القضاء يستكمل ملاحقة الصرافين المتلاعبين بسعر الدولار

TT

القضاء يستكمل ملاحقة الصرافين المتلاعبين بسعر الدولار

كثّفت السلطات القضائية والأمنية في لبنان، إجراءاتها لملاحقة الصرّافين، غير الملتزمين بالتسعيرة التي حددها مصرف لبنان، والتي تحصر سعر صرف الدولار بـ2000 ليرة لبنانية، ويواصل مكتب مكافحة الجرائم المالية دورياته، على الصرافين ويعمل إلى توقيف كل المخالفين للتسعيرة الرسمية بإشارة من القضاء المختص.
وادعى النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم أمس، على أربعة صرافين جرى توقيفهم مؤخراً، وأحالهم على قاضي التحقيق في بيروت، طالباً استجوابهم وإصدار مذكرات توقيف وجاهية بحقهم. وأكد مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط»، أن «الملاحقات ستطال كلّ صرّاف أو مؤسسة مالية تخالف قانون النقد والتسليف، وتتلاعب بأسعار الصرف، بما يؤدي إلى الإضرار بقيمة العملة الوطنية، ويقود إلى التهافت على شراء الدولار»، لافتاً إلى أن «تطبيق الإجراءات المتفق عليها مع المصرف المركزي، سيحدّ من الطلب على الدولار، كما أن اعتماد الصرف على الألفين ليرة للدولار، سيوحّد سوق القطع ويحول دون اعتماد أكثر من تسعيرة لصرف الدولار في السوق المالية».
إلى ذلك، كشف مصدر مطلع شارك في اللقاء الذي جمع النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات مع جمعية المصارف اللبنانية، عن «خطة قيد الإعداد تفضي إلى تخفيف الضغط على السحب بالدولار من المصارف»، وتوقع «صدور تعميم عن مصرف لبنان، موجه إلى المصارف لاعتماد صرف الدولار مقابل 2000 ليرة لبنانية بدلاً من السعر الرسمي 1515، شرط أن يستبدل أصحاب حسابات الدولار عمليات السحب بالليرة اللبنانية بدلاً من الدولار». ورجّح المصدر، أن «يؤدي هذا الإجراء إلى قطع الطريق على تفرّد الصرافين بسوق القطع».
وفي ترجمة واضحة للتعهد الذي وقعته جمعية المصارف مع القاضيين غسان عويدات وعلي إبراهيم، بدأت المصارف تنفيذ مضمون هذا التعهد، لجهة التحويل بالعملة الأجنبية للخارج بشروط محددة، وأهمها تسديد ما يتوجب للمودعين من أقساط تعليم لأبنائهم خارج لبنان ودفع الضرائب والاستشفاء، وفتح الاعتمادات لشراء المواد الغذائية والطبية.
وكشف مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط»، أن هذا الالتزام «سيستتبع بقرار يصدر عن النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم، بالتراجع عن قرار حجز أصول 21 مصرفاً لبنانياً، مع ذكر الأسباب الموجبة التي تبرر إلغاء هذا القرار، وأهمها الوضع المالي والاقتصادي الصعب الذي يعيشه لبنان، وضرورة أن تلعب المصارف دوراً في التخفيف من وطأة هذه الأزمة».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.