غارات روسية وقصف تركي على مدينة سراقب

إيران تعزز مشاركة ميليشياتها في معارك إدلب

مقاتلون معارضون تدعمهم تركيا في ريف إدلب أمس (أ.ف.ب)
مقاتلون معارضون تدعمهم تركيا في ريف إدلب أمس (أ.ف.ب)
TT

غارات روسية وقصف تركي على مدينة سراقب

مقاتلون معارضون تدعمهم تركيا في ريف إدلب أمس (أ.ف.ب)
مقاتلون معارضون تدعمهم تركيا في ريف إدلب أمس (أ.ف.ب)

تكثفت المعارك والقصف في مدينة سراقب الاستراتيجية بريف إدلب، في شمال غربي سوريا، في وقت قصفت فيه القوات التركية مناطق في شمال شرقي البلاد، لأول مرة منذ ثلاثة أشهر.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن الطائرات المسيرة والمدفعية التركية تواصل قصفها لمواقع قوات النظام في مدينة سراقب وريفها شرق مدينة إدلب. وأضاف أن هذا يتزامن مع قصف تنفذه طائرات حربية روسية على محاور بريف مدينة سراقب وسرمين.
ويأتي استمرار المعارك في إدلب قبل يوم واحد من اللقاء المرتقب بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان في موسكو، في مسعى لتهدئة التوترات في إدلب.
وكان «المرصد السوري» قد أفاد قبل يومين باستعادة قوات النظام السوري السيطرة على مدينة سراقب، بعد سيطرة الفصائل والقوات التركية عليها لأربعة أيام.
وتقع سراقب على الطريق الذي يربط العاصمة دمشق بمحافظة حلب شمالي سوريا.
وأفاد «المرصد السوري» لاحقاً بأنه سجل «قصفاً صاروخياً تنفذه القوات التركية بشكل مكثف على مواقع خاضعة لسيطرة قوات النظام، في قرية كوبلك الواقعة بريف مدينة تل أبيض شمال محافظة الرقة، بينما كان قد رصد قبل ساعات، استهداف صاروخي نفذته القوات التركية المتمركزة داخل الأراضي التركية عند الحدود مع سوريا، طال موقعاً لقوات النظام في قرية الهواشية الحدودية بريف الدرباسية شمال الحسكة، أعقبه استهداف قوات النظام للقوات التركية».
وقالت مصادر ميدانية تابعة لفصائل المعارضة إن «إيران كثفت حضورها العسكري في ريف إدلب، من خلال استقدام أعداد كبيرة من عناصر الميليشيات التابعة لها من جنسيات مختلفة إلى جبهات القتال مع فصائل المعارضة في ريفي إدلب وحلب».
وقال الناشط ملهم الدريب في منطقة دير الزور إن «سيارات شحن مدنية وصلت أول من أمس إلى منطقة الجلاء شرق دير الزور قادمة من العراق، تقل أعدادا كبيرة لعناصر تابعة للميليشيات الإيرانية من جنسيات مختلفة، وواصلت طريقها باتجاه مناطق حلب وإدلب». وأضاف أن «معظم عناصر هذه الميليشيات من جنسيات إيرانية وأفغانية مدججة بأسلحة خفيفة وأخرى متوسطة وكميات من الذخيرة إلى جانب السيارات التي تقل عناصر الميليشيات».
وتم خلال اليومين الماضيين رصد وصول أكثر من 400 عنصر من الميليشيات الإيرانية بقيادة «الحرس» الإيراني إلى مدينة معرة النعمان وكفروما ومواقع عسكرية أخرى متقدمة جنوب شرقي إدلب للمشاركة بالقتال إلى جانب قوات النظام ضد فصائل المعارضة، إضافة إلى نشر 100 عنصر من كتائب «فاطميون» و«زينبيون» في مواقع القتال في ريف حلب الغربي كانوا قد تلقوا تدريبات عسكرية ضمن معسكر تابع لـ«الحرس» في منطقة صبورة شرق مدينة سلمية شرق حماة ومقاتلين آخرين من الكتائب نفسها كانت قد تمركزت مؤخراً في جبل عزان جنوب حلب.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».