علاء مبارك ينشر فيديو مؤثراً بصوت والده قبل وفاته

الرئيس الأسبق دعا إلى الانتباه لما يحاك لمصر من مؤامرات

TT

علاء مبارك ينشر فيديو مؤثراً بصوت والده قبل وفاته

نشر علاء مبارك، نجل الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك أمس على «تويتر» فيديو مؤثرا، بصوت والده قبل وفاته. فيما بدا كأنه رسالة مبارك الأخيرة، ونصيحته للمصريين. وتضمن الفيديو بعضاً من آخر كلمات الرئيس الأسبق، حيث قال في صوت يبدو عليه التعب: «لعل حديثي أمامكم هو آخر ما أتحدث به، حتى ينتهي العمر، ويحين الأجل، وأوارى في تراب مصر الطاهر... وإنني وقد اقترب العمر من نهايته، أحمد الله، مرتاح الضمير أن قضيته مدافعاً عن مصر ومصالحها وأبنائها حرباً وسلاماً».
ووجه مبارك في الفيديو رسالة قائلاً إنني «بخبرة السنين، أقول لكل مصري ومصرية حافظوا على وحدة الوطن، والتفوا حول قيادته، وانتبهوا لما يحدق بالوطن من أخطار، وما يحاك له من مخططات ومؤامرات... فمصر أمانة فاحفظوها، واحملوا رايتها، وامضوا بها إلى الأمام». واختتم حديثه بالقول: «حمى الله مصر ورعاها، وأعلى رايتها وحمى شعبها الأبي الأصيل». وقد حظي مقطع فيديو الرئيس الأسبق باهتمام كبير من رواد «تويتر».
وتولى مبارك حكم البلاد لثلاثين عاماً، وكان قائداً للقوات الجوية بالجيش المصري أثناء حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973. وتوفي مبارك عن عمر ناهز 91 عاماً، وشيع جثمانه الأربعاء الماضي، في جنازة عسكرية من مسجد المشير طنطاوي، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي. ودفن بمقابر العائلة بمنطقة مصر الجديدة شرق القاهرة. وأعلنت مصر الحداد لمدة ثلاثة أيام في البلاد.
وأقيم عزاء مبارك مساء أمس، في مسجد المشير بالتجمع الخامس شرق القاهرة، وسط حضور رسمي، وشعبي، وعربي، حيث شهد العزاء حضور عدد كبير من الفنانين، والرياضيين، والشخصيات العامة، ورموز نظام مبارك، وجمع من المواطنين، فيما شهد محيط المسجد تشديدات أمنية مكثفة لتأمين العزاء.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.