خامنئي يروّج لفرضية «الحرب البيولوجية»

إيرانيون يرتدون كمامات للوقاية من «كورونا» خلال التجول في بازار تجريش شمال طهران أمس (أ.ف.ب)
إيرانيون يرتدون كمامات للوقاية من «كورونا» خلال التجول في بازار تجريش شمال طهران أمس (أ.ف.ب)
TT

خامنئي يروّج لفرضية «الحرب البيولوجية»

إيرانيون يرتدون كمامات للوقاية من «كورونا» خلال التجول في بازار تجريش شمال طهران أمس (أ.ف.ب)
إيرانيون يرتدون كمامات للوقاية من «كورونا» خلال التجول في بازار تجريش شمال طهران أمس (أ.ف.ب)

في بداية الأسبوع الثالث، منح المرشد الإيراني علي خامنئي، دفعة جديدة لفرضية «الحرب البيولوجية»، في حين أعلنت وزارة الصحة تجاوز عدد المصابين بفيروس «كورونا المستجد» حاجز 10 آلاف شخص فيما سجلت 75 وفاة ناجمة عن الوباء، في أعلى حصيلة وفيات يومية منذ بدء انتشار الفيروس في البلاد، ليرتفع عدد الوفيات إلى 429 شخصاً.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جهانبور، في مؤتمر صحافي متلفز: «خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، أُصيب 1075 شخصاً بفيروس (كوفيد – 19)... ما يرفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 10075». وأضاف أنه «توفي 75 شخصاً أُدخلوا إلى المستشفى خلال الأيام القليلة الماضية، واليوم أصبح إجمالي عدد من غادرونا 429»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وهذه أعلى حصيلة وفيات يومية بالفيروس خلال ثلاثة أسابيع منذ إعلان طهران تفشي الفيروس بإعلان حالتي وفاة بمدينة قم في 19 فبراير (شباط)، وهو ما أثار تساؤلات حول الفترة الحقيقية لبداية انتشار المرض.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة إن «المؤشر ليس تنازلياً في الإصابات بعد، وما زال عدد الإصابات في ارتفاع». ومع ذلك أشار إلى تراجع نسبي في الإصابات بمحافظتي قم وجيلان وهي من بين ثلاث مناطق متأثرة بشكل كبير إلى جانب العاصمة طهران.
وقال جهانبور إن عدد مختبرات التشخيص ارتفع إلى 50 مختبراً من أصل 70 تسعى السلطات إلى تجهيزها، لافتاً إلى أن بلاده بات بإمكانها إجراء ستة آلاف اختبار يومياً.
ولم تتوقف الانتقادات خلال الأيام الأخيرة للحكومة الإيرانية التي رفضت مراراً وتكراراً الدعوات من مسؤولين كبار إلى فرض الحجر الصحي على المدن المتأزمة بسبب تفشي واسع للفيروس.
وقال رئيس نقابة الفنادق جمشيد حمزة زاده، إن الفنادق الإيرانية مستعدة لاستقبال المرضى بعد مرحلة الشفاء، وفقاً لوكالة «إيلنا».
وجدّد عضو لجنة الصحة في البرلمان الإيراني شهاب الدين بي مقدار، دعوته للرئيس الإيراني حسن روحاني إلى فرض الحجر الصحي في البلاد.
ورفض روحاني، أول من أمس، الحجر الصحي في وقت دعا الإيرانيين إلى البقاء في المنازل. وقال بي مقدار رداً على تصريحات: «مشورة أي أشخاص تدفع روحاني لإظهار الأوضاع عادية».
وأفادت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» أن علي أكبر ولايتي كبير مستشاري المرشد الإيراني في الشؤون الدولية، دخل الحجر الصحي في منزله «عقب أعراض خفيفة في إصابته بفيروس (كورونا)».
ويرأس ولايتي مستشفى «مسيح دانشوري» الذي خُصص لعلاج المسؤولين الإيرانيين المصابين بالفيروس.
وقالت الوكالة إن حالة ولايتي «مستقرة ويتحسن» بعد الحجر الصحي في منزله.
وأمر المرشد الإيراني علي خامنئي، رئيسَ الأركان، بتشكيل مركز خاص لمواجهة تفشي «كورونا»، بهدف تنظيم «الخدمات» التي تقدمها الأجهزة العسكرية. وقال في رسالة إلى رئيس الأركان محمد باقري، إن الخطوة تعد بمثابة مناورة للدفاع البيولوجي «في ظل أدلة على إمكانية الهجوم البيولوجي».
بدورها، أعلنت القوات البرية في «الحرس الثوري» إقامة مستشفيات متنقلة في قم وكاشان شمال محافظتي أصفهان ومشهد.
ومنذ أسبوع رجح عدد من القادة العسكريين الإيرانيين وجود حملة بيولوجية وراء تفشي الوباء. وأثار ذلك انتقادات في إيران وقال نواب إنها «محاولة للتهرب من المسؤولية».
وتراجع رئيس الدفاع المدني غلام رضا جلالي، نسبياً أول من أمس، قائلاً: «لا يمكننا أن نؤكد اعتبار فيروس (كورونا) سلاحاً بيولوجياً».
وبرر جلالي الأسبوع الماضي، إمكانية الحرب البيولوجية بفرضيات «تاريخية وإعلامية» دون أن يوضح طبيعتها.
وكان جلالي قد ادّعى تراجع تفشي وباء «كورونا» في اليوم الخامس على إعلان أول إصابة، واتهم حينذاك «الأعداء» باتخاذ استراتيجية الحرب الإعلامية لـ«اتهام النظام الصحي بالكذب وإظهار العجز والترهيب (من النظام)».
وألحق «كورونا» أضراراً بالشركات الإيرانية وسيؤثر على صادراتها شبه المعدومة للنفط بعد أن أغلق العديد من الدول المجاورة والشركاء التجاريين حدودهم. وتضرر الاقتصاد الإيراني بالفعل من العقوبات الأميركية التي تحدّ من صادرات النفط والغاز الحيوية بالنسبة لإيرادات الحكومة. وقال محللون إن تباطؤ النشاط الاقتصادي الناجم عن تفشي الفيروس والإغلاق المستمر للحدود من المتوقع أن يؤدي إلى انكماش هذا العام. وفي الوقت الذي يكافح فيه حكام إيران من رجال الدين لاحتواء تفشي الفيروس، ألقت طهران باللوم على الولايات المتحدة وسياسة «الضغوط القصوى» في تحجيم قدرتها على الاستجابة بفعالية للفيروس.
وقال مسؤولون أميركيون إن العقوبات لا تستهدف الأدوية لإيران، وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الشهر الماضي، إن الولايات المتحدة عرضت مساعدة طهران على مواجهة تفشي المرض. ورفضت إيران العرض ووصفته بأنه سخيف.
وسارعت إيران، أمس، إلى طلب دعم من صندوق النقد الدولي قدره خمسة مليارات دولار بعدما أعلنت كريستالينا جورجيفا مديرة صندوق النقد الدولي، أن البلدان المتضررة من فيروس «كورونا» ستحصل على دعم عبر أداة التمويل السريع.
وبدا أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، لجأ إلى الآلية الدولية في سياق الانتقادات التي توجهها إيران إلى العقوبات الأميركية.
والأسبوع الماضي، اتهمت الخارجية الإيرانية الولايات المتحدة بمنع نقل الأموال لشراء الأدوية وذلك في وقت أعلن البنك المركزي الإيراني أنه يجرب تدشين قناة السلع الإنسانية السويسرية التي حصلت على موافقة أميركية.
ونقلت «رويترز» عن ظريف أن بلده طلب من صندوق النقد الدولي تمويلاً طارئاً لمكافحة تفشي فيروس «كورونا» الذي تضررت منه إيران بشدة. وكتب في تغريدة على «تويتر»: «طلب بنكنا المركزي استخدام هذه الآلية على الفور».
وفي تغريدة أخرى، نشر ظريف عن حاجات إيران إلى 30 سلعة طبية تحتاج إليها المراكز الطبية الإيرانية لمواجهة الوباء.
وكتب محافظ البنك المركزي الإيراني عبد الناصر همتي، على موقع «إنستغرام» إنه «طلب في خطاب موجه إلى مديرة صندوق النقد الدولي خمسة مليارات دولار من صندوق طوارئ أداة التمويل السريع للمساعدة في مكافحة فيروس (كورونا)».
وقال همتي، أول من أمس، إن «كورونا» وجّه «صدمة عابرة» إلى الاقتصاد الإيراني المتأزم بعد إعادة فرض العقوبات الأميركية.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن ظريف كرر في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، طلب إيران رفع العقوبات الأميركية.
وفي ضربة جديدة للاقتصاد الإيراني أعلنت مصفاة «عبادان» في جنوب غربي البلاد تعطيل مشروع بناء الجزء الثاني لمنع تفشي الوباء.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

صحافية إيطالية كانت معتقلة بإيران تشيد بدور ماسك في إطلاق سراحها

الصحافية الإيطالية سيسيليا سالا متفاعلة عند وصولها إلى منزلها في روما بعد إطلاق سراحها من الاحتجاز بإيران يوم 8 يناير 2025 (رويترز)
الصحافية الإيطالية سيسيليا سالا متفاعلة عند وصولها إلى منزلها في روما بعد إطلاق سراحها من الاحتجاز بإيران يوم 8 يناير 2025 (رويترز)
TT

صحافية إيطالية كانت معتقلة بإيران تشيد بدور ماسك في إطلاق سراحها

الصحافية الإيطالية سيسيليا سالا متفاعلة عند وصولها إلى منزلها في روما بعد إطلاق سراحها من الاحتجاز بإيران يوم 8 يناير 2025 (رويترز)
الصحافية الإيطالية سيسيليا سالا متفاعلة عند وصولها إلى منزلها في روما بعد إطلاق سراحها من الاحتجاز بإيران يوم 8 يناير 2025 (رويترز)

قالت صحافية إيطالية، كانت محتجزة في إيران، وكان مصيرها متشابكاً مع مصير مهندس إيراني مطلوب من الولايات المتحدة، إنها كانت تعتقد أن احتجازها سوف يستمر لمدة أطول. وقالت إن اتصال صديقها بإيلون ماسك ربما كان عاملاً «جوهرياً» في إطلاق سراحها.

وفي أول مقابلة تلفزيونية معها منذ إطلاق سراحها يوم 8 يناير (كانون الثاني) الحالي، أشارت سيسيليا سالا إلى المفاوضات التي أجرتها الدول الثلاث؛ إيطاليا وأميركا وإيران، والتي أسفرت عن إطلاق سراحها بعد 21 يوماً من الاحتجاز.

وقد اعتُقلت سالا (29 عاماً) في طهران بعد أيام قليلة من اعتقال إيطاليا مواطناً إيرانياً يدعى محمد عابديني بناء على مذكرة اعتقال أميركية، وتشابَك مصيرُهما. وبعد 3 أسابيع من المفاوضات، التي وصفتها رئيسة الوزراء الإيطالية، جيورجيا ميلوني، بـ«التثليث الدبلوماسي»، عادت سالا إلى بلادها وعاد عابديني إلى إيران.

وقالت سالا، وهي صحافية في منصة «كورا ميديا» للمدونات الصوتية وصحيفة «إل فوغليو» اليومية، إن صديقها دانيلي رانيري اتصل بممثلة ماسك في إيطاليا، آندريا ستروبا، بعد ورود تقرير بأن ماسك التقى السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، مما يشير إلى أن ماسك كان على اتصال مع طهران.

ولا توجد علاقات دبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران.

وقالت سالا في برنامج حواري: «أنت تدرك أن هذه قضية تهم إيران وإيطاليا والولايات المتحدة، لذا يصبح إيلون ماسك شخصاً أساسياً» في القضية. الرد الوحيد الذي تلقاه دانيلي من آندريا ستروبا هو: «إنه (أي ماسك) على علم» بالقضية.

وبعد إطلاق سراح سالا، كتب ماسك قائلاً إنه لعب «دوراً صغيراً» في تحريرها.

ولكن في إشارة إلى قصة نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» عن دوره، قال ماسك إنه «لم يكن لديه أي تواصل مع إيران. لقد أوصى فقط بدعم من الجانب الأميركي».