إجراءات الحماية من «كوفيد ـ 19» تعيد فرض جواز السفر لتنقل الخليجيين

ارتفاع الإصابات في الكويت وعمان... وتعديل على التقويم الدراسي الكويتي

رجل يتجول بكمامة وقائية في الكويت أمس (أ.ف.ب)
رجل يتجول بكمامة وقائية في الكويت أمس (أ.ف.ب)
TT

إجراءات الحماية من «كوفيد ـ 19» تعيد فرض جواز السفر لتنقل الخليجيين

رجل يتجول بكمامة وقائية في الكويت أمس (أ.ف.ب)
رجل يتجول بكمامة وقائية في الكويت أمس (أ.ف.ب)

ازدادت التدابير الاحترازية لمواجهة فيروس «كورونا» الجديد (كوفيد - 19) في دول الخليج، حيث قررت ثلاث دول وقف التنقل ببطاقة الهوية الوطنية مؤقتاً، في إجراءٍ هو الأول منذ إعلان بدء تطبيق التنقل بالبطاقة دون جواز السفر قبل أكثر من 14 عاماً.
وعزّزت الإجراءات التي اتّخذتها الدول الخليجية الثلاث، السعودية والإمارات والكويت، من المدى الوقائي في سبيل تحقيق خطوات أكبر بين الدول كافة، خصوصاً أن الرحلات متاحة بين معظم هذه الدول وإيران، التي تشكّل اليوم بؤرة لانتشار الفيروس في منطقة الشرق الأوسط.

السعودية
قرّرت السعودية للوقاية من فيروس كورونا الجديد بعد أن وصل إلى بعض الدول الخليجية قادماً من إيران، اتّخاذ إجراء تعليق استخدام الهوية الوطنية لمواطني دول مجلس التعاون للتنقل بينها، والعودة إلى استخدام جواز السفر للتنقل لتتحقق الجهات المعنية في منافذ السعودية من الدول التي سافر إليها مواطنو دول مجلس التعاون قبل وصولهم إلى المملكة.
ولم يكفّ أن تُصدر المديرية العامة للجوازات في السعودية بياناً تدعو فيه جميع المسافرين القادمين إلى المملكة عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية كافة إلى ضرورة الإفصاح أمام موظفي الجوازات عن وجودهم في جمهورية الصين الشعبية أو إيران خلال الأيام الخمسة عشر السابقة لوصولهم، ضمن الإجراءات الصحية المعتمدة للوقاية من فيروس «كورونا الجديد».
ورغم أنّها ملزمة لجميع القادمين إلى السعودية، حتى مواطني مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فإن السعودية اتخذت إجراءات تسعى إلى توفير أقصى درجات الحماية لسلامة المواطنين والمقيمين وكل من ينوي أن يفد إلى أراضي المملكة من مواطني دول مجلس التعاون، بتطبيق أعلى المعايير الاحترازية، واتخاذ إجراءات وقائية استباقية لمنع وصول فيروس كورونا الجديد إلى السعودية وانتشاره، عبر تعليق استخدام المواطنين السعوديين ومواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بطاقة الهوية الوطنية للتنقل من وإلى المملكة.
ويُستثنى من ذلك السعوديون الموجودون في الخارج في حال كان خروجهم من المملكة ببطاقة الهوية الوطنية، ومواطنو دول مجلس التعاون الموجودون داخل المملكة حالياً، ويرغبون في العودة منها إلى دولهم، في حال كان دخولهم ببطاقة الهوية الوطنية، وذلك لتتحقق الجهات المعنية في المنافذ من الدول التي زارها القادم قبل وصوله إلى المملكة، وتطبيق الاحترازات الصحية للتعامل مع القادمين من تلك الدول.
وقالت وزارة الخارجية السعودية إن هذه الإجراءات مؤقتة، وتخضع للتقييم المستمر من الجهات المختصة.
وأكدت الوزارة حرص حكومة المملكة من خلال الجهات الصحية المختصة في السعودية؛ على تطبيق المعايير الدولية المعتمدة، ودعم جهود الدول والمنظمات الدولية وبالأخص منظمة الصحة العالمية لوقف انتشار الفيروس ومحاصرته والقضاء عليه.

البحرين
في تطور جديد، قالت وزارة الصحة البحرينية أمس، إن العائدين من إيران خلال فبراير (شباط) الجاري قد يشكلون مصدراً لنشر فيروس كورونا الجديد (كوفيد - 19) في إشارة إلى الفترة التي سبقت إعلان إيران تسجيل إصابات بالفيروس. وقالت الوزارة إن إحدى حالات الإصابة التي تم تسجيلها كانت لمواطن قدم من إيران قبل إعلان انتشار فيروس كورونا في المدن الإيرانية، وقد قام بالاتصال بالرقم المخصص فور شعوره بالأعراض المرتبطة بالفيروس، وتم نقله عبر الإسعاف المخصص لمثل هذه الحالات واتباع الإجراءات المعمول بها لعزله ومتابعة علاجه، والقيام بعزل وفحص المخالطين له في المراكز المخصصة لذلك.
وبدا جسر الملك فهد الذي يربط السعودية بالبحرين، أمس، في منطقة الإجراءات شبه خاوٍ بعد تعليق السفر بعد ارتفاع عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا في البحرين، وانخفض معدل العبور إلى أقل من 20 دقيقة لبداية الإجازة الأسبوعية التي تصادف يوم أمس، صرف مرتبات الموظفين، وهو زمن قياسي لم يشهده الجسر طوال تاريخه فخلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي كان معدل العبور اليومي يصل إلى 114 ألف مسافر يومياً.
وأعلنت وزارة الصحة في مملكة البحرين، أمس، ارتفاع عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا إلى 33 حالة في المملكة بعد تسجيل 7 حالات جديدة.
وأوضحت وزارة الصحة أن الحالات التي تم اكتشافها أمس، وعددها 7 حالات، أُصيبت بالعدوي قبل دخولها مملكة البحرين وهي لمواطنات قادمات عن طريق رحلات جوية غير مباشرة من إيران عبر مطار البحرين الدولي.
وقد أجرت الفرق الصحية في المطار الفحوصات اللازمة للمصابات فور وصولهن في القاعة المخصصة للقادمين من الدول التي تفشى فيها المرض وتم وضعهن بالحجر الصحي الاحترازي، وبعد الاشتباه بإصابتهن بالفيروس تم اتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة، حيث أظهرت نتائج التحاليل المخبرية إصابتهن بالفيروس.
كما أعلنت شؤون الطيران المدني في البحرين، أمس، عن تقليل عدد الرحلات التي يستقبلها مطار البحرين الدولي من دول المنطقة وتمديد تعليق جميع الرحلات القادمة من مطاري دبي والشارقة الدوليين لمدة 48 ساعة إضافية ضمن الإجراءات الاحترازية للحفاظ على سلامة المواطنين والمقيمين من فيروس كورونا، وعلّقت جميع الرحلات القادمة والمغادرة مع العراق ولبنان حتى إشعار آخر.
وضمن الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية اللازمة للتصدي لفيروس كورونا ومنع انتشاره، وبعد القرار إلزام جميع مكاتب السفر والسياحة بالوقف الفوري للعروض الترويجية للسفر إلى إيران، أعلنت هيئة البحرين للسياحة والمعارض أمس، غلق مكتبين للسفر غير مرخصين يقومان بالإعلان عن عروض ترويجية لعدد من الوجهات السياحية ومن ضمنها إيران.

الكويت
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الكويتية، أمس، ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا إلى 43 شخصاً جميعهم قدِموا من إيران. وأشارت الوزارة إلى أن المصابين يخضعون للعلاج في 3 مراكز حجر صحي، وأوضحت أن «جميع الحالات مستقرة وتتلقى الرعاية اللازمة».
ودعا مجلس الوزراء الكويتي المواطنين كافة إلى عدم السفر إلى خارج البلاد إلا في حالات الضرورة، بسبب تداعيات فيروس كورونا. وصرّح أنس الصالح، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بأن «مجلس الوزراء يدعو المواطنين كافة إلى عدم السفر خارج البلاد إلا في حالات الضرورة، وذلك تجنباً لتعرضهم للإجراءات الاحترازية التي قد تفرضها الدول لدخول المسافرين أو مغادرتهم في أي وقت وحرصاً على سلامتهم وصحتهم».
وعلّقت الكويت استخدام مواطنيها ومواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج للبطاقة الشخصية للتنقل من وإلى الكويت مؤقتاً، في إطار الإجراءات لمواجهة فيروس كورونا.
وذكرت الداخلية الكويتية في بيان نقلته وكالة «كونا» أن القرار يستثني الكويتيين الموجودين بالخارج في حال خروجهم بالبطاقة المدنية ومواطني دول مجلس التعاون الموجودين داخل الكويت في حال دخولهم بالبطاقة الشخصية (الهوية الوطنية) الخاصة بهم، موضحة أن هذا الإجراء مؤقت ومن شأنه إطلاع الجهات المعنية بالمنافذ على الدول التي زارها القادم قبل وصوله لدولة الكويت لتطبيق الإجراءات الاحترازية الصحية عليه.
كما أعلنت وزارة الصحة الكويتية أمس، فرضها إقراراً على جميع المغادرين من مطار الكويت أو المنافذ البرية يتم التوقيع عليه قبل مغادرتهم البلاد. وذكرت أن الإقرار يتضمن التزام المسافر بالأوامر واللوائح الصادرة من الجهات الرسمية المتوجّه إليها، وأن يقر عند عودته للكويت بالالتزام بتعليمات وزارتي الصحة والداخلية من تاريخ وصوله إلى البلاد ولمدة الحجر الصحي إنْ تطلّب الأمر وفق الإجراءات المتّبعة من السلطات المختصة بالكويت، وذلك وفقاً للمرسوم بقانون رقم (8 لعام 1969). وأضافت أن الإقرار يتضمن كذلك تعهد المسافر بالبقاء في مكان الحجر الصحي المحدد له من السلطات، ووفق ما تقرره السلطات، بمدة لا تقل عن 14 يوماً مع التعاون التام معهم، وذلك للحد من انتشار الفيروس في دولة الكويت وتقديم المصلحة العامة، لحماية المجتمع من أي أمراض أو أوبئة. وبيّنت أن الإقرار يتضمن أيضاً الالتزام بكل الإجراءات التي تراها الجهات الرسمية حماية له ولغيره، وأنه في حال عدم الالتزام بتلك الإجراءات وفقاً لمواد القانون المذكور سيعرّض نفسه للعقوبات والمساءلة القانونية.
وأعلن وزير التربية والتعليم العالي الدكتور سعود الحربي، عن تعديل التقويم الدراسي. وقال الحربي في تصريح صحافي، أمس، إنه حرصاً على سلامة الأبناء الطلبة وجميع العاملين في الوزارة تم اتخاذ العديد من الإجراءات منها استمرار الدراسة إلى نهاية شهر رمضان، وذلك ضماناً لتطبيق الخطة المقررة الخاصة بالمناهج الدراسية. وأوضح أن الاختبارات ستبدأ بعد عيد الفطر مباشرةً لجميع المراحل الدراسية.

الإمارات
بدورها، علّقت الإمارات التنقل باستخدام بطاقة الهوية الوطنية بصفة مؤقتة لمواطنيها ومواطني دول مجلس التعاون اعتباراً من اليوم، وذلك ضمن سلسلة إجراءات احترازية للحد من تفشي فيروس كورونا الجديد، وذلك بإلزامية استخدام وثيقة جواز السفر المعتمد لبيان ورصد حركة تنقل الأفراد من وإلى الدول التي يشكل انتشار فيروس كورونا الجديد فيها خطراً على المواطنين والمقيمين.
إلى ذلك، أعلنت الهيئة الاتحادية للمواصلات البرية والبحرية الإماراتية تعليق خدمات نقل الركاب للعبّارات (الفيري) مع إيران وحتى إشعار آخر. وألزمت جميع السفن التجارية القادمة إلى البلاد تقديم بيان عن حالة البحّارة الصحية قبل وصولها بـ72 ساعة، لرصد الحالات المشتبهة بين البحّارة للتعامل معها وفق الإجراءات الصحية البحرية المتعارف عليها دولياً وبما يضمن منع انتقال العدوى، وذلك في إطار الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الإمارات لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
وأشعرت الهيئةُ الموانئ العاملة في البلاد بأهمية إبلاغها عن أي أعراض توحي بالإصابة بفيروس كورونا على متن السفن الراسية أو الموجودة على أرصفتها، آخذين بعين الاعتبار الإرشادات الصحية الصارمة التي تفرضها المنظمة البحرية الدولية في مثل هذه الحالات وبما يسهم في تطويقها ومنع انتشارها.

عمان
أعلنت وزارة الصحة العمانية عن تسجيل حالة إصابة جديدة بمرض فيروس كورونا الجديد مرتبطة بالسفر إلى إيران، ليصبح عدد الحالات المسجلة في السلطنة 5 حتى تاريخ اليوم، وجميع الحالات في حالة صحية مستقرة كما لا توجد أي وفيات.

قطر
وجّه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بإجلاء مواطني بلاده والكويتيين من إيران، في وقت سابق أول من أمس، وهو إجراء يعقب إلغاء الخطوط القطرية رحلاتها إلى إيران حتى 14 مارس (آذار). فيما أصدرت السفارة الإيرانية في الدوحة بياناً نصحت فيه الرعايا الإيرانيين بتجنب السفر إلى قطر، تزامناً مع الاحتياطات التي اتخذتها الحكومة القطرية بشأن البلدان التي تعاني من حالات إصابة بفيروس كورونا الجديد.



من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.