الهدافون الأجانب يهيمنون على شباك الملاعب السعودية

عبد الرزاق حمد الله
عبد الرزاق حمد الله
TT

الهدافون الأجانب يهيمنون على شباك الملاعب السعودية

عبد الرزاق حمد الله
عبد الرزاق حمد الله

يظل المهاجم القناص صاحب اللمسة الأخيرة، عملة نادرة في الملاعب، ويتطلب الوصول إليه رحلة شاقة من البحث والتنقيب، فضلا عن إغرائه بملايين الدولارات للفوز بخدماته، كما هو معمول به في جميع المسابقات العالمية، حيث تتسابق الأندية على جلب اللاعب القادر على ترجمة الفرص وهز الشباك من أقصر الطرق دون تكلف أو عناء. وفي الدوري السعودي رصدت إدارات الأندية مبالغ طائلة للفوز بخامات مميزة من المهاجمين الأجانب الذين هيمنوا على صدارة ترتيب هدافي المسابقة، وغاب اللاعب السعودي عن المراكز العشرة الأولى.
وبدوره احتفظ المغربي عبد الرزاق حمد الله مهاجم النصر بكرسي الصدارة بعد مرور 22 جولة من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين السعودي، بزيارته لمرمى المنافسين في 18 مناسبة، وجاء المغربي من بعيد لينتزع الكرسي من الفرنسي غوميز مهاجم الهلال وأشرس منافسيه، بفضل عطائه في القسم الثاني من المسابقة بعد أن غاب عن هز الشباك في فترات متقطعة من الدور الأول.
وحطم مهاجم نادي النصر المتوج بلقب بطولة الموسم الماضي، كل الأرقام القياسية المسجلة سابقاً في بطولة الدوري السعودي، بعدما أحرز 35 هدفا كأكبر معدل تهديفي، سواء على مستوى اللاعبين المحترفين أو المحليين، ومن الصعوبة كسر هذا الرقم الذي سيبقى طويلاً، إلى جانب إحرازه «هاتريك» في مناسبتين و«سوبر هاتريك» مثلها، ولم يغب عن التسجيل في 9 مباريات على التوالي.
ووقف المهاجم المغربي في الموسم الماضي على هرم قائمة هدافي العالم متفوقاً على البولندي ليفاندوفسكي مهاجم بايرن ميونيخ الألماني وليونيل ميسي مهاجم برشلونة الإسباني والفرنسي مبابي مهاجم باريس سان جرمان الفرنسي، وأحرز مهاجم النصر السعودي في منافسات الموسم الماضي 58 هدفاً كأعلى معدل تهديف عالمياً، ولم يكتفِ حمد الله بالتسجيل وأسهم بصانعة 15 هدفا في جميع المنافسات التي مثل فيها النصر، كما قاد فريقه للفوز ببطولة السوبر السعودي للمرة الأولى في تاريخه.
ويأتي في المركز الثاني الفرنسي غوميز مهاجم الهلال الذي أحكم قبضته منذ بداية الدوري على صدارة الهدافين في القسم الأول من الدوري، في صورة مشابهة تماماً لما كان عليه في الموسم الماضي، غير أن تذبذب مستوى الفرنسي أسهم بغيابه عن التهديف وتوسع الفارق بينه وبين حمد الله لأربعة أهداف، وصام الفرنسي في المواجهات الخمس الأخيرة عن التهديف وتجمد رصيده عند 14 هدفا، وكان لغياب غوميز عن التهديف أثر واضح على فريقه الذي يتصدر الترتيب في الموسم الحالي بعد تعادله الأخير مع ضمك صاحب المركز قبل الأخير.
وحاول السوري عمر السومة مهاجم الأهلي، وهداف المواسم السابقة العودة للواجهة من جديد، لكن الإصابة التي حرمته من الكثير من المباريات أسهمت بشكل ملحوظ ببقائه بالمركز الثالث بـ13 هدفا، وكان السومة قد تسيد هدافي الدوري السعودي لثلاثة مواسم على التوالي بداية من انضمامه للأهلي في موسم 2014، وقاد فريقه للتتويج بلقب 2015 - 2016 وقبلها وصافة الترتيب، بعد غياب سنوات طويلة عن لقب بطولة الدوري.
ودخل المالي يوسف نياكاتي مهاجم الوحدة على طريق المنافسة للفوز بجائزة هداف الدوري السعودي، وأحرز 12 هدفاً في الـ22 المواجهة التي خاضها فريقه، وكان لتألق المالي في القسم الثاني من الدوري، ومواصلة زيارته للشباك دور في بلوغ فريقه للمركز الثالث على سلم الترتيب والمنافسة بقوة على خطف إحدى البطاقات المؤهلة لدوري أبطال آسيا للمرة الأولى في تاريخ النادي الغربي، كما صنع المالي 3 أهداف لزملائه اللاعبين.
وتفوق البرازيلي إدواردو لاعب الهلال وصانع ألعابه على الكثير من المهاجمين بـ11 هدفا، على الرغم من غيابه المتقطع من جولة لأخرى، وعدم اعتماد الروماني رازفان مدرب الهلال عليه ضمن القائمة الأساسية سواء في المنافسات المحلية أو الخارجية، إلا أن البرازيلي ظل محتفظاً برونقه الذي دام لأكثر من 4 مواسم في الملاعب السعودية، وبذات الرصيد يدخل البرازيلي الأخير رومارينيو مهاجم الاتحاد للحاق بركب المقدمة، إلا أن الظروف المحيطة بفريق الأخير لم تساعده بالاستمرار بهز الشباك، إلى جانب غياب صانع اللعب.
ووجد السويدي كارلوس ستراندبيرغ مهاجم الحزم، على القائمة بـ9 أهداف، خلف البرازيليين إدواردو ورومارينو، ونجح السويسري في المنافسة على لقب الهداف، رغم وجود فريقه في المراكز المتأخرة على سلم الترتيب، ويقف خلف مهاجم الحزم، أنسيلمو دي مورايس لاعب خط منتصف الوحدة بـ8 أهداف، وهز البرازيلي جوليانو صانع ألعاب النصر شباك المنافسين بذات الرصيد، وكذلك 8 أهداف لتفاريس لاعب الرأس الأخضر، مهاجم الأهلي.
ويعتبر ناصر الشمراني مهاجم الهلال السابق آخر اللاعبين المحليين الفائزين بلقب هداف مسابقة الدوري السعودي في الموسم 2013 - 2014، برصيد 21 هدفا وتوج النصر ببطولة ذلك الموسم، وجاء في وصافة الهدافين مختار فلاتة مهاجم الاتحاد بـ20 هدفا، ومحمد السهلاوي مهاجم النصر بالمركز الثالث بـ17 هدفا، قبل أن يتعاقد الأهلي مع السوري عمر السومة الذي احتكر اللقب لثلاث سنوات متتالية، وخلفه التشيلي روني فرناديز مهاجم الفيحاء، وفي الموسم الماضي فاز به المغربي عبد الرزاق حمد الله الذي ما زال متربعا على كرسي الصدارة في هذا الموسم.


مقالات ذات صلة

بلان يشيد بأداء الثنائي «الصحفي والغامدي» في الدوري البلجيكي

رياضة سعودية الصحفي قدم اداء مذهلا مع فريقه البلجيكي (بيرشكوت)

بلان يشيد بأداء الثنائي «الصحفي والغامدي» في الدوري البلجيكي

أشاد الفرنسي لوران بلان مدرب الاتحاد، بما يقدمه اللاعبان السعوديان مروان الصحفي وفيصل الغامدي مع فريقهما بيرشكوت البلجيكي، وذلك بالنظر إلى صعوبة التجربة قياساً

«الشرق الأوسط» ( جدة)
رياضة سعودية ديابي خلال تدريبات الاتحاد الأخيرة (الاتحاد)

الاتحاد لتضييق الخناق على الهلال من شباك الفتح الجريح

يسعى الاتحاد لمواصلة حصد النقاط، وتضييق الخناق على الهلال المتصدر، حينما يستقبل ضيفه الفتح في اليوم الأخير من منافسات الجولة الـ11 من الدوري السعودي للمحترفين.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية فابيو صاحب هدف الفوز على الهلال يحتفل بعد نهاية المباراة (تصوير: عيسى الدبيسي)

هدف فابيو ينهي الهيمنة الزرقاء على مباريات الهلال والخليج

تمكن الخليج من تحقيق فوزه الأول على الهلال في تاريخ الدوري السعودي للمحترفين، بعد مباراة مثيرة تمكن فيها أبناء «الدانة» من قلب النتيجة بعد تخلفهم بهدفين.

هيثم الزاحم (الرياض )
رياضة سعودية لاعبو الخليج يحتفلون مع جماهيرهم بعد الفوز بالمباراة (تصوير: عيسى الدبيسي)

ثلاثية الخليج... الحسرة في الهلال والفرحة في الأهلي

منح فوز الخليج على الهلال، النادي الأهلي فرصة ثمينة ستمكنه من المحافظة على رقمه التاريخي الذي حققه عام 2016

هيثم الزاحم (الرياض )
رياضة سعودية دونيس مدرب فريق الخليج في المؤتمر الصحافي (تصوير: عيسى الدبيسي)

دونيس: الثقة قادتنا للانتصار على الهلال

قال اليوناني دونيس، مدرب فريق الخليج، إنه عمل على استغلال فرصة إرهاق لاعبي الهلال بين مشاركاتهم الدولية والعودة للمشاركة في هذه المباراة.

علي القطان (الدمام )

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».