الفاعلة والمشتبكة مع القضية، التي لا تنتظر من أحد أن يحدد لها دورها الطبيعي والمطلوب».

يأتي ذلك بينما بدأ قادة عرب، الاثنين، التوجه إلى القاهرة للمشاركة في القمة، حيث أفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، بأن الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد غادر البلاد متوجهاً إلى مصر للمشاركة بالقمة العربية.

وفي البحرين، أعلن الديوان الملكي أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، سيغادر المملكة الاثنين، متوجهاً إلى مصر. وأضاف الديوان أن الملك سيرأس وفد البحرين المشارك في القمة، لبحث تطورات القضية الفلسطينية، كما سيرأس أعمال القمة، بحسب وكالة الأنباء البحرينية الرسمية (بنا).

كما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) أن ممثل أمير البلاد مشعل الأحمد الجابر الصباح، ولي العهد صباح خالد الحمد الصباح «يغادر أرض الوطن، الثلاثاء، متوجهاً إلى مصر لترؤس وفد الكويت في القمة العربية غير العادية».

ويرى مندوب مصر السابق لدى الأمم المتحدة، السفير معتز أحمدين، أن «المشاركة في القمم الدولية تكون بمن تحدده الدول ممثلاً لها، فإن حضر الرئيس فهذا جيد، وإن كان رئيس الحكومة فهذا جيد أيضاً، وإن كان وزير فهذا معقول، وإن لم يكن وكان المندوب الدائم أو سفير الدولة في بلد القمة فهذا لا ينقص من تمثيلها».

أحمدين أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «حتى غياب تمثيل الدولة تماماً بالقمة، فهذا لا يعطل صدور القرارات، لأن القرارات تصدر بالإجماع، والغياب يعني أن الدولة تنازلت عن صوتها، لكن إن شاركت بأي مستوى من التمثيل وسجلت موقفها، فهذا هو الأفضل في الدبلوماسية».

وبحسب جدول أعمال القمة الطارئة المرسل من المندوبية الدائمة لمصر إلى أمانة الجامعة العربية، يبدأ استقبال رؤساء الوفود المشاركة، الثلاثاء في الثالثة عصراً بتوقيت القاهرة، وتنطلق أعمال الجلسة الافتتاحية في الرابعة والنصف، وبعد مأدبة الإفطار الرمضاني المقامة على شرف الوفود المشاركة، ويتم عقد جلسة مغلقة، ثم جلسة ختامية وتنتهي أعمال القمة في الثامنة والنصف مساء، بإعلان البيان الختامي والقرارات التي تم الاتفاق عليها.