بورصات الخليج تتراجع على وقع انتشار فيروس كورونا

متداولون كويتيون يرتدون أقنعة واقية يتابعون السوق في بورصة الكويت بمدينة الكويت (أ.ف.ب)
متداولون كويتيون يرتدون أقنعة واقية يتابعون السوق في بورصة الكويت بمدينة الكويت (أ.ف.ب)
TT

بورصات الخليج تتراجع على وقع انتشار فيروس كورونا

متداولون كويتيون يرتدون أقنعة واقية يتابعون السوق في بورصة الكويت بمدينة الكويت (أ.ف.ب)
متداولون كويتيون يرتدون أقنعة واقية يتابعون السوق في بورصة الكويت بمدينة الكويت (أ.ف.ب)

تراجعت بورصات دول الخليج، بشكل حاد، في بداية أسبوع جديد من التعاملات المالية، اليوم (الأحد)، على خلفية التأثيرات الاقتصادية لانتشار فيروس كورونا المستجد، التي أصابت الأسواق العالمية بالذعر.
كانت البورصات الأوروبية تراجعت في نهاية الأسبوع الماضي بنسب هي الأكبر منذ الأزمة المالية في 2008 - 2009، عندما دخل الاقتصاد العالمي مرحلة ركود.
كما تدهور مؤشر «وول ستريت»، قبل أن يمتد التراجع إلى الأسواق الآسيوية.
وفي الخليج، سجّلت بورصة الكويت أكبر التراجعات اليوم، حيث انخفض المؤشر العام للأسهم بنحو 10 في المائة، ما دفع بالسلطات إلى وقف التعاملات فيها، علماً بأن البورصة كانت مغلقة في معظم أيام الأسبوع الماضي بسبب عطلة العيد الوطني.
وتراجع مركز دبي المالي بنسبة 4.5 في المائة، وأبوظبي بـ3.3 في المائة بعد نحو ساعة على انطلاق التعاملات، فيما تراجعت في البحرين 3.6 في المائة، و1.1 في المائة في سلطنة عمان. وأعلنت قطر أنّ بورصتها مغلقة أمام التعاملات بسبب عطلة للمصارف.
أمّا سوق المال السعودية، الأكبر في المنطقة، فتراجعت بنسبة 3.5 في المائة، مع تسجيل سهم شركة «أرامكو» خسائر، ليستقر سعره عند 32.5، وهو أعلى بنصف ريال فقط من السعر الرئيسي لدى إدراجه في السوق في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وقال إم أر راغو نائب الرئيس التنفيذي في إدارة الأبحاث المنشورة بالمركز المالي الكويتي لوكالة الصحافة الفرنسية، إنّ بورصات دول الخليج «تشهد تراجعاً، بينما ترتفع درجات الذعر حيال فيروس كورونا في المنطقة». وأضاف: «التقديرات الأولية بأن الفيروس يمكن احتواؤه في الصين برهنت أنها غير واقعية، حيث إن الحالات في الخارج مستمرة في التزايد».
وانتشر فيروس كورونا المستجد سريعاً في الكويت والبحرين والإمارات، ثم انتقل إلى عمان وقطر، ما دفع بالسلطات في هذه الدول إلى اتخاذ إجراءات احترازية، بينها وقف رحلات طيران مع دول تفشى فيها الفيروس، وإغلاق مدارس، وإلغاء فعاليات.
ووحدها السعودية من بين دول الخليج الست، لم تسجّل حتى الآن أي إصابات، لكنّها علقت تأشيرة العمرة ومنعت مواطني عدة دول من حاملي التأشيرات السياحية من دخولها خشية وصول الفيروس إليها.
وهناك 46 حالة في الكويت، و41 في البحرين، و21 في الإمارات، و6 إصابات في عمان، وإصابة واحدة في قطر، وغالبيتهم العظمى أشخاص عادوا مؤخراً من إيران، حيث توفي 43 شخصاً بسبب الفيروس.
ويرى محللون أنّ خطورة الوباء على الصحة، في حدّ ذاتها، أقل ما يُقلق مقابل التدابير المتخذة لاحتوائه، التي ستُسبب أضراراً بالنسبة للاقتصاد العالمي.
وتستعد السعودية لاستضافة اجتماعات مجموعة العشرين في نوفمبر (تشرين الثاني)، بينما تراهن دبي على معرض «إكسبو»، الذي من المفترض أن يفتح أبوابه في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل لإنعاش اقتصادها المتراجع.
وأنفقت الإمارة التي يزورها نحو 16 مليون شخص سنوياً، مليارات الدولارات على المعرض العالمي.
وقال المكتب الإعلامي لـ«إكسبو»، رداً على أسئلة لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «سلامة وصحة جميع زوار (إكسبو 2020) في دبي أهمية قصوى بالنسبة لنا، ونحن نعمل عن كثب مع وزارة الصحة في الإمارات لاتباع الإجراءات التي تقرها». وأضاف: «سنواصل متابعة الأوضاع عن قرب، ونأمل أن تسهم الجهود العالمية في السيطرة على الفيروس».
وتراجعت أسعار النفط بنحو 4 في المائة، الجمعة، لتبلغ أدنى مستوياتها منذ أكثر من عام. فانخفض سعر برميل نفط برنت تسليم أبريل (نيسان) إلى 50.05 دولار في تعاملات الصباح، بينما بلغ برميل غرب تكساس الوسيط تسليم الشهر نفسه 44.95 دولار.
وتؤثّر أسعار الخام، بشكل مباشر، على الأداء الاقتصادي لدول الخليج الغنية بالنفط، التي تعتمد عليه كمصدر رئيسي لإيراداتها.
وقال مات مالي، الخبير في شركة «ميلر تاباك» للخدمات المالية، إنّ «تدفق الأخبار (...) سلبي للغاية، وسيجعل التركيز على (...) صباح الاثنين»، عندما تبدأ التعاملات المالية حول العالم، «أكثر أهمية مما كان عليه يوم الجمعة».
ورأى مالي أنّه من المبكر توقع سيناريوهات أسوأ بالنسبة لأسواق المال، لكنه حذّر، حسب ما نقلت عنه وكالة «بلومبرغ»، من أنّه «إذا سارت الأمور في اتجاه واحد، فسيكون من الصعب للغاية العودة عن ذلك».


مقالات ذات صلة

تطلُّع خليجي لعودة السلام في لبنان بعد انتخاب جوزيف عون

الخليج البديوي يأمل بأن تتعزز العلاقات التاريخية بين الخليج ولبنان (مجلس التعاون)

تطلُّع خليجي لعودة السلام في لبنان بعد انتخاب جوزيف عون

تطلّع جاسم البديوي، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، لأن يسهم انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للبنان، في استعادة الأمن والسلام في البلاد وتحقيق تطلعات الشعب.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الغرابة (SWNS)

تمثال غريب الشكل في الكويت يُحيِّر علماء الآثار

اكتُشف رأسٌ غريب الشكل لكائن غير معروف، من الفخار، يعود إلى آلاف السنوات خلال عملية تنقيب في الكويت، مما أثار حيرة علماء الآثار بشأنه.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
يوميات الشرق التقرير المناخي المعني بفصل الشتاء في السعودية يُشير إلى اعتدال نسبي هذا العام (واس)

موجة باردة تؤثر على دول الخليج... والحرارة تصل للصفر

موجة باردة تشهدها دول الخليج تسببت في مزيد من الانخفاض لدرجات الحرارة، لتقترب من درجة صفر مئوية في عدد من المناطق.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عربية لاعبو الكويت وحسرة عقب الخروج من البطولة (خليجي 26)

الكويتي خالد إبراهيم: خسرنا اللقب وكسبنا نجوم المستقبل

أكد خالد إبراهيم، مدافع منتخب الكويت، أنهم خرجوا بمكاسب كبيرة من بطولة الخليج، وذلك عقب خسارتهم على يد البحرين 0-1 في نصف النهائي.

علي القطان (الكويت )
رياضة عالمية بيتزي يوجه لاعبيه خلال المباراة (خليجي 26)

بيتزي مدرب الكويت: لست قلقاً على مستقبلي

قال الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي مدرب الكويت، إنه ليس قلقاً على مستقبله مع الفريق رغم الهزيمة 1 - صفر أمام البحرين الثلاثاء.

نواف العقيل (الكويت )

سندات لبنان الدولارية تعزز مكاسبها بعد انتخاب رئيس للجمهورية

نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
TT

سندات لبنان الدولارية تعزز مكاسبها بعد انتخاب رئيس للجمهورية

نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)

واصلت سندات لبنان الدولارية مكاسبها بعد انتخاب قائد الجيش، العماد جوزيف عون، رئيساً للجمهورية بعد أكثر من عامين من الفراغ الرئاسي، في خطوة يعدّها كثيرون بداية للانفراج السياسي بالبلاد.

يأتي هذا التحول بعد 12 محاولة فاشلة لاختيار رئيس، مما عزز الأمل في أن لبنان قد يبدأ معالجة أزماته الاقتصادية العميقة.

ومنذ الإعلان عن فوز عون، شهدت «سندات لبنان الدولارية (اليوروباوندز)» ارتفاعاً ملحوظاً، مما يعكس التفاؤل الحذر حيال استقرار البلاد.

ومع ذلك، تبقى أسعار السندات اللبنانية من بين الأدنى عالمياً، في ظل التحديات الاقتصادية المستمرة التي يواجهها لبنان نتيجة الانهيار المالي الذي بدأ في عام 2019. وفي التفاصيل، انتعش معظم سندات لبنان الدولية، التي كانت متعثرة منذ عام 2020، بعد الإعلان عن فوز عون، لترتفع أكثر من 7 في المائة وبنحو 16.1 سنتاً على الدولار. منذ أواخر ديسمبر (كانون الأول)، كانت سندات لبنان الدولارية تسجل ارتفاعات بشكل ملحوظ.

وتأتي هذه الزيادة في قيمة السندات خلال وقت حساس، فلا يزال الاقتصاد اللبناني يترنح تحت وطأة تداعيات الانهيار المالي المدمر الذي بدأ في عام 2019. فقد أثرت هذه الأزمة بشكل عميق على القطاعات المختلفة، مما جعل من لبنان أحد أكثر البلدان عرضة للأزمات المالية في المنطقة.