هل خيسوس أفضل لسيتي من أغويرو حالياً؟

كان التعاقد مع المهاجم البرازيلي في 2017 يتمثل في تعويض النجم الأرجنتيني عندما يحين الوقت

خيسوس يسجل في مرمى ريال مدريد ليمنح سيتي فرصة الاقتراب من ربع النهائي (أ.ب)  -  هل حان الوقت ليتنازل أغويرو هداف سيتي التاريخي عن مكانه لخيسوس (أ.ف.ب)
خيسوس يسجل في مرمى ريال مدريد ليمنح سيتي فرصة الاقتراب من ربع النهائي (أ.ب) - هل حان الوقت ليتنازل أغويرو هداف سيتي التاريخي عن مكانه لخيسوس (أ.ف.ب)
TT

هل خيسوس أفضل لسيتي من أغويرو حالياً؟

خيسوس يسجل في مرمى ريال مدريد ليمنح سيتي فرصة الاقتراب من ربع النهائي (أ.ب)  -  هل حان الوقت ليتنازل أغويرو هداف سيتي التاريخي عن مكانه لخيسوس (أ.ف.ب)
خيسوس يسجل في مرمى ريال مدريد ليمنح سيتي فرصة الاقتراب من ربع النهائي (أ.ب) - هل حان الوقت ليتنازل أغويرو هداف سيتي التاريخي عن مكانه لخيسوس (أ.ف.ب)

قبل المباراة النهائية لكرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو بين منتخبي البرازيل وألمانيا، احتشدت الجماهير البرازيلية خارج استاد ماراكانا الشهير وهي ترتدي القمصان الشهيرة لمنتخب بلادها وهي تتغنى باسم المهاجم البالغ من العمر 19 عاماً آنذاك، غابرييل خيسوس، القادم من أحد الأحياء الفقيرة في ساو باولو.
وبعد ستة أشهر من انتهاء دورة الألعاب الأولمبية، وجد خيسوس نفسه حزيناً ويعاني من برودة الطقس في بداية فصل الشتاء في مقاطعة لانكشاير البريطانية، حيث كان من بين أوائل اللاعبين الذين انضموا إلى مانشستر سيتي تحت قيادة المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا. وخلال ثلاث سنوات مع سيتي حتى الآن، سجل اللاعب البرازيلي 38 هدفاً وحصل على أربع بطولات، وتعرض لإصابتين خطيرتين، لكنه قدم أفضل أداء له خلال مسيرته مع مانشستر سيتي حتى الآن في مباراة الذهاب لدور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد على ملعب «سانتياغو برنابيو» الأسبوع الماضي، وهي المباراة التي انتهت بفوز الفريق الإنجليزي بهدفين مقابل هدف وحيد.
وقدم خيسوس في تلك المباراة أداء يختلف كثيراً عما كان يقدمه في السابق، وهذا هو ما يدفعنا لطرح السؤال التالي: ما الذي سيحدث بعد ذلك بالنسبة للاعب البرازيلي؟ ربما تكمن الإجابة على هذا السؤال في أن نتذكر حجم التوقعات التي كان يتخيلها الجميع عند انضمام خيسوس لمانشستر سيتي، بالإضافة إلى الشعبية الطاغية التي يتمتع بها هذا اللاعب في البرازيلي.
وعلى عكس اللاعبين البرازيليين الآخرين الذين احترفوا خارج البرازيل وهم في سن صغيرة للغاية، استغرق الأمر بعض الوقت لكي يحط خيسوس الرحال في الملاعب الأوروبية. وسجل خيسوس 37 هدفاً في 22 مباراة في مسابقة الناشئين تحت 17 عاماً، وطرد نفسه في إحدى المباريات بسبب دخوله في شجار مع لاعبي الفريق المنافس (وهي الخطوة التي استغلها فريق العلاقات العامة الخاص باللاعب بشكل رائع للترويج له)، كما كان جزءاً من خط الهجوم الذي قاد منتخب البرازيل للفوز بذهبية دورة الألعاب الأولمبية، إلى جانب نيمار ولوان، وهو الإنجاز الذي يحظى بأهمية خاصة لدى البرازيليين، لأن هذه البطولة قد استعصت كثيراً على منتخب السليساو.
وفي إنجلترا، كان هناك شعور بالذهول بعض الشيء من الأداء الاستثنائي الذي قدمه خيسوس أمام ريال مدريد. لقد كان هناك شعور قوي بأن المهاجم البرازيلي هو مجرد لاعب احتياطي للهداف الأرجنتيني سيرجيو أغويرو في خط هجوم مانشستر سيتي، ولعل الأمر الذي دعم هذا الشعور هو اللياقة البدنية الضعيفة التي كان عليها اللاعب عند انضمامه لبطل إنجلترا، لدرجة أن البعض كان يرى أنه مجرد لاعب مهاري يميل أداؤه للاستعراض.
لكن أمام ريال مدريد، تسبب خيسوس، ومنذ الدقائق الأولى للمباراة، في إزعاج شديد للمدافع الإسباني سيرخيو راموس، بفضل تحركاته الرائعة في كل شبر من أنحاء الملعب. وكان خيسوس يصول ويجول داخل المستطيل الأخضر، وخاصة في المساحات الخالية في الناحية اليسرى، وكان يسحب راموس معه بعيداً ويخلق مساحات كبيرة لزملائه من أجل التقدم للأمام، كما اخترق دفاعات ريال مدريد عدة مرات وضرب مصيدة التسلل مرتين.
وأحرز خيسوس هدفه في الشوط الثاني بشكل رائع، بعدما ارتقى عالياً ووضع الكرة برأسه في شباك الحارس البلجيكي تيبو كورتوا، رغم وجوده بين عدد كبير من لاعبي الريال. لكن الأفضل من ذلك كله يتمثل في أن خيسوس لم يكن يتوقف عن الحركة، وبالتالي كان من الصعب للغاية على مدافعي ريال مدريد إيقافه.
وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن خيسوس قد سدد أربع كرات على المرمى، وسدد كرتين بالرأس، وراوغ ثلاث مرات، ولمس الكرة 42 مرة. وخلال تلك المباراة، جعلنا خيسوس نشعر بأنه يلعب كمهاجم صريح وكصانع ألعاب وكظهير أيسر، وكلاعب ارتكاز في خط الوسط. وعلاوة على ذلك، قطع خيسوس الكرة مرتين بطريقة الانزلاق تحت أقدام المنافسين (التاكلينغ)، وأفسد هجمتين للفريق المنافس. وعلى سبيل المقارنة، لعب المهاجم الأرجنتيني سيرجيو أغويرو ثلاث مباريات في دوري أبطال أوروبا ولم يقم بمحاولات استخلاص «تاكلينغ» سوى مرة واحدة، ولم يفسد هجمات الفريق المنافس سوى مرة واحدة أيضاً.
وفي الحقيقة، شعر البعض بالدهشة عندما علموا أن خيسوس سيشارك في التشكيلة الأساسية لمانشستر سيتي أمام ريال مدريد. لكن يجب الإشارة إلى أن خيسوس يمتلك فنيات كبيرة، وبات الآن يمتلك بنياناً جسدياً قوياً، وهو ما يؤهله لقيادة خط هجوم مانشستر سيتي خلال الفترة المقبلة.
وقبل مواجهة ريال مدريد على ملعب «سانتياغو برنابيو» أثبت خيسوس أنه رجل الإنقاذ لمانشستر سيتي بعدما سجل هدف الفوز 1 - صفر على ليستر سيتي في الدوري بعدما دخل بديلاً.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يؤكد فيها المهاجم البرازيلي أنه يستطيع خلافة أغويرو في خط الهجوم، فخلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي كان خيسوس هو البطل الذي قاد مانشستر سيتي للفوز 2 - 1 على إيفرتون بتسجيله الهدفين. ومنح أغويرو أروع لحظة لجماهير سيتي عندما هز شباك كوينز بارك رينجرز في اللحظات الأخيرة ليحصد الفريق لقب الدوري في 2012 لكن هداف سيتي عبر العصور لا يمكنه الاستمرار إلى الأبد على القمة. وأبدى أغويرو البالغ عمره 31 عاما رغبته في العودة إلى بلاده الأرجنتين لختام مسيرته وربما يرحل عن إنجلترا عندما ينتهي عقده في 2021. ولن تكون عملية اختيار خليفة المهاجم الأرجنتيني المفضل لدى الجماهير سهلة لكن البرازيلي خيسوس يثير الإعجاب حتى الآن ويسير في تحسن من مباراة لأخرى.
ويقول غوارديولا مدرب سيتي: «خيسوس شاب متحمس، أسلوب دفاعه وكفاحه مذهل. بالتأكيد يجب عليه التطور وهو يعلم ذلك. إنه يتحسن في كل يوم».
وكانت العقبة الكبرى التي تواجه مانشستر سيتي قبل مواجهة الريال في مدريد تتمثل في عدم خبرة الفريق في مثل هذه النوعية من المباريات الكبرى خارج ملعبه. وبالتالي، دخل الفريق الإنجليزي هذه المباراة وهو يشعر بالقلق بسبب الهزائم التي منى بها في هذه المسابقة في السنوات الأخيرة أمام كل من توتنهام هوتسبر وليفربول وبرشلونة وريال مدريد وموناكو. لكن ما الذي غير ذلك في تلك المباراة؟ وما الذي جعل مانشستر سيتي يحقق الفوز خارج ملعبه أمام ريال مدريد؟
لقد تغير شيء واحد فقط، ففي المباراة التي خسرها مانشستر سيتي أمام توتنهام هوتسبر الموسم الماضي، بدأ أغويرو في التشكيلة الأساسية للفريق ولم يقطع الكرة ولا مرة واحدة ولم يفسد أي هجمة للفريق المنافس، ولم يفز بأي التحام بضربات الرأس، ولم يلمس الكرة سوى 18 مرة. وفي الهزيمة التي منى بها مانشستر سيتي أمام ريال مدريد على ملعب «سانتياغو برنابيو» عام 2016، كانت الأرقام الخاصة بأغويرو قريبة أيضا من هذه الأرقام.
من المؤكد أن أغويرو يمتلك قدرة هائلة على تحويل أنصاف الفرص إلى أهداف، لكن الحقيقة تتمثل في أنه لم يسجل أي هدف خارج ملعب مانشستر سيتي أمام أي فريق من الفرق الكبرى في بطولة قوية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، عندما سجل الهدف الثالث في المباراة التي انتهت بفوز مانشستر سيتي على نابولي بأربعة أهداف مقابل هدفين. وعلى النقيض من ذلك، فإن ما يحبه غوارديولا في خيسوس لا يتمثل في حركته الدؤوبة ومجهوده الوفير فحسب، لكنه يمتد إلى حقيقة أن اللاعب البرازيلي يلعب في أي مكان وأمام أي فريق بنفس القوة والحماس ويبذل قصارى جهده من أجل مساعدة فريقه.
وعلاوة على ذلك، يمتاز خيسوس بالقدرة على تسجيل الأهداف أيضا، حيث سجل 14 هدفا في 19 مباراة (من بينها 11 مباراة كأساسي) منذ نهاية نوفمبر الماضي. كما يسجل خيسوس الكثير من الأهداف أمام الأندية الكبرى أيضا، حيث سجل أمام كل من ليفربول وتوتنهام هوتسبر وآرسنال وليستر سيتي وريال مدريد. وعلى مدار العامين الماضيين، لم يخسر مانشستر سيتي سوى ثلاث مرات فقط عندما يكون خيسوس في التشكيلة الأساسية للفريق، ومرة واحدة عندما يشارك لمدة تصل إلى 70 دقيقة. لقد كان جزء من التفكير وراء التعاقد معه يتمثل في أنه في وقت من الأوقات سيصبح أفضل من أغويرو ويكون الخيار الأول للنادي في خط الهجوم، وأعتقد أن هذا الوقت قد جاء الآن.
ورغم كل ذلك، لا تزال هناك مباراة عودة أمام ريال مدريد على ملعب «الاتحاد». لكن الحقيقة الواضحة تتمثل في أن ريال مدريد لم يعد بالقوة نفسها التي كان عليها في السابق، خاصة في ظل تقدم العديد من لاعبي الفريق في السن، للدرجة التي تجعلك تشعر وكأن الفريق يضم عددا من الأشباح!.
وإذا نجح مانشستر سيتي في تجاوز عقبة ريال مدريد فسيكون أمامه عقبتان أخريان للوصول للمباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا والفوز بهذا اللقب للمرة الأولى في تاريخه. لقد تعامل مانشستر سيتي مع مباراته أمام ريال مدريد بانضباط خططي كبير وقدم أداء جيدا للغاية، وحقق نتيجة إيجابية جعلته يضع قدما في دور الثمانية، ومن المؤكد أن مشاركة خيسوس في هذه المباراة كانت لها دور كبير في تحقيق هذه النتيجة. وبالتالي، قد يكون للاعب البرازيلي دور كبير في مسيرة الفريق خلال الفترة القادمة.


مقالات ذات صلة

غوارديولا: مشاكل السيتي سببها «الجدول»

رياضة عالمية غوارديولا قال إنه بحاجة إلى لاعبين جدد (أ.ب)

غوارديولا: مشاكل السيتي سببها «الجدول»

أعرب جوسيب غوارديولا، المدير الفني لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي، عن اعتقاده بأنه سيكون بحاجة للاعبين أكثر بالفريق من أجل التعامل مع المباريات.

رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)

أموريم: يونايتد بكامل جاهزيته لمواجهة سيتي

ربما يستعين روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد بالمدافع المخضرم جوني إيفانز، عندما يسافر الفريق عبر المدينة لمواجهة مانشستر سيتي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز للموسم الماضي (رويترز)

مانشستر سيتي يعلن عن إيرادات قياسية بـ715 مليون جنيه إسترليني

أعلن مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، الجمعة، عن تحقيقه إيرادات قياسية للعام الثالث توالياً.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا يشعر بحجم الضغط عليه بسبب نتائج سيتي السيئة (رويترز)

أزمات مانشستر سيتي تتوالى محلياً وقارياً... وغوارديولا تحت الضغط

يعاني سيتي لحجز مكان بالدور الثاني من البطولة القارية على عكس الثلاثي الذي يتقدم بخطى ثابتة ليفربول وآرسنال وآستون فيلا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إلكاي غويندوغان (أ.ف.ب)

غوندوغان: على مانشستر سيتي البحث عن «مفتاح النجاح»

حث إلكاي غوندوغان، لاعب فريق مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم، زملاءه على إيجاد الإلهام داخل أنفسهم، بعد الخسارة صفر-2 أمام يوفنتوس الإيطالي الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».