قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن بلاده تحتفظ بما سماه «حقها» في مواصلة العمليات العسكرية ضد القوات السورية وإخراجها من إدلب بطريقتها الخاصة حال عدم الالتزام بالوعود المقدمة إليها، في إشارة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مع روسيا الخميس الماضي.
ولفت إردوغان إلى الاتفاق، الذي توصلت إليه تركيا وروسيا بشأن إدلب خلال محادثات موسكو، قائلاً: «نحتفظ بحقنا في تطهير محيط (منطقة عملية درع الربيع) (الاسم الذي أطلقته تركيا على أنشطتها العسكرية والفصائل الموالية لها في إدلب) بطريقتنا الخاصة، حال عدم الالتزام بالوعود المقدمة لنا».
واعتبر إردوغان، في كلمة خلال فعالية في إسطنبول أمس (الأحد)، أن «توجيه النظام السوري جميع قواته نحو إدلب في وقت يخضع ثلث أراضيه لما سماه (احتلال) وحدات حماية الشعب الكردية، المكون الأكبر لتحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، يشير إلى غايات ومآرب أخرى».
وتابع الرئيس التركي أن «أي حل يضمن حياة سكان إدلب ويؤمن حدود تركيا يعد مقبولاً بالنسبة لأنقرة... وأن تركيا لا تنوي أبداً احتلال أو ضم أجزاء من الأراضي السورية». وذكر أن «غاية تركيا هي خلق أجواء مناسبة لعودة 3.6 مليون لاجئ سوري على الأراضي التركية و1.5 مليون نازح في إدلب قرب الحدود التركية إلى منازلهم بشكل آمن». وقال إنه خلال آخر شهر قتل 59 عسكرياً تركياً في إدلب، ورداً على ذلك «حيدنا» 3400 من عناصر النظام.
في السياق ذاته، قال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، إن بلاده لن تسمح للنظام السوري بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب، الذي أُبرم بين الرئيسين التركي والروسي الخميس الماضي. وأضاف ألطون، عبر «تويتر»، أمس، أن بلاده ستبذل قصارى جهدها للحفاظ على وقف إطلاق النار في إدلب، لافتاً إلى أن الاتفاق التركي الروسي سينقذ أرواح المدنيين، وسيمنع تدفق موجة جديدة من اللاجئين من إدلب.
وأشار إلى أن إردوغان أكد للجانب الروسي عزم تركيا على إخراج النظام السوري من إدلب، وأن خروج النظام من المنطقة سيمنع وقوع المزيد من المعاناة الإنسانية، مضيفاً أن تركيا تواصل العمل مع روسيا والولايات المتحدة من أجل إرساء الاستقرار في سوريا، وأن الأولوية التركية هي الحيلولة دون نزوح مزيد من الناس من مناطقهم، ومنع مساعي النظام لتفريغ المنطقة من سكانها. وتابع أن بلاده أثبتت حزمها في استخدام جميع الوسائل العسكرية من أجل حماية المدنيين الأبرياء في سوريا والحفاظ على الأمن القومي التركي.
كان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أكد، أول من أمس، أن وقف إطلاق النار في إدلب «لم يشهد أي انتهاكات، بينما قالت وزارة الدفاع الروسية إن مركز المصالحة التابع لها في قاعدة حميميم رصد 19 انتهاكاً للمجموعات المسلحة الموالية لتركيا لوقف إطلاق النار خلال 24 ساعة من توقيع الاتفاق، وأن هذه المجموعات لم تلتزم بالهدنة وتحاول كسب مواقع جديدة داخل محافظة إدلب.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار، إلى جانب وقف الأعمال القتالية اعتباراً من منتصف ليل الخميس الماضي، على إقامة ممر أمني يمتد ستة كيلومترات إلى الشمال ومثلها إلى الجنوب من طريق حلب اللاذقية الدولي (إم4) الواصل بين شرق إدلب وغربها وتسيير دوريات روسية تركية مشتركة على جانبي الطريق اعتباراً من 15 مارس (آذار) الجاري. ويزور وفد عسكري روسي أنقرة اليوم لبحث تنفيذ تفاصيل الاتفاق.
وسبق أن انهارت اتفاقات سابقة لوقف القتال في إدلب. وتسود مخاوف من أن يلقى الاتفاق الأخير المصير ذاته كونه لم يتناول الأزمة الإنسانية أو النص على فرض حظر جوي في إدلب.
إلى ذلك، كشف استطلاع رأي أجرته مؤسسة «متروبول» التركية، عن أن نحو نصف الأتراك يرون تدخل الجيش التركي في سوريا ودعمه فصائل مسلحة تقاتل ضد الجيش الحكومي أمرا لا مبرر له. بينما لم يبد أكثر من 20 في المائة اهتماما بالموضوع. وأيد 73 في المائة اتفاق وقف إطلاق النار، وأكد 70.3 في المائة ضرورة عودة السوريين المقيمين في تركيا إلى بلادهم من خلال التنسيق والتعاون مع الحكومة السورية.
إردوغان: تركيا تحتفظ بـ«حقها» في إخراج النظام من إدلب
عشية مباحثات وفد روسي في أنقرة حول تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار
إردوغان: تركيا تحتفظ بـ«حقها» في إخراج النظام من إدلب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة