مقتل 6 إرهابيين في شمال سيناء

مسلحون يخطفون 3 مواطنين في بئر العبد

TT

مقتل 6 إرهابيين في شمال سيناء

قُتل 6 إرهابيين في اشتباك مع قوات الشرطة المصرية في مدينة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء الحدودية، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية المصرية. فيما كشفت مصادر أهلية وأمنية اختطاف مسلحين لـ3 مواطنين.
وقالت الداخلية، في بيان أمس، إن معلومات توافرت عن اختباء «مجموعة من العناصر الإرهابية بمنزل تحت الإنشاء ببئر العبد في شمال سيناء، واتخاذه وكراً لهم ومرتكزاً للانطلاق لتنفيذ عملياتهم العدائية». وأكدت الوزارة: «تم استهداف منطقة اختبائهم وتبادل إطلاق النيران ما أسفر عن مصرع عدد 6 عناصر». وبحسب البيان، كان بحوزة هذه العناصر «عدد من الأسلحة الآلية وعبوات متفجرة».
واعتبرت الوزارة العملية «استمراراً لجهود وزارة الداخلية المبذولة بمجال تتبع وملاحقة العناصر الإرهابية المتورطة في تنفيذ العمليات العدائية والنيل من مقدرات البلاد». وتشهد مناطق بشمال ووسط سيناء ملاحقات قوات الجيش والشرطة في مصر لجماعات إرهابية من تنظيم «ولاية سيناء»، الذي بايع «داعش» الإرهابي عام 2014.
وفي شباط فبراير (شباط) 2018 أطلقت قوات الأمن المصرية من الجيش والشرطة حملة واسعة النطاق ضد المجموعات المسلحة والمتطرفة في أنحاء البلاد خصوصا المتمركزة في شمال سيناء.
في السياق ذاته، قالت مصادر أهلية وأمنية إنه تم خطف ثلاثة مواطنين ينتمون لقبيلتي الدواغرة والأخارسة، أول من أمس (الأحد)، من قريتي نجيلة وبالوظة التابعتين لمركز مدينة بئر العبد (شمال غربي سيناء) على أيدي مسلحين.
وقالت المواطنة، منال دخل الله، من سكان قرية بالوظة، إن مسلحين مجهولين يعتقد بانتمائهم لتنظيم «داعش» هاجموا محجراً لنقل الرمال شمال شرقي قرية بالوظة، وخطفوا والدها دخل الله حسين الأقرع، الذي يعمل بمجال المقاولات العامة، ونقل الرمال إلى أحد المشاريع الصناعية التي تنفذها الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة بمنطقة شرق بورسعيد.
وذكرت ابنة المقاول أن المسلحين أطلقوا النار بكثافة داخل محجر الرمال خلال نقل والدها بعد توثيق يديه من خلاف ووضع عصبة على عينة لعدم محاولة تدخل العمال الموجودين بالمحجر من منع عملية اختطافه، وتم اقتياده إلى منطقة مجهولة.
وتعد هذه المرة الأولى التي يقدم خلالها عناصر تنظيم «داعش»، وفقاً للمصادر، على خطف مواطنين من أبناء قبيلة الأخارسة، التي تقطن عائلاتها بقرى بالوظة والأحرار ورمانة و6 أكتوبر بنطاق مركز مدينة بئر العبد في شمال غربي سيناء.
وحسب عادل محمود، سائق شاحنة، فإن المسلحين أطلقوا النار بكثافة فوق رؤوس سائقي البوادر والشاحنات وطالبوهم بعدم العودة للعمل ونقل الرمال من المحجر، وإلا سيتم قتلهم وذبحهم، ما دعاهم إلى تعليق العمل لليوم الثاني على التوالي.
وقال أحمد حميد أبو دعبس، لـ«الشرق الأوسط» إن مسلحين ملثمين يستقلون سيارة ملاكي، اعترضوا طريق ابن عمومته الدعوة سلام أبو دعبس وزوج شقيقته سويلم أبو العريضة، خلال سيرهما على أطراف قرية نجيلة التابعة لمركز بئر العبد في شمال سيناء، وقاموا بنقلهما إلى مكان غير معلوم. ولفت إلى أن الاثنين المخطوفين يعملان بمجال التوريدات الخاصة بأعمال البناء في مشروعات حيوية تنفذها الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة بقرية 6 أكتوبر غرب المحافظة.
وقال مصدر أمني بقسم شرطة رمانة، فضل عدم ذكر اسمه، إنه تم وصول بلاغات من أهالي بقريتي نجيلة وبالوظة بادعاء خطف 3 مواطنين على أيدي مسلحين، وتم تحرير المحاضر اللازمة لذلك وإخطار الجهات المعنية للمتابعة.
وكان تنظيم «داعش» أعدم مواطنين اثنين من أبناء قبيلة الدواغرة، في منطقة تفاحة الزراعية بمدينة بئر العبد بدعوى تعاونهم مع الأمن.



رغم إعلان «هدنة غزة»... الحوثيون يهاجمون إسرائيل والحاملة «ترومان»

جنود إسرائيليون يعملون في مبنى تضرّر بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)
جنود إسرائيليون يعملون في مبنى تضرّر بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)
TT

رغم إعلان «هدنة غزة»... الحوثيون يهاجمون إسرائيل والحاملة «ترومان»

جنود إسرائيليون يعملون في مبنى تضرّر بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)
جنود إسرائيليون يعملون في مبنى تضرّر بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)

على الرغم من التوصل إلى «هدنة غزة» واصلت الجماعة الحوثية، الجمعة، تصعيدها الإقليمي، إذ تبنّت مهاجمة إسرائيل في 3 عمليات بالصواريخ والمسيرّات، بالإضافة إلى مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» في شمال البحر الأحمر.

وبينما لم تصدر تعليقات على الفور من الجيشَيْن الأميركي والإسرائيلي بخصوص هذه الهجمات، أقرت الجماعة المدعومة من إيران بتلقيها 5 غارات وصفتها بـ«الأميركية» استهدفت منطقة حرف سفيان، التابعة لمحافظة عمران الواقعة إلى الشمال من صنعاء.

وخلال حشد في أكبر ميادين صنعاء دعا إليه زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، أعلن المتحدث العسكري باسم الجماعة، يحيى سريع، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر.

وزعم المتحدث الحوثي أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

وبالتزامن مع ذلك، زعم المتحدث العسكري الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

المتحدث العسكري باسم الحوثيين يردّد «الصرخة الخمينية» خلال حشد في صنعاء (أ.ف.ب)

وتوعّد المتحدث الحوثي بأن قوات جماعته جاهزة لأي تصعيد أميركي أو إسرائيلي، وأنها ستراقب «تطورات الوضع» في غزة، و«ستتخذ الخيارات التصعيدية المناسبة» في حال نكثت إسرائيل الاتفاق مع حركة «حماس».

وبينما أعلنت وسائل إعلام الجماعة تلقي خمس غارات في منطقة حرف سفيان، لم تتحدث على الفور عن الآثار التي تسبّبت فيها لجهة الخسائر البشرية أو المادية.

ومع التفاؤل الدولي والإقليمي واليمني بأن تؤدي الهدنة في غزة إلى استعادة مسار السلام في اليمن، إلا أن مراقبين يمنيين يتخوّفون من استمرار الجماعة الحوثية في تصعيدها سواء البحري أو الداخلي، مستبعدين أن تجنح إلى السلام دون أن تنكسر عسكرياً.

تهديد بالتصعيد

جاءت الهجمات الحوثية والضربات الأميركية، غداة الخطبة الأسبوعية لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، التي استعرض فيها إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال 15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتِّفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

عناصر حوثية خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيم الجماعة لاستعراض القوة (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

يُشار إلى أن الجماعة تلقت في 10 يناير (كانون الثاني) الحالي أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران، ومحطة كهرباء جنوب صنعاء، وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

عرقلة السلام

عاق التصعيد الحوثي وردود الفعل الغربية والإسرائيلية مسار السلام اليمني، إذ كان اليمنيون يستبشرون أواخر 2023 بقرب إعلان خريطة طريق توسطت فيها السعودية وسلطنة عمان من أجل طي صفحة الصراع المستمر منذ 10 سنوات.

وتنفي الحكومة اليمنية السردية الحوثية بخصوص مناصرة الفلسطينيين في غزة، وتتهم الجماعة بتنفيذ أجندة إيران في المنطقة، خاصة أن الجماعة استغلت الأحداث لتجنيد عشرات الآلاف تحت مزاعم الاستعداد للمواجهة مع إسرائيل والولايات المتحدة، وفيما يبدو أن المسعى الحقيقي هو التجهيز لمهاجمة المناطق اليمنية الخاضعة للحكومة الشرعية.

السفينة التجارية «غلاكسي ليدر» قرصنها الحوثيون واحتجزوا طاقمها منذ 14 شهراً (رويترز)

وأدّت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، خلال 14 شهراً، إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتَيْن، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

وإذ استقبلت الجماعة نحو ألف غارة جوية وقصف بحري، خلال عام من التدخل الأميركي، كانت الولايات المتحدة أنشأت في ديسمبر (كانون الأول) 2023 تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على الهجمات الحوثية ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في عدد من المرات.

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين كان أغلبيتها من نصيب الحديدة الساحلية، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة.