السيسي يُطلع تبون على مسارات التفاوض في «سد النهضة» الإثيوبي

مغتربون يطلقون حملة إلكترونية {لحماية حقوق مصر المائية}

TT

السيسي يُطلع تبون على مسارات التفاوض في «سد النهضة» الإثيوبي

أطلع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، على «تطورات (سد النهضة) الإثيوبي، ومسارات التفاوض التي جرت في واشنطن منذ السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إلى الجانب العلاقات الثنائي بين البلدين». وبحسب وكالة أنباء «الشرق الأوسط» الرسمية في مصر، فإن «الرئيس السيسي أرسل رسالة للرئيس الجزائري، سلمها السفير ياسر عثمان، مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية، أمس، خلال زيارته لوزير الشؤون الخارجية الجزائري، صبري بو قادوم في الجزائر، لنقلها إلى الرئيس تبون». وقال سفير مصر بالجزائر، أيمن مشرفة، بحسب الوكالة، أمس، إن «الرسالة تتعلق بـ(سد النهضة)، حيث جرى استعراض ثوابت الموقف المصري تجاه السد، وتم عرض موجز لمسار المفاوضات، واستعراض لمسار العلاقات الثنائية، وأوجه التعاون المشترك بين البلدين».
وفي إطار حشد الدعم لمصر في نزاعها مع إثيوبيا بشأن السد. أكدت وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج «إطلاق الجالية المصرية بالولايات المتحدة، حملة إلكترونية للتوقيع على مذكرة، لحث الإدارة الأميركية على بذل المزيد من الجهود، لدعم مفاوضات (سد النهضة)، وحماية حقوق مصر المائية في نهر النيل». وذكرت الوزارة أمس، أن «المغتربين أبدوا استعدادهم لتنظيم تظاهرة أمام البيت الأبيض في واشنطن، اليوم (الأحد) لدعم الموقف المصري».
تحرك المصريين في الخارج، جاء عقب جولة أوروبية لسامح شكري، وزير الخارجية المصري، شملت بلجيكا وفرنسا، وسبقها جولة عربية شملت الأردن والعراق والكويت والسعودية والإمارات، بهدف «بذل الجهود لدفع إثيوبيا، للتوقيع على اتفاق ملء وتشغيل السد، حفاظاً على الأمن والاستقرار بمنطقة القرن الأفريقي».
وسبق أن تلقت مصر دعماً عربياً، عبر قرار لمجلس وزراء الخارجية العرب، أخيراً، «رفض المساس بالحقوق التاريخية لمصر في مياه النيل، أو الإضرار بمصالحهما»، باعتباره «جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي العربي».
ويشار إلى أن المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، والدائرة منذ نحو 4 أشهر، برعاية الولايات المتحدة والبنك الدولي، قد تعثرت بعد تخلف إثيوبيا عن حضور اجتماع أخير بواشنطن، نهاية فبراير (شباط) الماضي، الذي كان مخصصاً لإبرام اتفاق نهائي، بخصوص قواعد ملء وتشغيل السد، الذي تبنيه أديس أبابا منذ 2011، وتتحسب مصر لتأثيراته على حصتها في مياه النيل.
وبين الدول الثلاث المعنية بالمفاوضات، وحدها مصر أبدت تأييدها لمسودة اتفاق واشنطن، واصفة إياه بأنه «عادل ومتوازن». فيما عدت القاهرة غياب أديس أبابا، «متعمداً» بهدف «إعاقة مسار المفاوضات».
من جانبها، قالت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، أمس، إن «المصريين بالخارج لم ولن يتأخروا عن دعم وطنهم، والوقوف بجانبه في أصعب الظروف». وقدمت الوزيرة «الشكر لكل من شارك في الحملة، سواء بالإعداد لها، أو المشاركة بها عن طريق توقيعه بالاستمارة الإلكترونية». وكشفت وزيرة الهجرة في بيان لها على الصفحة الرسمية للوزارة بـ«فيسبوك» عن «حرص شباب المصريين بالخارج من أبناء الجيلين الثاني والثالث على المشاركة في الحملة، حيث وقعوا على المذكرة التي تؤكد حق مصر في نهر النيل»، لافتة إلى أن «آخر وفد شبابي من كندا وأستراليا، قد وقعوا على الاستمارة، التي تؤيد حقوق مصر المائية، وذلك انطلاقاً من شعورهم بالمسؤولية تجاه بلدهم الأم... وهذا ما نستهدفه خلال ملتقيات الشباب التي نعدها بوزارة الهجرة لربطهم بوطنهم الأم».
وبحسب بيان «الهجرة» فإن «وفداً من المهنيين والأكاديميين المصريين في الولايات المتحدة، قد دعوا لحملة توقيعات بين الجاليات المصرية في أميركا والعالم... وتوجيه رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لحثه على تفعيل مفاوضات (سد النهضة) بين مصر وإثيوبيا والسودان؛ لضمان الحقوق المشروعة لمصر في نهر النيل، ومنع أي أضرار محتملة للسد، يمكن أن تؤثر على حياة ووجود أكثر من 110 ملايين مواطن مصري، يعيشون على طول الشريط الضيق لوادي النيل والدلتا».
وأكدت وزارة الهجرة أن «الوفد أعد تقييماً شاملاً لتأثيرات السد الإثيوبي على مصر، استعداداً لتسليمه للبيت الأبيض... وأوضحوا خلاله أن مناخ مصر شديد الجفاف (95 في المائة منها صحراء)، والقاهرة تستمد 97 في المائة من مياهها من نهر النيل، وليست لديها أي مصادر أخرى للمياه... وأن نهر النيل بالنسبة للمصريين هو مسألة حياة».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.