أكراد يردون على الأسد: نحن سوريون وجذورنا من هنا

شيخ عشيرة «سمعيلا» الكردية ينشر بطاقة جده مواليد الدرباسية 1872 قبل رسم الحدود السورية
شيخ عشيرة «سمعيلا» الكردية ينشر بطاقة جده مواليد الدرباسية 1872 قبل رسم الحدود السورية
TT

أكراد يردون على الأسد: نحن سوريون وجذورنا من هنا

شيخ عشيرة «سمعيلا» الكردية ينشر بطاقة جده مواليد الدرباسية 1872 قبل رسم الحدود السورية
شيخ عشيرة «سمعيلا» الكردية ينشر بطاقة جده مواليد الدرباسية 1872 قبل رسم الحدود السورية

أثارت تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد، بعد نفيه وجود قضية كردية في سوريا، انتقادات واسعة بين أوساط سياسية وشعبية كردية، وتفاعل معها رواد وسائل التواصل الاجتماعي، ونشر كثير منهم وثائق وأواق تاريخية تثبت انتماءهم الوطني، في وقت حمل فيه حزب كردي بارز سياسات النظام الحاكم في سوريا الخاطئة المسؤولية في وصول البلاد إلى ما وصلت إليه، والتسبب في تدخل القوى الإقليمية والدولية. وقال «الحزب التقدمي الكردي»، في بيان، إن «القضية الكردية قضية تاريخية لا يحق لأحد نفيها أو إنكارها لأنها تتعلق بمصير أكثر من 3 ملايين مواطن يعيشون في مناطقهم الأصلية».
كان الرئيس بشار الأسد قد قال، في لقاء متلفز مع قناة «روسيا اليوم»، إنه «لا يوجد شيء اسمه القضية الكردية في سوريا، لسبب بسيط هو أن هناك أكراداً يعيشون في سوريا تاريخياً، ولكن تلك المجموعات التي قدمت إلى الشمال أتت خلال القرن الماضي فقط بسبب القمع التركي لها، وقد استضفناهم في سوريا».
بدورها، أصدرت «الإدارة الذاتية لشمال شرق» سوريا التي تدير مدن وبلدات شرق الفرات، و30 حزباً سياسياً، بياناً نشر على حسابها الرسمي، قالت فيه: «إن الأسد تحدث بمنطق التعالي على الواقع والحقيقة، وهو بذلك يقوض جهود الحل، ويدل على أن النظام غير جاد بموضوع الحوار والانفتاح على الحلول الديمقراطية في سوريا».
وعن تهم الانفصال التي جاءت في معرض حديث الأسد، علقت الإدارة في بيانها: «أما فيما يتعلق بتهم الانفصال، وما شابه، فلا بد للنظام أن يراجع الماضي القريب، ويتذكر أن مناطق شمال وشرق سوريا هي الأكثر دفاعاً حتى الآن عن سوريا وتنوعها ووحدتها».
وقال أحمد سليمان، عضو المكتب السياسي للحزب التقدمي الكردي، إن تصريحات الأسد «أثارت حالة من الاستياء الشديد بالوسط الكردي، في حين تبذل جهود من جانب روسيا الاتحادية لإطلاق حوارٍ بين الكرد والحكومة السورية، كانت قد خلقت ارتياحاً في الوسطين السياسي والشعبي في البلاد، إلا أن تلك التصريحات عقّدت من المسعى الروسي».
ووافقت دمشق على حوار سياسي، بضمانة موسكو، بداية الشهر الفائت، وشكلت لجنة عليا مشتركة لبحث مصير مناطق شرق الفرات، إلا أن الحكومة وممثلي الأكراد لم يعقدوا اجتماعات رسمية. وقال أنور مسلم، رئيس «حزب الاتحاد الديمقراطي»، أحد أبرز الجهات السياسية العاملة بالإدارة الذاتية: «في الوقت الذي نؤكد فيه أن شعبنا لم يساهم مطلقاً في تهديد وحدة سوريا وتقسيمها، فإننا ندعو الحكومة للبحث جيداً عمن يقسم ويهدد ويتعامل مع الجغرافيا السورية وكأنها دون أي انتماء سوري».
وأضاف مسلم أن النظام متمسك بالذهنية العسكرية، وهو «يريد إعادة البلاد للمركزية، كما كانت قبل 2011، ويتجاهل كل التغيرات التي طرأت على سوريا اليوم، ولا يريد الاعتراف بتجربة الإدارة الذاتية وإيجابياتها».
ونشر رشيد بدران خلو، شيخ عشيرة «سمعيلا» الكردية، إحدى عشائر قبيلة «الكيكان» المنتشرة في ريفي بلدة الدرباسية ومدينة الحسكة الواقعة أقصى شمال شرقي سوريا، بطاقة جده حج عيسى خلو الشخصية، وكتب على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «جدي من مواليد 1872، مولود في قرية أبو جراده التابعة لبلدة الدرباسية إدارياً، ونحن سوريون أباً عن جد منذ 150 عاماً، أي قبل رسم الحدود السورية».
وكتبت الإعلامية آريا حاجي، وهي تعمل مع شبكة «آسو» الإعلامية الكردية، منشوراً على صفحتها، يقول: «جد أبي من مواليد 1890، وهو يتحدر من ديريك، أما جد أمي فهو نفس المواليد تقريباً، وإقامته منذ ولادته في ريف تربسبية - القحطانية، نحن سوريون وجذورنا التاريخية من هنا، يا سيادة الرئيس».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.