جزر سيشيل... أقرب إلى الجنّة على الأرض

جزر سيشيل... أقرب إلى الجنّة على الأرض
TT

جزر سيشيل... أقرب إلى الجنّة على الأرض

جزر سيشيل... أقرب إلى الجنّة على الأرض

هل تحلم بمداعبة السلاحف العملاقة على رمال الشاطئ الذهبية مع طلوع الفجر، والغوص في المياه الدافئة بين شعاب المرجان والأسماك الملوّنة؟ هل تريد أن تعرف أي بقعة هي أقرب إلى الجنّة على الأرض، وأي مكان هو الذي يغنيك عن أطباء النفس وتتمنّى أن تكون فيه مع أحبّ الناس إليك؟ تعالَ معي إذن إلى أرخبيل سيشيل العائم في المحيط الهندي قبالة السواحل الأفريقية، محجّة الباحثين عن المحميات الطبيعية، وقِبلة عشّاق السياحة والرياضات البحرية على ضروبها، حيث لك أن تختار بين أفخم المنتجعات الموجودة في العالم والإقامة غير المكلفة لدى بعض السكّان المحليين الذين بدأوا في السنوات الأخيرة يستقبلون السيّاح في بيوتهم التقليدية.
أكثر من مائة جزيرة منثورة فوق مياه المحيط على مسافة غير بعيدة من مدغشقر، لا تزيد مساحتها على 500 كيلومتر مربع، ثلاثة أرباعها غير مأهولة وأكبرها هي جزيرة «ماهي» التي يعيش فيها معظم سكّان الأرخبيل الذين لا يتجاوزون مائة ألف. «فيكتوريا» هي العاصمة التي لا تشبه القرى الصغيرة، ببيوتها المبنّية على الطراز الاستعماري، والهدوء الذي يسكن شوارعها حيث وتيرة الحياة هدهدة ناعمة بين الحدائق النباتيّة الفسيحة الممتدة عند أقدام جبال شاهقة تبدو طالعة مباشرة من مياه المحيط الفيروزيّة.
من ميناء فيكتوريا تنطلق الزوارق السياحيّة غرباً في رحلاتها إلى الشواطئ الساحرة التي تنتشر عليها أفخم المنتجعات السياحية في العالم وعشرات المنازل الرائعة التي ابتناها العديد من المشاهير الذين اختاروا هذه الجزيرة لقضاء عطلاتهم. أجمل هذه الشواطئ هو Beau Vallon الذي يبعد دقائق عن العاصمة ويمتد على شكل هلال عريض من الرمال البيضاء الناعمة تظلّلها أشجار النخيل الباسقة التي ينحني بعضها حتى يلامس الماء. ومع اقتراب المغيب تبدأ زوارق الصيّادين بالعودة إلى الميناء لعرض مصيدهم الطازج تحت أشجار «تاكاماكا» الوارفة التي تكثر في هذه البلاد.
وعلى امتداد هذا الشاطئ توجد مراكز للغطس الذي يتيح التعرّف على الثروات الطبيعية الفريدة والأسماك الملوّنة، خصوصاً عند خليج «تيرناي» الذي توجد فيه مجموعة نادرة من الشعاب المرجانية وتنوّع كبير من الحيوانات البحرية التي يمكن الاقتراب منها بلا خطر. وفي أواخر فصل الصيف تأتي حيتان القِرش بالعشرات إلى مياه الخليج الدافئة ولا تغادرها حتى أواخر الخريف. لكن لعلّ أجمل ما تختزنه هذه الجزيرة من كنوز هو شاطئ «كارانا» الصغير عند أقصى الطرف الشمالي، بمياهه التي يتماوج صفاؤها بين الأخضر والأزرق وتحنو عليها غابة من النخيل الوارف الذي يضفي على أجوائها عذوبة لا تحظى بها الشواطئ الأخرى في الجزيرة.
مفاتن الجزيرة الرئيسية في شواطئها الساحرة، لكن الداخل لا يقلّ جمالاً عنها بطبيعته الخلّابة والمحمية الوطنية التي تغطّي ربع مساحة الجزيرة تقريباً وتضمّ عدداً كبيراً من الأجناس النباتية النادرة التي يعيش بينها أصغر ضفدع في العالم لا يتجاوز طوله 12 سنتيمتراً ويحاط بعناية فائقة خوفاً عليه من الانقراض. زيارة المحمية ممكنة بالسيارة على طريق جميل يعبرها من أولها إلى آخرها، أو سيراً على الأقدام في دروب تطلّ على مناظر طبيعية أخّاذة وتتعرّج بين الوهاد والهضاب الخضراء وتمرّ على فنادق صغيرة ومطاعم تقليدية للاستراحة، وعلى مصنع للشاي ينظّم زيارات للسيّاح الذين يرغبون في التعرّف على مراحل زراعة هذه النبتة وإنتاجها ثم تجفيفها وتوضيبها حسب الطرق التقليدية.
رياضة الغطس في مياه هذه الجزيرة هي أيضاً من الأنشطة التي تجذب أعداداً كبيرة من السيّاح الذين يقصدونها للتمتّع برؤية أجناس غريبة من الأسماك قلّما توجد بمثل هذه السهولة في مناطق أخرى، والغوص بين شعاب المرجان والإسفنج الملوّن الذي تنفرد به هذه السواحل التي أدرجتها منظمة «يونيسكو» على قائمة التراث الطبيعي العالمي.
وعلى بُعد 95 كيلومتراً من «ماهي» نحو الشمال توجد «جزيرة الطيور»، وهي كناية عن كتلة صخرية تحيط بها شواطئ مرجانيّة حيث تعيش مئات الآلاف من الطيور الغريبة التي تعشّش فيها من بداية الربيع حتى أواخر الخريف. كما تكثر على شاطئها السلاحف البحرية حيث تفقس وتربّي صغارها إلى جانب السلاحف الخضراء التي تنفرد بها هذه المنطقة، والسلاحف البرّية التي نادراً ما تصل إلى الشاطئ.
نغادر فيكتوريا ونتّجه إلى محميّة «سانت آن» البحرية التي تضمّ خمس جزر صغيرة على بُعد عشر دقائق من العاصمة، لكل منها نظام خاص للزيارات وممارسة الرياضات البحرية. جزيرة «راوند» المستديرة مثلاً محظورة على الزيارات وكانت في الماضي مصحّاً يُعزل فيه المرضى المصابون بالجذام لمنع انتشاره.
جزيرة «سانت آن» هي الكبرى بين هذه المجموعة وفيها توجد أجمل الشواطئ والفنادق الفخمة، لكن «الجزيرة الوسطى» هي التي تخفي قصة طريفة وراء ما وصلت إليه اليوم. فهي كانت غير مأهولة حتى أواسط القرن الماضي، إلى أن قام بشرائها الصحافي البريطاني برندون غريمشاو الذي كان مراسلاً لوكالة «رويترز» ويدير مجلّة أسبوعية في تنزانيا.
اشترى غريمشاو الجزيرة مقابل 8500 جنيه إسترليني في عام 1962 عندما كان في السابعة والثلاثين من عمره، وأمضى سنوات يزرع الجزيرة بالأشجار ويعتني فيها بالسلاحف والطيور التي كانت تعيش فيها بعد أن كان الباحثون عن كنوز القراصنة قد دمّروا نباتاتها وعاثوا بأوكار الحيوانات. وتضمّ الجزيرة اليوم أكثر من 15 ألف شجرة ومئات الأجناس من الطيور والسلاحف البحري والبريّة. وقبل وفاته في عام 2012 رفض غريشماو عرضاً لشراء الجزيرة من أحد الأثرياء مقابل 40 مليون دولار قائلاً: «لأني تقدّمت كثيراً في السن ولن يتسنّى لي إنفاق هذا المبلغ من المال، ولن أجد مكاناً أجمل من هذا لأُمضي آخر أيامي فيه».
هنا تنتهي الجزر الصغيرة والقريبة من العاصمة، لكن على بُعد 400 كيلومتر من «ماهي» توجد جزيرة «ألفونس» التي تحيط بها بحيرة ضخمة وحدائق مرجانية تمتد عليها شواطئ ساحرة ومنتجعات فخمة وعشرات الفنادق الصغيرة التي تقدّم إقامة مع وجبات كاملة بأسعار مقبولة. وهي مشهورة عالميّاً بصفاء مياه بحيرتها التي يقصدها هواة الصيد بالطرق التقليدية والغطس في أعماق شواطئها التي لا نظير لها في بلدان المحيط الهندي. وعلى بُعد ألف كيلومتر من عاصمة الأرخبيل توجد جزيرة «آلدابرا» التي أدرجت محميتها الطبيعية على قائمة التراث العالمي، وتعيش فيها أكثر من 150 ألفاً من السلاحف الضخمة وآلاف الطيور المهاجرة، وهي محظورة على الزوار حفاظاً على هذه الثروة الطبيعية الوحيدة من نوعها في العالم.
لكن الجزيرة الأجمل في سيشيل، والتي تمثّل أكثر من أي مكان آخر الصورة التي نحلم بها عندما نفكّر في هذه البقعة الساحرة من العالم، هي «براسلين» التي تبعد 44 كيلومتراً عن «ماهي» وتسير فيها الحياة بعذوبة وهدوء بين المنتجعات الرائعة المنثورة على شواطئها الساحرة والغابات الكثيفة التي تلطّف مناخها وتخفي بين أشجارها الباسقة العديد من الفنادق الصغيرة التي تكاثرت مؤخراً تلبيةً للطلب المتزايد على إقامة بأسعار في متناول الجميع. كيفما اتجهت في هذه الجزيرة ستقع على شواطئ تحبس الأنفاس بجمالها، أو على مناظر طبيعية عذراء تبدو لك قطعة من الجنّة على الأرض، وستأسرك دماثة أهلها ودفء معاملتهم والابتسامة التي يحملون على وجوههم طوال النهار. لكن الشاطئ الأجمل الذي لا شك أنك ستتعرّف عليه من صوره التي تتناقلها وكالات السياحة ووسائل الاتصال في أنحاء العالم، هو شاطئ «فولفير» الذي يمتدّ على شكل نصف دائرة من الرمال البيضاء الناعمة تحت أشجار معمّرة من النخيل والبابايا التي تكثر أيضاً في جزيرة صغيرة قبالته يمكن الوصول إليها سباحةً، وتُعرف بجزيرة الوطواط.
لكنّ نخيل سيشيل، على روعته في كل أنحاء الأرخبيل، يبلغ ذروة جماله وسط جزيرة «براسلين» في محميّة وادي «ماي» التي تضمّ غابة من النخيل البحري الذي يثمر جوز الهند ويصل علوّه إلى ثلاثين متراً، وهي الوحيدة من نوعها في العالم إلى جانب غابة أخرى نحو الشمال في جزيرة «كوريوز». وفي هذه المحمية أيضاً تعيش أصناف نادرة من الطيور مثل «بلبل سيشيل» أو «اليمامة الزرقاء» و«الببغاء الأسود» المهدد بالانقراض.
نهاية رحلتنا إلى هذا الفردوس الطبيعي في جزيرة «ديغ» لزيارة المحمية الصغيرة التي تعيش فيها مجموعة من أضخم السلاحف البحرية في العالم، يتراوح وزنها بين 500 و700 كيلوغرام ويمكن أن يصل إلى 850 كيلوغراماً في بعض الحالات النادرة. مشهد أخّاذ لهذه الكائنات التي تبدو من عالم آخر يبقى محفوراً في البال وأنت تراقب هبوط الشمس المتهالكة أمامك في مياه المحيط، قبل أن تتوجّه إلى الميناء الصغير لتناول آخر عشاء في هذه البقعة الفريدة بين أهلها الذين يختمون لياليهم بالغناء الشجيّ والموسيقى الحزينة.



«المعادي»... ضاحية مصرية من «الزمن الجميل»

محمية وادي دجلة (صورة لمحمد سلامة)
محمية وادي دجلة (صورة لمحمد سلامة)
TT

«المعادي»... ضاحية مصرية من «الزمن الجميل»

محمية وادي دجلة (صورة لمحمد سلامة)
محمية وادي دجلة (صورة لمحمد سلامة)

في أفلام «الأبيض والأسود» المصرية القديمة، تطل ضاحية «المعادي» بقصورها الفخمة وفيلاتها الفسيحة وشوارعها المظللة. واليوم حين تزور هذه الضاحية، جنوب القاهرة، يفاجئك أنها لا تزال تحتفظ بطابعها العريق، مع لمسات حياتية عصرية؛ فتستمتع فيها بالأجواء الهادئة الممتزجة بوسائل الراحة الحديثة، مجسدةً تلاقي الماضي والحاضر.

محمية وادي دجلة (صورة لمحمد سلامة)

عندما أقام الخديوي إسماعيل مدينة «حلوان» لتكون مشتى للعائلة الملكية والنبلاء، تحولت المعادي المجاورة من قرية ريفية تتمتع بجمال الطبيعة والمساحات الخضراء، إلى محطة رئيسية في طريق الوصول إلى حلوان. يقول الباحث في التاريخ أمجد عبد المجيد لـ«الشرق الأوسط»: «عندما تتجول في شوارع المعادي تشعر أنك عدت سنوات طويلة للوراء، إلى أجواء الزمن الجميل؛ حيث الهدوء والرقي والمباني الكلاسيكية، والأشجار العتيقة».

بمرور السنوات ازدادت أعداد هذه الأشجار؛ فحين تسير في شوارع المعادي تنبهر بجمال وألوان البونسيانا والجاكرندا والأكاسيا، كما يستوقفك منظر الأشجار المثمرة، مثل المانجو والتوت والنبق والليمون والجوافة. وإذا صادفتَ أحد سكانها في الطريق وسألته عن السر، يقول لك بفخر: «عندما بدأ السكان يقطنون المعادي حدث فيما بينهم ميثاق شرف غير مكتوب، مفاده أن كل من يبني بيتاً أو ينتقل إلى منزل بها، عليه أن يزرع شجرة من اختياره؛ ما جعل المكان كالجنة».

زواحف وحيوانات لهواة السياحة البيئية في محمية وادي دجلة (تصوير: محمد وجيه)

للأماكن القديمة مميزاتها الاستثنائية بالنسبة لكثيرين؛ وليس من الغريب -وفق أمجد- أن تحتفظ المعادي بكل سماتها الأساسية؛ لأنها مكان عريق يرجع إلى عام 1903، فقد كانت في الأصل منطقة زراعية تعبر منها المراكب بين شاطئي النيل، وكان ذلك وراء تسميتها «المعادي»، فهي كلمة مأخوذة من «معدية» الركاب النيلية.

يقول عبد المجيد: «شهدت تطويراً كبيراً عام 1890 لتلائم الطبقة الأرستقراطية التي تمر بها إلى حلوان، إلى أن سكنها أبناء هذه الطبقة؛ حيث قام المهندس الكندي ألكسندر آدامز بتخطيطها، مستلهما طابع القرى الإنجليزية، ومن ثم تميزت المعادي ببيوتها ذات الطابقين والحدائق الخلفية الواسعة. والمفاجأة أن المؤرخ الراحل موفق بيومي قدَّم وثيقة تاريخية تثبت إنشاء أول محطة طاقة شمسية بالمعادي عام 1911؛ لذلك كله فإن الضاحية مسجلة بوصفها منطقة ذات قيمة تراثية».

وحين تزور هذه الضاحية، فإنك تشعر بكل هذا العبق التاريخي والثراء الجمالي للمكان. ورغم نشأة امتدادات لها يرتبط اسمها بها، فإن «المعادي القديمة» لا تزال ملاذاً للأثرياء والجاليات الأجنبية.

المعادي حنين للزمن الجميل (تصوير: مي تركي)

إذا كنتَ من عشاق القراءة، فإنك حين إقامتك في هذا الحي لفترة طويلة أو قصيرة، أو حتى عند زيارته لبضع ساعات، حتماً ستشعر بنوستالجيا غامرة؛ فهنا على سبيل المثال عاش «المغامرون الخمسة» أبطال السلسلة البوليسية الشهيرة في الوطن العربي.

الفنون والتعلم

يجد الأفراد الذين لديهم شغف بالفن ضالتهم في المعادي؛ حيث تحتضن الضاحية فرصاً لا حصر لها للتعلم والإبداع، بدءاً من البازارات الموسمية، وحتى العروض المتنوعة للفنانين المحليين والأجانب. وتزخر بمراكز ثقافية، بعضها فيلَّات قديمة قرر أصحابها تحويلها إلى ساحات للفن، تقدم العروض السينمائية والمسرحية والفنون الحركية التشكيلية، والكتب، وورشات العمل للأطفال والكبار وفصول الرقص، مثل السالسا، والتانغو، والرومبا، فضلاً عن تنظيم أسواق المنتجات اليدوية التقليدية.

«فيلا بيل إيبوك» له طابع خاص في المعادي (صفحة الفندق على فيسبوك)

متعة التسوق

إذا قررتَ الإقامة لفترة في المعادي، فلن تحتاج إلى الخروج بعيداً للتسوق؛ فكل شيء حولك رهن إشارتك، من العلامات العالمية أو المنتجات المحلية. تضم المعادي كثيراً من مجمعات التسوق. وبجانب المولات ستجد متاجر تتخصص في القطع اليدوية الفريدة التي تجمع بين الحرفية التقليدية والجماليات الحديثة. وتشتهر المعادي أيضاً بمتاجر أخرى تبيع منتجات عالية الجودة للعناية الشخصية بأسعار معقولة، مقارنة بالمراكز التجارية.

المعادي حي له سمات خاصة (تصوير: عمر المصري)

التخييم

الاستمتاع بأجواء الصحراء والتخييم في مصر لا يشترط أن تتوجه إلى خارج العاصمة؛ ففي قلب المعادي توجد «محمية وادي دجلة»، وهي من أفضل أماكن التخييم؛ لتمتعها بالطقس المعتدل؛ فهي مناسبة للزيارة في الصيف والشتاء؛ لاحتوائها على تجويفات في الجبل تجعل الجو رطباً حتى مع ارتفاع درجة الحرارة.

داخل المحمية، اترك نفسك لجمال الطبيعة، واستمتع بالهدوء والاسترخاء، وشاهد عن قرب حيوانات وطيور نادرة، سواء كان ذلك سيراً، أو باستخدام الدراجات في المحمية؛ ما يجعل المغامرة أكثر متعة.

فيلَّات محاطة بالأشجار والزهور (تصوير: مي تركي)

جبل الخشب

لا تغادر المعادي بعد زيارة المحمية؛ فإذا كنت من عشاق السياحة البيئية، فأمامك مكان آخر ينتظرك، وهو محمية «الغابة المتحجرة» التي تكونت عبر ملايين السنين، ويُطلق عليها في كثير من المراجع العلمية اسم «جبل الخشب»؛ حيث تعد أثراً جيولوجياً نادراً.

طعام مختلف

لا يوجد في السفر والرحلات أروع من تناول الطعام اللذيذ بعد يوم مليء بالحركة والتنقل. في المعادي أمامك عدد مذهل من المطاعم، وخيارات الطعام التي لا حصر لها. يتوفر كل شيء، بدءاً من المخبوزات الطازجة الساخنة القادمة من مختلف مطابخ العالم، مروراً بأطباق اللحوم المختلفة والأسماك والبيتزا، فضلاً عن مطاعم المأكولات العالمية، مثل السوشي الطازج والأطباق الفنزويلية والبرتغالية وغير ذلك، وصولاً إلى أحدث اتجاهات السلطات والأكل النباتي والصحي.

في مطاعم المعادي انغمس في روعة مذاق أطباق من مختلف مطابخ العالم (تصوير مي تركي)

جولة نيلية

من أروع الأنشطة هناك، الاستمتاع بالإطلالة الساحرة على ضفاف النيل، على متن إحدى البواخر الثابتة أو المتحركة؛ حيث المنظر الخلاب والنسيم المنعش. وهناك يمكنك الاختيار بين تشكيلة متنوعة من أشهى الأطباق، بينما تستمتع عيناك بجمال الطبيعة، وستعيش أيضاً أجواء فنية مميزة؛ حيث تقدم البواخر برامج استعراضية فلكلورية، مثل عروض التنورة على أنغام الموسيقى.

وإذا كنت تبحث عن إقامة مختلفة تجمع بين الرفاهية ودفء البساطة المصرية، فأنصحك بالابتعاد عن الفنادق العالمية الفخمة، واختيار أحد فنادق المعادي القديمة، في فيلات أنيقة مفعمة بذكريات أُسر عريقة، عاشت فيها عشرات السنوات، ومنها فندق «فيلا بيل إيبوك» الذي يعود إلى عشرينات القرن الماضي، وتحيط به المساحات الخضراء.