مصر تعلن إعدام هشام عشماوي بعد إدانته مدنياً وعسكرياً

المتحدث العسكري أكد تنفيذ الحكم بعد ثبوت 14 تهمة

TT

مصر تعلن إعدام هشام عشماوي بعد إدانته مدنياً وعسكرياً

أسدل تنفيذ حكم الإعدام بحق هشام عشماوي، الستار على قصة الضابط السابق، الذي تحول إلى قيادة «إرهابية» متنقلاً بين بقاع مختلفة ومنفذاً لجرائم أثبتتها المحاكمات.
فبعد يومين من إنزال محكمة «جنايات القاهرة» عقوبة الإعدام به، قالت السلطات المصرية أمس (الأربعاء) إنها «نفذت أمس حكم الإعدام بحق الضابط السابق المدان بجرائم (إرهابية) هشام عشماوي».
وعشماوي الذي أدين الاثنين الماضي، في قضية «أنصار بيت المقدس»، مع 36 آخرين بارتكاب جرائم عدة في محاكمته أمام «جنايات القاهرة» (المدنية)، تلقى عقوبتين بالإعدام من «المحكمة العسكرية»، أولاها في القضية المعروفة إعلامياً بقضية «مذبحة الفرافرة»، والتي راح ضحيتها «ضابطان و26 جندياً بالجيش، والإدانة الثانية عن قضية «أنصار بيت المقدس 3». وأفاد المتحدث العسكري المصري العقيد تامر الرفاعي، صباح أمس، أن حكم الإعدام تم تنفيذه بحق عشماوي «طبقاً للحكمين الصادرين من المحكمة العسكرية، بعد استنفاد كافة درجات التقاضي».
ويُنظر إلى عشماوي الذي كان ضابطاً في القوات الخاصة بالجيش المصري وفصل من الخدمة عام 2011. باعتباره «عنصراً إرهابياً خطيراً»، وتحول لاعتناق الأفكار المتطرفة، كما أدين بالقيادة والتخطيط والتنفيذ لعمليات «إرهابية» في مناطق مختلفة.
وفي بيان رسمي، أمس، أشار المتحدث العسكري، إلى أن عشماوي «احترف القتل والتفجير والإرهاب، بعد تجرده من نعمة الولاء والانتماء لمصر، وتطرفه واعتناقه للفكر التكفيري المنحرف، وتكفيره للدولة والشعب وخيانته لبني وطنه وأهله، وانضمامه للتنظيمات الإرهابية وارتكابه العديد من الجرائم، وقيامه بالتخطيط لعمليات القتل والإرهاب في سيناء والصحراء الغربية».
كما نشر المتحدث العسكري، فيديو معلوماتي، يتضمن 14 جريمة أثبتت المحكمة العسكرية إدانة عشماوي بارتكابها.
وفور إعلان تنفيذ حكم الإعدام قال «مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة» التابع لدار الإفتاء المصرية إن «إعدام هشام عشماوي يحقق العدالة الإلهية فيمن تسول له نفسه سفك دماء المصريين وتكفيرهم واستباحة أموالهم وأعراضهم»، مؤكداً أن «القصاص من عشماوي يحقق مقاصد الشريعة الإسلامية».
وأشار المرصد إلى أن «العقوبات فُرضت في الشريعة الإسلامية للمحافظة على مقاصد الشرع، وأن الإعدام في الشريعة الإسلامية للمحافظة على أمن المجتمع، وقد مارس عشماوي الإفساد في الأرض، وسفك الدماء المعصومة وانتهك الأعراض والأموال». كما دعا المرصد الدولة بكل أجهزتها المعنية أن «تقف بكل حزم وقوة في مواجهة هؤلاء الإرهابيين الذين يسيئون للدين الإسلامي الحنيف وصورته، وأن تضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه العبث بأمن الناس وإفساد حياتهم».
وكان تضارب إعلامي وصمت رسمي، ساد قبل أسبوع، بشأن تنفيذ حكم الإعدام بحق عشماوي، والمُدان بارتكاب جرائم «إرهابية» وعوقب بحكم بالإعدام. ونقلت صحف ووسائل إعلام محلية بعضها رسمي ومملوك للدولة، نبأ إعدام عشماوي، لكنها عادت وحذفت الإفادة وقدمت إحداها اعتذاراً عن النبأ.
وقبل مثوله للمحاكمة كان عشماوي هارباً خارج البلاد، إذ اعتقلته قوات «الجيش الوطني الليبي» في أكتوبر (تشرين الأول) 2018، في درنة (شرق) خلال المعارك التي خاضتها لدحر «المجموعات المتطرفة التي كانت تسيطر على المدينة»، وكان هارباً من حكم غيابي صدر في 2017 بإعدامه، بسبب تورطه مع جماعة «أنصار بيت المقدس» في مهاجمة وقتل جنود عند نقطة تفتيش بالقرب من الحدود المصرية - الليبية، وتسلمته مصر، في مايو (أيار) من العام الماضي، كان معه عنصران آخران مطلوبان للقاهرة.
وكان عشماوي تخرج في الكلية الحربية عام 1996 ثم انضم لسلاح المشاة ثم أصبح ضابط صاعقة، وقرر القضاء العسكري إخراج عشماوي من خدمة الجيش عام 2011 بعد ثبوت اعتناقه لأفكار متطرفة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».