مصر تترقب حالة من الطقس السيئ... وتعطيل العمل والدراسة

تأجيل مباريات الدوري الممتاز وسط توقعات بهطول أمطار غزيرة وهبوب رياح شديدة

سيارات أعلى كوبري أكتوبر في القاهرة وسط عاصفة ترابية الاثنين الماضي (رويترز)
سيارات أعلى كوبري أكتوبر في القاهرة وسط عاصفة ترابية الاثنين الماضي (رويترز)
TT

مصر تترقب حالة من الطقس السيئ... وتعطيل العمل والدراسة

سيارات أعلى كوبري أكتوبر في القاهرة وسط عاصفة ترابية الاثنين الماضي (رويترز)
سيارات أعلى كوبري أكتوبر في القاهرة وسط عاصفة ترابية الاثنين الماضي (رويترز)

قررت الحكومة المصرية اليوم (الأربعاء) تعطيل العمل والدراسة الخميس في جميع أنحاء البلاد بسبب توقعات بهطول أمطار غزيرة وتشكل سيول في بعض المناطق ورياح ربما تصل سرعتها إلى 70 كيلومتراً في الساعة.
وأكد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أنه «في ضوء ما عرضه الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، بشأن آخر تحديث لتنبؤات سقوط الأمطار، قرر مجلس الوزراء منح العاملين بالمصالح الحكومية والقطاعين العام والخاص، وقطاع الأعمال العام إجازة غداً الخميس نظراً لظروف الطقس السيئ المتوقع».
واستثنى القرار العاملين في خدمات مياه الشرب والصرف الصحي والنقل والإسعاف والمستشفيات والمطاحن والمخابز والخدمات الشرطية.
وقال محمود شاهين مدير مركز التحاليل والتنبؤات الجوية بالهيئة العامة للأرصاد الجوية في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية إن مصر ستشهد «حالة شديدة من التقلبات الجوية» من الخميس إلى السبت، حسبما ذكر تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأوضح أنه «سيكون هناك أمطار شديدة الغزارة على المناطق الشمالية، ومناطق من الوجه البحري، وتمتد إلى القاهرة ومدن القناة، وتصل إلى حد السيول على منطقة خليج السويس، وعلى بعض المناطق من سلاسل جبال البحر الأحمر، وعلى بعض المناطق من جنوب الصعيد، وسيناء».
وحذر مدير مركز التحاليل والتنبؤات الجوية من أن «سرعة الرياح سوف تصل من 60 إلى 70 كيلومتراً في الساعة».
وفي مؤتمر صحافي بمشاركة عدد من الوزراء بعد ظهر اليوم (الأربعاء)، قال وزير الإسكان عاصم الجزار، إنه من بين الإجراءات الوقائية التي تتخذها الحكومة لمواجهة الطقس السيئ غداً «تخفيض الضغوط على شبكة المياه في بعض المناطق، وإذا استلزم الأمر سيتم قطع المياه عن بعض الأماكن» بغرض تخفيف الضغط على شبكة المجاري.
ودعا وزير التنمية المحلية محمود شعراوي المواطنين إلى «عدم إيقاف السيارات أو ركنها في أماكن منخفضة أو بجوار الأشجار وإلى خفض تحركاتهم» إلى الحد الأدنى الضروري.
وكان رئيس الوزراء قرر مساء أمس (الثلاثاء) تعطيل الدراسة في كل المدارس والجامعات غداً (الخميس) بسبب التقلبات الجوية المتوقعة.
وفي سياق متصل، أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم اليوم (الأربعاء) تأجيل جميع المباريات التي كانت مقررة غداً الخميس في المرحلة الثامنة عشرة من الدوري الممتاز، بسبب توقعات سوء الأحوال الجوية.
وذكر اتحاد الكرة في بيان رسمي أصدره اليوم (الأربعاء): «تماشياً مع قرار رئيس مجلس الوزراء المصري باعتبار غد الخميس إجازة بسبب سوء حالة الطقس المتوقعة، وبناء على بيان هيئة الأرصاد الجوية وتحذيرات الجهات المعنية... استقر الاتحاد المصري لكرة القدم على تأجيل مباريات مسابقة الدوري المحلي التي كان مقرراً إقامتها غداً ضمن الجولة 18 للمسابقة».
وقال حسام الزناتي مدير المسابقات بالاتحاد المصري لكرة القدم إنه حدد بالفعل المواعيد الجديدة للمباريات المؤجلة وسوف يعلن عنها ضمن مواعيد الأسابيع المتبقية فور ورود الموافقات الأمنية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.
وكان من المفترض أن يشهد الدوري المصري غداً لقاء الاتحاد السكندري مع الزمالك ومصر المقاصة مع أسوان وحرس الحدود مع المصري البورسعيدي ونادي مصر مع الإنتاج الحربي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.