أعرب النجم الإنجليزي ديفيد بيكام عن أمله في أن ينجح الدوري الأميركي الممتاز، الذي سينطلق موسمه الخامس والعشرون اليوم، في منافسة الدوريات الأوروبية الكبرى خلال العشر سنوات المقبلة.
وكان القائد السابق للمنتخب الإنجليزي يحدوه الأمل والتفاؤل خلال الحفل الذي أقيم الأربعاء في وسط مدينة مانهاتن، على هامش انطلاق الموسم الجديد لبطولة الدوري، وقبل أيام من المباراة التي سيلعبها نادي إنتر ميامي، الذي يملكه، مباراته الافتتاحية في الموسم الجديد على ملعب «بانك أوف كاليفورنيا».
وقال بيكام: «عندما انتقلت إلى لوس أنجليس للمرة الأولى عام 2007. كان اللعب مع فريق مختلف في دوري لم ينطلق إلا من سنوات قصيرة يمثل تحدياً وإثارة كبيرة بالنسبة لي. لقد تم الترحيب بنا بطريقة لا يمكن تصديقها، لكن الشيء المؤكد هو أن بطولة الدوري الأميركي قد وصلت إلى مستوى مختلف تماماً عن اللحظة التي وصلتُ فيها إلى هناك».
وأضاف: «لكن لو سألتني عما إذا كنت أعتقد أن الدوري الأميركي الممتاز سيتمكن من منافسة البطولات الأوروبية خلال السنوات العشر المقبلة، فسأقول لك إن هذا هو ما نتمناه جميعاً. وهذا هو ما نسعى جاهدين لتحقيقه والالتزام به. ينبغي ألا تكون هذه البطولة مجرد مكان يأتي إليه اللاعبون من أوروبا قبل اعتزالهم، فنحن لا نريد ذلك. إننا (كملاك للأندية وكمستثمرين) لا نريد أن يحدث ذلك».
وكان جورج ماس، أحد ملاك النادي الأربعة إلى جانب بيكام، متفائلاً أيضاً، وأشار إلى أنه يعتقد أن الدوري الأميركي الممتاز في وضع يُمكنه من منافسة الدوريات الأوروبية بحلول عام 2045.
وقال ماس: «أعتقد أن الدوري الأميركي الممتاز سيكون واحداً من أقوى البطولات الرياضية في الولايات المتحدة. وأعتقد أنه سيكون على قدم المساواة مع (أو حتى يتجاوز) أفضل الدوريات في العالم: الدوري الإنجليزي الممتاز أو الدوري الإيطالي أو الدوري الإسباني. وأعتقد أنه في غضون 25 عاماً من الآن سيصل الدوري الأميركي الممتاز إلى المكانة الحالية للدوري الإنجليزي الممتاز».
لقد مرت 13 عاماً منذ انتقال بيكام المفاجئ إلى لوس أنجليس غالاكسي، وهي الصفقة التي تضمنت بنداً يتيح للنجم الإنجليزي شراء نادٍ يلعب في الدوري الأميركي الممتاز بسعر مخفض بعد اعتزاله كرة القدم.
وخلال السنوات السبع التي تلت اعتزاله، واجه بيكام كثيراً من الصعوبات، بما في ذلك صراع طويل الأمد على بناء ملعب للفريق، ومطالب مالية ضخمة من مُلاك الأراضي الخاصة، واكتشاف تلوث بالزرنيخ في ملعب الغولف حيث سيتم بناء ملعب «ميامي فريدوم بارك» الذي يتسع لـ25 ألف متفرج. وفي الآونة الأخيرة، دخل بيكام في معركة شرسة مع نادي إنترميلان الإيطالي بشأن استخدام كلمة «إنتر» في اسم نادي «إنتر ميامي» الذي يملكه؛ حيث يزعم النادي الإيطالي إن كلمة «إنتر» عبارة عن مصطلح مرادف للأندية التي تلعب في الدوري الإيطالي الممتاز.
وقال بيكام يوم الأربعاء الماضي: «لم أكن أعلم حجم الصعوبات التي تواجه من يريد تأسيس نادٍ جديد. ما حدث في نهاية هذا الأسبوع هو مكافأة لنا على المثابرة والعناد، كما تقول زوجتي، وعلى رغبتنا القوية في الاستمرار في معرفة أن هذا هو الشيء الصحيح الذي يتعين علينا القيام به».
وكان انضمام ناديَيْ «إنتر ميامي» و«ناشفيل» لمصاف فرق الدوري الممتاز الأميركي يعني زيادة الأندية المشاركة في المسابقة إلى 26 في موسم 2020. وسيشهد الموسم المقبل مشاركة ناديين جديدين هما أوستن وتشارلوت، في حين سيشهد موسم 2022 انضمام ناديي سانت لويس وساكرامنتو.
وقال رئيس رابطة الدوري الأميركي الممتاز، دون غاربر، إن القائمين على البطولة لا يزالون على اتصال مع أندية ديترويت ولاس فيغاس وفينيكس وسان دييغو من أجل انضمامها للمسابقة. ولا توجد خطط حالية لزيادة أندية المسابقة عن 30 نادياً، لكن بيكام أشار إلى احتمال إعادة هيكلة النظام الحالي للدوري الأميركي لكرة القدم، بما في ذلك تغييرات في نظام الصعود والهبوط.
وقال بيكام: «لحسن الحظ، فإنني لم أهبط مع أي فريق لعبتُ معه من قبل، وكان من حسن حظي أنني كنت ألعب مع أندية تنافس دائماً على الحصول على البطولات والألقاب. لكنني اعتدت على مدار تلك السنوات أن أكون جزءاً من المسابقات التي ألعب فيها، وهي المسابقات التي توجد بها أنظمة تحدد كيفية هبوط الأندية للقسم الأدنى. ومن المؤكد أن نظام الهبوط يجعل المسابقة أكثر متعة وإثارة. لكن عندما تتحدث عن مسابقة لم تتم إقامتها إلا منذ 25 عاماً، فيجب أن يكون هناك استقرار حقيقي في بطولة الدوري قبل أن نصل إلى هذه النقطة».
وأضاف: «أعتقد أننا في مرحلة الآن تشهد إنشاء المزيد من الأندية، وهو ما يعني انضمام عدد أكبر من الأندية إلى هذه المسابقة، وببناء عدد أكبر من الملاعب، وهو أمر رائع. ومن يدري ما الذي سيحدث في المستقبل؟ لكننا متحمسون لما يحدث الآن».
وعين نادي إنتر ميامي الذي يملكه بيكام الأوروغواياني دييغو ألونسو مدرباً للفريق قبل بدء مشواره في المسابقة. وقاد ألونسو مهاجم أوروغواي السابق فريق مونتيري المكسيكي إلى الفوز بلقب دوري اتحاد أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي (الكونكاكاف) هذا العام، والتأهل لكأس العالم للأندية في قطر، بعدما درّب باتشوكا بين عامي 2014 و2018.
وعمل ألونسو (44 عاماً) الذي لعب لعدة أندية في إسبانيا منها أتلتيكو مدريد وفالنسيا، مدرباً في أوروغواي وباراغواي قبل وصوله للمكسيك في 2014.
وتأتي مشاركة إنتر ميامي في موسم 2020 لأول مرة وسط نمو متزايد للمسابقة، بعد انضمام 19 فريقاً مختلفاً للدوري منذ 2005.
وقد ضمّ نادي إنتر ميامي نجم المنتخب المكسيكي، رودولفو بيزارو، مقابل 12 مليون دولار من نادي مونتيري. وحول ذلك قال بيكام: «نحن سعداء للغاية بضم هذا اللاعب الشاب الموهوب، وهو في قمة عطائه الكروي. لكننا ما زلنا نريد مواصلة تطوير هذا النادي وتنميته. لقد تعلمت هذا الأمر من السير أليكس فيرغسون، الذي كان يؤمن بأنه لا يجب عليك التعاقد مع أبرز وأشهر اللاعبين في بعض الأحيان، لكن يتعين عليك أن تختار اللاعبين المناسبين لناديك في المقام الأول. يجب أن نبحث عن التعاقد مع اللاعبين الذين يناسبون ثقافة نادينا، والطريقة التي يلعب بها فريقنا، وأن يكونوا قادرين على الاندماج في صفوف الفريق الذي كونّاه بالفعل».
وأضاف: «إننا نشعر بأننا نلفت أنظار العالم لهذا النادي، وهذا هو الأمر الذي يثير حماسنا. إننا فخورون للغاية بالإحصائيات التي تشير إلى أننا أحد أكثر الأندية التي يتم الحديث عنها في عالم كرة القدم حالياً، حتى قبل أن نلعب أي مباراة رسمية».
وبجانب ميامي، يستهل ناشفيل ظهوره الأول في البطولة، ووضحت رغبته في الاعتماد على القوة الدفاعية عندما تعاقد مع اللاعب الأميركي المخضرم ووكر زيمرمان.
وبلغت صفقة زيمرمان (26 عاماً)، نحو 1.25 مليون دولار، وهي الأعلى بالنسبة لمدافع في البطولة، متفوقاً على الصفقة السابقة التي بلغت مليون دولار عندما تعاقد مينيسوتا يونايتد مع إيكي أوبارا في الموسم الماضي.
وسيأمل زيمرمان، الذي كان بين التشكيلة الأفضل للبطولة في الموسم الماضي والمشارك في مباراة كل النجوم عندما كان يلعب مع لوس أنجليس إف سي، في أن يتفادى ناشفيل مصير سينسناتي في 2019، عندما أنهى المسابقة بأسوأ سجلّ، إذ حصد 24 نقطة في 34 مباراة.
وسيخطف المكسيكي المخضرم خافيير هيرنانديز مهاجم لوس أنجليس غالاكسي الأضواء مع افتتاح الدوري الذي يحتفل بمرور 25 عاماً على انطلاقه.
وستشهد البطولة، التي تضم 26 فريقاً، محاولة البطل سياتل ساوندرز الفوز باللقب للمرة الثالثة في خمسة مواسم، فيما يأمل لوس أنجليس إف سي في البناء على موسم 2019، الذي حطم فيه الأرقام القياسية.
وحل هيرنانديز، هدّاف المكسيك عبر العصور، بدلاً من زلاتان إبراهيموفيتش في غالاكسي، وسيضيف مجيئه قوة للمنافسة مع لوس أنجليس إف سي الذي يقوده مواطنه كارلوس فيلا، الفائز بجائزة أفضل لاعب في الموسم الماضي.
وسيستهل هيرنانديز، مهاجم مانشستر يونايتد السابق والقادم في أكبر صفقة انتقال هذا الموسم مقابل 9.5 مليون دولار من إشبيلية، مشواره في البطولة بمواجهة هيوستون دينامو الذي يبدأ عهداً جديداً مع المدرب الأميركي المخضرم تاب راموس.
بيكام يأمل أن ينافس الدوري الأميركي البطولات الأوروبية خلال 10 سنوات
النجم الإنجليزي مالك نادي إنتر ميامي يستعد لخوض مباراته الأولى مع انطلاق الموسم الخامس والعشرين للمسابقة
بيكام يأمل أن ينافس الدوري الأميركي البطولات الأوروبية خلال 10 سنوات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة