انتقادات لتمديد حبس صحافي و3 ناشطين بالحراك الجزائري

TT

انتقادات لتمديد حبس صحافي و3 ناشطين بالحراك الجزائري

طالب محامون وناشطون في مجال حقوق الإنسان بالجزائر، أمس، بـ«وقف تغوّل البوليس السياسي على جهاز القضاء»، على أثر تمديد احتجاز 4 ناشطين من بينهم الصحافي خالد درارني مراسل منظمة «محققون بلا حدود» والتلفزيون الفرنسي «تي في 5».
وتوقعت أوساط إعلامية أمس الإفراج عن الصحافي والناشطين سمير بلعربي وسليمان حميطوش وتوفيق حساني، بمناسبة تقديمهم للنيابة أمام محكمة سيدي أمحمد بالعاصمة، بعدما قضوا ليلتين بالحجز تحت النظر بمركز للشرطة. غير أن وكيل الجمهورية لدى المحكمة قرر تمديد احتجازهم من دون أن يستمع إليهم، كما حدث أول من أمس الأحد، وهو ما أثار حفيظة محامين.
وقال عبد الغني بادي، أحد المدافعين عن الصحافي والناشطين، لصحافيين كانوا أمام المحكمة: «طلبت الجهة الأمنية التي أجرت التحقيقات الأولية معهم من النيابة تمكينها من أجل إضافي (منحها وقتاً إضافياً) لمواصلة التحقيق. وإننا نستغرب ذلك، فلماذا يستمر التحقيق بشأن وقائع واضحة وبسيطة؟».
وأكد المحامي أن اعتقال الأربعة تم خلال مظاهرة بالعاصمة يوم السبت، مشيراً إلى أن الصحافي درارني «كان بصدد تصوير المظاهرة، أما بلعربي وحميطوش وحساني فكانوا مشاركين فيها على غرار المئات من الأشخاص. إذن، الأحداث معروفة ولا يوجد سبب لإطالة التحقيقات الأمنية». وأضاف بادي، الذي يوصف بـ«محامي الحراك» «اعتقل الأربعة مع 30 متظاهراً، وجهت لهم النيابة تهمة التحريض على التجمهر غير المرخص، وأفرجت عنهم على أن تنظم لهم محاكمة في وقت لاحق، إلا درارني وأربعة ناشطين فوجئنا بتمديد احتجازهم الإداري. وفي اعتقادي، تبحث الجهة الأمنية عن سياقات أخرى لتلفيق تهم ضدهم، لم تشر إليها النيابة. فماذا يريد الجهاز الأمني؟». وتابع المحامي: «قبل أيام تباهى وزير العدل بتصريحات مفادها، أنه لا يوجد صحافي واحد في السجن بسبب نشاطه المهني. ولكن درارني معتقل بسبب عمله... أتمنى أن يثبت القضاء أنه أقوى من المنطق الأمني للسلطة». وانتقد بادي بشدة «البوليس السياسي» ووصفه بأنه بمثابة «سرطان يحول دون بناء الجزائر الجديدة التي وعد بها الرئيس (عبد المجيد) تبّون. ينبغي حلّ هذا الجهاز».
من جهتها، قالت حسينة أوصديق مديرة مكتب «منظمة العفو الدولية» بالجزائر والتي كانت بالمحكمة أيضاً: «إننا ندين بشدة اعتقال الصحافي والناشطين. حرية الصحافة والتظاهر في الشارع مكرّسة بنص الدستور، وبالتالي غير مقبول أن يعتقل صحافي وهو يمارس مهنته في إعلام الجمهور، كما هو غير مقبول اعتقال متظاهرين سلميين. إن الإعلام هو ركيزة الجمهورية الجديدة إن أراد الرئيس تبون بناءها على أسس سليمة». وأدانت منظمة «محققون بلا حدود»، في بيان، اعتقال درارني وأكدت «دعمها الكامل له» ودعت إلى إطلاق سراحه. وكان الصحافي قد استدعي للتحقيق منذ شهرين بمكاتب جهاز أمني، حيث وجهت له أسئلة حول الصور والأخبار التي ينشرها بخصوص المظاهرات الشعبية. وقال في حسابه على «تويتر» إنه طُلب منه التوقف عن النشر لكنه لن يخضع لهذا التحذير. أما الناشط سمير بلعربي، فقد استعاد حريته منذ أسابيع قليلة، بعد أن برّأه القضاء من تهمة «إضعاف معنويات الجيش»، التي كانت سبباً في حبسه على ذمة التحقيق مدة 5 أشهر.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.