ترمب يؤكد حرصه على حل أزمة سد النهضة... وإثيوبيا تنتقد واشنطن

وزير الخزانة الأميركي أكد أن بلاده شعرت بخيبة أمل شديدة لغياب إثيوبيا عن الاجتماعات الأخيرة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إلى اليمين) يصافح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في البيت الأبيض (أرشيفية-رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إلى اليمين) يصافح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في البيت الأبيض (أرشيفية-رويترز)
TT

ترمب يؤكد حرصه على حل أزمة سد النهضة... وإثيوبيا تنتقد واشنطن

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إلى اليمين) يصافح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في البيت الأبيض (أرشيفية-رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إلى اليمين) يصافح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في البيت الأبيض (أرشيفية-رويترز)

قالت الرئاسة المصرية إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أبلغ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في اتصال هاتفي اليوم (الثلاثاء)، بأن واشنطن ستواصل «الجهود الدؤوبة» للتوصل إلى اتفاق بين مصر وإثيوبيا والسودان بشأن سد النهضة الإثيوبي.
وكان من المتوقع أن توقّع الدول الثلاث على اتفاق، في واشنطن، الأسبوع الماضي، بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الذي تبلغ تكلفته أربعة مليارات دولار، لكن إثيوبيا تخلّفت عن الاجتماع ووقّعت مصر فقط عليه بالأحرف الأولى، وفقاً لما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.
وصرح بسام راضي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية "بأن الرئيس الأميركي أعرب عن تقديره لقيام مصر بالتوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق الذي أسفرت عنه جولات المفاوضات حول سد النهضة بواشنطن خلال الأشهر الماضية، باعتباره اتفاقاً شاملاً وعادلاً ومتوازناً، مؤكداً أن ذلك يدل على حسن النية وتوفر الإرادة السياسية الصادقة والبناءة لدى مصر".
https://www.facebook.com/Egy.Pres.Spokesman/photos/a.155486328304089/828503567669025/?type=3&theater

وجاء في بيان المتحدث الرسمي أن ترمب أكد أيضا "استمرار الإدارة الأميركية في بذل الجهود الدؤوبة والتنسيق مع مصر والسودان وإثيوبيا بشأن هذا الملف الحيوي، وصولاً إلى انتهاء الدول الثلاث من التوقيع على اتفاق سد النهضة".
ومن جانبه؛ أعرب الرئيس المصري "عن بالغ التقدير للدور الذي تقوم به الإدارة الأميركية في رعاية المفاوضات الثلاثية الخاصة بسد النهضة، والاهتمام الكبير الذي يوليه الرئيس ترمب في هذا الصدد، مؤكداً استمرار مصر في إيلاء هذا الموضوع أقصى درجات الاهتمام في إطار الدفاع عن مصالح الشعب المصري ومقدراته ومستقبله".
ومن ناحية أخرى، اتهمت إثيوبيا الولايات المتحدة اليوم بأنها "غير دبلوماسية" في محاولتها حل الخلاف بشأن سد النهضة الذي تشيده على نهر النيل، إلا أنها تعهدت مواصلة المحادثات الجارية.
ونفت إثيوبيا، التي تغيّبت عن جولة المحادثات الأخيرة، التوصل إلى اتفاق، وأعربت عن "خيبة أملها" من البيان الأميركي إلا أنها لم تكشف موقفها من المحادثات المستقبلية.
وفي مؤتمر صحافي اليوم قال وزير الخارجية الإثيوبي غيدو اندارغاتشو أن إثيوبيا ستستمر في المحادثات التي تجري بوساطة أميركية، إلا أنها حذرت واشنطن من تسريع العملية أو محاولة التأثير على نتائجها.
وقال الوزير "نعتقد أن البيان الأميركي الأخير غير دبلوماسي ولا يعكس بلدا عظيما مثل الولايات المتحدة،". وأضاف "نريد أن يؤدي الأميركيون دورا بناء، وغير ذلك الدور غير مقبول".
وفي سياق متصل، قال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، اليوم، إن بلاده شعرت بخيبة أمل شديدة لغياب إثيوبيا عن اجتماع بشأن سد النهضة.
وكانت مصر قد صعّدت  من لهجتها ضد إثيوبيا بعد أيام من تعثر آخر جولات مفاوضات «سد النهضة» في واشنطن، ورفْض أديس أبابا الحضور والتوقيع على مسودة الاتفاق النهائي. وقالت القاهرة، أول من أمس (الأحد)، إن «أديس أبابا تغيبت عمداً لإعاقة مسار المفاوضات»، معلنةً «رفضها التام» لاعتزام إثيوبيا المضي في ملء الخزان مع استمرار الأعمال الإنشائية للسد، دون اتفاق، وعدّته «مخالفة صريحة للقانون والأعراف الدولية واتفاق إعلان المبادئ المبرم عام 2015».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.