شيخ عشائر الدليم : الحكومتان العراقية والأميركية خذلتا الأنبار

السليمان قال إن صبرهم بدأ ينفد

شيخ عشائر الدليم : الحكومتان  العراقية والأميركية خذلتا الأنبار
TT

شيخ عشائر الدليم : الحكومتان العراقية والأميركية خذلتا الأنبار

شيخ عشائر الدليم : الحكومتان  العراقية والأميركية خذلتا الأنبار

شكا شيخ عشائر الدليم في العراق، ماجد العلي السليمان، من أن الحكومة العراقية والولايات المتحدة الأميركية «خذلتانا في عدم تقديم المساعدات العسكرية، وخاصة السلاح لمواجهة إرهاب تنظيم داعش».
وأضاف السليمان في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» في عمان حيث يقيم: «إننا لا نستطيع تحمل إرهاب (داعش) وقد بدأ صبرنا ينفد، وكل الاحتمالات مفتوحة أمامنا، ولا أريد أن أعلن أكثر من ذلك».
وقال السليمان إن الحكومة العراقية قدمت للعشائر السلاح، «لكن لأياد غير أمينة، وأناس كانوا هم سبب المشكلة، حيث تم تهريب السلاح وبيعه خارج المعركة الحقيقية مع (داعش)». وأشار إلى أن «عددا من أصحاب النفوس المريضة أخذوا يسجلون أسماء وهمية على أساس أنهم من الصحوات وهم في الحقيقة كانوا يكذبون على الدولة من أجل قبض المال من دون عمل أي شيء». وانتقد «تقصير الدولة العراقية لأنها تعرف الخطأ من الصواب ولم تأخذ بالصحيح وتمسكت بالخطأ».
وكشف السليمان عن لقائه منسق التحالف الدولي جون ألن: «وأبلغته أن التحالف الدولي والحكومة العراقية تخليا عنا، وطلبت منه المساعدة بتقديم السلاح والغطاء الجوي لمقاتلة تنظيم داعش، وقد أبلغني بأن مثل هذه المطالبات يجب أن تأتي من الحكومة العراقية». وتابع: «سألت ألن لماذا ذهبتم إلى الشمال وتركتم الأنبار وحيدة تعاني من بطش (داعش)؟ فرد علي بأجوبة غير مقنعة، ولكن للشهادة فإن الرجل يرغب في مساعدة الأنبار لأنه خدم فيها وقاتل تنظيم القاعدة فيها».
وحول اللقاء الذي جمعه ومجموعة من شيوخ العشائر مع رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي في عمان أخيرا، قال السليمان: «اللقاء كان إيجابيا، سواء من حيث تفهم طبيعة ما عرضناه من مشكلات ومخاوف في حال استمر الوضع على ما هو عليه، أو على صعيد ما يمكن أن يتسبب به إرهاب (داعش) من مشكلات مستقبلية تطال الجميع، بما في ذلك دول المنطقة». وأضاف: «طلبت منه تزويدنا بالسلاح الفتاك لمقاتلة (داعش)». ومضى قائلا إن «العبادي وافق على الطلب الذي تقدمنا به بتطويع 30 ألف مقاتل يتم توزيعهم على عشائر المحافظة على أن يكونوا ضمن المؤسسة العسكرية وتشرف عليهم وزارة الدفاع وأن يتم تدريبهم في أماكن آمنة مثل الأردن بعد أخذ موافقة الحكومة الأردنية». وأضاف: «حتى الآن ننتظر وعود العبادي، وقد اتصلت به وكان الرد اليوم وغدا من دون تحقيق أي شيء».
وقال إنه لا توجد أي مساعدة على الأرض من الحكومة العراقية أو دول التحالف الدولي، مشيرا إلى أنه لم يطلب من الأردن أو المملكة العربية السعودية المساعدة «لأننا إذا طلبنا تقوم الدنيا ولا تقعد، ويعتبرونه تدخلا في شؤون العراق، بينما الطرف الثاني إذا تدخل فلا توجد مشكلة، مثلما دخل قائد فيلق القدس قاسم سليماني وقد شاهدناه على الفضائيات وقد اعتبروه بطلا».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.