مصر: إحباط محاولة تهريب قطع أثرية فرعونية لبريطانيا

تماثيل فرعونية من الجرانيت تم إنقاذها من التهريب
تماثيل فرعونية من الجرانيت تم إنقاذها من التهريب
TT

مصر: إحباط محاولة تهريب قطع أثرية فرعونية لبريطانيا

تماثيل فرعونية من الجرانيت تم إنقاذها من التهريب
تماثيل فرعونية من الجرانيت تم إنقاذها من التهريب

رغم مرور أسبوعين فقط على معاقبة محكمة مصرية لفنان مصري، وقنصل إيطالي سابق بمصر، بأحكام تراوحت بين 15 و30 سنة وغرامات بملايين الجنيهات، بعد إدانتهم بتهريب الآثار إلى خارج البلاد، وحيازة قطع أخرى في منازلهم، فإن ثمة أشخاصاً آخرين أصروا على تهريب تماثيل فرعونية من الجرانيت، وتمائم أثرية وأوانٍ نحاسية تنتمي إلى عصور تاريخية متنوعة، عبر منفذ ميناء الدخيلة بالإسكندرية، (شمال مصر) والذي يقع على بعد أمتار من ميناء الإسكندرية الذي شهد تهريب «الحاوية الدبلوماسية» إلى إيطاليا قبل نحو عامين، في قضية الآثار الكبرى التي شغلت الرأي العام المصري خلال الشهور الماضية.
وتمكنت السلطات المصرية مساء الأحد من إنقاذ 9 تماثيل فرعونية، و12 قطعة أثرية وعدد كبير من الجعارين والتمائم والأواني الأثرية التي تنتمي إلى فترات مختلفة من التاريخ المصري القديم، قبل تهريبها إلى بريطانيا.
ولم تفلح خدعة المهربين في مغافلة عناصر جمارك ميناء الدخيلة، عندما حاولوا تهريب هذه القطع داخل 16 طرداً، كان يتم تصديرها على أنها ضمن منتجات يدوية مصنعة داخل شارع خان الخليلي التراثي بوسط القاهرة، بحسب مستندات التصدير، وفق بيان مصلحة الجمارك أمس، والذي أشار إلى أن الدكتور ياسر يسري مدير إدارة المنطقة اللوجيستية بميناء الدخيلة، عرض القطع على لجنة الآثار برئاسة مدير عام المنافذ الأثرية البحرية بالإسكندرية لبيان أثريتها من عدمه، وقررت اللجنة بعد مناظرة الأصناف، استدعاء لجنة عليا من الإدارة المركزية للمنافذ الأثرية بالقاهرة، أفادت بوجود 9 تماثيل أثرية، و12 قطعة أثرية وعدد كبير من الجعارين والتمائم والأواني معظمها أثرية وترجع إلى فترات مختلفة من التاريخ المصري القديم وخاصة الدولة الحديثة والعصور المتأخرة.
يأتي هذا الخبر بعد ساعات من إعلان أجهزة الأمن المصرية بمحافظة الشرقية (دلتا مصر) تمكنها من إحباط تهريب وبيع 442 قطعة أثرية متنوعة منها 345 عملة مختلفة الأشكال والأحجام ترجع للعصرين الروماني والبيزنطي و72 قطعة من الخرز على شكل عقد مصنوع من الألباستر ويستخدم كتمائم و13 تمثالاً أوشباتي مختلف الأشكال والأحجام ترجع لعصر الدولة القديمة وتمثال لملك وزوجته يرتكز على قاعدة مستطيلة مدون عليه من الخلف كتابات هيروغليفية ويرجع إلى عصر الدولة القديمة.
يشار إلى أن السلطات المصرية قد قامت بتطوير نظام العمل في جميع الوحدات الأثرية بمنافذ جمهورية مصر العربية الجوية والبحرية والبرية أخيراً، التي يبلغ عددها نحو 44 وحدة. ويضم مركز الوحدات الأثرية بمطار القاهرة الدولي 6 وحدات أثرية، منها 3 تعمل على مدار 24 ساعة، طوال أيام الأسبوع.
ويشير خبراء الآثار إلى استمرار عمليات تهريب الآثار من مصر إلى الخارج رغم الجهود المبذولة في الحد من هذه العمليات، ويطالبون السلطات المصرية بتشديد الإجراءات الأمنية حول المواقع الأثرية المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، وخصوصاً في محافظات الجنوب التي تضم عدداً من المواقع الأثرية المتاخمة للمناطق السكنية والتي لا يوجد بها أسوار حماية.
ويحاول بعض المهربين استغلال بعض الثغرات الأمنية الموجودة، وإخفاء القطع الأثرية داخل طرود تصدير البضائع والأثاث، ونجح الكثير منهم في تهريب توابيت نادرة، ومومياوات، وآلاف العملات المعدنية، ونجحت مصر في استرداد معظمها بموجب الاتفاقيات الثنائية والدولية التي تمنع عمليات تداول وبيع الآثار.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.