«الأصالة والمعاصرة» يتهم الحكومة المغربية بالاستهتار في الإعداد للانتخابات المقبلة

بكوري: الوزارة تتحايل على الدور التشريعي للبرلمان

مصطفى بكوري أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة أثناء حديثه أمس في الصخيرات («الشرق الأوسط»)
مصطفى بكوري أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة أثناء حديثه أمس في الصخيرات («الشرق الأوسط»)
TT

«الأصالة والمعاصرة» يتهم الحكومة المغربية بالاستهتار في الإعداد للانتخابات المقبلة

مصطفى بكوري أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة أثناء حديثه أمس في الصخيرات («الشرق الأوسط»)
مصطفى بكوري أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة أثناء حديثه أمس في الصخيرات («الشرق الأوسط»)

انتقد مصطفى بكوري، أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، أمس، في مدينة الصخيرات (جنوب الرباط)، استعداد حكومة عبد الإله ابن كيران لخوض الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، واتهمها بالعبث والاستهتار.
وقال بكوري في الجلسة الافتتاحية لأشغال الدورة 18 للمجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، إن حزبه سجل ما سماه «التدبير الحكومي المرتجل والمتخبط بالأسئلة المتعلقة بالاستحقاقات الانتخابية»، مضيفا أن «الحكومة تأخرت كثيرا في الإفصاح عن مشاريع القوانين المرتبطة بالانتخابات، وهو ما سيكلف التجربة الديمقراطية غاليا».
وأضاف بكوري: «نحن اليوم أمام وضع سياسي يغيب فيه الحوار، وما نعيشه في ظل هذه الحكومة ليس له مثيل، وإنه لأمر غريب ويدعو إلى الدهشة أن نرى حزبا يرأس الحكومة ويشكل أغلبيتها يشكك في انتخابات قبل انعقادها».
وحول المشاورات التي تتحدث عنها الحكومة مع أحزاب المعارضة، قال بكوري: «إنها زائفة وصورية وأقرب إلى أن تكون مشاورات إذعان»، موضحا أن حزبه لوح بمقاطعة الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، إذا تشبثت الحكومة بزيفها وتجاهلها لخطورة الأمر، وقدم في هذا الصدد 56 تعديلا في مسودة المشروع التنظيمي المتعلق بالجهة، معتبرا أن المسودة «تمثل عنوان ردة ديمقراطية، لأن مشروع الجهة لا يتضمن إعمالا فعليا للتدبير الحر».
وقال بكوري في هذا الشأن: «الحكومة الحالية لا تتوانى في التحايل الممنهج على الدور التشريعي للبرلمان، وذلك بمحاولة إجهازها على حق المعارضة في التشريع»، مشيرا إلى أن ذلك يشكل استهدافا مباشرا للحقوق الدستورية، وضربة للديمقراطية في الصميم.
وأبرز بكوري أن حالة الغليان الاجتماعي التي يعيشها المغرب هي بسبب التعاطي اللامسؤول للحكومة مع الملف الاجتماعي، ورفضها الحوار مع الفرقاء المعنيين، مما أدى إلى تنفيذ الإضراب العام في 29 من الشهر الماضي، كما اعتبر أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة أن مشروع قانون المالية الذي قدمته الحكومة، سيكرس السنوات العجاف من ولايتها، مؤكدا أنها تبدو مصرة على تضييع فرصتها الأخيرة في بناء منظور استراتيجي مجدد ومبتكر للاقتصاد الوطني، وفي إطلاق الإصلاحات المهيكلة الكبرى.
واعتبر بكوري أن هذه المحطات، وغيرها من المحطات الأخرى، تقدم مؤشرات حقيقية على خيبة الأمل من حصيلة عمل حكومي لا يزال يستنزف رصيد الثقة لدى مختلف مكونات الشعب المغربي، ولا يتردد في الاستهتار بمقومات الممارسة الديمقراطية، وفي تفويت الفرص القليلة المتبقية من أجل الرفع من مؤشرات التنمية، وتوفير شروط العيش الكريم والمشروع.
واستعرض بكوري محطات أخرى كثيرة تتزامن مع انعقاد الدورة 18 للمجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، وقال إنها تصادف تخليد ذكرى المسيرة الخضراء، التي مر عليها نحو 40 سنة، إضافة إلى الدخول البرلماني الحالي الذي قال عنه إنه «ينتظره عمل تشريعي وازن، لكن يبدو أن الحكومة لا تعيره ما يستدعيه من اهتمام»، متسائلا عن كثير من القوانين التنظيمية والنصوص التي أقرها الدستور، لكنها لم تر النور بعد، رغم مضي ما يفوق 3 سنوات على اعتماده.
من جهة ثانية، قال حكيم بنشماس رئيس المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، إن حزبه دشن تحولا مهما في طريقة اشتغال المجلس الوطني، مرتبط بالتوافق على منهج واحد، وأكد أن مواضيع أعمال الدورة ستكون مناسبة لتقييم تجربة الأداء السياسي للحزب، كما أوضح بنشماس أن الهدف من تقييم الأداء السياسي هو مراجعة ما يستوجب المراجعة في الجوانب المرتبطة بتصريف المشروع السياسي للحزب، مشيرا إلى أن حزبه لن يقف فقط على مدى جاهزيته لخوض الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، بل هناك قضايا أخرى مهمة، مثل قضية الوحدة الترابية ومشاريع القوانين التنظيمية.



خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.