مصر تسجل أول إصابة لعائد من الخارج

TT

مصر تسجل أول إصابة لعائد من الخارج

سجلت مصر، أمس، أول إصابة بفيروس «كورونا الجديد»؛ («كوفيد 19»)، لمواطن عائد من صربيا عبر فرنسا، بحسب وزارة الصحة والسكان المصرية ومنظمة الصحة العالمية.
وتُعدّ هذه الإصابة الثالثة، بشكل عام، بعد أن سُجلت من قبل حالتان لأجنبيين؛ تعافى أحدهما، فيما لا يزال الآخر يعالج بالحجر الصحي.
والحالة المكتشفة لمواطن مصري، يبلغ من العمر (44 عاماً) وهو عائد من دولة صربيا مروراً بفرنسا (ترانزيت لمدة 12 ساعة). وأوضح خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة المصرية، أنه فور عودته لمصر لم تظهر عليه أي أعراض، وبعد أيام قليلة بدأت تظهر أعراض بسيطة، فتوجه للمستشفى لإجراء التحاليل المخبرية له، والتي جاءت «إيجابية» أمس، فتم نقله إلى مستشفى العزل المخصص لتلقي الرعاية الطبية اللازمة في مطروح شمال البلاد. واتّخذت إجراءات وقائية حيال المخالطين له من أسرته ومَن تعامل معه على مدار الأيام الماضية.
وسبق أن أعلنت مصر تعافي صيني بعد قضائه 14 يوماً داخل الحجر الصحي، وجاءت نتيجة التحليل «سلبية»، فيما تجري متابعة آخر كندي أُعلن عن إصابته يوم الأحد الماضي، وتم عزله في المستشفى المخصص، وهو يتلقى الرعاية الطبية، وجميع فحوصاته تؤكد تحسن حالته الصحية، وفقاً لمجاهد.
وترفع السلطات المصرية درجات الاستعداد القصوى في جميع المنافذ والمطارات على مستوى الجمهورية وتتابع الموقف أولاً بأول بشأن فيروس «كورونا الجديد»، وأكد مجاهد اتخاذ الإجراءات الوقائية كافة. وتلقت مصر إشادة بإجراءاتها لمواجهة الفيروس، عبر الدكتور جون جابور، ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر، الذي نوه بسرعة وشفافية الحكومة المصرية في التعامل مع الموقف، وحرصها على إبلاغ المنظمة بالحالة فور الاشتباه بها، والإجراءات الوقائية التي اتخذتها وزارة الصحة حيال الحالة المكتشفة والمخالطين لها. وكانت وزارة الصحة المصرية أعلنت، أمس، سلبية نتائج التحاليل لـ1904 حالات مشتبه بإصابتها بالفيروس.
إلى ذلك، أعربت مصر عن تضامنها مع سيول في مواجهة أزمة فيروس «كورونا» بعد تخطي عدد الإصابات فيها أكثر من 6 آلاف حالة. ووفق بيان للرئاسة المصرية، فإن رئيس البلاد عبد الفتاح السيسي تلقّى أمس اتصالاً هاتفياً من نظيره الكوري الجنوبي، مون جاي إن، تناول العلاقات بين البلدين.
وأكد السيسي تضامن بلاده مع حكومة جمهورية كوريا الجنوبية وشعبها في مواجهة فيروس «كورونا»، وعبّر عن ثقته بقدرة الدولة الكورية على تجاوز هذه الأزمة، والتطلع في هذا السياق للتعاون المشترك من خلال السلطات الصحية في البلدين لتعزيز الجهود وتبادل الخبرات في مكافحة هذا المرض الجديد.
وكان رئيس كوريا الجنوبية قد أعلن حالة «الحرب» على «كورونا» عبر استنفار جميع الوكالات الحكومية مع تجاوز عدد الإصابات حاجز الـ6 آلاف؛ وهو العدد الأكبر في العالم خارج الصين. كما ألغى مون جاي إن، زيارةً كان من المقرر أن يقوم بها منتصف الشهر الحالي إلى مصر ودول أخرى بسبب «كورونا».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.