الرئيس الإسرائيلي: أخجل من قذارة الانتخابات

«فيسبوك» تغلق حسابات حاولت تخفيض نسبة تصويت العرب

إسرائيليون يقترعون للمرة الثالثة أمس في مواقع مخصصة للمصابين بكورونا (أ.ف.ب)
إسرائيليون يقترعون للمرة الثالثة أمس في مواقع مخصصة للمصابين بكورونا (أ.ف.ب)
TT

الرئيس الإسرائيلي: أخجل من قذارة الانتخابات

إسرائيليون يقترعون للمرة الثالثة أمس في مواقع مخصصة للمصابين بكورونا (أ.ف.ب)
إسرائيليون يقترعون للمرة الثالثة أمس في مواقع مخصصة للمصابين بكورونا (أ.ف.ب)

جرت الجولة الثالثة للانتخابات البرلمانية الإسرائيلية، أمس الاثنين، في ظل أجواء من الغضب الجماهيري من تدني مستوى الدعايات فيها واستخدام أساليب تجريح ومساس وأخلاقيات الحرب التي لا تعرف الرحمة، مما جعل رئيس الدولة العبرية، رؤوبين رفلين، يصرح لدى إدلائه بصوته بأنه «يخجل من قذارتها».
وقال رفلين، عند خروجه من صندوق اقتراع بالقرب من بيته في القدس الغربية، إن «الانتخابات عموماً في الدول الديمقراطية تكون مهرجانا احتفاليا. ولكنني للأسف، لا أشعر بأي أجواء احتفالية هذه المرة. لدي شعور ثقيل بالحزن، بل بالخجل. فنحن لا نستحق التعامل معنا بهذا الشكل. فهذه هي المرة الثالثة التي نذهب فيها إلى الانتخابات في غضون 11 شهراً، من دون حاجة، لأسباب واهية». وأضاف رفلين، في غمز ولمز لأسلوب الدعاية الانتخابية الذي اتبعه رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الذي يعتبر السبب الأساسي لفشل تشكيل حكومة بهدف البقاء في منصبه والتهرب من محاكمته بتهم الفساد، فقال: «لقد جرت المعركة الانتخابية هذه المرة في أجواء رهيبة. تدهورنا فيها إلى حد القذارة. والمصيبة أن هناك من يلمح بأنه لا يكترث إذا اتجهنا إلى انتخابات رابعة. آمل فعلاً ألا نضطر إلى انتخابات رابعة، في الدورة التي أشغل فيها منصب رئيس الدولة. فيكفي أن الاستمرار في العيش في ظل معارك انتخابات كل هذه المدة يهدد استقرار الدولة وثباتها». ودعا رفلين الجمهور للمشاركة الواسعة في التصويت، «حتى تقوم حكومة طبيعية».
وكان الإسرائيليون قد توجهوا للانتخابات، أمس، لاختيار 120 نائبا في الكنيست (البرلمان)، بعد ثلاثة أشهر من نشر استطلاعات رأي تؤكد أن نتائجها لن تختلف بشكل جوهري عن نتائج الانتخابات السابقة. ولكنها زادت شراسة في المعركة الانتخابية. واستمرت أحزاب اليمين المتطرف وجهات مقربة من نتنياهو، حتى اللحظة الأخيرة من المعركة، في العاشرة من مساء أمس. وكشفت إدارة شركة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أنها أغلقت، أمس، سبعة حسابات مزيفة من موقعها بعد أن قام أصحابها بترويج رسائل هدفت إلى تخفيض نسبة التصويت في المجتمع العربي (فلسطينيي 48). فهناك مليون صاحب حق اقتراع من العرب، يستطيعون إرسال 18 نائبا إلى البرلمان. وكلما زاد عدد نوابهم، تقل إمكانية فوز نتنياهو بالأكثرية اللازمة له لتشكيل حكومة.
ولذلك، فإن هناك مصلحة لليمين بألا يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع. وفي الدورتين السابقتين للانتخابات، سعى نتنياهو بشكل شخصي لمنعهم من التصويت، من خلال التحريض عليهم وبث دعايات تضليلية، فحذر المواطنين اليهود من «تدفقهم إلى الصناديق بحافلات من تمويل الاتحاد الأوروبي»، وأرسل نشطاء اليمين إلى البلدات العربية للتصوير داخل الصناديق لإخافة الناخبين. ولكن، في هذه المرة، كشفت جمعية «الكتلة الديمقراطية» عن الحسابات المزيفة فتوجهت إلى «فيسبوك»، فشطبتها ليبلغ عدد الحسابات المشطوبة 30 حسابا، للسبب نفسه.
ولم تكن هذه المشكلة الوحيدة في الانتخابات الإسرائيلية. وقالت الشرطة إنه وقعت تجاوزات عديدة تتعلق بانتحال هويات أصحاب حق اقتراع في القدس وموديعين عيليت ونهاريا وبني عايش، إذ وصل عدد من الناخبين إلى مراكز الاقتراع، وهناك تم إبلاغهم بأنهم قد أدلوا بأصواتهم علما بأنهم لم يمارسوا حقهم في الاقتراع. وفي إيلات، منعت المحكمة قادة حزب الليكود الحاكم نقل الناخبين إلى صناديق الاقتراع بسيارات لوموزين، معتبرة ذلك رشوة محظورة. وحاول مقربون من نتنياهو نشر بيان مزيف باسم مديرة لجنة الانتخابات، تقول فيه إن حزب اليمين المتطرف «عوتصماة يهوديت» قرر الانسحاب من المعركة. فتوجه رئيس هذا الحزب العنصري إلى الشرطة بشكوى ضد رجال نتنياهو، معتبرين هذه الخطوة تجاوزا لكل الخطوط الحمر في العداء له ولحزبه، مع العلم بأنه توصل مع نتنياهو إلى اتفاق قبل يومين لكي ينسحب مقابل إخلاء الخان الأحمر، لكن نتنياهو تراجع عن الاتفاق في اللحظة الأخيرة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.