ضغوط سياسية على الحكومة لإعلان حالة الطوارئ

TT

ضغوط سياسية على الحكومة لإعلان حالة الطوارئ

مهّدت الدعوات لإعلان حالة الطوارئ في لبنان، ولفرض تدابير مشددة لمواجهة فيروس «كورونا»، لجلسة استثنائية تعقدها الحكومة اللبنانية اليوم، يليها اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع لاتخاذ تدابير جديدة ومشددة، وسط توقعات بأن يصدر قرار بإعلان حالة طوارئ.
ويعقد مجلس الوزراء بعد ظهر اليوم الأحد جلسة طارئة في القصر الجمهوري لمتابعة آخر التطورات والإجراءات للحدّ من انتشار فيروس كورونا، كما يُعقد اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع. وتحدثت معلومات صحافية عن اتّجاه في جلسة الحكومة لإعلان حالة الطوارئ من منتصف ليل الأحد على كل الأراضي اللبنانية لمدة أسبوع قابلة للتجديد لمواجهة وحصر فيروس كورونا. ويلقي الرئيس ميشال عون كلمة يعلن فيها عن التدابير الجديدة.
وتم التمهيد للإجراءات التي قد تصل إلى مستوى إعلان الطوارئ، بدفع من القوى السياسية كان آخرها رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الذي قال أمس: «نقف وراء مرجعية واحدة لإدارة الأزمة هي الدولة، ونلتزم إرشاداتها وندعم أي قرار تتخذه لأن الحالة الوبائية مقلقة، ونحن على شفير الوصول إلى تفشي الوباء، مع احتمال تخطي القدرات الطبية على العناية بالحالات الحرجة»، مضيفاً: «لذلك يبدو أن لا مفر من قرار الحجر العام، أي حالة الطوارئ ولو كان موجعاً لإنقاذ أكبر عدد من الأرواح التي هي أغلى ما لدينا».
وكان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع طالب يوم الخميس الماضي بإعلان حالة طوارئ صحية جدية خصوصاً فيما يتعلق بتأمين المستشفيات العامة والخاصة وتزويدها بكل ما يلزم، فيما أعلن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري يوم الخميس أن «لبنان في دائرة الخطر شأنه شأن كثير من البلدان التي بادرت إلى قرارات شجاعة ومسؤولة أقفلت الأجواء والحدود ووضعت مناطق بكاملها تحت الحجر الصحي».
وأمس أكد وزير الصحة حمد حسن «أن الحجر المنزلي ضروري والمعطيات التي صدرت أمس مؤشر جيّد والمستشفيات الحكومية التي تُجهّز ستعتمد للحجر الصحي في حال ارتفع عدد الإصابات». ولفت في تصريح إلى «أن الخطة التي نقوم بها مدروسة».
وتواصلت الانتقادات السياسية للحكومة على خلفية استجابتها للأزمة، إذ غردت عضو كتلة «المستقبل» النائبة ديما جمالي عبر «تويتر» قائلة: «كفى لإجراءات المهزلة الحكومية، وكفى لمواقف التكابر عند المسؤولين غير المسؤولين، وكفى للتدابير الرسمية الهزيلة. أغلقوا الحدود وأعلنوا حالة الطوارئ، وتداركوا قبل فوات الأوان، لأن ما يجري حقيقة هو بمثابة إبادة جماعية مقصودة بحق الشعب اللبناني، وبتوقيع (حكومة الاختصاصيين)»!



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.