كارينا الطويل: أسلوبي يعكس جانبي اللبناني حيناً والأوروبي حيناً آخر

أؤمن بأن القطعة التي يمكن {الاستثمار} فيها تبقى طويلاً
أؤمن بأن القطعة التي يمكن {الاستثمار} فيها تبقى طويلاً
TT

كارينا الطويل: أسلوبي يعكس جانبي اللبناني حيناً والأوروبي حيناً آخر

أؤمن بأن القطعة التي يمكن {الاستثمار} فيها تبقى طويلاً
أؤمن بأن القطعة التي يمكن {الاستثمار} فيها تبقى طويلاً

تقف خلف علامة «كارولينا لانغ» المصممة اللبنانية كارينا الطويل. شابة انطلقت في عالم الموضة منذ نحو الثماني سنوات. جذورها اللبنانية والأوروبية انعكست بوضوح في أعمالها. هذا الدمج الثقافي جعل من التصاميم التي تحمل توقيعها متوافقة مع المرأة العربية التي تملك ذوقاً أوروبياً إلى حد ما، ومع المرأة الأوروبية التي تنجذب إلى الأزياء ذات النفحة الشرقية الأنثوية.
التقت «الشرق الأوسط» كارينا الطويل خلال تحضيرها لمجموعتها ربيع وصيف 2020 التي تخص بها منطقة الشرق الأوسط حصريّاً في خطوة نوعيّة تقوم بها للمرّة الأولى، وتقول إنها تستعد لإطلاق هذه المجموعة في عدد من البلدان العربية، وتعتبر أنّ ما يميّز هذه المجموعة عن غيرها أنّها ذات نفحة شرقية لم يسبق لها أن أدخلتها إلى تصاميمها، مع حفاظها على هويّتها العالمية. ورغم أن كارينا تُدرك أن هناك فرقاً بين الشرق والغرب، فإنها تشدد على أن ذوق المرأة ومتطلباتها فيما يتعلق بالجمال والأناقة لا يختلف بغض النظر عن البيئة والجنسيّة.
عن سبب تسمية الماركة باسم كارولينا تقول إنه اسم جدّتها النمساوية «فحين فكرتُ بإطلاق علامتي، كنت مقتنعة بعدم إطلاق اسمي عليها. اخترت اسم جدّتي، لأنّها مصدر إلهامي الحقيقي؛ فأنا نشأت وسط عائلة مترابطة وقريبة من بعضها، وحين نظرت إلى أسماء النساء في شجرة العائلة لفتني اسمها «كارولينا لانغ»، على الفور والمصادفة الغريبة أنّ لانغ باللغة النمساوية تعني الطويل، أمر لم نكن نعرفه في العائلة. عندها شعرت وكأنّ في الأمر إشارة أو رسالة عليّ أن أفهمها، لهذا رسا اختياري عليه سريعاً. فهو يتمتع بمزيج يعبّر عني، كوني أشعر أنني لبنانية أحياناً، وأوروبية أحياناً أخرى، وكما أرتاح في الشرق الأوسط، أرتاح في أوروبا».
وتجدر الإشارة إلى أن كارينا درست تاريخ الموضة، لهذا تشعر بالانتماء إلى مدارس معينة «ففي ثلاثينات القرن الماضي كانت هناك مصممة اسمها مدام غري، كانت معروفة بخياطتها الراقية والأنثوية، وفي المرحلة ذاتها كان هناك مادلين فيونيه، التي اخترعت قصّة الثوب بطريقة أفقية مائلة، وبهذه الطريقة صارت المرأة تشعر براحة أكبر. منهما تعلمت أن أركز على التقنية التي تمنح المرأة الأنوثة والأناقة والراحة في وقت واحد».
لا تجري المصممة اللبنانية الشابة وراء صيحات الموضة بطريقة عمياء، رغم أنها تعترف بأنها تتابع «السوشيال ميديا» حتى تواكب ما يجري حولها. قد تتأثّر بها، ولكنّها تحاول دوماً أن تعكس رؤيتها التي تتمثل في قطع كلاسيكية، تناسب كل زمان ومكان. فما يهمّها، حسب قولها «هو إبراز جمال المرأة، وما يناسب حياتها وأسلوبها، أكثر من الجري وراء آخر الصيحات والصرعات».
وعن أساسيات الموضة التي يجب توافرها في خزانة كل امرأة، تشير كارينا: «أحرص على وجود هذه الأساسيات في مجموعاتي، لأنني أومن بأن القطعة التي يمكن (الاستثمار) فيها، تبقى طويلاً ويمكن لاحقاً تنسيقها بطريقة مختلفة. ولهذا أحرص على العمل في أقمشة ذات جودة ممتازة ومواد طبيعية. والقطع التي يجب توافرها في الخزانة: المعطف الطويل، الفستان الأسود، الجينز بقصّات متنوعة، القميص الأبيض، تنورة الجينز، فستان الجينز. وهي قطعٌ أصدرها باستمرار». وعن صيحات الموضة التي أحبّتها هذا الموسم تشير إلى الأكمام المنفوخة التي ظهرت في السنوات الثلاث الأخيرة ولا تزال دارجة، والطول المتوسط الذي يتخطى الركبة، كونه الأبرز في الساحة. وتصنّف كارينا علامتها التجارية بين الأزياء الجاهزة والراقية. فهي جاهزة لكنها بدقة الهوت كوتور، بحيث يمكن للمرأة ارتداؤها في كل المناسبات، في النهار كما في المساء بل وحتى في حفلات الزفاف أو المناسبات الخاصة.
أما أزياء «الهوت كوتور» فتصممها عند الطلب فقط. أما عن المشاركة في أسابيع الموضة العالمية، فتعتبره كارينا هدفاً، ولكنّها تلفت إلى أنّه لم يعد الطريقة الوحيدة للانتشار. فمع «السوشيال ميديا» صار الانتشار والبيع أكثر سهولة، مشيرة إلى أنّها تطلق موقعها الإلكتروني الجديد قريباً إلى جانب موقع للبيع عبر الإنترنت، وسيكون حضور الماركة أقوى على «إنستغرام».



هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)
في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)
TT

هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)
في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)

صناع الموضة وعلى غير عادتهم صامتون بعد فوز دونالد ترمب الساحق. السبب أنهم خائفون من إدلاء آراء صادمة قد تُكلفهم الكثير بالنظر إلى أن الناخب الأميركي هذه المرة كان من كل المستويات والطبقات والأعراق والأعمار. وهنا يُطرح السؤال عما ستكون عليه علاقتهم بميلانيا ترمب، بعد أن عبَّر العديد منهم رفضهم التعامل معها بأي شكل من الأشكال بعد فوز ترمب في عام 2016.

بدت ميلانيا هذه المرة أكثر ثقة وقوة (دي بي آي)

المؤشرات الحالية تقول بأنه من مصلحتهم إعادة النظرة في علاقتهم الرافضة لها. فميلانيا عام 2024 ليست ميلانيا عام 2016. هي الآن أكثر ثقة ورغبة في القيام بدورها كسيدة البيت الأبيض. وهذا يعني أنها تنوي الحصول على كل حقوقها، بما في ذلك غلافها الخاص أسوة بمن سبقنها من سيدات البيت الأبيض.

تجاهُلها في الدورة السابقة كان لافتاً، وفيه بعض التحامل عليها. فصناع الموضة بقيادة عرابة الموضة، أنا وينتور، ورئيسة مجلات «فوغ» على مستوى العالم، كانوا موالين للحزب الديمقراطي ودعموه بكل قواهم وإمكانياتهم. جمعت وينتور التبرعات لحملات كل من باراك أوباما وهيلاري كلينتون ثم كامالا هاريس، ولم تُخف رفضها لما يمثله دونالد ترمب من سياسات شعبوية. شاركها الرأي معظم المصممين الأميركيين، الذين لم يتأخروا عن التعبير عن آرائهم عبر تغريدات أو منشورات أو رسائل مفتوحة على مواقع التواصل الاجتماعي. كانت ميلانيا هي الضحية التي دفعت الثمن، وذلك بعدم حصولها على حقها في تصدر غلاف مجلة «فوغ» كما جرت العادة مع من سبقنها. ميشيل أوباما مثلاً ظهرت في ثلاثة إصدارات.

أسلوبها لا يتغير... تختار دائماً ما يثير الانتباه وأناقة من الرأس إلى أخمص القدمين

لم ترد ميلانيا حينها، ربما لأنها لم تكن متحمسة كثيراً للعب دورها كسيدة البيت الأبيض وكانت لها أولويات أخرى. تركت هذا الدور لابنة ترمب، إيفانكا، مُبررة الأمر بأنها تريد التفرغ وقضاء معظم أوقاتها مع ابنها الوحيد، بارون، الذي كان صغيراً ويدرس في نيويورك. لكن الصورة التي تداولتها التلفزيونات والصحف بعد إعلان فوز ترمب الأخير، كانت مختلفة تماماً عن مثيلتها في عام 2016. ظهرت فيها ميلانيا أكثر ثقة واستعداداً للقيام بدورها. والأهم من هذا فرض قوتها.

طبعاً إذا تُرك الأمر لأنا وينتور، فإن حصولها على غلاف خاص بها مستبعد، إلا أن الأمر قد يتعدى قوة تأثير أقوى امرأة في عالم الموضة حالياً. فهي هنا تواجه عدداً لا يستهان به من القراء الذين انتخبوا ترمب بدليل النتائج التي أثبتت أنه يتمتع بقاعدة واسعة من كل الطبقات والمستويات.

في كل زياراتها السابقة مع زوجها كانت تظهر في قمة الأناقة رغم رفض الموضة لها

ميلانيا أيضاً لعبت دورها جيداً، وقامت بالخطوة الأولى بدبلوماسية ناعمة. عكست صورة جديدة تظهر فيها كشخصية مستقلة عن زوجها وسياساته، لا سيما بعد تصريحاتها خلال الحملة الانتخابية بأنها تدعم حق المرأة في الإجهاض، مؤكدة أن هذا قرار يخصها وحدها، ولا يجب أن يخضع لأي تدخل خارجي، وهو ما يتناقض مع موقف زوجها بشأن هذه القضية التي تُعد رئيسية في الانتخابات الأميركية. كتبت أيضاً أنها ملتزمة «باستخدام المنصة ودورها كسيدة أولى من أجل الخير».

أسلوبها لا يروق لكل المصممين لكلاسيكيته واستعراضه للثراء لكنه يعكس شخصيتها (أ.ف.ب)

كانت رسائلها واضحة. أعلنت فيها للعالم أنها ذات كيان مستقل، وأن لها آراء سياسية خاصة قد لا تتوافق بالضرورة مع آراء زوجها، وهو ما سبق وعبرت عنه في مكالمة شخصية مع صديقة تم تسريبها سابقاً بأنها ترفض سياسة زوجها في فصل أطفال المهاجرين عن عائلاتهم، وأنها أصيبت بالصدمة عندما علمت بها. وبالفعل تم التراجع عن هذا القرار في يونيو (حزيران) 2018 بعد عاصفة من الجدل.

وحتى إذا لم تُقنع هذه التصريحات أنا وينتور وصناع الموضة، فهي تمنح المصممين نوعاً من الشرعية للتراجع عن تعهداتهم السابقة بعدم التعامل معها. بالنسبة للموالين لدونالد ترمب والحزب الجمهوري، فإن الظلم الذي لحق بميلانيا ترمب بعدم احتفال صناع الموضة بها، لا يغتفر. فهي لا تفتقد لمواصفات سيدة البيت الأبيض، كونها عارضة أزياء سابقة وتتمتع بالجمال وأيضاً بذوق رفيع. ربما لا يعجب ذوقها الكل لميله إلى العلامات الكبيرة والغالية، إلا أنه يعكس شخصية كلاسيكية ومتحفظة.

وحتى إذا لم تنجح أنا وينتور في إقناع المصممين وبيوت الأزياء العالمية، وتبقى على إصرارها عدم منحها غلافها المستحق في مجلة «فوغ»، فإن صوت الناخب المرتفع يصعب تجاهله، لا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية. وهذا ما يعود بنا إلى طرح السؤال ما إذا كان من مصلحة صناع الموضة الأميركيين محاباة ميلانيا وجذبها لصفهم. فقوتها هذه المرة واضحة وبالتالي سيكون لها هي الأخرى صوت مسموع في تغيير بعض السياسات، أو على الأقل التخفيف من صرامتها.

إيجابيات وسلبيات

لكن ليس كل صناع الموضة متخوفين أو قلقين من دورة ثانية لترمب. هناك من يغمره التفاؤل بعد سنوات من الركود الاقتصادي الذي أثر بشكل مباشر على قطاع الموضة. فعندما يقوى الاقتصاد الأميركي فإن نتائجه ستشمل كل القطاعات. ربما تتعلق المخاوف أكثر بالتأشيرات وزيادة الضرائب على الواردات من الصين تحديداً. فهذه أكبر مورد للملابس والأنسجة، وكان صناع الموضة في الولايات المتحدة يعتمدون عليها بشكل كبير، وهذا ما جعل البعض يستبق الأمور ويبدأ في تغيير سلاسل الإنتاج، مثل شركة «بوما» التي أعلنت أنها مستعدة لتغيير مورديها لتفادي أي عوائق مستقبلية. الحل الثاني سيكون رفع الأسعار وهو ما يمكن أن يؤثر على القدرة الشرائية للمستهلكين بنحو 50 مليار دولار أو أكثر في العام. فتهديدات ترمب برفع التعريفات الجمركية على الواردات الصينية بنسبة 60 في المائة لا بد أن تؤثر على المستهلك العادي، رغم نيات وقناعات ترمب بأن تحجيم دور الصين سيمنح الفرص للصناعة الأميركية المحلية. المشكلة أنه ليس كل المصممين الذين يتعاملون مع الموردين والمصانع في الصين منذ سنوات لهم الإمكانيات للبدء من الصفر.