انتقادات لكلام دياب عن «العجز عن حماية اللبنانيين»

فيصل كرامي يدافع عن «الرؤية المستقبلية» لرئيس الحكومة

رئيس الحكومة مجتمعاً أمس مع أعضاء «اللقاء التشاوري» (دالاتي ونهرا)
رئيس الحكومة مجتمعاً أمس مع أعضاء «اللقاء التشاوري» (دالاتي ونهرا)
TT

انتقادات لكلام دياب عن «العجز عن حماية اللبنانيين»

رئيس الحكومة مجتمعاً أمس مع أعضاء «اللقاء التشاوري» (دالاتي ونهرا)
رئيس الحكومة مجتمعاً أمس مع أعضاء «اللقاء التشاوري» (دالاتي ونهرا)

قال النائب فيصل كرامي إنه باتت لدى رئيس الحكومة حسان دياب رؤية واضحة لكل الأمور المستقبلية وخصوصا المالية والنقدية، وسيعلن عنها في الوقت المناسب، ووصف الانتقادات التي يتعرض لها دياب لا سيما على خلفية كلامه الأخير عن «عجز الحكومة عن حماية اللبنانيين» بالعمل الديمقراطي الذي يزال تحت السقف المقبول.
وأعرب كرامي بعد لقائه وأعضاء «اللقاء التشاوري» الذي يضم النواب السنة المتحالفين مع «حزب الله» رئيس الحكومة عن ثقته به منبها إلى «خطورة ودقة الوضع المالي والاقتصادي»، ومشيدا «بدعوة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط إلى دعم الحكومة، لأنها الخيار الوحيد والأخير».
وأبدى نواب «اللقاء التشاوري» بحسب كرامي «دعمهم للأداء المتواصل والمضني الذي يقوم به دياب من أجل وقف الانهيار والانحدار الحاصلين في الدولة اللبنانية»، مشيرا إلى أنهم استمعوا منه لرؤيته المالية والاقتصادية، وقال: «أصبحت لدى رئيس الحكومة رؤية واضحة لكل الأمور المستقبلية، وخصوصا المالية والنقدية منها، وسيعلن ذلك في الوقت المناسب».
وعن استحقاق دفع سندات «يوروبوند» قال: «لقد اطلعنا على هذا الموضوع، ورؤيته طمأنتنا لأنه رغم القرارات الموجعة، هناك حوافز»، مشيرا إلى أن دياب «يؤيد المطالبة بالابتعاد عن جيوب الناس».
وعن الانتقادات التي توجّه إلى دياب قال كرامي: «ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الرئيس حسان دياب، وليست المرة الأولى التي يستهدف من هو في السلطة من قبل المعارضة، وهذا عمل ديمقراطي، ولكن للأسف الشديد في هذه الظروف، علينا أن نتنبه لخطورة ودقة الوضعين المالي والاقتصادي اللذين يمكن أن يصبحا أمنيا إذا استمر الانحدار بهذا الشكل، وأذكر بالكلام المسؤول الذي قاله جنبلاط (إنه علينا ورغم الخلافات السياسية أن ندعم هذه الحكومة لأنها الخيار الوحيد والأخير)». وأكد على ضرورة «تضافر كل الجهود، وهناك اتصالات بين كل القوى السياسية للخروج من المأزق السياسي والاقتصادي والمالي الذي نواجهه»، معتبرا أن الكلام الذي صدر يبقى تحت السقف المقبول.
وفي رد على سؤال عما إذا كان تيار المستقبل هو المستهدف من بيان رئيس الحكومة، ووصفه لمنتقدي دياب بـ«الأوركسترا»، قال كرامي: «تيار المستقبل ليس معنيا، وفي حال اعتبر نفسه معنيا بالأمر فيكون فعلا من ضمن الأوركسترا».
وكان دياب قد تعرض لانتقادات ودعوات لاستقالة الحكومة على خلفية كلامه يوم أول من أمس، وقوله إن الدولة، في ظل واقعها الراهن، لم تعد قادرة على حماية اللبنانيين، وتأمين الحياة الكريمة لهم.
وعلّقت النائبة في تيار المستقبل، رولا الطبش على حسابها عبر «تويتر» قائلة: «كما كان متوقعاً ‏فقد فشلت الحكومة، وبلسان رئيسها اليوم، في تحمل مسؤولياتها وفي مواجهة التحديات الخطيرة ‏التي طالت هذه المرة صحة المواطن اللبناني».‏ وأضافت «بعد التلكؤ والاستهتار والإنكار الحكومي، وجد الشعب اللبناني نفسه ضحية ‏‏(اختصاصيين) سمحوا لوباء معد أن يدخل البلاد، بتقصير فاضح وقد يكون مقصوداً، فإذ بنا ‏اليوم أمام وطن في حجر صحي... ألم يحن وقت الرحيل يا دولة ‏رئيس حكومة العاجزين؟»‏.
من جهته وصف النائب في «حزب الكتائب» نديم الجميل الحكومة، بـ«الحكومة المقنعة» داعيا إياها إلى الرحيل. وكتب على حسابه على «تويتر» «كلام رئيس الحكومة اليوم ليس إلّا تأكيد لفشل الحكومة والفريق الذي تمثّله وغياب خطتها ورؤيتها السياسية والاقتصادية والمعيشية»، مشيراً إلى أنه «بعد مرور شهر على نيلها الثقة لم نرَ أي إنجاز أو تقدم». وأضاف «الشعب أراد حكومة اختصاصيين ورفض هذه الحكومة المقنّعة منذ اليوم الأول! تحمّلوا مسؤولياتكم أو ارحلوا».
بدوره، كتب وزير الشؤون الاجتماعية السابق ريشار قيومجيان عبر حسابه على «تويتر»، قائلاً: «‫‫ليس المطلوب النعي ووصف واقع الدولة المزري بل إنقاذ البلاد من الانهيار المالي والاقتصادي. ‫انزعوا القيود التي تكبّلكم واضربوا الفساد بالجنازير التي تتحكم بالإدارة والمؤسسات. ‫حرروا قراركم من وصاية الأولياء. ‫تحملوا مسؤولياتكم... وإلا استقيلوا».
كذلك، رافق هذه الانتقادات السياسية رفض شعبي لكلام دياب، وتجددت الدعوات لاستقالته، وعمد شبان في مناطق لبنانية عدة، خاصة في بيروت وطرابلس وصيدا إلى إقفال الطرقات مساء أول من أمس، احتجاجا على كلامه.
وردّ دياب على منتقديه، مكررا استخدام تسمية «الأوركسترا»، وقال في بيان: «مرّة جديدة، تلجأ الأوركسترا نفسها إلى التزوير واجتزاء الحقائق للتشويه والتحريض. وللأسف، فإنّ البعض ينجرف، طوعاً أو جهلاً، فيُصدر مواقف تدلّ عن سوء نيّة أو عن تواطؤ أو عن ببغائية في ترداد ما يسمع من دون أن يقرأ».
وأضاف دياب في بيانه أنّ «رئيس مجلس الوزراء صارح الناس بواقع وحقائق عن نظرة الناس إلى الدولة، لكنّه قال بالفم الملآن، تكراراً وإصراراً، إنه سيحمل مع الحكومة كرة النار، وإنّه مصمم على معالجة المشكلات المزمنة، وعلى الانتقال بلبنان إلى مفهوم الدولة». ورأى أنّ «الأوركسترا نفسها يبدو أنّها انتبهت أنّ مفهوم الدولة لا يناسبها لأنّها تريد الاستمرار بتدمير ما تبقى من ركائز الدولة كي تحمي نفسها وتستبيح البلد. لكن دولة القانون ستقوم حتماً، دولة المواطن الذي يدفع اليوم ثمن تدمير الدولة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.