ترمب يعترف بتأثير محتمل لـ«كورونا» على الاقتصاد الأميركي

التمويل الدولي يخفض النمو في الولايات المتحدة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب متحدثاً في ولاية بنسلفانيا مساء الخميس (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب متحدثاً في ولاية بنسلفانيا مساء الخميس (أ.ب)
TT

ترمب يعترف بتأثير محتمل لـ«كورونا» على الاقتصاد الأميركي

الرئيس الأميركي دونالد ترمب متحدثاً في ولاية بنسلفانيا مساء الخميس (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب متحدثاً في ولاية بنسلفانيا مساء الخميس (أ.ب)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن الاقتصاد الأميركي قد يتأثر سلباً بتفشي فيروس «كورونا»؛ لكنه توقع تجاوزه في نهاية المطاف، ودافع عن طريقة تعامله مع الأزمة.
وظهر ترمب في مناسبة نظمتها «فوكس نيوز» في إطار حملته لانتخابات 2020 أمام جمهور من سكرانتون بولاية بنسلفانيا، إحدى الولايات غير المحسومة، والتي ساعدت الرئيس الجمهوري على الفوز بسباق البيت الأبيض في 2016.
وأفضى انتشار فيروس «كورونا» إلى انخفاضات حادة في سوق الأسهم، وأجج المخاوف من تراجع اقتصادي في الوقت الذي يطلب فيه ترمب من الأميركيين انتخابه لفترة ثانية.
وقال ترمب رداً على سؤال إن كان فيروس «كورونا» قد أضر بالاقتصاد: «لا ريب في أنه قد يؤثر. وفي الوقت نفسه ينبغي أن أقول إن الناس الآن يمكثون في الولايات المتحدة وينفقون أموالهم فيها، ويعجبني هذا». وأضاف: «سيجد الأمر طريقه إلى الحل. حري بالجميع أن يهدأوا. لدينا خطط لكل احتمال؛ وأعتقد أن هذا هو الواجب علينا. نأمل ألا يطول الأمر كثيراً».
وأعاد ترمب تأكيده أن قيود السفر التي فرضتها الصين في بداية الأزمة قد ساعدت على الحد من التفشي في الولايات المتحدة. وارتفعت حصيلة الوفيات من فيروس «كورونا» في الولايات المتحدة إلى 12 يوم الخميس، بينما اكتشفت 53 حالة إصابة جديدة في أنحاء البلاد.
وتأتي تصريحات ترمب في وقت خفض فيه معهد التمويل الدولي توقعاته للنمو الاقتصادي في الولايات المتحدة والصين يوم الخميس، بينما حذر من أن النمو العالمي قد يسجل أدنى مستوياته منذ الأزمة المالية العالمية.
وأشار المعهد إلى التأثير الاقتصادي لتفشي فيروس «كورونا»، ليقلص توقعاته لنمو الولايات المتحدة هذا العام إلى 1.3 في المائة، انخفاضاً من 2 في المائة في السابق، مع تركز الضعف في الربع الثاني، وللصين إلى ما يقل قليلاً عن 4 في المائة من 5.9 في المائة في السابق.
وقال المعهد إن النمو العالمي في 2020 ربما يقترب من 1 في المائة، وهو ما يقل كثيراً عن نمو بنسبة 2.6 في المائة في 2019، ويمثل أضعف نمو منذ الأزمة المالية العالمية.
وقال خبراء الاقتصاد لدى المعهد في تقرير «نطاق النتائج المحتملة كبير، ويعتمد على انتشار الفيروس والتبعات الاقتصادية الناجمة، وكلها أمور تكتنفها ضبابية مرتفعة في هذه المرحلة».
وبعيداً عن أكبر اقتصادين في العالم، يشير المعهد إلى ضعف في ألمانيا واليابان وأسواق ناشئة. وفي تحرك طارئ لحماية الاقتصاد الأميركي من أثر التفشي، خفض الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) يوم الثلاثاء أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، إلى نطاق مستهدف بين واحد و1.25 في المائة.
وقال معهد التمويل الدولي، إن تحرك مجلس الاحتياطي شكَّل فرصة لخفض أسعار الفائدة للبنوك المركزية في أسواق ناشئة، والتي امتنعت عن اتخاذ هذه الخطوة حتى الآن بفعل مخاوف من احتمال هبوط عملاتها.
وأضاف أن ذلك كان مهماً على وجه الخصوص لدول تقدم عوائد مرتفعة وتحقق نمواً منخفضاً، مثل المكسيك وجنوب أفريقيا، وفي أنحاء الأسواق الناشئة بوجه عام؛ حيث كان النمو ضعيفاً. وقال المعهد: «من شأن دورة التيسير الفعلية هذه أن تساعد في تحقيق نمو بالأسواق الناشئة، وتقي الاقتصاد العالمي من (كوفيد – 19)».



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).