«نصف الدنيا»... يقدّم فنانات السينما المصرية كاريكاتيرياً

بينهن ماري منيب وأمينة رزق وأم كلثوم

الكاريكاتير منح سيدة أذرعاً متعددة لملاحقة المهام  -  الكاريكاتير يظهر حالة الطهو بمحبة  -  لوحة كاريكاتير لأم كلثوم
الكاريكاتير منح سيدة أذرعاً متعددة لملاحقة المهام - الكاريكاتير يظهر حالة الطهو بمحبة - لوحة كاريكاتير لأم كلثوم
TT

«نصف الدنيا»... يقدّم فنانات السينما المصرية كاريكاتيرياً

الكاريكاتير منح سيدة أذرعاً متعددة لملاحقة المهام  -  الكاريكاتير يظهر حالة الطهو بمحبة  -  لوحة كاريكاتير لأم كلثوم
الكاريكاتير منح سيدة أذرعاً متعددة لملاحقة المهام - الكاريكاتير يظهر حالة الطهو بمحبة - لوحة كاريكاتير لأم كلثوم

يُطل الكاريكاتير دائماً من نافذة فنية مُغايرة، فهو الأكثر اشتباكاً مع السياق الاجتماعي في الغالب، وفي هذا الشهر حيث تجتمع أعياد المرأة والأمومة، يشارك 24 فناناً في مصر بأعمال كاريكاتيرية بمعرض عنوانه «نصف الدنيا»، ويستمر حتى 20 مارس (آذار) الجاري.
يستضيف فعاليات المعرض بيت السحيمي الأثري، الكائن بحي الجمالية في قلب القاهرة، «هو احتفال بالمرأة» هكذا تصفه رسامة الكاريكاتير ومنظمة المعرض الفنانة مروة إبراهيم، تقول: «نعرض من خلال المشاركات كل وجهات النظر فبعض الفنانين تناولوا قضايا المرأة ومشاكلها، وبعضهم اختار رسم شخصيات نسائية شهيرة بداية من الملكة نفرتيتي وصولاً لأم كلثوم، وشخصيات درامية تبرز أحياناً جبروتها مثل ماري منيب».
وتعد ماري منيب، الفنانة مواليد 1905. واحدة من أشهر الفنانات اللاتي جسدن دور «الحماة» في السينما المصرية وكذلك «الأم المتسلطة»، ولم يفارق هذا «الجبروت» حس كوميدي وكاريزما صارخة تجعل لها مكانة في إلهام الفنانين إلى اليوم، وتلتقط اللوحة التي ظهرت فيها ماري منيب في المعرض، واحدة من أشهر عبارات السينما المصرية التي دمغتها منيب بخصوصيتها الفكاهية في فيلم «حماتي ملاك» وهي تقول: «مدوباهم اتنين».
تظهر في البورتريهات كذلك الفنانة الراحلة أمينة رزق، التي اقترب الكاريكاتير من خطوط تجاعيدها ونظرتها الحانية وهي تتعلق بقلب، في تكوين دال عن تلك السلطة التي فرضتها على الجمهور حتى بعد سنوات من الرحيل وهي سُلطة المحبة، فهي واحدة من أشهر من قامت بتقديم دراما الأم، فيما تُحاول خطوط الكاريكاتير الاقتراب من طبقات القوة في أداء «كوكب الشرق»، عبر قسمات وجهها، وتعبيرها الجسدي المُحاكي لوقفتها الشامخة على المسرح، في أداء حُر كأنها لاتزال تُواصل رحلتها في رحلة الصعود النغمي.
ينظم المعرض كل من مركز إبداع بيت السحيمي، التابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية، بالتعاون مع الجمعية المصرية للكاريكاتير، ويضم أكثر من 55 عملاً كاريكاتيرياً، وتطرح بعض الأعمال بعض القضايا التي تخص المرأة، ومن بينها البحث عن الفرص المُتكافئة في العمل، وزواج القاصرات.
تقول مروة إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»: «أردنا خلال تنظيم المعرض ألا نقتصر على المشاركات التي تُخلد النماذج المشرقة فقط، أو الجوانب الإيجابية فقط التي تخص المرأة، بل أدمجنا مشاركات تنتقد بعض السلبيات من وجهة نظر أصحابها حول أداء المرأة، وذلك حفاظاً على توازن أعمال المعرض».
ولعل من بين تلك السلبيات التي تشير لها مروة قيام بعض المشاركين بتوجيه النقد، على حد تعبيرهم الفني، لميل المرأة للثرثرة، وفي المقابل اتسعت مساحة المشاركات حول تفاصيل المهام اليومية التي تؤديها المرأة، ومن بينها كاريكاتير يحاول الاقتراب من مهمة إعداد المرأة للطعام لأسرتها، وكأنها مُحاطة بأواني الطعام الذي تتصاعد منه أبخرة مُحملة بطاقات المحبة التي تطهو بها، ولوحة أخرى تعمدت في حس كاريكاتيري ساخر منح سيدة أذرعاً مُتعددة ربما تتسع لقضاء المهام المتلاحقة والمتزامنة المطلوبة منها.



التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
TT

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لوكالة «ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة غامرة. وقالت عالِمة الفلك الملكية في اسكوتلندا، البروفيسورة كاثرين هيمانز، لـ«بي بي سي»: «أحبُّ المجرّة البراقة والمتألِّقة بأضواء عيد الميلاد، كأنّ هذه ما كان عليه الكون وهو يبلغ من العمر 600 مليون عام فقط». تُظهر الصورة 10 كرات من النجوم بألوان مختلفة، تبدو مثل زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون. وهذه المرّة الأولى التي شاهد فيها العلماء كتلاً من النجوم تتجمَّع لتُشكل مجرّة مثل «درب التبانة»، فأطلقوا على المجرّة البعيدة اسم «اليراعة المتألّقة»، لتشابُهها أيضاً مع سرب من اليراعات متعدِّد اللون.

من مداره في الفضاء، من دون عوائق من الغلاف الجوّي للأرض، أظهر لنا أقوى تلسكوب على الإطلاق، مزيداً من المجرّات الأبعد، وبالتالي الأقدم؛ لكنها ليست مثل مجرّتنا في المراحل المُبكرة من التشكيل. ووفق الدكتورة لاميا ماولا، من كلية «ويليسلي» في ماساتشوستس، المُشاركة في قيادة البحث، فإنّ «البيانات الخاصة بما حدث في هذه المرحلة من الكون ضئيلة جداً». وأضافت: «هنا نُشاهد مجرّة وهي تتشكَّل حجراً بحجر. فالمجرّات التي نراها عادة حولنا تشكَّلت بالفعل، لذا فإنها المرّة الأولى التي نشهد فيها هذه العملية».

ووصفت البروفيسورة هيمانز، عالِمة الفلك الملكية في اسكوتلندا، والمستقلّة عن فريق البحث، الاكتشاف بأنه «رائع، ومهمّ علمياً وبالغ الاحتفاء»؛ وقالت: «مدهش أن يبني البشر منظاراً يتيح التطلُّع إلى الماضي البعيد جداً، فنرى هذه المراحل الوليدة جداً من المجرّة بطريقة احتفالية جميلة كهذه».

لغز الكون وعجائبه (ناسا)

وتختلف ألوان العناقيد النجمية باختلاف مراحل تكوينها، وفقاً للدكتورة ماولا: «إنها جميلة لأنّ الحياة الباكرة للمجرّة نشطة جداً. نجوم جديدة تولد، ونجوم ضخمة تموت، وكثير من الغاز والغبار حولها، وكثير من النيتروجين والأكسجين... بسبب الحالة التي هي فيها، تتراءى هذه الألوان الجميلة». عندما صادفت ماولا المجرّة، لم ترَ قط كتلاً من النجوم بمثل هذه الألوان الزاهية والمتنوّعة. قادها ذلك للاعتقاد بأنّ ثمة شيئاً مختلفاً حول هذا النظام، لذا تحقّقت من مدى بُعد ذلك. لدهشتها تبيَّن أنه يبعد أكثر من 13 مليار سنة ضوئية.

النور الآتي من «اليراعة المتألّقة» استغرق أكثر من 13 مليار سنة ليصل إلينا. صغير جداً وبعيد جداً، حدَّ أنه لم يكن بإمكان تلسكوب «جيمس ويب» رؤيته، لولا حظوظ المصادفة الكونية. وكان هناك تجمّع من المجرّات بين «اليراعة المتألّقة» وتلسكوب «جيمس ويب»، شوَّهت الزمكان لتمدُّد الضوء من المجرّة البعيدة، وتعمل بفعالية مثل عدسة مكبرة عملاقة.

يٌسمّي علماء الفلك هذه العملية «عدسة الجاذبية»، التي، في هذه الحالة، مكَّنت الباحث المُشارك الدكتور كارثيك أيير من جامعة «كولومبيا» في نيويورك، وأعضاء آخرين من الفريق، من أن يروا للمرّة الأولى، تفاصيل مذهلة لكيفية تكوُّن المجرّات الأولى مثل مجرتنا «درب التبانة». وقال: «إنها تأخذ الضوء الآتي من اليراعة وتثنيه وتضخّمه حتى نتمكن من رؤيته بتفاصيل رائعة».