بن علوي: نسعى لتحقيق الاستقرار بتحسين علاقات الجوار العربي

ربط تصريحات أديس أبابا حول سد النهضة بالظروف المتعلقة بالانتخابات

TT

بن علوي: نسعى لتحقيق الاستقرار بتحسين علاقات الجوار العربي

أكد يوسف بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عُمان «أهمية إعادة النظر في ملف الجوار العربي». وقال إن «الجوار العربي مُهم جداً، بدءاً من أفريقيا إلى شمال أوروبا»، لافتاً إلى أن «الاستقرار يبدأ من علاقات طبيعية مع هذه الدول... وسوف نبذل جهودنا خلال رئاسة سلطنة عمان للدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية مع كل دول الجوار».
وأوضح بن علوي رداً على أسئلة لـ«الشرق الأوسط»، خلال لقاء جمع عدداً محدوداً من الإعلاميين بمصر، أمس، حول رؤية السلطنة لصفقة القرن، أنها «تم رفضها عربياً، وهذا الرفض شرعي، لأنه من الأهمية بمكان تحقيق إقامة دولة فلسطين وانسحاب إسرائيل إلى حدود 67، وأن يتم حل المشكلات القائمة مع إسرائيل، وأن تعترف بدولة فلسطين».
وحول فشل الوساطة مع قطر، قال الوزير بن علوي، إنه «ليس خلافاً قطعياً. إنما هو خلاف داخل الأسرة الواحدة، ومن أصعب الخلافات»، مضيفاً أن «أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح ما زال يقوم بجهد كبير في هذا الملف، واعتبر أن هناك بعض التحسن من وقت إلى آخر»، موضحاً: «نبقى كأسرة واحدة مهما كان التباين، حتى داخل (مجلس التعاون الخليجي)، لأننا ننظر إلى أنفسنا بأن لنا سيادة على تصرفاتنا، وهذه النقطة المركزية التي في بعض الأحيان تكون طاغية على المشهد، لكن كل شيء يسير من ناحية الحدود، لا توجد مشكلات وحتى المصالح النفطية».
وتحدث الوزير بن علوي عن نتائج اجتماعات وزراء الخارجية العرب، باعتبار رئاسة الدورة لسلطنة عمان، موضحاً أنه «اتفق على عقد القمة العربية في منتصف العام بالجزائر، لنعطي الفرصة لإعادة اللحمة العربية إلى نصابها، واستعادة التضامن العربي، وتهيئة الأجواء، حتى ولو كانت هناك بعض الصراعات... لكن الأمل مُنعقد أن تساعد الأشهر المتبقية من خلال اللقاءات الثنائية، على العمل من أجل وحدة العرب، وأن تعطى أرضية جديدة تبشر خلال عام 2020 بالفتح من الله والنصر، ووضع آليات جديدة تنظم التعامل مع قضايا المستقبل».
كما تحدث الوزير عن القرار الذي صدر للتضامن مع مصر في حقها الخاص بالمياه و«سد النهضة» الإثيوبي، مؤكداً أن «القرار تحدث عن الثوابت، ولا أحد يختلف على حق دول المصب والممر، وخاصة مصر، فالنيل هبة مصر، وهو النهر الوحيد الذي يتدفق من الجنوب إلى الشمال»، مضيفاً أن «القرار ليس ضد إثيوبيا، وكل دولة لها ظروفها، ويشجع على التفاوض ولا يمنعه، فالعلاقات العربية - الإثيوبية تاريخية، ولا أحد يستهدفها؛ لكن بعض التصريحات التي صدرت عن أديس أبابا، لها ظروفها التي تتعلق بالانتخابات... كما تحدث الوزير عن كل الملفات التي تتعلق بعودة سوريا، وإعادة الملفات العربية إلى الجامعة بدلاً من معالجتها في عواصم غربية».



خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.