> سوق أكوديسيوا (توجو)
تقع هذه السوق الغريبة في قلب لومي، عاصمة توغو في غرب أفريقيا. سر غرابتها يكمن في أنها ليست مجرد سوق مخصصة للمواد المستخدمة في السحر الأسود أو «الفودو» فحسب، إنما تعد الأضخم من نوعها على مستوى العالم، حسبما أوضح موقع «أطلس أوبسكيورا».
ومع أن هاييتي البلد الأشهر عالمياً باعتبارها معقل «الفودو»، فإن هذا السحر تنتمي جذوره في الأصل إلى القارة السمراء، وتعد توغو بمثابة المعقل الأساسي له في الوقت الحالي.
داخل هذه السوق المرعبة، يجري عرض شتى العناصر المستخدمة في «الفودو» على طاولات متجاورة، من رؤوس الفهود والكلاب وأقدام الأفيال ومخالب الشمبانزي وجماجم الغوريلا حتى الجماجم البشرية، ويتوافد على السوق ممارسو هذا النمط من السحر من شتى أرجاء أفريقيا، حسبما أضاف الموقع.
وحسب مجلة «ذي سليت»، فإن نصف سكان توغو على الأقل لا يزالون متمسكين بالأفكار البدائية القديمة المرتبطة بالسحر الأسود، وتقديم الحيوانات كقرابين رغم تعرض البلاد للاستعمار الأوروبي.
وأوضحت المجلة أنه خلف الطاولات، توجد أكواخ صغيرة يجلس بها سحرة يدعون قدرتهم على الشفاء، ويخلطون أجزاء الحيوانات بأعشاب ويحرقونها على النار حتى تتحول إلى رماد أسود يستخدمونه في طقوسهم. ومع هذا، يبدو هؤلاء السحرة حريصين على مجاراة العصر الحديث، لذا لا تستغرب إذا وجدت أحدهم يقدم لك بطاقته الخاصة ورقم هاتفه المحمول وعنوان بريده الإلكتروني!
ويمكنك العودة من هذه السوق العجيبة حاملاً بعض الدمى كتذكار من هذه الزيارة التي ربما لا تتكرر مرتين في العمر، وفي طريق العودة بمقدورك التوقف قليلاً للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة على ضفاف بحيرة توغو وقرى الصيادين المطلة عليها، وتناول الغداء على شاطئ البحيرة.
أما عن كيفية الوصول، تعتبر سيارات الأجرة الوسيلة الوحيدة تقريباً للوصول إلى السوق التي تفتح أبوابها من الثامنة والنصف صباحاً حتى السادسة مساءً.
> شاندونغ (فيتنام)
أحد أجمل كهوف فيتنام الطبيعية، ربما يكون الأكبر على مستوى العالم، ذلك أنه يمتد عبر أكثر عن تسعة كيلومترات. يبلغ هذا الكهف الطبيعي درجة من الضخامة لدرجة أنه يضم بداخله غابة بأكملها يبلغ ارتفاع بعض أشجارها 50 متراً، بجانب منظومة من الطقس خاصة به، حسبما أفاد موقع «سي إن إن ترافيل». أما عمره فيقدر بثلاثة ملايين عاماً.
رغم قدمه وضخامته الهائلة، يعتبر الكهف برمته اكتشافا حديثا للغاية يعود إلى العام 1990 على يد شخص من سكان المنطقة المجاورة يدعى {هو كهانه}، لجأ إلى الكهف الضخم كملاذ في ليلة عاصفة، حسبما ذكر موقع «لونلي بلانيت».
عام 2019 اكتشف ثلاثة من الغواصين البريطانيين نفقاً أسفل الماء يربط سون دونغ بكهف هانغ ثونغ المجاور، ما يجعل حجمه الحقيقي أكبر مما سبق اعتقاده. ومنذ ذلك الحين، زادت حركة الإقبال على استكشاف شاندونغ على نحو لافت.
يبدو الكهف الهائل من الداخل عالماً متكامل الأركان، بما يضمه من أحفورات عتيقة وغابة وأنهار تحت الأرض.
ويبلغ ارتفاع السقف في المتوسط 200 متر، ويصل في بعض الأجزاء إلى 500 متر، بينما يقدر عرضه بـ175 متراً، حسبما ذكر موقع «لونلي بلانيت».
أما استكشاف الكهف، فيؤكد موقع «سي إن إن» أنه ليس بالرحلة الملائمة لضعاف القلوب، ذلك أنه يتضمن «يومين من السير المكثف عبر غابة وعبور أنهار للوصول إلى مدخل الكهف، بينما يقضي الزائرون الليل في خيام داخل الكهف، وكذلك كهف هانغ إن المجاور، الذي يعتبر ثالث أكبر كهف بالعالم».
وبطبيعة الحال، يضم الكهف الكثير من الحيوانات مثل الثعابين والفئران والثعالب والسناجب، وكذلك مجموعة متنوعة من الطيور والخفافيش.
ورغم أن الكهف مفتوح أمام الزائرين، فإن العدد المسموح له بزيارته يقتصر على ألف شخص فقط على مدار العام، وتتولى وكالة «أوكساليس أدفنتشر تورز» حصراً تنظيم الزيارات إلى الكهف العملاق.
> شجرة كستناء المائة حصان - صقلية
تمتاز صقلية بكونها أكبر جزر البحر المتوسط، وخلال فترات من تاريخها كانت دولة مستقلة بذاتها. وتزخر الجزيرة بتاريخ ثري على المستويات السياسية والثقافية والفنية، لذا ليس من المستغرب أن تعج هذه الجزيرة الإيطالية الساحرة بالكثير من المواقع الأثرية من بين أشهرها مقبرة نكروبوليس بانتاليكا، التي تحتضن قرابة 5 آلاف قبر تعود إلى نحو 4 آلاف عام ماضية، وكذلك وادي المعابد المدرج على قائمة التراث الإنساني التابعة لـ«اليونيسكو».
ومع هذا، ثمة جوهرة مثيرة للغاية على أرض الجزيرة ربما لم يسمع عنها الكثيرون رغم أنها مسجلة بموسوعة غينيس للأرقام القياسية: شجر كستناء المائة حصان، التي تعتبر شجرة الكستناء الأضخم والأقدم على سطح الأرض. مثل اسمها تماماً، تبدو الشجرة وكأنها قادمة من عالم الخيال والأحلام. الحقيقة أن ملامح تفرد هذه الشجرة متنوعة، فمن ناحية تتميز بضخامة هائلة، ذلك أن محيط طوقها الأخضر يقدر بـ57.9 متر، ما كان له الفضل في دخولها موسوعة غينيس للأرقام القياسية، حسبما أوضح موقع «مجلة إيطاليا».
ومن ناحية أخرى، يبدو موقع الشجرة غير متوقع على الإطلاق، فهي تقع على بعد نحو 7 كيلومترات فقط من فوهة بركان إيتنا، الذي كان آخر تفجر خطير له في يناير (كانون الثاني) 2014 حسبما أوضح موقع المجلة الإيطالية.
عجائب شجرة كستناء المائة حصان لا تقتصر على ذلك، وإنما تمتد إلى عمرها الموغل في القدم والذي يقدره العلماء بما يتراوح بين ألفين و4 آلاف عام!
ويبدو الاسم العجيب الذي تحمله الشجرة لائقاً بها وغرابتها، ويحمل وراءه أسطورة تقول إنه في ماض بعيد تقطعت السبل بمائة فارس على ظهور خيولهم في ليلة شهدت عاصفة هوجاء. ولم يجد الفرسان سوى هذه الشجرة الهائلة ملاذا لهم. ويرى موقع «منتال فلوس» أن القصة ربما تكون حقيقية، بالنظر إلى أن محيط هذه الشجرة العظيمة يكافئ مساحة حلبة تزلج!
> المتنزه الوطني للرمال البيضاء الولايات المتحدة
بالتأكيد مشهد الرمال الصفراء الذهبية من المشاهد المألوفة لنا جميعاً، لكن هل فكرت يوماً كيف يمكن أن يصبح المشهد إذا اتخذت الرمال اللون الأبيض البراق بدلاً عن الأصفر الذهبي؟ ثمة أماكن معدودة على وجه الأرض تحمل الإجابة ـ منها المتنزه الوطني للرمال البيضاء.
يعتبر المتنزه الوطني للرمال البيضاء بولاية نيو مكسيكو الأميركية أحدث العناصر المنضمة إلى قائمة المتنزهات الوطنية بالبلاد، تحديداً ديسمبر (كانون الأول) 2019، ليصبح بذلك المتنزه الوطني الـ62 على مستوى البلاد، حسبما أفاد موقع «ناشيونال جيوغرافيك». علاوة على ذلك، يعد المتنزه من الأسماء المرشحة للانضمام إلى قائمة التراث الإنساني التابعة لمنظمة «اليونيسكو» ـ لكن ما سر أهميته؟
ترجع أهمية المتنزه، حسبما شرح موقع «ناشيونال جيوغرافيك»، إلى أنه يضم بين جنباته أضخم كثيب لكبريتات الكالسيوم المائية أو الجبس الجصي على وجه الأرض، والتي تشكل بقايا بحيرات وبحار من حقبة سحيقة. وأضاف الموقع أن مساحة المكان تقدر بـ275 ميلاً مربعاً من الرمال البيضاء اللامعة وناعمة الملمس.
داخل المتنزه، يمكن للزائرين ممارسة التزلج على الرمال أو الاستمتاع بالسير عبر خمسة مسارات محددة لهذا الغرض، أو الاكتفاء بالاستمتاع بمشاهدة انعكاس ضوء القمر الفضي على بحر الرمال البيضاء المتلألئة.
وحسبما أشار الموقع، يجتذب المتنزه حالياً قرابة 600 ألف زائر سنوياً، لكن «ناشيونال جيوغرافيك» أبدى تخوفه من أن يؤدي إدراج الموقع كمتنزه وطني إلى اجتذاب حشود أكبر بكثير من الزائرين ربما تؤثر عليه سلباً.