في بداية الأسبوع الثالث على تفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد - 19) في إيران، قالت وزارة الصحة الإيرانية، إن حصيلة الوفيات بلغت 92 شخصاً، مع انتشاره في جميع المحافظات باستثناء واحدة. وأضافت الوزارة، أن 2922 شخصاً أصيبوا حتى الآن، بعد رصد 586 حالة جديدة، في حين تماثل 552 شخصاً للشفاء في المراكز الصحية.
ورغم هذه الحصيلة المرتفعة، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن بلاده ستتجاوز هذا التفشي «بأقل» عدد من الوفيات. وذكر الموقع الإلكتروني للرئاسة نقلاً عن روحاني خلال اجتماع لمجلس الوزراء، أن «هذا المرض واسع الانتشار. لقد وصل إلى كل محافظاتنا تقريباً، وبشكل ما هو مرض عالمي». ويأتي تصريح روحاني بعدما حذر الأسبوع الماضي، من «مؤامرة الأعداء» لتعطيل البلاد، معلناً عودة الأمور إلى طبيعتها قبل أن يتراجع في وقت لاحق. وكانت إحصائية وزارة الصحة تشير إلى 95 إصابة مؤكدة ووفاة 15 شخصاً، عندما أدلى روحاني بتلك التصريحات.
وعن احتمالات السيطرة على تفشي الوباء، قال كيانوش جهانبور، المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية، إن الأمر يعود بنسبة 80 إلى 90 في المائة لسلوك الإيرانيين. وبعد ذلك نشرت وكالة «إرنا» الحكومية قائمة الإحصائية بحسب المحافظات وأظهرت انتشار الوباء في 30 محافظة من أصل 31 بأنحاء البلاد، لكن اللافت عدم الإشارة إلى حالات الوفاة في محافظات جيلان وقم وطهران، في حين بلغت بالمناطق الأخرى 70 حالة وفاة.
في الأثناء، نقلت وكالة «مهر» الحكومية عن نائب وزير الصحة علي رضا رئيسي، أن أكثر من 8 آلاف و532 شخصاً يشتبه في إصابتهم، يرقدون في المستشفيات. وذكر موقع «إيران واير» الإخباري المعارض نقلاً عن «مصدر مطلع»، أن إسحاق جهانغيري، النائب الأول للرئيس الإيراني أصيب بفيروس كورونا، لكن لم يرد أي تأكيد رسمي بهذا الشأن. وقال موقع «إيران واير»، إن جهانغيري خضع للحجر الصحي الأسبوع الماضي بعدما شارك في اجتماع حكومي بشأن مكافحة فيروس كورونا حضره أيضاً الكثير من الوزراء وكبار المسؤولين. وأشار الموقع في الوقت نفسه إلى شكوك حول ستة مسؤولين مصابين في الإدارة، دون أن يذكر أسماءهم. وأشار الموقع إلى إصابة شقيق جهانغيري الأصغر، محمد جهانغيري.
وقبل دخوله الحجر الصحي، ترأس جهانغيري اجتماعاً شارك فيه وزراء العلوم، الصحة، الدفاع، الاتصالات، الطرق، التعليم، السياحة، المتحدث باسم الحكومة، رئيس الدفاع المدني، رئيس منظمة الحج، رئيس قسم الصحة في القوات المسلحة، وعدد من القادة العسكريين والأمنيين في طهران، وفقاً لموقع «إيران واير».
وجاء الخبر بعد نحو ساعة من نشر موقع الرئاسة الإيرانية صوراً لاجتماع الحكومة الأسبوعي، وأظهرت الصور تغيب جهانغيري عن الاجتماع، في حين عاد المتحدث باسم الحكومة، علي ربيعي، للمشاركة في الاجتماع بعد نحو عشرة أيام على تداول تقارير عن الاشتباه بإصابته في فيروس كورونا.
في شأن متصل، أفاد موقع «عصر إيران» المقرب من بلدية طهران، نقلاً عن مصدر مطلع، أن وزير الصناعة رضا رحماني نقل إلى غرقة العناية المركزة بمستشفى مدرس في طهران، إثر إصابته بفيروس كورونا. وذلك بعد نقله إلى مستشفى خميني.
وقال مصدر آخر، إن الوزير لم يصب بفيروس كورونا، لكنه يتلقى العلاج لأسباب أخرى إثر تعرضه للإصابة في هجوم كيمياوي أثناء حرب الخليج الأولى. وقالت وكالة «تسنيم»، إن الوزير نفى إصابته. ونقل موقع «رويداد 24» عن مصدر مطلع بالوزارة، أن سعال رحماني المتكرر في برنامج تلفزيوني يعود لإصابته بمواد كيمياوية، لافتاً إلى أنه يمارس مهامه من المستشفى بتوصية من الأطباء.
وأصيب الكثير من المسؤولين الإيرانيين بالفيروس، وتوفي مسؤول كبير، الاثنين، بعد إصابته بالعدوى. وذكر التلفزيون الرسمي أمس (الأربعاء)، أن إيران قررت إلغاء صلاة الجمعة في عواصم الأقاليم كافة للأسبوع الثاني على التوالي بسبب تفشي الفيروس.
من جهته، قال نائب رئيس البرلمان، مسعود بزشكيان، لموقع «إنصاف نيوز»، إن إحصائية المصابين بالوباء غير دقيقة، مشيراً إلى أن المستشفيات تمتلئ بالمرضى. وقال بزشكيان الذي يعتبر أبرز أطباء جراحة القلب في البلاد: «نمزح فيما يخص (كورونا)، الإحصائيات غير واقعية»، مجدداً مطالبته بفرض الحجر الصحي.
ووجه النائب عن محافظة جيلان، مهرداد لاهوتي، لوماً لوزارة الصحة، وقال لوكالة «إيلنا»، «لو اتخذت وزارة الصحة قضية (كورونا) على محمل الجد، ولم تسير رحلات شركة (ماهان) إلى الصين، مثلما عطلت جلسات البرلمان، كان من الممكن أن تلغي رحلات الطيران إلى الصين».
وأفادت وكالة تابعة للتلفزيون الإيراني عن الادعاء العام بمدينة قم، باعتقال الشخص الذين قام بتصوير مغسلة موتى «كورونا» في المدينة. وأثار الإيرانيين الفيديو الذي يظهر جثث كثيرة في أكياس سوداء اللون.
وطلب عمدة مدينة مشهد، محمد رضا كلائي، من حاكم محافظة خراسان إغلاق المدينة يومي الخميس والسبت لمنع تفشي المرض. ونقلت الوكالة الرسمية «إرنا» عن عمدة مدينة مشهد، إنه ألغى مخيمات استقبال زوار المدينة في عيد النوروز هذا العام في مؤشر إلى توجه المدينة لمنع الزيارة.
على الصعيد ذاته، أمر حاكم محافظة أصفهان منع السفر إلى مدينة اصفهان في عطلة عيد النوروز التي تبدأ من منتصف مارس (آذار) حتى الأسبوع الأول من أبريل (نيسان). وقال محافظة جيلان الشمالية، أرسلان زارع، إن المحافظة تعتذر عن قبول المسافرين في المدارس والأماكن العامة والحدائق في عطلة رأس السنة، وفقاً لوكالة «فارس».
وتتعمق مخاوف الإيرانيين من تسارع انتشار الوباء مع اقتراب موسم التسوق الذي يسبق عيد النوروز سنوياً.
وتشهد الأسواق الإيرانية نشاطاً غير مسبوق في أغلب المحافظات التي تحتفل بالأعياد، كما يتوجه الإيرانيون إلى مختلف المناطق في داخل البلاد ودول الجوار لقضاء إجازة العيد.
وناشد الرئيس حسن روحاني التلفزيون الإيراني بث برامج مفرحة للإيرانيين، في وقت يجبر كثير منهم على البقاء في المنازل. وفي تعليق ساخر، قالت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»، إن «روحاني دعا إلى تحدي الضحك».
وتفاعل الإيرانيون عبر شبكات التواصل، مع تسجيلات تظهر رقص ممرضات وممرضين في الأقسام الخاصة بمرضى «كورونا». وتحول تسجيل فيديو نشرته ممرضة على وقع الموسيقى الإيرانية، إلى تحدٍ بين الكوادر الطبية الذين يرتدون كمامات وأقنعة وملابس خاصة بمواجهة الوباء، وتساهم إلى حد كبير في إخفاء هويتهم.
وفي حين لم تعلق الجهات الرسمية على التسجيلات، طالب أنصار «الحرس الثوري» بمحاسبة المسؤولين.
في الأسبوع الثالث من تفشي «كوفيد ـ 19»... إيران تسجل 92 وفاة في 30 محافظة
معلومات عن إصابة نائب الرئيس ووزير الصناعة > «التحدي بالرقص» يرفع معنويات الممرضين
في الأسبوع الثالث من تفشي «كوفيد ـ 19»... إيران تسجل 92 وفاة في 30 محافظة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة