«تدابير عاجلة» لحماية روسيا من صدمة «الضربة الاقتصادية المزدوجة»

{المركزي} أكد توفر موارد كافية وأقر بتأثير سلبي تشعر به الشركات

أقرت روسيا أمس إجراءات عاجلة لحماية الاقتصاد من آثار عنيفة جراء تفشي {كورونا} وهبوط النفط (إ.ب.أ)
أقرت روسيا أمس إجراءات عاجلة لحماية الاقتصاد من آثار عنيفة جراء تفشي {كورونا} وهبوط النفط (إ.ب.أ)
TT

«تدابير عاجلة» لحماية روسيا من صدمة «الضربة الاقتصادية المزدوجة»

أقرت روسيا أمس إجراءات عاجلة لحماية الاقتصاد من آثار عنيفة جراء تفشي {كورونا} وهبوط النفط (إ.ب.أ)
أقرت روسيا أمس إجراءات عاجلة لحماية الاقتصاد من آثار عنيفة جراء تفشي {كورونا} وهبوط النفط (إ.ب.أ)

أعلن البنك المركزي الروسي عن «تدابير عاجلة» لمواجهة تأثير تقلبات أسواق المال والطاقة، وتداعيات انتشار فيروس كورونا، ركزت بصورة خاصة على تسهيلات ائتمانية - مالية لقطاعات الاقتصاد الروسي، بهدف ضمان استقرارها المالي، ومواصلة عملها. ولم يستبعد «توسيع حزمة التدابير إذا لزم الأمر»، موضحاً أنه «لا يمكن التنبؤ بالأثر الاقتصادي الكامل للأحداث الجارية في الوقت الحالي».
وفي غضون ذلك، قال أندريه بيلوسوف، نائب رئيس الحكومة الروسية معاون الرئيس للشؤون الاقتصادية سابقاً، إن الاقتصاد الروسي تعرض لـ«ضربة مزدوجة»: من جانب تداعيات كورونا على الأسواق العالمية، وهبوط أسعار النفط الذي وصفه بأنه «صدمة» لروسيا.
وقال البنك المركزي الروسي، في بيان، يوم أمس، نشره على موقعه الرسمي، إنه أقر مع الحكومة الروسية «تدابير عاجلة لضمان استدامة التنمية الاقتصادية»، وأعلن في مستهله أنهما (البنك والحكومة) يتخذان «تدابير عاجلة ضد التأثير الاقتصادي لكورونا، والتقلبات في أسواق المال والخامات العالمية». وبعد التأكيد على أنه «بفضل سياسة الاقتصاد الكلي خلال السنوات الماضية، تتوفر حالياً موارد مالية كافية»، أقر المركزي بـ«صعوبة تحديد العمق الكامل للتأثير على الاقتصاد الروسي»، وقال إن «بعض الشركات شعرت بالفعل بالتأثير السلبي لتلك العوامل، نظراً لتراجع الطلب الخارجي، وتقلبات الطلب النهائي، فضلاً عن مشكلات في توريد مكملات للإنتاج، وكذلك في مجال الحصول على الموارد المالية». ولمواجهة هذا الوضع، تعهد بنك روسيا بتدابير في السياسة المالية واستخدام السيولة، وغيرها من أدوات متوفرة لديه.
وجاء «الحد من التأثير السلبي للوضع الراهن على المواطنين الروس» على قائمة أولويات تلك «التدابير العاجلة» التي تهدف إلى «ضمان الاستقرار المالي، ودعم الاستقرار لمجالات وقطاعات الاقتصاد الروسي، فضلاً عن دعم المواطنين وميزانيات الأقاليم». ولدعم قطاعات مثل النقل الجوي والسياحة التي «تعرضت للتأثير السلبي الأخطر نتيجة تدابير مواجهة كورونا»، قرر المركزي الروسي تأجيل تحصيل مدفوعاتهما الضريبية، وإعفاء قطاع السياحة من تسديد أقساط لصالح صناديق احتياطي تابعة لرابطة وكالات السياحة الروسية. علاوة على ذلك، يسمح للبنوك الروسية بالتعامل مع المقترضين من شركات القطاعين (منح قروض جديدة أو إعادة هيكلة القديمة)، دون تخفيض تقديرات وضعها المالي.
ومن جانبها، ستقدم الحكومة «ضمانات دولة» لإعادة هيكلة قروض تلك الشركات أو تمديدها. ويقول البيان إن «المهمة الرئيسية لهذه التسهيلات الحفاظ على سيولة شركات القطاعين، وضمان استقراراها المالي، لضمان تشغيلها إلى أن تتضح آفاق تطور الوضع على المدى البعيد».
وشملت التدابير قطاع صناعة الأدوية الذي قرر البنك المركزي «توفير فرص إقراض إضافية له، عبر تخفيف متطلبات البنوك منه». وبالنسبة لشركات قطاعي الأعمال الصغيرة والمتوسطة، تقرر توسيع برامج إقراضهما التفضيلي، ورفع القيود عن أنواع الإقراض، فضلاً عن فرض تأجيل على مدفوعات بدل الإيجار الشهرية عن ممتلكات مستأجرة من الدولة أو البلدية. وأكد البنك المركزي أنه «إذا لزم الأمر، سيتم توسيع تلك التدابير لضمان عدم تدهور الوضع المالي لشركات القطاعين».
وتم إقرار تسهيلات مماثلة للقطاع التجاري والصناعات، مع إلغاء رسوم استيراد أنواع معينة من السلع ذات الأهمية الاجتماعية. وفي مجال ضمان استقرار الوضع المالي للمواطنين، شدد المركزي على ضرورة «الحفاظ على العمالة، ودفع الأجور الشهرية دون انقطاع»، وأكد أن الأسر التي لديها 3 أطفال ستبدأ بالحصول على الدعم المالي، وفق الخطة، اعتباراً من شهر يوليو (تموز) المقبل. وفي الختام، أكد البيان أن «الحكومة الروسية، بالتعاون الوثيق مع بنك روسيا والسلطات الإقليمية، ستقوم بكل ما يلزم لتحقيق الاستقرار، والحد من العواقب السلبية على المواطنين».
وفي تعليقه على التعقيدات التي يمر بها الاقتصاد الروسي حالياً، عبر أندريه بيلوسوف، نائب رئيس الوزراء الروسي، عن قناعته بأن روسيا «وجدت نفسها في وضع خاص»، وقال إنها، على خلاف دول أخرى، تعرضت لـ«ضربة مزدوجة»، موضحاً أن روسيا أصيبت بـ«صدمة» بسبب هبوط أسعار النفط في الأسواق العالمية، ومن ثم تأثرت بتداعيات ذلك الهبوط على الوضع في أسواق المال العالمية، فضلاً عن ذلك «أثر على الاقتصاد الروسي تراجع عدد من أسواق استهلاك الصادرات الروسية، لا سيما الصين وأوروبا»، لافتاً إلى أن «القيود التي تم فرضها في روسيا ودول أخرى لمواجهة كورونا انضمت إلى عوامل التأثير السلبية آنفة الذكر».



القروض العقارية السعودية في أعلى مستوياتها على الإطلاق

جانب من معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» العقاري بالرياض (الشرق الأوسط)
جانب من معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» العقاري بالرياض (الشرق الأوسط)
TT

القروض العقارية السعودية في أعلى مستوياتها على الإطلاق

جانب من معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» العقاري بالرياض (الشرق الأوسط)
جانب من معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» العقاري بالرياض (الشرق الأوسط)

في ظل ما يشهده القطاع العقاري في السعودية من تطورات متسارعة، سجلت عمليات الإقراض التي توفرها شركات التمويل ارتفاعاً إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق بنهاية الربع الثالث من عام 2024، إذ وصلت القروض العقارية من تلك الشركات إلى نحو 28 مليار ريال (7.4 مليار دولار)، حسب بيانات البنك المركزي السعودي (ساما).

وحسب «ساما»، بلغ إجمالي القروض العقارية التي حصلت عليها الشركات 5 مليارات ريال، بينما سجل قطاع الأفراد ما يقارب 23 ملياراً.

مع العلم أن شركات التمويل في المملكة سجلت صافي دخل في الربع الثالث هو الأعلى منذ عام 2022، إذ حققت 768 مليون ريال (204.5 مليون دولار).

أما القروض العقارية التي توفرها المصارف التجارية، فشهدت ارتفاعاً في خانتي الأفراد والشركات على السواء، وبمعدل 13 في المائة على أساس سنوي، لتبلغ 846.48 مليار ريال (225 مليار دولار) بنهاية الربع الثالث، مقارنة مع 747 مليار ريال (199 مليار دولار) في الفترة المماثلة من عام 2023.

وشكّلت القروض العقارية للأفراد من المصارف التجارية نحو 77.6 في المائة من الإجمالي بقيمة 657 مليار ريال، بارتفاع نسبته 11 في المائة على أساس سنوي، في حين كانت حصة الشركات نحو 22.4 في المائة من الإجمالي، وبنمو 22 في المائة.

نمو قياسي

في هذا السياق، قال الرئيس الأول لإدارة الأصول في «أرباح كابيتال»، محمد الفراج، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «سوق العقارات السعودي تشهد زخماً غير مسبوق، مدفوعاً بارتفاع ملحوظ في حجم القروض العقارية للأفراد الممنوحة من قبل شركات التمويل. إذ شهد العام الماضي نمواً قياسياً في هذا النوع من القروض».

وتوقع الفراج أن يستمر هذا الاتجاه الصاعد لسوق التمويل العقاري في عام 2025، وبنسبة 12 في المائة، بدعم من خفض معدلات الفائدة والنمو المتسارع في الأوضاع الاقتصادية، وزيادة القوة الشرائية وتنامي ثقة المستهلك، ونجاح السياسات الحكومية لدعم قطاع الإسكان، وتنوع المنتجات العقارية، والطلب المتزايد على المساكن.

ورجح أن يساهم هذا الارتفاع في تحفيز النشاط الاقتصادي وزيادة الطلب على مختلف السلع والخدمات.

جدير بالذكر أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي كان قد خفّض أسعار الفائدة 3 مرات متتالية خلال الفترة ما بين سبتمبر (أيلول) وديسمبر (كانون الأول) من عام 2024 بحوالي 100 نقطة أساس، وصولاً إلى مستوى 4.25 و4.5 في المائة.

جانب من معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» العقاري في الرياض (واس)

الرهن العقاري

وتولي السعودية اهتماماً كبيراً بسوق الرهن العقاري، وذلك من أجل تعزيز السيولة في قطاع التمويل العقاري. وتم توقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم تهدف إلى تطوير وتعزيز هذا القطاع الحيوي.

وقامت «الشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري» المملوكة بالكامل لـ«صندوق الاستثمارات العامة» مؤخراً بتوقيع مذكرة تفاهم مع شركة «حصانة» الاستثمارية، من أجل تطوير هذا النوع من الأسواق، وجذب مستثمرين محليين وعالميين في السوق العقارية الثانوية.

كانت «الشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري» وقّعت مذكرة تفاهم مع شركة «بلاك روك» الأميركية، لتطوير برامج التمويل العقاري في المملكة، وتعزيز مشاركة المؤسسات في أسواق رأس المال.

كما أبرمت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي مذكرة تفاهم مع شركة «كينغ ستريت»، المختصة في إدارة رأس المال، بهدف تفعيل المبادرات التي تساهم في إنشاء منظومة مستدامة لإعادة تمويل الرهن العقاري.

معلوم أن هذه الاتفاقيات تهدف إلى توسيع الأسواق عبر القنوات المحلية والدولية، وتنويع مصادر التمويل عبر أسواق الدخل الثابت، مما يعزز استقرار سوق التمويل العقاري، ويسهم في تحقيق أهداف «رؤية 2030»، خصوصاً في مجالات الإسكان وتطوير القطاع المالي.

وكان وزير البلديات والإسكان السعودي، ماجد الحقيل، توقع في نوفمبر الماضي أن تصل قيمة السوق العقارية بحلول عام 2030 إلى نحو 1.3 تريليون ريال (346 مليار دولار)، وذكر أن «الشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري» حققت حجم إعادة تمويل في المحافظ بأكثر من 37 مليار ريال (9.8 مليار دولار).