الإسرائيليون يقترعون اليوم للمرة الثالثة... ونتنياهو يهدد بـ«رابعة»

حملة دعائية من مناصريه تستخدم التحقير والشتائم

ملصق انتخابي في إسرائيل يظهر نتنياهو ومنافسه غانتس (أ.ب)
ملصق انتخابي في إسرائيل يظهر نتنياهو ومنافسه غانتس (أ.ب)
TT

الإسرائيليون يقترعون اليوم للمرة الثالثة... ونتنياهو يهدد بـ«رابعة»

ملصق انتخابي في إسرائيل يظهر نتنياهو ومنافسه غانتس (أ.ب)
ملصق انتخابي في إسرائيل يظهر نتنياهو ومنافسه غانتس (أ.ب)

للمرة الثالثة في غضون أقل من سنة، يتوجه نحو 6.5 مليون مواطن إسرائيلي إلى صناديق الاقتراع، لاختيار الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) الجديد، وسط مخاوف من استمرار الأزمة السياسية التي منعت تشكيل حكومة حتى الآن. ويحاول رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، انتخاب حكومة يمين ذات أغلبية ضئيلة (61 نائباً)، بينما يحاول الجنرال بيني غانتس، الذي يرأس «كحول لفان»، وضع حد لحكم نتنياهو عن طريق الحفاظ على مكانته رئيساً لأكبر الأحزاب، مع العلم بأنه خسر من هذه المكانة نسبة غير قليلة.
وأشارت آخر استطلاعات الرأي إلى أن فرص نتنياهو للفوز ارتفعت في الأيام الأخيرة، بعد أن أدار معركته بحملة سلبية لا تعرف رحمة أو حدوداً، فبثّ مساعدوه دعايات كاذبة وتحريضاً دامياً لتحطيم شخصية وهيبة غانتس، الذي أمضى من عمره 35 سنة في الخدمة العسكرية وأنهاها بتعيينه رئيساً لأركان الجيش تحت قيادة حكومة نتنياهو. ومن بين ذلك، إشاعات عن علاقات غرامية ومعلومات محرجة له في إطار هذه العلاقات. وأجمع المراقبون على أن نتنياهو نجح جزئياً في هذه المهمة وتمكن من زيادة أصواته حتى عاد ليكون الحزب الأكبر؛ لأول مرة منذ 11 شهراً.
وتعرض غانتس لانتقادات شديدة من جمهوره ومن المراقبين بسبب فشله في الرد على نتنياهو، وظهوره قائداً رمادياً معدوم الكاريزما واختياره حملة دعائية مسالمة أكثر من اللازم. وتساءلوا: «أين الجنرال المقاتل؟». وخرج غانتس في اليومين الأخيرين بطريقة خطاب مختلفة. واستخدم مؤيدوه أيضاً أسلوب نشر الأشرطة الموثقة المحرجة، وبينها شريط يوثق تصريحات لأحد أقرب الشخصيات من نتنياهو، المستشار نتان إيشل، وهو يشتم اليهود الشرقيين ويعدّهم «غنماً» و«الكراهية توحدهم»، ونعت وزيرة الرياضة والشباب، ميري ريجف، وهي يهودية شرقية، بالـ«بهيمة». وقال عنها: «هي بهيمة، ولكنها تقوم بعمل ممتاز، إنها تثير حماسة الجمهور وتنجح في ذلك، إنها مثل مشجعة كرة القدم التي تقف وتحرك يديها للحشود الذين يتفاعلون معها».
وامتدح إيشل فساد نتنياهو، وعدّه «رجولة». وقال: «ما أسعدني في الانتخابات الأخيرة هو أنه رغم خروج أفيحاي (مندلبليت، المستشار القضائي للحكومة)، قبل أسبوعين من الانتخابات بالإعلان عن نتنياهو على أنه متهم (في إشارة إلى لائحة الاتهام ضد نتنياهو بتلقي الرشى والاحتيال وخيانة الأمانة)، فإن تأييد الليكود ارتفع بنسبة 20 في المائة. هكذا هو الجمهور. وأنا أستغرب كيف يتحدث أفيغدور ليبرمان عن الفساد. إذا لم تكن لصاً، فمن أنت؟ من أجل ماذا جئت إلى الساحة السياسية؟ إنهم لا يفهمون أنك تعمل في السياسة لفعل الخير للشعب. لقد اخترت العمل بالسياسة لأنك اخترت أن تكون سارقاً؛ عليك أن تكون رجلاً وتخرج رابحاً».
وقد سارع نتنياهو للتنصل من هذه التصريحات، فأعلن أنه قام بتوبيخ إيشل عليها. وقال: «اتصلت بإيشل، وأوضحت له أن كلماته لم تكن موفقة وهي غير مقبولة عليّ. فاعتذر منها على الفور، واعتذر كذلك للوزيرة ريجف. الليكود هو موطن جميع أجزاء المجتمع الإسرائيلي وسيظل كذلك». وقال نتنياهو في مقابلة مع الإذاعة الرسمية «كان»، إن فرص تشكيله الحكومة المقبلة «زادت كثيراً. فالاستطلاعات تمنح معسكر اليمين برئاستي من 57 - 58 مقعداً، فإذا زدنا قوتنا 2 – 3 مقاعد تنتهي المشكلة وسأشكل حكومة يمين صلبة وقوية».
وسئل نتنياهو عما سيفعله إذا لم ينجح في تشكيل حكومة، فأجاب: «نحاول مرة أخرى»، أي إعادة الانتخابات مرة رابعة. وسئل نتنياهو إن كان جاداً في التوجه لانتخابات رابعة. فأجاب: «القانون لا يمنع ذلك». ثم قال إنه في حال لم يحصل على ائتلاف من 61 مقعداً بفعل مقاعد الليكود والمعسكر المؤيد له، فإن هناك أموراً أخرى يمكن أن تحدث. وأضاف، في إطار لعبة الحرب النفسية: «هناك مفاجآت أخرى منها الاعتماد على انتقال نواب من حزب بيني غانتس إلى معسكر نتنياهو، ومنحه الأغلبية المطلوبة بحسب القانون».
يذكر أن هناك مخاوف كبيرة من أن يقدم نتنياهو، اليوم، على خطوة أخرى تمثيلية لزيادة قوته، وأخطرها ما حذر منه غانتس حول بثّ إشاعات عن انتشار فيروس «كورونا» في البلدات المعروفة بالتصويت الجارف لغانتس وحزبه (مثل منطقة شمال تل أبيب)، أو لـ«القائمة المشتركة» (البلدات العربية).
في المقابل تستعد «القائمة المشتركة» لتكريس احتمالات زيادة عدد نوابها، بواسطة حثّ الناخبين على رفع نسبة التصويت. وقال النائب أحمد الطيبي، رئيس كتلتها البرلمانية، أمس: «سنفعل كل شيء لتغيير الخريطة السياسية في إسرائيل». وأضاف خلال مقابلة إذاعية مع إذاعة المستوطنين الإخبارية «القناة 7»: «(القائمة المشتركة) تخلق معادلة قوية لا يمكن لأحد أن يتجاهلها، ونريد حقاً إقصاء بنيامين نتنياهو من الساحة السياسية، فهو سياسي قام بالافتراءات والتحريض ضد الجمهور العربي». وأعرب عن تفاؤله بالقول: «هناك مزيد من الدعم. ستكون هناك زيادة في نسبة الإقبال بين الجمهور العربي، وآمل أن نتجاوز نسبة 65 في المائة، ونحن نلتمس 16 مقعداً».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.