تصريحات تهز المعركة الانتخابية الإسرائيلية

فجّر رئيس حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو» أفيغدور ليبرمان، قنبلة سياسية هزت المعركة الانتخابية الإسرائيلية وأكبر حزبين بشكل خاص، إذ قال إنه لن يوصي رئيس الدولة بتكليف أيٍّ من المرشحين لتشكيل حكومة. فكلاهما فاشل: بنيامين نتنياهو شخص لم يعد يهمه شيء من مصالح إسرائيل أو وظيفة رئيس الحكومة ويهتم فقط بنفسه وكيف سيتملص من محاكمته بتهمة الفساد، وبيني غانتس شخصية ضعيفة عديم التجربة. وكلاهما يخضع لابتزاز الأحزاب الدينية.
وقال ليبرمان إن توصيته رئيس الدولة رؤوبين رفلين، بعد الانتخابات الجارية، الاثنين القادم، ستكون أن يكلفه هو شخصياً بتشكيل الحكومة. وقال: «أنا الوحيد بين المرشحين الذي يصلح لأن يكون رئيساً للحكومة».
وأكد ليبرمان أن موقفه هذا لم يأتِ بغرض التخريب على الجهود لتشكيل الحكومة. وقال في لقاء مع موقع «واي نت» التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس (الخميس)، إنه «لن تكون هناك انتخابات رابعة، وبالتأكيد ستقوم حكومة». وأضاف: «اليوم يلهث نتنياهو وغانتس وراء السياسيين والأحزاب والناخبين. ولكن لهاثهم الحقيقي سيكون بعد الانتخابات. أنا من جهتي أبلغهما من الآن، لن أكون في حكومة واحدة مع نتنياهو شخصياً، لكنني مستعد لأن أكون مع الليكود من دونه. ولست مستعداً لأن أكون مع القائمة المشتركة (العربية)، في أي تحالف. وأما غانتس فعليه أن يثبت أنه متحرر من ابتزاز المتدينين».
المعروف أن استطلاعات الرأي في إسرائيل ما زالت تبيّن توازن قوى بين معسكر نتنياهو اليميني المتطرف وبين معسكر غانتس المفكك. فقد نجح نتنياهو في إقامة تكتل يميني مغلق من 55 نائباً من مجموع 120. يلتزم بالذهاب وراءه شخصياً ولا يفاوض أي حزب آخر. بينما غانتس يضم في معسكره تحالف الأحزاب اليهودية اليسارية ويضم 44 مقعداً، ويحتاج إلى «القائمة المشتركة» التي تعلن أنها لن توصي به رئيساً للحكومة ويعلن هو في المقابل أنه لن يضمها لائتلافه، وتتوقع لها الاستطلاعات أن تزيد بمقعد واحد وتصبح 14 مقعداً. وبقي حزب ليبرمان لسان الميزان، يرفض التحالف مع نتنياهو ويرفض التحالف مع «المشتركة». ولذلك لا أحد يفهم كيف ستقوم حكومة في هذا الوضع. ويبذل كل من نتنياهو وغانتس الجهود لزيادة نسبة التصويت وجلب مصوتين جدد يقلبون المعادلة. وفي هذه المهمة يستخدمون كل وسائل القتال الحربي.
نتنياهو من جهته، يحاول أولاً إقناع رئيس حزب اليمين المتطرف «عوتسما يهوديت» إيتمار بن غفير، بالانسحاب من المعركة، إذ إن الاستطلاعات تؤكد أنه لن يعبر نسبة الحسم وسيحرق 80 – 90 ألف صوت، أي ما يعادل 3 مقاعد. لكن ابن غفير يرفض الانسحاب، ووضع ستة شروط أمام نتنياهو، أمس، من أجل الانسحاب، هي: إلغاء اتفاقيات أوسلو، ووقف تحويل المنحة القطرية إلى قطاع غزة، التي وصفها بـ«الخوة» لحركة «حماس»، وإخراج الأوقاف من الحرم القدسي، وإخلاء قرية خان الأحمر حتى ظهر اليوم الجمعة، وإخراج القضاة من لجنة تعيين القضاة، وإغلاق «ساحة العائلات» في باحة البراق.
ويحاول نتنياهو أيضاً سحب أصوات من حلفائه في تحالف أحزاب اليمين المتطرف «يمينا»، برئاسة وزير الأمن نفتالي بنيت، وقد حمّلها مسؤولية نزول ابن غفير إلى الانتخابات وحذر من أن التصويت لهذا التحالف سيخسر الليكود المعركة. ورد بنيت عليه بهجوم مماثل قائلاً إن نتنياهو لا يكون يمينياً إلا إذا حصل «يمينا» على عدد كبير من النواب.
ولا يتردد نتنياهو حتى في التوجه إلى الناخبين العرب الذين كان يحذّر من تدفقهم إلى الصناديق. ويحاول تحريضهم ضد «القائمة المشتركة». أما غانتس فيحاول سحب الأصوات من حلفائه في تحالف اليسار وكذلك من العرب. وفي الأيام الأخيرة استخدم كل من نتنياهو وغانتس صورة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، لمعركتهما؛ فنشر غانتس صورة نتنياهو مع إردوغان وتحتها عبارة: «يحاول نتنياهو تحويل إسرائيل إلى ديكتاتورية». بينما نشر نتنياهو صورة للنائب العربي أحمد الطيبي مع إردوغان وكتب تحتها: «غانتس يقيم حكومة فقط مع الطيبي المتحالف مع إردوغان».
ويواصل نتنياهو التحريض على غانتس متهماً إياه بالرضوخ للابتزاز، ونشر مؤيدون له شريطاً يلمح إلى وجود قضية جنسية استخدمتها إيران لابتزاز غانتس. ونفى غانتس هذه القصة قائلاً إنها نُشرت في الانتخابات الماضية وثبت أنها افتراء.