«إف بي آي» يساعد الخرطوم في التحقيق بمحاولة اغتيال حمدوك

الحكومة السودانية تعلن رسمياً توقيف أجانب ضمن المشتبه بهم

«إف بي آي» يساعد الخرطوم في التحقيق بمحاولة اغتيال حمدوك
TT

«إف بي آي» يساعد الخرطوم في التحقيق بمحاولة اغتيال حمدوك

«إف بي آي» يساعد الخرطوم في التحقيق بمحاولة اغتيال حمدوك

وصل العاصمة السودانية الخرطوم فريق من مكتب التحقيقات الفيدرالية الأميركية (FBI)، لمساعدة فرق التحقيق المحلية على التحقيقات الجارية بشأن المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، فيما أعلنت الحكومة رسمياً القبض على مشتبه بهم في محاولة تفجير الموكب بينهم أجانب.
وقال وزير الإعلام المتحدث باسم الحكومة في تصريحات أمس، إن فريقاً من خبراء التحقيقات الأميركان وصل الخرطوم صباح أمس للانضمام لفرق التحقيق المحلية التي تحقق في محاولة تفجير موكب رئيس الوزراء بعبوة ناسفة الاثنين الماضي.
وأوضح صالح أن حكومته استدعت الفريق لحاجتها إلى خبرته وتقنياته الحديثة، وأضاف: «ليس لنا سابق عهد بهذا النوع من الحوادث (السيارات المفخخة والتفجيرات وما شابهها)، وأشار إلى أن الاتفاقيات الدولية الخاصة بمحاربة الإرهاب تلزم الدول على الاستعانة بالخبرات المختلفة لمواجهة مثل هذا النوع من الجرائم وكشف أسرارها، ووفقاً لصالح من المنتظر أن ينضم فريق (FBI) لفرق التحقيق المحلية لبدء العمل معها في التحقيق بشأن الحادثة.
وأعلن صالح رسمياً القبض على مشتبه بهم في الاعتداء على موكب رئيس الوزراء الفاشلة بينهم أجانب، وقال: «تلقى مجلس الوزراء في اجتماعه المؤجل تقريراً أمنياً حول الحادث من وزير الداخلية الطريفي إدريس، ومدير المخابرات العامة جمال عبد المجيد، أكد استمرار التحريات والتحقيقات، وأن المشتبه بهم الذين ألقي القبض عليهم بينهم أجانب.
وكشف صالح عن إجراءات أمنية جديدة لتأمين رئيس الوزراء والشخصيات الهامة والمواقع الاستراتيجية، واتباع خطط أمنية جديدة من شأنها الحفاظ على أمن وسلامة البلاد والشخصيات القيادية دون المساس بالحريات العامة والحقوق المكفولة للمواطنين بموجب الوثيقة الدستورية وقوانين حقوق الإنسان الدولية.
ووفقاً لمتحدث الحكومة، فإن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك استعرض تقرير لجنة كونها برئاسة النائب العام للتحقيق في أحداث الاعتداء على المحتجين السلميين من قبل الشرطة في الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في 14 فبراير (شباط) الماضي. وأصيب نحو 53 شخصاً معظمهم بعبوات الغاز المسيل للدموع الفارغة والعصي والهراوات التي استخدمتها الشرطة، لفض مسيرة سلمية لتقديم مطالب شعبية للحكومة، قرر بموجبها رئيس الوزراء تكوين لجنة تحقيق برئاسة النائب العام، لتحقق في الأحداث.
وتوصلت لجنة النائب العام تاج السر الحبر في تقرير التحقيق إلى «استخدام مفرط للقوة من قبل الشرطة»، وسلوك غير منضبط من بعض أفراد الشرطة في مواجهة المحتجين السلميين، مؤكدة ما توصلت إليه بعدد وأنواع الإصابات والشهود. وأوصت اللجنة بالتحقيق والتحري ومحاسبة الأفراد المتفلتين من رجال الشرطة، وتدريب أفراد الشرطة على مناهج حقوق الإنسان لرفع مستوى الوعي بالحقوق والحريات العامة المكفولة للمواطن بموجب الوثيقة الدستورية وبموجب القوانين الدولية.
كما أوصت لجنة الحبر بتعديل نصوص قانونية في قانوني الإجراءات الجنائية والقانون الجنائي لتتناسب مع الوثيقة الدستورية والقوانين الدولية التي تكفل حق التظاهر والتجمع السلمي، وبإحكام لوائح تحرك القوات النظامية وضبطها بالأسماء والأرقام ولوحات السيارات والعهد التي يستخدمونها، واستصحاب سيارات إسعاف مرافقة.
ودعا التقرير لإعادة النظر في «منظومة الحصانات الإجرائية» ومراجعة تعديل القوانين بما يتيح التحقيق في الانتهاكات التي يمكن أن تحدث، فضلاً عن تعزيز ونشر ثقافة مشروعية المواكب والمظاهرات، بما يجعل منها ثقافة عامة وفقاً لنصوص الوثيقة الدستورية والمواثيق الدولية.
وشدد التقرير على أهمية «فرض سيطرة مركزية» على القوات الموجودة في الميدان أثناء المظاهرات، والموازنة بين ضرورات الأمن والحرية والحق في التظاهر والتجمع السلمي، مع الحفاظ على حق الشرطة في الدفاع الشرعي حالة الخطر، مع مراعاة الإجراءات القانونية المتسقة مع المعايير الدولية المتبعة، فضلاً عن إجراء حوار موسع مع القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني ولجان المقاومة بشأن الإجراءات التنظيمية المطلوبة لتسيير المواكب والمظاهرات، بما يجعل منها إجماعاً عاماً ويحول دون أن تتحول لفوضى.
من جهة أخرى، استمع مجلس الوزراء لتقرير من وزير العمل لينا الشيخ تتعلق بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وبناء عليه قرر مراجعة التشريعات وتضمين الأحكام التي تمنع التمييز على أساس الإعاقة في القوانين الوطنية، وكفالة حقوقهم الصحية والطبية، وضمان حصولهم على حقوق العمل والأجر المتساوي، بما يجعلهم متساوين مع المواطنين، بما يكفل لهم مستوى معيشياً جيداً، ومشاركتهم في إعداد اللوائح الخاصة بوضعهم.
وناقش المجلس تقريراً قدمته وزارة العمل يتعلق بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي بالرقم 1325. ويتعلق بالمرأة والأمن والسلام، وهو خطة عالمية تنفذها الدول وفق خططها الوطنية لتنفيذ الالتزامات المترتبة عليه، بما في ذلك إتاحة التمييز الإيجابي للمرأة، وقضايا التمويل الزراعي والتمويل الأصغر الرامية لتشجيع النساء على دخول مجال الأعمال الخاصة.



الجيش الأميركي يتبنى قصف 15 هدفاً حوثياً

غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الجيش الأميركي يتبنى قصف 15 هدفاً حوثياً

غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

غداة سلسلة من الغارات التي ضربت مواقع في صنعاء وثلاث محافظات يمنية خاضعة للجماعة الحوثية المدعومة من إيران، الجمعة، أعلن الجيش الأميركي تبني هذه الضربات، التي قال إنها طالت 15 هدفاً للجماعة، في سياق الحد من قدراتها الهجومية ضد السفن.

وتشن واشنطن ضربات على الأرض منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، ضد الجماعة الحوثية، وشاركتها بريطانيا في 4 مرات على الأقل، رداً على الهجمات التي تنفذها الجماعة ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان على منصة «إكس»، أن قواتها نفذت ضربات على 15 هدفاً حوثياً في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

وشملت هذه الأهداف -بحسب البيان- قدرات عسكرية هجومية للحوثيين، إذ اتخذت هذه الإجراءات (الضربات) لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أمناً وأماناً للسفن الأميركية وقوات التحالف والسفن التجارية.

وكانت الجماعة الحوثية أقرت، الجمعة، بسلسلة من الغارات وصفتها بـ«الأميركية - البريطانية»، وقالت إنها استهدفت «معسكر الصيانة» في صنعاء، وموقعاً في جنوبي ذمار، ومواقع في مديرية مكيراس التابعة لمحافظة البيضاء، فضلاً عن ضربات استهدفت مواقع عسكرية في مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، ومناطق المطار والجبانة والكثيب.

ولم يشر الحوثيون إلى حجم خسائرهم جراء هذه الضربات التي استهدفت مواقع سبق استهدافها خلال الأشهر الماضية، في حين رجح مراقبون أن الغارات استبقت هجمات كانت تعد لها الجماعة ضد السفن.

وتشن الجماعة هجماتها ضد السفن منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، إذ تدعي محاولة منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل بغض النظر عن جنسيتها إلى جانب السفن الأميركية والبريطانية.

دخان يتصاعد في صنعاء بعد ضربات أميركية استهدفت مواقع حوثية (أ.ف.ب)

وأطلقت واشنطن، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ما سمّته «تحالف حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة البحرية، قبل أن تبدأ ضرباتها الجوية على الأرض في 12 يناير الماضي، بمشاركة بريطانيا.

وتلقّت الجماعة الحوثية نحو 720 غارة غربية في مناطق يمنية عدة خاضعة لها، بما فيها صنعاء، لكن أكثر الضربات تركّزت على المناطق الساحلية في محافظة الحديدة الساحلية، وأدت، في مجملها، إلى مقتل أكثر من 60 عنصراً.

ضربات غير مجدية

تقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة الحوثية غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.

ووجدت الجماعة المدعومة من إيران في الحرب الإسرائيلية على غزة فرصة للهروب من استحقاقات السلام مع الحكومة اليمنية، إذ كان الطرفان وافقا أواخر العام الماضي على خريطة سلام توسطت فيها السعودية وعمان، قبل أن تنخرط الجماعة في هجماتها ضد السفن وتعلن انحيازها إلى المحور الإيراني.

عناصر حوثيون في صنعاء متضامنون مع «حزب الله» اللبناني (أ.ف.ب)

وبخلاف ما تزعمه الجماعة الحوثية من مساندة للفلسطينيين، ترى الحكومة اليمنية أن الجماعة تزايد بالقضية الفلسطينية في مسعى لتبييض جرائمها بحق اليمنيين خلال العشر سنوات الماضية مستغلة العاطفة الشعبية.

وأقر عبد الملك الحوثي في خطاب حديث بأن جماعته نجحت خلال أشهر التصعيد البحري من تجنيد وتعبئة نحو 500 ألف شخص، وسط مخاوف في الشارع اليمني من استغلال هذه التعبئة الواسعة لمهاجمة المناطق المحررة الخاضعة للحكومة اليمنية.

وتبنت الجماعة الحوثية إطلاق المئات من الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل خلال الأشهر العشرة الماضية، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي باستثناء مسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها في شقة بتل أبيب في 19 يونيو (حزيران) الماضي.

واستدعت الهجمات الحوثية إسرائيل للرد في 20 يوليو (تموز) الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكررت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، على مستودعات الوقود في ميناءي الحديدة ورأس عيسى، كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

صورة وزعها الحوثيون لاستهداف ناقلة نفط بريطانية في البحر الأحمر بزورق مسيّر (إ.ب.أ)

ومِن بين نحو 188 سفينة تبنّت الجماعة مهاجمتها، أدى هجوم، في 18 فبراير (شباط) الماضي، إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور»، التي استهدفتها الجماعة في 12 يونيو الماضي.

كما أدى هجوم صاروخي حوثي، في 6 مارس (آذار) الماضي، إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية في خليج عدن.

وإلى جانب الإصابات، التي لحقت عدداً من السفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر»، التي قرصنتها في 19 نوفمبر الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.