مستوطنون يهاجمون ممتلكات الفلسطينيين شمال الضفة

طلاب ومعلمون يتفقدون فصلاً في مدرسة عوريف بالضفة أحرقه مستوطنون (وفا)
طلاب ومعلمون يتفقدون فصلاً في مدرسة عوريف بالضفة أحرقه مستوطنون (وفا)
TT

مستوطنون يهاجمون ممتلكات الفلسطينيين شمال الضفة

طلاب ومعلمون يتفقدون فصلاً في مدرسة عوريف بالضفة أحرقه مستوطنون (وفا)
طلاب ومعلمون يتفقدون فصلاً في مدرسة عوريف بالضفة أحرقه مستوطنون (وفا)

حطم مستوطنون، أمس (الأحد)، أكثر من 20 مركبة بالحجارة، بعد اقتحام المنطقة الشمالية من حوارة جنوب نابلس. وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، إن أكثر من 25 مستوطناً اقتحموا المنطقة الشمالية قرب «متنزه كنتري» في حوارة قرب نابلس، وقاموا بتحطيم أكثر من 20 مركبة فلسطينية.
وأضاف دغلس أن المواطنين قاموا بالتصدي للمستوطنين، وأجبروهم على الفرار من المنطقة. وقالت مصادر محلية إن حادثة الهجوم جاءت بعد إصابة مستوطن بالرأس على شارع حوارة الرئيسي قبل يومين. ويشنّ مستوطنون من جماعات معروفة باسم «تدفيع الثمن» هجمات متفرقة على قرى فلسطينية قريبة من المستوطنات، وعلى مركبات الفلسطينيين على الشوارع.
وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين التصعيد الحاصل في اعتداءات وهجمات المستوطنين ضد المواطنين الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومركباتهم في الضفة الغربية. وقالت الوزارة في بيان لها، إنها تستنكر هذه الهجمات «وآخرها الهجوم الذي شنته عصابات المستوطنين على الجهة الغربية من بلدة حوارة وتحطيم زجاج ما يزيد على 20 مركبة بالحجارة وإطلاق النار العشوائي تجاه المواطنين الذين حاولوا التصدي لهم، واقتحام قرية الجانية غرب رام الله، وهجومها أيضاً على رعاة الأغنام في خربة جبعيت قرب قرية المغير شرق مدينة رام الله وقيامهم بضرب الرعاة، ومحاولة سرقة أغنامهم، ذلك كله بحماية ودعم قوات الاحتلال التي غالباً ما تتدخل لتوفر غطاءً لانسحاب تلك الميليشيات عبر إطلاقها الكثيف للرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع صوب المواطنين الفلسطينيين».
كما أدانت الوزارة تعامل قوات الاحتلال العنيف والدموي أثناء اقتحامها لكثير من البلدات الفلسطينية، كما حدث مؤخراً في بلدة كفر قدوم شرق قلقيلية، وأدى إلى إصابة شاب بشظايا احتلالية في ظهره نقل على أثرها إلى مستشفى رفيديا في نابلس، ووُصِفت حالته بالمتوسطة. وأكدت الوزارة أن تصعيد المنظمات الاستيطانية الإرهابية من اعتداءاتها على المواطنين الفلسطينيين نتيجة مباشرة للضوء الأخضر والرعاية والتشجيع الذي تتلقاه تلك المنظمات من قبل المستوى السياسي في دولة الاحتلال، الذي يشجعها على التمادي في ممارسة اعتداءاتها العنيفة على البلدات والقرى الفلسطينية دون حسيب أو رقيب، بهدف ترهيب المواطنين وتخويفهم ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم المستهدفة، تمهيداً لسيطرة قوات الاحتلال والمنظمات الاستيطانية عليها وتخصيصها لصالح التوسع الاستيطاني.
وحملت الوزارة الحكومة الإسرائيلية وأذرعها المختلفة والإدارة الأميركية المسؤولية عن جرائم وانتهاكات المستوطنين المتواصلة ضد أبناء شعبنا وأرضهم وممتلكاتهم.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».