مجموعات مسلحة تحاول تخريب تهدئة غزة

فلسطيني يبيع حلويات «غزل البنات» على شاطئ مدينة غزة أمس (أ.ب)
فلسطيني يبيع حلويات «غزل البنات» على شاطئ مدينة غزة أمس (أ.ب)
TT

مجموعات مسلحة تحاول تخريب تهدئة غزة

فلسطيني يبيع حلويات «غزل البنات» على شاطئ مدينة غزة أمس (أ.ب)
فلسطيني يبيع حلويات «غزل البنات» على شاطئ مدينة غزة أمس (أ.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه رصد محاولة إطلاق فاشلة لقذيفة صاروخية من قطاع غزة سقطت داخل القطاع فجر أمس السبت.
وأفاد بيان أصدره الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بأنه نتيجة لتلك المحاولة تم تفعيل إنذار في تطبيق الجبهة الداخلية التابعة للجيش على أجهزة الهواتف الذكية لدى المواطنين الإسرائيليين.
ووقع الحادث بعد أيام قليلة من الجولة الأخيرة من التصعيد بين حركة «الجهاد الإسلامي» وإسرائيل في القطاع، عندما أطلق مقاتلو «الجهاد» نحو 100 صاروخ على البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود مع القطاع وجنوب إسرائيل. وقال مستشفى «برزيلاي» الإسرائيلي في مدينة أشكلون الساحلية (جنوب) إن 21 مدنياً إسرائيلياً عولجوا خلال التصعيد. كما أصيب جنديان إسرائيليان.
ورداً على إطلاق الصواريخ، هاجم الجيش الإسرائيلي عشرات الأهداف التابعة لـ«الجهاد الإسلامي» في سوريا وقطاع غزة، بينما امتنعت حركة «حماس» المُسيطرة على القطاع، عن التدخل في القتال. والأهداف الرئيسية التي تعرضت للهجوم هي مواقع تصنيع أسلحة لـ«الجهاد».
ومر يوم الانتخابات الإسرائيلية (الاثنين الماضي) في هدوء تام على حدود قطاع غزة، كما في الأيام التي سبقته. وبغض النظر عن الإطلاقات الفاشلة للصواريخ من قطاع غزة، فإنه تم الحفاظ على الهدوء في جنوب إسرائيل بالكامل تقريباً. وكتبت صحيفة «معاريف» على موقعها على شبكة الإنترنت أنه «يمكن للمرء أن يدرك من هذا، مرة أخرى، أن حماس قادرة على تطبيق وقف إطلاق النار، ومنع محاولات تنفيذ الهجمات على إسرائيل، إذا كانت معنية بذلك طبعاً».
وتشير التجربة الجديدة الفاشلة لإطلاق القذيفة الصاروخية من قطاع غزة، فجر أمس، إلى محاولات مسلحين من جماعات صغيرة تخريب التهدئة الحالية. وتوجد مباحثات تهدئة بين «حماس» وإسرائيل عبر مصر في محاولة لدفع اتفاق طويل الأمد يضمن وقف أي هجمات ضد إسرائيل في مقابل فك أو تخفيف الحصار عن القطاع.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».