تأثير «كورونا» يصل إلى المريخ!

تجاوز «تأثير كورونا» حدود الكرة الأرضية وبات أحد أسباب تعطيل نشاط الإنسان في الفضاء الخارجي. إذ تحت تأثير المخاوف من انتشاره تم تأجيل بعثة فضائية لاستكشاف المريخ والبحث عن آثار حياة على سطحه. هذا ما أكدته وكالة الفضاء الروسية «روسكوسموس» في بيان على موقعها الرسمي، أعلنت فيه أمس أنها وبالتنسيق مع وكالة الفضاء الأوروبية، قررتا تأجيل إطلاق بعثة «إكسو مارس» لمدة عامين. وكان من المقرر أن تطلق وكالتا الفضاء الأوروبية والروسية هذا العام مسباراً ثانياً نحو المريخ، في إطار مشروع «إكسو مارس»، الذي يهدف إلى دراسة الكوكب الأحمر بدقة، وكذلك دراسة غلافه الجوي، للإجابة عن تساؤلات عدة يطرحها علماء حول وجود المياه على سطحه، وما إذا كان هناك أي شكل من أشكال الحياة، حتى الآن، أو إنْ كانت هناك حياة على سطحه سابقاً. وكانت التحضيرات لهذه البعثة المريخية قد دخلت المرحلة النهائية، إلا أنه تقرر تأجيلها حتى عام 2022 بناءً على توصيات من كبار المهندسين الروس والأوروبيين العاملين في المشروع.
وقالت «روسكوسموس» في بيانها إن الجانبين، الروسي والأوروبي، توصّلا إلى استنتاج بأن «التجارب الإضافية للتأكد من صلاحية جميع مكونات المركبة الفضائية، لإطلاقها نحو المريخ، تتطلب وقتاً إضافياً». علاوة على ذلك أقرت وكالتا الفضاء في البيان بأنه «خلال المراحل الأخيرة من التحضيرات لبعثة (إكسو مارس)، حدث خلل في سير الأعمال على خلفية الوضع الوبائي بشكل عام في الدول الأوروبية»، في إشارة إلى تفشي فيروس «كورونا»، والتدابير التي أقرتها الدول الأوروبية للحد من انتشاره، وتسببت بتقييد حركة السفر والتنقل. وفي تعليقه على هذا القرار قال دميتري روغوزين، مدير وكالة الفضاء الروسية: «لقد اتخذنا قراراً صعباً، ومتوازناً، يرجع في المقام الأول إلى الحاجة إلى أقصى قدر من الموثوقية في عمل جميع أنظمة المركبة الفضائية، فضلاً عن الظروف القاهرة نتيجة تدهور الحالة الوبائية في أوروبا، والتي أوقفت عملياً إمكانية سفر المهندسين الروس إلى الشركات الشريكة». وكانت «روسكوسموس» قد أعلنت في وقت سابق عن الحد من سفر موظفيها والعاملين فيها في رحلات عمل خارج البلاد، مسترشدةً بتوصيات كبير أطباء الدولة في مجال الوقاية من الأمراض، والتدابير التي أقرها، للحد من خطر نقل فيروس «كورونا».