فنان بريطانيا الأثير تيرنر نجم معرض باريسي

2020 يقدم أكثر من معرض لأعمال الفنان في أوروبا وأميركا

امرأة تتأمل لوحة  للفنان البريطاني تيرنر بالمعرض في باريس (أ.ف.ب)
امرأة تتأمل لوحة للفنان البريطاني تيرنر بالمعرض في باريس (أ.ف.ب)
TT

فنان بريطانيا الأثير تيرنر نجم معرض باريسي

امرأة تتأمل لوحة  للفنان البريطاني تيرنر بالمعرض في باريس (أ.ف.ب)
امرأة تتأمل لوحة للفنان البريطاني تيرنر بالمعرض في باريس (أ.ف.ب)

يعد الفنان البريطاني تيرنر من أعلام الفن في بريطانيا وتميز باستخدام بديع للألوان ميّز لوحاته بشكل واضح، واحتلت لوحاته مكانة مهمة في متاحف وغاليريهات بريطانيا. ولعل من أهم اللوحات التي عبّر فيها تيرنر عن الحياة الحديثة والثورة الصناعية في القرن التاسع عشر هي لوحة تصور السفينة الحربية «تيمرير» وهي في أواخر حياتها قبل تفكيكها، وهي لوحة أثيرة لدى البريطانيين لدرجة أنها وُضعت على العملة الورقية الجديدة لفئة 20 جنيهاً مع صورة مبدعها تيرنر. ولكن سحر لوحات تيرنر لم يتوقف على بريطانيا والتي تحتفي برسوماته في متحف «تيت بريتان» في لندن، حيث يقام أكثر من معرض لأعماله حالياً خارج بريطانيا، أحدها في متحف «فرست آرت» في مدينة ناشفيل الأميركية بعنوان «جى إم دبليو تيرنر: البحث عن الهيبة السامية»، ويضم سبعين لوحة زيتية ولوحات بالألوان المائية والرسومات بالفحم تؤرّخ فيما بينها لعمل الفنان في مختلف مراحل حياته.
والمعرض الثاني والذي يحمل عنوان «تيرنر: لوحات ورسومات بالألوان المائية من متحف تيت» افتُتح أمس، في متحف «ميوزيه جاكومار أندري» في باريس. المعرض يضم 60 لوحة بالألوان المائية وعشر لوحات زيتية لتيرنر منها لوحته التي نفّذها في فينيسيا وصوّر فيها أشهر معالم المدينة العائمة وهو قصر الدوكالة وساحة سان ماركو. ويُختتم العام بمعرض ضخم يقيمه متحف «تيت بريان» بلندن في 28 أكتوبر (تشرين الأول) بعنوان «تيرنر والعالم الحديث» يقدم لوحات تصوّر الثورة الصناعية كما رآها تيرنر وعبّر عنها في لوحات شهيرة منها «سفينة تيمرير».



تامر حسني العائد إلى لبنان يحشد 7000 شخص في «الفوروم دو بيروت»

تامر حسني يعود إلى لبنان بعد غياب 7 سنوات (فيسبوك الفنان)
تامر حسني يعود إلى لبنان بعد غياب 7 سنوات (فيسبوك الفنان)
TT

تامر حسني العائد إلى لبنان يحشد 7000 شخص في «الفوروم دو بيروت»

تامر حسني يعود إلى لبنان بعد غياب 7 سنوات (فيسبوك الفنان)
تامر حسني يعود إلى لبنان بعد غياب 7 سنوات (فيسبوك الفنان)

تكاد المقاعد الـ7 آلاف تمتلئ بالمصرّين على الحياة رغم ما يُحبط. في «الفوروم دو بيروت»، تتواصل التحضيرات المكثّفة للحفل. الجميع منهمك بالتفاصيل. والشركة المتعهّدة «GMH» تحرص على مستوى استعداد لائق. منذ نشر تامر حسني الإعلان الأول لإحيائه حفلاً في لبنان، وجمهور البلد يبدي حماسة.

فاقت الحجوزات الأولية التوقّع، فوسّع المنظّمون المكان من 2600 شخص إلى 7000، ينتظرهم مساء السبت 8 يوليو (تموز) الفنان المصري المتشوّق إلى بيروت بعد غياب 7 سنوات.

الجمهور اللبناني ينتظر تامر حسني الشهر المقبل في بيروت (فيسبوك الفنان)

على بُعد أمتار من مرفأ هُشِّم بالنيترات، فدمَّرت أرجاءه، يُقام الحفل. يُعدّد المتعهّد حسين كسيرة كمَّ الأزمات على اللبناني ويستوقفه أثرها في المشهد الفني.

يكرّر ما ندركه: «عانى العالم (الكوفيد) فشلَّه، إلا أننا خضنا، إضافة إلى مآلاته، الثورة والانفجار والانهيار. ذلك عدا عن نهب المصارف أموالنا. غاب لبنان عن الحفلات، لكنه هذا العام يعود».

 

هو شهر ونصف شهر تقريباً، موسم الصيف. يُذكّر كسيرة كم يُشغّل عاملاً، بينهم طلاب وشباب، «ففي حفل تامر حسني وحده، يعمل نحو 1600 شخص». ذلك ليقول إنّ من الواجب تغليب الأمل على الشكوى. والأمل هو المحاولة والسعي إلى وطن نرفض موته.

الساعات الأولى لبدء بيع التذاكر من خلال الـ«Ticketing box office»، تسبّبت بـ«خضّة». الوصف له، ويتابع: «بيعت أكثر من 60 في المائة من البطاقات، فكان القرار زيادة المقاعد». يصارح «الشرق الأوسط» بأنّ «حفلات لنجم بحجم تامر حسني، اعتادت أن تستقطب ألفَي شخص. أمام الاندفاع الكبير، استبشرنا الخير والتفاؤل».

«سأكون أكثر صراحة، بعض الفنانين اللبنانيين هجروا الغناء في وطنهم لتدنّي الأجور. تامر رحَّب وسهَّل».

حسين كسيرة

الأسعار «بمتناول الجميع»، يؤكد؛ تبدأ بـ40 دولاراً وتصل إلى المائة. يعلم كسيرة أنّ اللبناني يئنّ بوجع أو بآخر، فيقول: «لا يعني أنّ شرّاء البطاقات هم بالضرورة أثرياء. البعض يقتصد بالأساسيات لتُتاح له الكماليات. المسألة مرّدها إرادة الحياة والطاقة التي لا تنفد». 
لا مفرّ من سؤال عن أجر الفنان في بلد ينزف. هل وضع تامر حسني الشروط، أم حمل مراعاة للأحوال؟ يجيب متعهّد الحفل: «لنكن واقعيين، الفنان ليس جمعية خيرية. هذا عمله وينتظر منه المقابل. يختلف شباك التذاكر من بلد إلى آخر. فالحفلات في السعودية مثلاً، أجورها مختلفة تماماً عن تلك في لبنان. سأكون أكثر صراحة، بعض الفنانين اللبنانيين هجروا الغناء في وطنهم لتدنّي الأجور. تامر رحَّب وسهَّل». 
حين نشر الفنان المصري أول إعلانات الحفل، مُرفقاً بـ«Stay Tuned»، كان الدولار بعزّ تقلّباته والظرف السياسي متأزماً. تهمّ كسيرة هذه الإشارة للقول: «يُحسب له أنه ذلّل العوائق للقاء الجمهور اللبناني، وفتح باباً لغير فنانين للغناء في بلدنا». 

تامر حسني ذلّل العوائق للقاء جمهوره اللبناني (فيسبوك الفنان)

يُذكّر بنانسي عجرم حين غنّت في الصيف الماضي لكل اللبنانيين بـ«ملعب فؤاد شهاب البلدي» في جونية، ويضرب بها المثل. يُفاوض الفنان اللبناني كما الأجنبي لاستقطابه، ويؤكد: «لا يحدث إلا أن يراعي فنانون عرب الظرف الصعب. يصبح الهدف لقاء جمهور لا يتنازل عن الفرح، قبل أهداف تجارية أخرى». 
لم يتوقّع الإقبال الكثيف على الحفل، لكون البطاقات طُرحت قبل شهرين من موعده. في لبنان، يستحيل الاطمئنان إلى الآتي. «تامر شكّل صدمة»، يقول. يشيد بجماهيريته العريضة، ويترقّب توجُّه الأنظار إليه: «كما نشاهد حفلات في السعودية، ونتفاعل معها عبر مواقع التواصل، كأننا حاضرون بأجسادنا ونحن على بُعد مسافات؛ نريد تفاعلاً مشابهاً في لبنان. الجمهور الضخم المرتقب سيبثّ السهرة من خلال هواتفه إلى المتشوّقين لتامر حسني في الداخل والخارج». 
بالعزيمة والإصرار، تعمل الشركة لتقديم حفل «يحاكي تطلّعات جمهور راقٍ هو شريك النجاح»، وفق كسيرة. لا يلوم شركات متعهّدة هجرت البلد إلى فرص وأحلام أكبر. «لكل ظرفه وأولوياته، والواقع لا يُحتَمل»، يشدد، «إنما نحن نتمسك بالبقاء ونقاوم». يرى «المتعهّدين قلّة، وهم يقومون بعمل جبّار لصون هوية لبنان، أرضاً للمهرجانات والفن»، ويشير إلى «ضرورة التكاتف في زمن يلزم مدّ اليد لانتشال السمعة والصورة». 
بُعيد الفكّ التدريجي للحَجْر وإرسال «الكوفيد» شيئاً فشيئاً إلى نهاياته، كانت «GMH» من أوائل العائدين إلى تنظيم الحفلات وضخّ الحياة في عروق كادت أن تيبَس. نجوم عرب ومصريون لا يخذلون لبنان، بينهم تامر حسني في حفله الشهر المقبل، إيماناً بطائر الفينيق وأسطورة التحليق من عمق الركام.


أزمة إزالة مدافن المشاهير تصل إلى البرلمان المصري

جانب من المنطقة بعد أعمال الإزالة (عبد الفتاح فرج)
جانب من المنطقة بعد أعمال الإزالة (عبد الفتاح فرج)
TT

أزمة إزالة مدافن المشاهير تصل إلى البرلمان المصري

جانب من المنطقة بعد أعمال الإزالة (عبد الفتاح فرج)
جانب من المنطقة بعد أعمال الإزالة (عبد الفتاح فرج)

تصاعدت أزمة إزالة المقابر التاريخية بوسط القاهرة لتتجاوز مناشدات أسر «رموز ثقافية» مصرية بعدم هدمها، وما يواكب ذلك من صخب الانتقادات الدائر عبر «مواقع التواصل» ضد استمرار عمليات الإزالة. لتصل الأزمة إلى أروقة البرلمان المصري، عبر طلب إحاطة اعتبر «إزالة المقابر دون مراعاة لبُعدها التراثي والفني والمعماري، بمثابة اعتداء مباشر على جزء مهم من تاريخ مصر وتراثها».

وقدمت عضو مجلس النواب المصري (البرلمان) فاطمة سليم، اليوم (الخميس)، طلب إحاطة لرئيس مجلس الوزراء، بشأن ما وصفته بـ«عدم مراعاة خصوصية مقابر القاهرة القديمة، بالتزامن مع أي تحركات لإنشاء طرق أو محاور أو مشروعات قومية».

وقالت سليم، لـ«الشرق الأوسط»، إن «نقل المقابر ورفات الموتى بشكل عام أمر شائك، وله حرمته المعروفة في الثقافة المصرية، لكن الأمر هنا تعدى ليشمل كذلك مقابر أثرية وتاريخية، في دولة معروفة باعتزازها بحضارتها».

أعمال الإزالة لمقابر تراثية في مصر القديمة (عبد الفتاح فرج)

وأضافت النائبة المصرية أن «المقابر بشكل عام تعبّر عن طبقات من تطوّر التاريخ العمراني للمدن، وترتبط منطقة مقابر القاهرة القديمة بتأسيس مدينة الفسطاط على يد عمرو بن العاص، لذلك فهي منطقة لها طبقات تاريخية أقدم من مدينة القاهرة ذاتها، وشواهد تلك المقابر تنطق بكثير من التفاصيل التي يمكن بها الوقوف عند صفحات طويلة من التاريخ الحيّ المصري».

وأكدت أن «الأزمة الحالية تكمن في أن هناك وسائل يمكن اللجوء لها لتفادي المساس بتلك المقابر»، مشددة على أنه «لا يوجد مَن يرفض تطوير شبكة الطرق، ولكن هناك حلول أخرى حتى لا يتم المساس بالإرث الثقافي».

وسبق أن تقدمت عضو مجلس النواب المصري، مها عبد الناصر، بطلب إحاطة للحكومة بعد استغاثات من أسرة الشاعر الراحل حافظ إبراهيم المعروف بـ«شاعر النيل»، بسبب تلقي أسرته خبر إزالة مقبرته من مكانها بمنطقة جبانات السيدة نفيسة (وسط القاهرة). وقالت عبد الناصر، لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك كثيراً من المتطوعين الذين أبدوا استعدادهم لمحاولة إيجاد حلول مبتكرة للنظر في مسألة الأضرحة الخاصة بالرموز الثقافية، حفاظاً على الإرث الأدبي لرموز مصر، وهي مسألة بالغة الأهمية، لا يمكن تجاهلها أو الدفع بأن السبب إقامة طرق جديدة وحسب».

وجاءت استغاثة أسرة «شاعر النيل»، في مايو (آذار) الماضي، ضمن قائمة من استغاثات أسر عدد من الرموز التاريخية والثقافية، التي ناشدت الحكومة المصرية التدخل لوقف إزالة مقابر ذويهم من منطقة الخليفة والإمام الشافعي والسيدة نفيسة في قلب القاهرة القديمة، وهي الإزالات التي تأتي ضمن أعمال تطوير البنية التحتية ومدّ طرق ومحاور مرورية جديدة تقوم بها محافظة القاهرة في تلك المنطقة التاريخية، وتشمل الإزالات نحو 2700 مقبرة، من المقرر نقل رُفات موتاها لأماكن جديدة في مدينتي 15 مايو والعاشر من رمضان.


«الأيادي الصامتة»... فنون تستنطق قصص العُمال المنسيين

عمل خير الله رحيم (بوروكو) (الشرق الأوسط)
عمل خير الله رحيم (بوروكو) (الشرق الأوسط)
TT

«الأيادي الصامتة»... فنون تستنطق قصص العُمال المنسيين

عمل خير الله رحيم (بوروكو) (الشرق الأوسط)
عمل خير الله رحيم (بوروكو) (الشرق الأوسط)

للفن قدرة على استنطاق الواقع الاجتماعي والسلوك المهني، وهو ما يرتكز عليه معرض «الأيادي الصامتة» الذي افتتح هذا الأسبوع في حي جميل بجدة، ويستكشف دراسات التأثير الاجتماعي والاقتصادي والنفسي والثقافي للأعمال التي لا تحظى بالتقدير الكافي، خصوصاً في أساليب العمل الافتراضية الجديدة، ومساحات عمل النساء، وحالات الهجرة وتوظيف العمالة المهاجرة.

يُركز «الأيادي الصامتة» على سرديات الأفراد والمجتمعات، ويُبرز مساحات العمل الأمامية وتشابكها مع الحياة المنزلية وأوقات الفراغ في آسيا وحالة تشتت الجالية الآسيوية، إذ يتشارك الفنانون معاً في عرض قصص عن البرغماتية والرغبة والنضال، ليستكشفوا الصدام مع تقنيات المراقبة، والأعمال المخفية في قطاع الضيافة داخل المنزل وخارجه.

تتحدث روتا شاكر القيّمة الفنية للمعرض، لـ«الشرق الأوسط» موضحة أن معرض «الأيادي الصامتة» ينظر لمساحات العمل ككل وليس للعمال فقط، سواء واقعياً أو افتراضياً، ويستكشف الفنانون خلاله علاقة هذه المساحات مع الجندرة، والاستقلال المالي، وتعزيز الوضع الاجتماعي، والقدرة على التنقل، والهجرة.

وعن شريحة واسعة من العُمال المهمشين في المجتمعات المعاصرة، تقول: «ربما لا نراهم ونعتقد أنهم غير مرئيين، أو أن الأماكن التي يعملون بها غير ظاهرة أو قد تكون مخفيّة»، مبينة أن كل هذه الاحتمالات لا تنكر حقيقة وجودهم التي أظهرها الفنانون السبعة المشاركون بأعمالهم، في المعرض الذي يستمر إلى 16 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

تتابع شاكر حديثها موضحة أن العاملين على البنية التحتية الرقمية كثيراً ما يُنسوا، وقد يعتقد الكثيرون أن هذه الإجراءات تكون مؤتمتة بينما في الواقع هناك أناس يقفون خلف هذا العمل، وتردف: «هناك الكثير من الأفكار الفنية المختلفة حول ماهية العمل، بصورة متنوعة لفنانين من دول الشرق الأوسط وآسيا، بما يشبه القصص الفردية والمجتمعية».

عمال الياقات الزرقاء

الفنان الإماراتي محمد كاظم يقدم عمله «حتى ظلهم لا ينتمي لهم»، المتمثل في سلسلة من اللوحات اللونية التي تصور العمال المهاجرين الذين يعملون في مواقع البناء في جميع أنحاء بلاده، وتعكس الصورة التي التقطها الفنان الأشكال المرسومة بطلاء أكریلیك ومغمورة بالحبر، مما يجعل من الصعب قراءة المشهد الذي يعنيه بوضوح. وتعكس طريقة معالجته عبر اللوحات لقاء عاماً مع عمال يرتدون الياقات الزرقاء، الذين على الرغم من تواجدهم في جميع أنحاء المدينة إلا أنهم لا يشكلون جزءاً واضحاً من المشهد الحضري اليومي.

عمل باستيا آباد (فلبينيات في هونغ كونغ) (الشرق الأوسط)

أما الفنانة باستيا أباد، فتسرد خلال لوحتها «فلبينيات في هونغ كونغ» جزءاً من تجربة الهجرة، التي تستكشف الواقع الذي يعيشه المهاجرون أمام المباني الشاهقة التي تحمل علامات تجارية معروفة لمؤسسات كبيرة، مثل «بنك هونغ كونغ» و«شانيل» وغيرها. كما يصور العمل الفني رحلة العاملات الفلبينيات في يوم إجازتهن الوحيد، وهن يحتشدن في شوارع المدينة وممرات مترو الأنفاق.

يتخلل ذلك، ظهور مراكز التسوق على خلفية أفق المدينة الجاذبة للعلامات التجارية الاستهلاكية العالمية، والتجارب التي غالباً ما تكون بعيدة عن متناول العديد من هؤلاء النساء. مع الإشارة إلى أن الفنانة آباد هي رسامة لديها العديد من الأعمال الفنية، وتعمل بتقنية أطلقت عليها اسم «ترابونتو»، وهي كلمة مشتقة من كلمة إيطالية تعني «الحشو والتبطين».

النسوة العاملات

وتصوّر الفنانة أنهار سالم في عملها «ما شاء الله، لماذا عبرتِ المحيط الهندي؟» مقابلتين جماعيتين مع والدتين وبناتهن من حضارم الهند اللاتي يعشن في جدة، حيث اعتادت النسوة على الاجتماع في غرفة معيشة (أم سالم) باعتبارها موقعاً للتجارة غير الرسمية للنساء القادمات من الدائرة المجتمعية نفسها للفنانة، حيث يشترين ويبعن مختلف السلع والأشغال اليدوية والمأكولات.

وفي هذا العمل، تتم المقابلات بطريقة مرحة، إذ تجلس النساء لتناول وجبة الطعام معاً وأثناء ذلك يسردن تجاربهن في رحلة الهجرة إلى جدة، وبالتالي يكشفن عن ثقافة جديدة، ومن ثم يدعمن الرفاهية الاقتصادية والعاطفية والجسدية لأسرهن، مع الحفاظ على قيمهن وتقاليدهن الأمومية والتمسك بها.

وفي عمل آخر لأنهار سالم أسمته «سعر كويس»، تركز على مفهوم الأمومة الذي يربط بين أجيال عدّة، وهي ترسم أنماطاً على قطعة قماش تسمى بينغكونغ، شاع استخدامها في الثقافة الإندونيسية، إذ تستخدمها المرأة للف جسمها بعد الولادة. وتشير الأنماط والحروف الملونة في العمل إلى السلع المباعة في منزل والدة الأم، ومنها ملصقات من عبوات الأدوية الشعبية، وطبعات الباتيك على الملابس.

عمل هانغاما أميري (بهار، صالون تجميل)

يحمل عمل الفنانة هانغاما أميري اسم «بهار، صالون تجميل»، وهو عبارة عن قطعة نسيج كبيرة الحجم تصور المناطق الداخلية لصالون تجميل في أفغانستان، اتخذت منه العميلات ملاذاً ومجتمعاً، باعتباره مكاناً يستمتعن فيه بالجمال ويجدن العناية والصداقة الحميمة. حيث تملك النساء غالباً الشركات وتديرها وتحمل أسماء ملاكهن، فإن هذه الصالونات تشير أيضاً إلى مساحة السلطة والنفوذ النسائي. كما تركز تركيبة هذا العمل على عروس ترتدي الزي التقليدي وتتزين على يد اختصاصي تجميل، في حين تأتي الفاتورة المسعرة بالدولار الأميركي التي تضعها العروس في حجرها لترمز إلى مكانتها الرفيعة، وتعكس الظروف الاجتماعية والاقتصادية لأفغانستان في فترة ما بعد الغزو. ومن هنا تخيط أميري أشياء مرجعية أخرى في عملها، مثل صور مغنية أفغانية شهيرة سميت على اسمها.

عمل مها ملوّح (غذاء للفكر) (الشرق الأوسط)

الفنانة السعودية مها ملوّح تشارك في المعرض بعملها الشهير «غذاء للفكر»، المكوّن من أطباق الشينكو التي كانت تستخدم غالباً في الطهي المنزلي، حيث يأخذ هذا العمل شكل المعلقات، وهو جزء من سلسلة أشمل تبحث في الطبيعة المتغيرة للحياة المجتمعية والعائلية في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية.

وتستكشف الفنانة في هذه المنحوتة من خلال استخدام الأطباق في أغراض أخرى لتمثيلها علاقتنا المتغيرة بالأشياء بسبب ضخامة الإنتاج، وكثرة السلع المستوردة، وعدة الطبخ في المنازل بكثرة كالمعتاد. وتشير إيماءة الفنانة المتمثلة في التجميع والتكديس إلى محاولة الحفاظ على التقاليد وسط موجات التحوّل.

الطبقة العاملة

الفنانة خير الله رحيم تشارك في العمل «بوركو» المتمثل بتركيب فني متعدد الوسائط، مكوّن من بنية من السقالات المزينة بأقنعة على شكل رؤوس حمام وفواكه بلاستيكية وشاشات فيديو مدمجة. ويهتم هذا التركيب بمراقبة أجساد الطبقة العاملة والفصل بين واقع حياتهم وصورة سنغافورة المزخرفة.

ويشير عنوان العمل إلى نداء من طائر الحجل، في حين صوّر الفنان معظم هذا الفيديو في بون لاي، وهو أحد أحياء سنغافورة ذات الدخل المنخفض، وتظهر صور الحمام أكثر من مرة في مقاطع الفيديو، ويعتبر هذا الحمام آفة منتشرة يتخلص منها سكان ضواحي سنغافورة بعنف، لذا استخدم الفنان الحمام هنا كاستعارة مؤثرة يشير بها إلى الطبقة العاملة.

عُمال التكنولوجيا

وأخيراً، تقدم الفنانة آرتي ساندر عملها «النسخة الشبحية» الذي يلقي نظرة على برنامج الواجهة الخلفية لشركة أمازون ميكانيكال تورك، مستعينة في ذلك بالحوار مع عمال الشركة، حيث تكشف الفنانة كيف يعالج ملايين العاملين في مجال التكنولوجيا الخلفية التكنولوجيا الرقمية، مما يخلق وهماً بالتعلّم الآلي الذي يتسم بالسلاسة والسرعة.

ويصوّر الفيديو هنا مساحات العمل من المنزل، التي يصممها العاملون في منازلهم، حيث يأتي العمل بمثابة الوسيط الذي يجمع بين أسلوب السرد الوثائقي والخيال التأملي، مما يدفع إلى مناقشة كيف يمكن للذكاء الاصطناعي والأتمتة الآلية تغيير مساحات وإيقاعات العمل التي اعتدنا عليها.


«الفنتانيل» القاتل يفتك بالمكسيك... وقاعة للتعاطي «بصورة آمنة»

نتيجة الاختبار على الفنتانيل إيجابية (أ.ف.ب)
نتيجة الاختبار على الفنتانيل إيجابية (أ.ف.ب)
TT

«الفنتانيل» القاتل يفتك بالمكسيك... وقاعة للتعاطي «بصورة آمنة»

نتيجة الاختبار على الفنتانيل إيجابية (أ.ف.ب)
نتيجة الاختبار على الفنتانيل إيجابية (أ.ف.ب)

بعدما نجت من جرعة زائدة في الماضي، تحضّر إيلينا جرعةً من الهيروين داخل قاعة «سالا» لتعاطي المخدرات بصورة آمنة في مكسيكالي شمال المكسيك، التي ترمي إلى حماية المدمنين من الويلات التي قد تصيبهم جراء تناول جرعات زائدة من الفنتانيل.

إيلينا تحضّر جرعاتها في «سالا» وهي مساحة آمنة ونظيفة للنساء اللائي يتعاطين المخدرات (أ.ف.ب)

منذ أن نجت من مصير أسود اقتربت منه، تخشى إيلينا من وجود هذا الأفيون الصناعي الذي يفتك بكثيرين في الولايات المتحدة، على الجانب الآخر من الحدود.

في قاعة «سالا»، يمكنها اختبار المخدرات التي تشتريها في الشارع، لمعرفة ما تستخدمه. وقد تلقت تطمينات بأن نتيجة الاختبار على الفنتانيل إيجابية، كما كان متوقعاً.

إيلينا الناجية من جرعة زائدة (أ.ف.ب)

ويقول سعيد سليم، منسق منظمة «فيرتر» غير الحكومية التي أنشأت «سالا» في عام 2018 لحماية متعاطي المخدرات، إنّ «الاختبارات جميعها إيجابية».

وتروي إيلينا، بوجهٍ تبدو آثار الإدمان واضحة عليه، كيف نجت بصعوبة من جرعة زائدة، وذلك بُعيد حقنها بجرعتها المعتادة من الهيروين، وهو مخدر تتعاطاه منذ 20 عاماً.

إيلينا (أ.ف.ب)

وتقول: «لقد أعطوني أمبولة»، في إشارة إلى قارورة النالوكسون، وهو ترياق يمكن أن يوقف مؤقتاً آثار المخدرات الأفيونية.

من خلال ارتياد قاعة «سالا»، وهي غرفة رائدة في أميركا اللاتينية للاستهلاك المنخفض المخاطر للمخدرات، خفضت إيلينا، التي تكسب لقمة عيشها من خلال العمل المنزلي، جرعتها اليومية إلى النصف.

تفتح هذه القاعة أبوابها للمشردين أو عاملي الجنس، وترحب بهم بحرارة. وتمنحهم المنظمة غير الحكومية مجموعات أدوات لمنع انتقال عدوى التهاب الكبد أو فيروس نقص المناعة البشرية.

جرعات زائدة

يقول ريكاردو (59 عاماً): «أشعر بأنني لا أزال إنساناً».

ريكاردو بائع متجول يتعاطى الهيروين منذ 26 عاماً (أ.ف.ب)

على غرار إيلينا، هذا البائع المتجول الذي يتعاطى الهيروين منذ 26 عاماً، وهو أحد الناجين من الفنتانيل.

ويقول: «عندما استبدلنا مزيجاً من الفنتانيل بالهيروين، تعرضت لجرعة زائدة نجوتُ منها بفضل الله».

ويصف الفنتانيل بأنه «يخدرك» و«يتركك نائماً عملياً».

ريكاردو «يشعر بأنه إنسان» في سالا (أ.ف.ب)

في مكسيكالي، على الحدود مع الولايات المتحدة، تسجل الشرطة ما بين 3 و6 حالات وفاة لدى مدمني مخدرات مفترضين يومياً، بحسب المسؤول المحلي كارلوس روميرو.

ووفق روميرو: «غالباً ما يحصل ذلك بسبب الجرعات الزائدة»، لافتاً إلى أن «انتشار الفنتانيل ازداد كثيراً في المدينة».

وتمثل الجرعات الزائدة ما يصل إلى 25 في المائة من حالات الطوارئ، كما يقول خوليو بوينروسترو، منسق الصليب الأحمر. ويؤكد أن النالوكسون «ينقذ الأرواح».

من جهتها، تشرح غلوريا بوينتي، الفنيّة في قسم الطوارئ بالصليب الأحمر، أنه «من دون النالوكسون، يكون خروج المريض من الأزمة بطيئاً».

وفي غياب الوصول المنتظم إلى هذا الدواء، يطرق الطاقم الطبي وعناصر الإطفاء والشرطة باب منظمة «فيرتر»، التي تستورد النالوكسون من الولايات المتحدة، حيث يباع من دون وصفة طبية.

وقد انتقد الرئيس المكسيكي، لوبيز أوبرادور، بيع النالوكسون من دون وصفة طبية في الولايات المتحدة، قائلاً: «بدلاً من معالجة الأمور في العمق، نكتفي باستخدام مسكّنات».

منظمة «فيرتر» التي تستورد النالوكسون من الولايات المتحدة (أ.ف.ب)

ويشكّل الفنتانيل، وهو في الأصل مسكّن للألم متاح للاستخدام الطبي في الولايات المتحدة، موضع خلاف جديد بين واشنطن ومكسيكو.

وتدّعي واشنطن أن الكارتلات المكسيكية تهيمن على إنتاج هذه المادة وتهريبها. من جانبه، يشير الرئيس المكسيكي إلى أن المكونات الكيماوية للفنتانيل مستوردة من الصين.

وأعلنت مكسيكو، الأسبوع الماضي، اتفاقية مع الصين وكوريا الجنوبية لمكافحة تهريب الفنتانيل.

وما مجموعه 67 في المائة من 107375 حالة وفاة بسبب الجرعة الزائدة في الولايات المتحدة في عام 2021 كانت مرتبطة بتعاطي «مواد أفيونية صناعية»، وفق «إدارة مكافحة المخدرات» الأميركية.

رجل يستريح في غرفة في «فندق ميغرنت القديم» والذي كان يستخدم مأوى للمهاجرين ولكنه الآن يؤوي في الغالب أشخاصاً بلا مأوى يعانون من مشاكل تعاطي المخدرات (أ.ف.ب)

ويُعد الفنتانيل القاتل الأول للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً، أكثر من أي سبب آخر، «بما في ذلك أمراض القلب والسرطان والقتل والانتحار وأنواع الحوادث الأخرى»، على ما جاء في موقع «إدارة مكافحة المخدرات». وهذه المادة «أقوى بنحو 100 مرة من المورفين و50 مرة أقوى من الهيروين بوصفها مسكّناً».

وقالت آن ميلغرام، مديرة «إدارة مكافحة المخدرات»، إن «الفنتانيل هو أكبر تهديد مخدرات قاتل واجهته أمتنا على الإطلاق».


اكتشاف موقع أثري صيني يعود لـ3200 عام

اكتشاف موقع أثري صيني يعود لـ3200 عام
TT

اكتشاف موقع أثري صيني يعود لـ3200 عام

اكتشاف موقع أثري صيني يعود لـ3200 عام

أعلنت أكاديمية شنشي لعلم الآثار بمقاطعة شنشي بشمال غربي الصين، عن اكتشاف موقع استيطاني يعود إلى حوالى 3200 عام في محافظة تشينغجيان بالمقاطعة، وذلك وفق ما نشرت وكالة أنباء «شينخوا» الصينية، اليوم (الخميس).

ومن أجل المزيد من التوضيح، قال سون تشان وي الباحث في الأكاديمية «تم العثور على مبانٍ من التربة المضغوطة كبيرة الحجم، ومقابر، وحفر رماد وقوالب فخارية في موقع تشايقو؛ الذي يمتد على حوالى ثلاثة ملايين متر مربع على هضبة اللوس؛ إذ تم العثور على عدد كبير من العربات والخيول البرونزية وأدوات اليشم وأدوات العظام والأواني المطلية باللك ودروع السلاحف في مقابر النبلاء بالموقع، والتي تُشبه تلك التي تم اكتشافها سابقاً بمقابر ذات رتب اجتماعية مماثلة في موقع ينشيوي المعروف أيضا باسم أطلال ين».

وفي هذا الاطار، تعكس الاكتشافات الجديدة التبادلات الاقتصادية والثقافية الوثيقة بين أراضي أسرة شانغ الحاكمة والمنطقة الشمالية في مقاطعة شنشي الحالية بالإضافة إلى التأثير القوي لحضارة شانغ على المناطق المحيطة بها.

ويبين سون أن الاكتشافات تُظهر أيضاً أن هناك حضارة برونزية متطورة للغاية في شمال شنشي أواخر عهد أسرة شانغ، ما يمثل اختراقا في الدراسة الأثرية لهذه الأسرة.


غادة شبير... من الأندلس إلى كورسيكا على جناح SPIRIT

الفنانة اللبنانية غادة شبير (الشرق الأوسط)
الفنانة اللبنانية غادة شبير (الشرق الأوسط)
TT

غادة شبير... من الأندلس إلى كورسيكا على جناح SPIRIT

الفنانة اللبنانية غادة شبير (الشرق الأوسط)
الفنانة اللبنانية غادة شبير (الشرق الأوسط)

تعمّقت الفنانة اللبنانية غادة شبير في التراث الموسيقي الشرقي. مارسته غناءً وتلحيناً وتعليماً وتأليفاً وتدريباً، لكنها لم تغرق في القِدَم بل تشبّثت بالحداثة. حملت الميكروفون بيَد ورفعت شهادة الدكتوراه بالثانية، إلا أنها لم تدع قاعة التدريس ولا المسرح يأسرانها. تحررت من هواجس الشهرة والأضواء، فشكّلت الخشبة بالنسبة إليها مساحةَ فرح تطلق عبرها أجراس صوتها.

من الترنيم إلى الغناء

انطلقت شبير من الغناء الكنَسي فارتبط اسمُها بالترنيم السرياني على وجه الخصوص، وهي تجد في ذلك محطةً أساسية تتجدّد كلّما سنحت الفرصة. تستشهد بالأخوَين رحباني وفيروز وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب الّذين انطلقوا من الكنيسة أو المسجد. منهم مَن رتّل ومنهم من جوّد القرآن الكريم، ووفق ما ترى شبير في حديث مع «الشرق الأوسط»، فإن هكذا انطلاقة تمنح الفنان «امتلاك الذات والرويّة في الغناء ورُقيّ الصوت».

رغم تلك التجربة الثرية في الغناء الديني، تقول شبير: «لم يكن هدَفي أن أصبح مرنّمة، فأنا لا أحب أن أحصر نفسي في مكان واحد». توضح أنها استقت الأساس والأصول من الترنيم، وانطلقت منه إلى الغناء. وقد أخذها الأمر إلى فضاءات أوسع وتجارب موسيقية مختلفة كان آخرها ألبوم «SPIRIT»، الذي امتزج فيه صوتها بنغمات فرقة «Missaghju» من جزيرة كورسيكا.

الألبوم متوفر على منصات البث، ومن المقرر أن يُقدَّم إلى الجمهور ضمن مهرجان «البستان» الدولي في لبنان العام المقبل. تشرح شبير أن العمل «يحمل الطابع العربي والبصمة الصوتية الخاصة بكورسيكا، أما الكلام فيعود في غالبيته إلى العصر الأندلسي». ليس مألوفاً أن يتزاوج التراث الشرقي مع الموسيقى التقليدية لجزيرةٍ غربيّة، لكن ذلك يأتي في سياق «اهتمام أوروبي كبير بالعمل على النغم العربي والمقامات وربع الصوت»، على ما تشرح شبير.

أما سبب هذا الانفتاح السمعي الحاصل، فهو أن أوروبا تفتقد ما خسرته موسيقاها بعد القرن الـ17، أي التنوّع المنبثق عن تراث البلاد المتعددة. هذا غنى حافظت عليه البلاد العربية، وفق شبير التي توضح أن «المستشرقين من بين الأوروبيين متعطّشون للاستماع إلى التراثات القديمة». ولعلّ ذلك أحد الأسباب وراء كثافة حفلات الفنانين الذين يقدّمون التراث العربي في أوروبا. وها هي شبير تستعدّ لتقديم حفلَين في كلٍ من باريس وجزيرة كريت اليونانية.

التراث العربي لا يندثر

تحرص الفنانة اللبنانية في حفلاتها، على التنويع ما بين الطرب والموشّحات والكلاسيكيات، إلى جانب أعمالها الخاصة. تقول إنها وفي غنائها لما هو قديم «تردّ الجميل لفنانين كبار أسسوا التراث اللبناني وأثرَوه مثل الأخوين رحباني وزكي ناصيف وفيلمون وهبي وغيرهم ممّن عرّفوا العالم على لبنان وفنّه».

غادة شبير: غنائي للقديم ردٌ لجميل الفنانين الكبار (الشرق الأوسط)

تبدو شبير مطمئنّة إلى أن «التراث العربي عصيّ على الاندثار»، والدليل أن طلبة الموسيقى يسعون إلى تعلّمه، والفنانون المخضرمون من جانبهم يفردون له مساحة في حفلاتهم من خلال الأغاني القديمة التي يقدمونها بأصواتهم. وتضيف في هذا الإطار: «رواج العروض الموسيقية التي تكرّم كبار الأغنية العربية أمر إيجابي جداً، ويُبرز القدرات الصوتية للفنانين العرب».

في ألبوماتها «الموشّحات»، «قوالب»، و«القصيدة»، و«أندلسيّة»، مدّت غادة شبير جسوراً بين زمنين. تقول إن «الموسيقى لا يمكنها أن تبقى هي ذاتها من عصر إلى عصر. فكما الناس، الفن يتجدّد ويتبدّل». وأن يسقط بعض هذا التجديد في الابتذال، لا يعني أن تتوقف المحاولات والخطوات الجديدة. تستقي شبير من تجربتها لتوضح: «أنا أغني التراث مثلاً، لكن ذلك لا يمنعني من تأليف ألحان عصرية لأصوات صاعدة؛ فالتحديث ضروري ولا يمكننا أن نقف مكاننا».

شبير على تماسٍ يومي مع الجيل الجديد، فهي تدرّس الموسيقى في جامعة الروح القدس – الكسليك. «أنا لست مغنية فحسب، وهذا لا يكفي لإشباعي ذهنياً. الغناء مهم جداً وأحبه، لكني أحرص على توظيف ميولي الفكرية وألا أهمل الشق العلمي»، تقول الفنانة الدكتورة.

هذا الانشغال بالشؤون الأكاديمية نتجت منه مقالات ومحاضرات وكتب منها ما هو قيد الطباعة، وأخرى قيد الإعداد مثل كتاب يُعنى بتاريخ الموسيقى العربية وبأبرز محطاتها منذ العصر الجاهلي، وصولاً إلى يومنا هذا. لا تندم شبير على الأشهر والسنوات التي تمضيها في خلوتها الكتابيّة، خصوصاً أن مؤلفاتها صارت بمثابة مراجع، مثل كتاب «مقامات» الذي يشكّل مرجعاً من بين مراجع نادرة جداً عن المقامات العربية.

لحظاتٌ للتاريخ

كما الكتب التي تبقى إرثاً ثقافياً، كذلك اللحظات المفصليّة التي تزيّن الذاكرة. عندما تسأل غادة شبير عن أجمل محطات الرحلة، تعود إلى تلك الليلة من سنة 2007 التي استلمت فيها جائزة «بي بي سي» العالمية للموسيقى لكل من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن ألبوم «موشّحات». تأخذها الذاكرة كذلك إلى بداية المشوار وجائزة الأغنية العربية التي تسلّمتها في القاهرة عام 1997.

الفنانة اللبنانية فازت بجائزة BBC للموسيقى عام 2007 (الشرق الأوسط)

أما يوم همس الفنان وديع الصافي في أذنها على المسرح: «إحساسك في الغناء على مستوى عالٍ جداً»، فتوقّف بها الزمن وخفق قلبها بجنون، وتعود الخفقة ذاتها حين تتذكّر شهادة المطرب الراحل. تتراكم الشهادات لتتزيّن بها المسيرة، ومن بينها رأي ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، الذي تمنّى على غادة شبير أن تعيد تقديم حفلة من الموشحات قدّمتها منذ سنتين في المملكة، ليستمع إلى شرح مفصّل عن محتواها. من بين كل المكافآت المعنويّة، هذا الفضول لدى المتلقّين حول الموسيقى التي تقدّم، هو أكثر ما يُشبع الأكاديمية والفنانة اللتَين تسكنانها.


إعطاء الأموال للنساء يقلل احتمالات وفاتهن

معدلات الوفيات بين النساء في البلدان التي بدأت برامج التحويلات النقدية للفقراء انخفضت بنسبة 20 في المائة (رويترز)
معدلات الوفيات بين النساء في البلدان التي بدأت برامج التحويلات النقدية للفقراء انخفضت بنسبة 20 في المائة (رويترز)
TT

إعطاء الأموال للنساء يقلل احتمالات وفاتهن

معدلات الوفيات بين النساء في البلدان التي بدأت برامج التحويلات النقدية للفقراء انخفضت بنسبة 20 في المائة (رويترز)
معدلات الوفيات بين النساء في البلدان التي بدأت برامج التحويلات النقدية للفقراء انخفضت بنسبة 20 في المائة (رويترز)

كشفت دراسة جديدة عن أن إعطاء الأموال للنساء يقلل احتمالات وفاتهن بشكل ملحوظ.

ووفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فقد وجد الباحثون أن معدلات الوفيات بين النساء في البلدان التي بدأت برامج التحويلات النقدية للفقراء انخفضت بنسبة 20 في المائة. واستندت الدراسة إلى تحليل بيانات أكثر من 7 ملايين شخص في 37 دولة.

وأشار الفريق إلى أن معدلات الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة انخفضت أيضاً، وذلك بنسبة 8 في المائة. ولفتوا إلى أن التأثير كان واضحاً في غضون عامين من بدء برامج التحويلات النقدية وتزايد بمرور الوقت، مؤكدين أن البرامج التي غطت حصصاً أكبر من السكان أو وزعت مبالغ نقدية أكثر نتجت عنها فوائد أكبر. بالإضافة إلى ذلك، فقد شهدت البلدان ذات الرعاية الصحية السيئة ومعدلات الوفيات المرتفعة أكبر انخفاض في الوفيات، وفقاً للدراسة.

وقال الباحثون إن الدراسة الجديدة هي الأولى التي تدرس تأثير التحويلات النقدية على معدلات الوفيات في جميع أنحاء العالم، حتى بالنسبة للبلدان ذات الدخل المرتفع، مشيرين إلى أن نتائجهم قد تساعد الدول في تطوير برامج لدعم صحة النساء وخفض معدلات الوفيات بينهن. ولم يوضح الفريق سبب استفادة النساء بشكل أكبر من هذا التأثير.

وأكدت الدراسة أن التحويلات النقدية المباشرة تعمل على تحسين فرص الالتحاق بالمدارس والاستمتاع بالخدمات الصحية وتدعم التغذية السليمة.


إيلون ماسك يستعيد لقب أغنى رجل في العالم

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (د.ب.أ)
الملياردير الأميركي إيلون ماسك (د.ب.أ)
TT

إيلون ماسك يستعيد لقب أغنى رجل في العالم

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (د.ب.أ)
الملياردير الأميركي إيلون ماسك (د.ب.أ)

استعاد الملياردير الأميركي إيلون ماسك مكانته أغنى شخص في العالم مجدداً، وفقاً لشبكة «سي إن إن».

وبحسب إحصاء لوكالة «بلومبرغ»، يقدر صافي ثروة الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا» بنحو 192 مليار دولار، مقارنة بـ187 مليار دولار أميركي للرئيس التنفيذي لشركة «LVMH Moët Hennessy Louis Vuitton»، الفرنسي برنارد أرنو.

ويُصنّف ماسك وأرنو في خانة الـ«سنتي بليونيرز»، وهو مصطلح يُستخدم للإشارة إلى الأشخاص الذين تزيد ثرواتهم على 100 مليار دولار، وكانا متقاربين في الصدارة لأشهر عدة.

هذا الأسبوع، تراجعت ثروة أرنو بعد انخفاض في سهم شركته، أمس (الأربعاء)، وفقاً لـ«بلومبرغ».

الملياردير الفرنسي برنارد أرنو (رويترز)

وتجاوزت ثروة أرنو تلك الخاصة بماسك في ديسمبر (كانون الأول)، حيث ارتفعت ثروته بسبب الطفرة في مبيعات السلع الفاخرة التي ساعدت في رفع سعر سهم «LVMH Moët Hennessy Louis Vuitton». وتعد الشركة أحد أكبر التكتلات في العالم، وهي موطن للعلامات التجارية بما في ذلك Louis Vuitton و Dior و Celine.

في غضون ذلك، تمتع ماسك بارتفاع ضخم ضمن قوائم الأثرياء في العالم بالسنوات الأخيرة، حيث ترتبط ثروته مباشرة بـ«تسلا»، شركة السيارات الكهربائية.

خارج «تسلا»، يشغل ماسك أيضاً منصب الرئيس التنفيذي لشركة «سبيس إكس» لاستكشاف الفضاء، ويملك أيضاً شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر».

ارتفعت أسهم «LVMH Moët Hennessy Louis Vuitton» بنسبة 19.7 في المائة هذا العام، بينما ارتفعت أسهم «تسلا» بنسبة 65.6 في المائة حتى الآن.


«سمّ في كل نفخة»... كندا تفرض طباعة تحذير على كل سيجارة

نحو 48 ألف كندي لا يزالون يموتون كل عام بسبب التدخين (إ.ب.أ)
نحو 48 ألف كندي لا يزالون يموتون كل عام بسبب التدخين (إ.ب.أ)
TT

«سمّ في كل نفخة»... كندا تفرض طباعة تحذير على كل سيجارة

نحو 48 ألف كندي لا يزالون يموتون كل عام بسبب التدخين (إ.ب.أ)
نحو 48 ألف كندي لا يزالون يموتون كل عام بسبب التدخين (إ.ب.أ)

أعلنت الحكومة الكندية، أمس (الأربعاء)، أن كندا ستفرض طباعة تحذيرات صحية من مضار التبغ مباشرةً على كل سيجارة إفرادية، في «سابقة عالمية» على صعيد مكافحة التدخين، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وستبدأ هذه الرسائل الظهور على منتجات التبغ الفردية تدريجياً اعتباراً من 1 أغسطس (آب)، وستتضمن عبارات مثل «سمّ في كل نفخة» و«دخان التبغ يضر بالأطفال» و«السجائر تسبب السرطان».

وقالت وزيرة الأقاليم التابعة لكندا كارولين بينيت، في بيان، إن 48 ألف كندي لا يزالون يموتون كل عام بسبب التدخين، مشيرة إلى أن كندا «أول دولة في العالم» تعتمد إجراءً مماثلاً.

وجرت مناقشة مشروع قانون مماثل في البرلمان البريطاني في عام 2022، لكن من دون جدوى.

وأضافت الوزيرة الكندية: «بهذه الخطوة الجريئة، لن يكون هناك أي مفر من التحذيرات الصحية، وسيكون ذلك تذكيراً صارخاً بالعواقب الصحية للتدخين، مع إقرانها بصور محدّثة معروضة على العبوة».

لتبرير هذا الإجراء، تقول الحكومة الكندية إنها وجدت أن بعض الشباب، وهي فئة حساسة على صعيد خطر إدمان التبغ، يبدأون التدخين بعد تلقيهم سيجارة واحدة بدلاً من علبة تحتوي على تحذيرات صحية.

في عام 2000، كانت كندا أول بلد يأمر بوضع تحذيرات مصورة على عبوات السجائر، بما يشمل صوراً مروعة للقلب والرئتين لدى أشخاص يعانون أمراضاً جراء تناول منتجات التبغ، من أجل زيادة الوعي بالأخطار الصحية المرتبطة بالتدخين.

منذ ذلك الحين، تسجل معدلات التدخين تراجعاً مطرداً. وتهدف أوتاوا إلى زيادة خفض عدد المدخنين في البلاد ليصل إلى 5 في المائة من السكان، أو نحو مليونَي شخص، بحلول عام 2035، مقارنة بنحو 13 في المائة حالياً. وبحسب بيانات حكومية، فإن قرابة نصف تكاليف الرعاية الصحية في البلاد مرتبطة باستخدام مؤثرات عقلية.


السعودية تختتم رحلة علمية تاريخية في الفضاء

لقطة فيديو نشرته هيئة الفضاء السعودية لبرناوي والقرني لدى عودتهما إلى الأرض
لقطة فيديو نشرته هيئة الفضاء السعودية لبرناوي والقرني لدى عودتهما إلى الأرض
TT

السعودية تختتم رحلة علمية تاريخية في الفضاء

لقطة فيديو نشرته هيئة الفضاء السعودية لبرناوي والقرني لدى عودتهما إلى الأرض
لقطة فيديو نشرته هيئة الفضاء السعودية لبرناوي والقرني لدى عودتهما إلى الأرض

اختتمت السعودية مهمة علمية تاريخية إلى محطة الفضاء الدولية؛ وذلك بعد تسجيل العودة الناجحة والآمنة لرائديها للفضاء ريانة برناوي وعلي القرني إلى الأرض، وبحوزتهما 92 عيّنة من التجارب لاستكمال الأبحاث في تخصصات بيئية وصحية مختلفة.

وحطَّت المركبة «دراغون» على سطح الماء، بعد رحلة استغرقت 12 ساعة من الفضاء، تابعها أعضاء مركز العمليات الموحد لمتابعة رحلة رواد الفضاء، مطلقين الهتافات احتفالاً بسلاسة الوصول لفريق الرحلة.

ووجَّه محمد التميمي، رئيس الهيئة السعودية للفضاء، كلمة إلى زملائه، قال فيها إنَّ الرحلة العلمية التاريخية ستسهم في تعزيز مكانة السعودية في خدمة العلم والابتكار ونفع البشرية.

وعند وصول برناوي والقرني إلى مطار هيوستن، كان في استقبالهما عدد من أفراد عائلات رواد الفضاء. وأظهر الكشف الطبي الأوليّ لطاقم رحلة المهمة الفضائية «Ax-2»، حالة مستقرة لدى أعضاء الفريق، الذي لم يواجه أي تحديات بشأن التأقلم مع بيئة الأرض. ومن المقرر أن يخضع طاقم الرحلة لملاحظة طبية مكثَّفة، وبرامج تأهيلية متخصصة، خلال الفترة المقبلة.

من جانب آخر، أقرّت وزارة التعليم في السعودية تدريس كتاب «علوم الأرض والفضاء» ضمن المناهج الدراسية للمرحلة الثانوية بدءاً من العام الدراسي المقبل. ويتناول المنهج الجديد مقدمة في علم الأرض والفضاء، واستكشاف العلاقة بين الأرض والهواء والفضاء والماء والكائنات الحية، إضافة إلى الربط بين الظواهر الطبيعية المهمة في الكون.