«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

قروض مصرفية لتمويل مشروع المأوى

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.



مصر لتنشيط السوق العقارية بتسهيلات تمويلية

لا تختلف المبادرة الجديدة عن القديمة في الشروط العامة
لا تختلف المبادرة الجديدة عن القديمة في الشروط العامة
TT

مصر لتنشيط السوق العقارية بتسهيلات تمويلية

لا تختلف المبادرة الجديدة عن القديمة في الشروط العامة
لا تختلف المبادرة الجديدة عن القديمة في الشروط العامة

في ظل الارتفاع المستمر لأسعار العقارات في مصر، واستجابةً لطلبات المطورين العقاريين وخبراء السوق العقارية، أطلق البنك المركزي المصري أخيراً مبادرة جديدة للتمويل العقاري لدعم متوسطي الدخل، عبر توفير تسهيلات تمويلية لدعم شراء وحدات سكنية، وتنشيط السوق العقارية التي تعاني من حالة ركود، وفق تقديرات خبراء العقارات الذين أبدى بعضهم تحفظات على شروط مبادرة البنك المركزي الجديدة، معتبرين أنها «لا تتفق مع الواقع».
وأعلن البنك المركزي المصري الأسبوع الماضي، عن بدء تفعيل مبادرة التمويل العقاري لدعم متوسطي الدخل في البنوك المصرية، وهي المبادرة التي أطلقها البنك المركزي المصري في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بقيمة 50 مليار جنيه (الدولار الأميركي يعادل 15.5 جنيه مصري) لتمويل شراء الوحدات السكنية لمتوسطي الدخل، بتسهيلات تصل إلى 20 عاماً، وبفائدة متناقصة بنسبة 10%، ومن المقرر أن تبدأ البنوك المصرية في تلقّي طلبات التمويل العقاري بدءاً من أول مارس (آذار) المقبل، حسب البنك المركزي.
ووصف بعض نواب البرلمان المصري محاولات دعم متوسطي الدخل وتنشيط السوق العقارية عبر مبادرة البنك المركزي بأنها «فكرة جيدة»، من بينهم عبد المنعم العليمي، عضو لجنة الإسكان بمجلس النواب المصري، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «المبادرة جيدة في حد ذاتها، لكنّ تنفيذها بنجاح على أرض الواقع مرتبط بتغييرات تشريعية تتعلق بإصدار تشريع لتقنين العلاقة بين المالك والمستأجر، وحل مشكلات قانون الإيجار القديم، ووضع تسهيلات لتسجيل الوحدات العقارية في مكاتب (الشهر العقاري)، إضافةً لوضع تشريع يرفع الحد الأقصى للأجور»، مشيراً إلى أن «مجلس النواب قدم مقترحاً لرفع الحد الأقصى للأجور من 42 ألف جنيه، إلى 70 ألف جنيه، أي ما يعادل 35 ضعف الحد الأدنى للأجور والبالغ 1200 جنيه شهرياً».
مبادرة البنك المركزي المصري للتمويل العقاري الأخيرة، لا تعد الأولى من نوعها، ففي عام 2014 أطلق البنك مبادرة مماثلة استمرت لمدة خمس سنوات، لدعم محدودي ومتوسطي الدخل بفائدة متناقصة تتراوح ما بين 7% لمحدودي الدخل، و8% لأصحاب الدخل المتوسط، و10.5% لأصحاب الدخل فوق المتوسط، قدمت من خلالها تمويلاً عقارياً بقيمة 20 مليار جنيه، حسب التصريحات الرسمية، لكن المبادرة القديمة كانت تضع حداً أقصى لثمن الوحدة السكنية لا يتجاوز 950 ألف جنيه لشريحة أصحاب الدخل فوق المتوسط، و500 ألف جنيه لشريحة الدخل المتوسط، وهو ما عُدّ غير ملائم لأسعار الوحدات السكنية، وبدأت المطالبات بزيادة ثمن الوحدة السكنية.
ويتفاوت متوسط سعر المتر في القاهرة الكبرى، ويتراوح ما بين 5 آلاف جنيه حتى 22 ألف جنيه، حسب موقع «عقار ماب» المتخصص في رصد وتحليل السوق العقارية المصرية، مما يعني أن سعر الوحدة السكنية بمساحة 150 متراً التي تشملها المبادرة يتراوح ما بين 750 ألف جنيه حتى 3 ملايين و300 ألف جنيه.
ويبدو أن المبادرة لن تسهم في مساعدة محمد عبد الله، موظف، ونظرائه في الحصول على وحدة سكنية، حيث يسعى عبد الله للحصول على تمويل عقاري منذ المبادرة القديمة لكنه فشل بسبب صعوبة الإجراءات، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «تقدم للحصول على تمويل عقاري من قبل ضمن شريحة الدخل فوق المتوسط والتي كانت تشترط حداً أقصى لدخل الأسرة 20 ألف جنيه شهرياً، لكنه لم يستكمل الطلب بسبب ارتفاع قيمة الوحدة السكنية التي كان يرغب في شرائها، وارتفاع قيمة الفائدة على التمويل العقاري لتصل إلى ضعف قيمة القرض لو تم السداد على 20 عاماً»، موضحاً أنه كان «يأمل أن تخفف المبادرة الجديدة من الشروط لكنها جاءت صعبة كسابقتها خصوصاً فيما يتعلق بسعر الفائدة ونسبة القسط من الدخل الشهري».
ولا تختلف المبادرة الجديدة عن القديمة في الشروط العامة المتعلقة بأن يكون طالب التمويل مصري الجنسية، وألا يكون قد استفاد من مبادرات التمويل العقاري السابقة، وأن تكون الوحدة السكنية كاملة التشطيب، ومسجلة بالشهر العقاري، وتُستخدم بهدف السكن الدائم، وليس الإسكان السياحي، مع ضرورة تقييم الجدارة الائتمانية للعملاء، وأن يدفع العميل 20% من ثمن الوحدة السكنية كمقدم.
«إطلاق مبادرات للتمويل العقاري يتطلب قدراً من ملاءمة الظروف الحقيقية لمستوى الدخول للشريحة المستهدفة، وأسعار الوحدات السكنية على أرض الواقع بغض النظر عن الشروط العامة النظرية التي تلائم الثقافة البنكية، وإلا لن يُكتب لها النجاح»، حسب الدكتور شريف الدمرداش، الخبير الاقتصادي، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «الفئة المستهدفة من المبادرة الجديدة، هل هم أصحاب الدخل المتوسط في مصر أم الأثرياء والأجانب والمصريين العاملين في دول الخليج؟».
ولا تتناسب الشروط المتعلقة بالدخل في المبادرة الجديدة مع حقيقة الدخل في مصر، وهي لا تخاطب 80% من المصريين، العاجزين عن شراء وحدات سكنية بعد ارتفاع أسعارها بشكل كبير، نتيجة لارتفاع سعر الأرض، حسب الدمرداش.
وتعاني السوق العقارية المصرية من حالة ركود منذ الصيف الماضي، حيث تراجع الطلب على العقارات من 3300 نقطة في أغسطس (آب) الماضي إلى 2800 نقطة في يناير (كانون الثاني) الماضي، حسب مؤشر «عقار ماب».
ويقتصر الفرق بين المبادرتين على تحديد مساحة الوحدة السكنية بحد أقصى 150 متراً، وألا يتجاوز ثمنها مليوني و250 ألف جنيه مصري، وتطلب رفعُ ثمن الوحدة السكنية رفعاً للحد الأقصى لشريحة الدخل المتوسط إلى 40 ألف جنيه للفرد و50 ألف جنيه للأسرة، بدلاً من 8 آلاف جنيه للفرد، و10 آلاف جنيه للأسرة في المبادرة القديمة، وذلك حتى يتمكن من سداد الأقساط الشهرية، حيث يشترط البنك المركزي ألا تتجاوز قيمة الأقساط الشهرية 40% من دخل الفرد.
ويتطلب حل مشكلة التمويل العقاري البحث في أسباب ارتفاع أسعار العقارات، وفق الدمرداش الذي اقترح أن «تتدخل الدولة بصفتها المالكة للأرض، عن طريق تخفيض سعر الأرض، مع وضع شروط للتسعير بحيث لا يتجاوز سعر الوحدة السكنية حداً معيناً، وإذا كان ذلك غير ممكن فإن مبادرات التمويل العقاري يجب أن تقدم تسهيلات أكثر وتمنح العميل مدة طويلة جداً للسداد ليتناسب القسط الشهري مع مستوى الدخل الحقيقي في المجتمع».
ويعد شرط تسجيل العقارات في الشهر العقاري أحد المعوقات التي تقف أمام المبادرة، فوفقاً للدمرداش فإن «البنك يسعى لحماية حقه، وإن كان هذا الشرط لا يتناسب مع الواقع الذي يشير إلى أن 80% من الوحدات السكنية في مصر غير مسجلة»، مشدداً على أن «نجاح أي مبادرة للتمويل العقاري يرتبط بوضع شروط واقعية مرنة وفي متناول الجميع».
في المقابل، يرى المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن مبادرة الـ50 مليار جنيه للتمويل العقاري التي أطلقها البنك المركزي، لتمويل متوسطي الدخل ستسهم في تنشيط القطاع العقاري، خصوصاً مع الشركات التي لديها مخزون من الوحدات الجاهزة التي تنطبق شروطها مع المبادرة من حيث السقف السعري والتشطيب، مشيراً إلى أنه «من المتوقع أن يشهد العام الجاري، نمواً في نشاط التمويل العقاري».