عقب تنحيه عن الحكم في 11 فبراير (شباط) عام 2011، بعد اندلاع ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، ظل الرئيس المصري السابق حسني مبارك ملتزماً الصمت لأسابيع، حتى أطل عبر كلمة مسجلة أذيعت على شاشات القنوات الفضائية الإخبارية، أعرب فيها عن غضبه لما يتعرض له من انتقادات واتهامات بعد تنحيه عن السلطة، وأعلن حينذاك عن «استعداده لمقاضاة كل من تعمد النيل منه ومن سمعته، ومن سمعة أسرته بالداخل والخارج». وبعد فترة من الصمت والعزلة، كان ظهوره في قفص الاتهام في أولى جلسات قضية قتل المتظاهرين عبر شاشة التلفزيون المصري في شهر أغسطس (آب) 2011 مثيراً وتاريخياً في الوقت نفسه، ورغم نطقه بكلمات معدودات أثناء الجلسة، خلال رده على القاضي مرتين، «أفندم أنا موجود»، و«كل هذه الاتهامات أنكرها تماماً»، فإن متابعين اعتبروا هذا المشهد «استثنائياً وتاريخياً».
وبعد فترة من ظهوره الصامت والمتكرر على الشاشات خلال جلسات محاكمته، استغل مبارك الفرصة في أغسطس عام 2014 للدفاع عن نفسه، وألقى كلمة امتدت 23 دقيقة، تحدث فيها عن تاريخه، نافياً اتخاذه أمراً بقتل المتظاهرين.
وعاد مبارك للظهور مجدداً بعد صدور حكم تبرئته من قتل المتظاهرين، عبر مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى في عام 2014، أعرب فيها عن سعادته لقرار المحكمة، مضيفاً «كنت قاعد مستني هيألفوا لنا إيه، وأنا مكانش هيفرق معايا كده ولا كده».
وتزامناً مع احتفالات عيد تحرير سيناء في أبريل (نيسان) عام 2015، أعرب مبارك في ظهوره الثاني مع أحمد موسى عن تأييده التام للرئيس عبد الفتاح السيسي، وأضاف: «الكل يعرف أن مصر بلد كبيرة ومحورية، وحكم مصر ليس نزهة أو تكريماً».
وبعد عامين ونصف أطل مجدداً عبر بيان صحافي رد فيه على الوثائق البريطانية التي نشرتها «BBC»، والتي قالت إنه «وافق على توطين فلسطينيين في مصر»، قبل أن يختار ظهوره الأخير، ليكون على موقع «يوتيوب» في أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، والذي وُصف بأنه «نادر»، متحدثاً عن ذكرياته خلال حرب عام 1973. ولقي هذا المقطع الذي تبلغ مدته 25 دقيقة، وأذاعته أيضاً بعض القنوات الفضائية المساندة له، انتشاراً واسعاً في مصر.
خارج السلطة... تصريحات محدودة وظهور نادر على «يوتيوب»
خارج السلطة... تصريحات محدودة وظهور نادر على «يوتيوب»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة