«داعش» يصدر تعليمات لأعضائه بخصوص السفر

حثهم على البقاء بعيداً عن «أوروبا أرض الوباء»

TT

«داعش» يصدر تعليمات لأعضائه بخصوص السفر

بدأ تنظيم «داعش» الإرهابي في النأي بنفسه عن أوروبا بسبب فيروس «كورونا»، فبعد أن كان يحث أتباعه على مهاجمة مواقع أوروبية، ينصح التنظيم اليوم أعضاءه بـ«البقاء بعيداً عن أرض الوباء».
وأصدر التنظيم مجموعة جديدة من «التوجيهات الشرعية» ضمنها في «غراف»، يوجه خلالها أتباعه بضرورة الحرص على «تغطية الفم عند التثاؤب أو العطس» وغسل أيديهم بانتظام. جدير بالذكر أن أعضاء «داعش» لديهم خبرة طويلة في تغطية وجوههم، لكنهم كانوا يفعلون ذلك فيما مضى من أجل إخفاء هوياتهم لدى قطعهم رؤوس رهائن.
جاءت التوجيهات الجديدة بخصوص تجنب السفر إلى أوروبا بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية أن أوروبا تشكل مركز وباء «كورونا» عالمياً في الوقت الحالي. وقد حظرت إيطاليا وفرنسا وإسبانيا التجمعات العامة، ووجهت الكثير من الحانات والمتاجر لإغلاق أبوابها. كما أغلق عدد من الدول الأوروبية، بينها بولندا وليتوانيا وجمهورية التشيك، حدودها أمام الأجانب. وصدرت التوجيهات الأخيرة من قبل «داعش» في نشرة «النبأ» وجاءت تحت اسم «توجيهات شرعية» تحث أعضاء التنظيم على «البقاء بعيداً عن أرض الوباء» كي لا يصابوا بالفيروس.
كما حث التنظيم أعضاءه ممن أصيبوا بالفيروس بالفعل بالتزام أماكنهم تجنباً لنشر الفيروس. وأكد «داعش» في توجيهاته على أن «الأصحاء لا ينبغي لهم دخول أرض الوباء والمصاب لا ينبغي له مغادرتها»، واصفاً كورونا بأنه «عذاب أرسله الله». وأكد التنظيم على أن «الأمراض لا تضرب من تلقاء نفسها وإنما بأمر ومشيئة الله».
كان «داعش» قد جذب أنظار العالم له عام 2014 عندما سيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا في تقدم سريع لمقاتليه. وسيطر التنظيم على الموصل، ثالث أكبر مدن العراق، في يونيو (حزيران) 2014.
وأخيراً، تمكنت قوات عراقية وكردية من إعادة السيطرة على المدينة بدعم قوة نيران غربية في يوليو (تموز) 2017.
على جانب آخر، أعلنت فرنسا، أول من أمس، عن إجراءات جديدة للتصدي لتفشي وباء «كورونا»، منها إغلاق «الكافيهات والمتاجر والمطاعم ودور السينما».
وأعلن رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب الإجراءات الجديدة في محاولة لكبح جماح الوباء، وأوضح خلال مؤتمر صحافي أن الاستثناءات لهذه الإجراءات تتضمن متاجر الأغذية والصيدليات ومحطات الوقود.
وأوضح أن وسائل النقل العام ستستمر في عملها، لكنه ناشد المواطنين الحد من استخدامها.
وقال إنه يتعين على الأفراد الخروج من منازلهم فقط لشراء احتياجاتهم الضرورية أو ممارسة رياضة خفيفة أو التصويت في الانتخابات.
كما حث الفرنسيين على العمل من المنزل، واصفاً الوباء بأنه «أكبر أزمة صحية تجابه فرنسا خلال قرن». وبرر فرض حالة إغلاق عامة على البلاد بأن انتشار الفيروس في فرنسا تتسارع وتيرته وأعداد المرضى الذين يحتاجون إلى الرعاية المركزة في تزايد. وتأتي الإجراءات الجديدة على خلفية قيود أخرى سابقة تتضمن حظر تجمع أكثر من ألف شخص وتجميد الفعاليات الرياضية الضخمة. كما أعلنت الحكومة إغلاق المدارس والجامعات.
على الجانب الآخر، حثت حكومة المملكة المتحدة أي شخص يعاني من السعال أو البرد بفرض العزلة على نفسه. وجرى إرجاء مباريات بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد إصابة عدد من اللاعبين والمدربين بـ«كورونا». أما إيران فتعتبر الدولة الأكثر تضرراً على الإطلاق بالفيروس في منطقة الشرق الأوسط مع تجاوز أعداد المصابين 10 آلاف ووقوع مئات الوفيات. وتوحي صور المقابر الجماعية التي التقطتها أقمار صناعية من مدينة قم أن تفشي الوباء أخطر بكثير عما تعلنه السلطات. وفي سوريا، لم يعلن عن أي إصابات بالفيروس، لكن نظراً لسيطرة الحكومة على أجزاء فقط من البلاد، فإن ثمة مخاوف من أن هناك حالات لا يجري رصدها.


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.