«إنسينيتاس» كاليفورنيا: مدينة شاطئية حيث ترتفع الأسعار مع المد والجزر

ندرة ملحوظة في المساكن ذات الأسعار المعقولة

هناك عروض مستمرة للمنازل الشاطئية الكلاسيكية وغيرها من المنازل ذات المساحات الكبيرة على واجهة المحيط
هناك عروض مستمرة للمنازل الشاطئية الكلاسيكية وغيرها من المنازل ذات المساحات الكبيرة على واجهة المحيط
TT

«إنسينيتاس» كاليفورنيا: مدينة شاطئية حيث ترتفع الأسعار مع المد والجزر

هناك عروض مستمرة للمنازل الشاطئية الكلاسيكية وغيرها من المنازل ذات المساحات الكبيرة على واجهة المحيط
هناك عروض مستمرة للمنازل الشاطئية الكلاسيكية وغيرها من المنازل ذات المساحات الكبيرة على واجهة المحيط

لن يكون من السهل عليك العثور على مدينة مثالية للتزلج على الأمواج في كاليفورنيا أفضل من إنسينيتاس، وهي موضع مفعم بأشعة الشمس الدافئة في المقطع الساحلي الشمالي من مدينة سان دييغو، حيث تلاحظ تدلي السترات المبتلة أمام مختلف الشاليهات مع المتاجر التي تحمل في المعتاد عبارة «لا قميص، ولا حذاء، فلا مشكلة».
لكن عندما عاد مورغان وتريفور غيتس إلى المنطقة في عام 2018 بعد قضاء عام كامل في بولدر بولاية كولورادو، لم تكن الأنشطة الشاطئية المتعددة في إنسينيتاس هي السبب المقنع لهما وراء شراء منزل في حي كارديف المطل على المحيط، مع منحدراته الكثيرة، ومجموعة المطاعم المطلة على الساحل الجميل. بل كان السبب يرجع إلى المدارس الابتدائية في المنطقة.
وقال مورغان غيتس، عن مدينة إنسينيتاس، التي تبلغ مساحتها نحو 20 ميلاً مربعاً، وتضم تعداداً سكانياً لا يتجاوز 60 ألف نسمة فقط «لقد عشقنا الأجواء، والمناظر الطبيعية الجميلة، ووسط المدينة الذي يشعرك وكأنه مدينة صغيرة في حد ذاته. لكن أولاً وقبل كل شيء، كانت المنطقة التعليمية هي أول اهتماماتنا».
تبلغ مورغان غيتس 39 عاماً من عمرها، وهي مستثمرة عقارية ووالدة لثلاثة أطفال صغار. ولقد عاشت رفقة زوجها تريفور غيتس – البالغ 40 عاماً من عمره، ويعمل نائباً للرئيس التنفيذي بالشؤون المالية في شركة للرهون العقارية – في مجتمعات عدة في نورث كاونتي بمدينة سان دييغو قبل العام الذي أمضياه في ولاية كولورادو، بما في ذلك حي كارديف، الذي يدير مدرسة ابتدائية أهلية صغيرة من مبنيين اثنين فقط. واستأجر الزوجان شقة في بداية الأمر، وأمضيا 9 أشهر في مقارنة مختلف العروض العقارية مع زيارة الشقق والعقارات بغرض الشراء. وتراوحت ميزانية الزوجين لما يصل إلى 1.3 مليون دولار، وما زالا يملكان منزلهما السابق في كولورادو، وهو عبارة عن منزل على شكل حرف (A) من سبعينات القرن الماضي، ويستقر على مساحة من الأرض تبلغ 17 فداناً.
لكن على غرار العقارات كافة في مدينة إنسينيتاس، فإن أسعار المنازل مرتفعة للغاية في حي كارديف وتواصل الصعود، وأصبح من الواضح بعد فترة وجيزة من الزمن أنه لا بد لهما من إعادة النظر في خططهما للشراء.
تقول السيدة مورغان غيتس: «كنا نأمل أن نتمكن من الحفاظ على منزلنا السابق في كولورادو. لكن بمجرد نزولنا إلى سوق العقارات، بدأنا التفكير في المنازل حتى مبلغ 1.5 مليون دولار. وأدركنا أنه من الضروري اعتبار الأمر من النواحي كافة أولاً».
وفي أوائل عام 2019، تمكّن الزوجان من بيع منزل كولورادو لقاء 1.1 مليون دولار، ثم انتقلا بعد مرور بضعة أشهر للعيش في منزل يرجع لعام 1966 ومكون من طابق واحد و3 غرف للنوم وحمامين مع إطلالة على المحيط في مدينة إنسينيتاس. وكان السعر المطلوب يبلغ 1.5 مليون دولار، غير أنه كان يحتاج إلى بعض الإصلاحات؛ إذ كشفت معاينة المنزل عن وجود لحشرات النمل الأبيض وبعض القوارض. واستقر السعر عند مبلغ 1.34 مليون دولار، ثم سددا 100 ألف دولار أخرى على أعمال التجديد، بما في ذلك خلع الأرضيات والحمامات كافة مع استبدال المطبخ. وكانت النتيجة تستحق كل العناء، كما قالت السيدة مورغان غيتس. حيث يتمكن زوجها العاشق للتزلج على الأمواج من الوصول إلى شاطئ المحيط في غضون 10 دقائق فقط. وأحب أطفالهما الكثير من المعارض المتناثرة في مختلف الشوارع، وورش العمل، ومتاجر المزارعين في المدينة. وقالت السيدة مورغان «إن مدينة إنسينيتاس، ولا سيما حي كارديف، بهما الكثير من الفعاليات العشوائية والمتجددة. إنني عاشقة للأجواء الصاخبة والمناخ غير التقليدي في هذه المدينة».

معالم المدينة
تقع مدينة إنسينيتاس على مسافة 25 ميلاً من الساحل في سان دييغو، وتحيط بها بحيرتان: بحيرة سان إيليجو الجنوبية، وبحيرة باتيكيتوس الشمالية. وينطلق طريق 101 الأميركية السريعة إلى الغرب من حدود المدينة، وهي تعتبر شريان الحياة التي تنتشر فيها المطاعم، والمقاهي، ومنافذ ركوب الأمواج.
ويمكن العثور على المنازل الكبيرة، والمنازل بأسعار معقولة، في حيي أوليفهين وفيلاج بارك، واللذان يقعان إلى الشرق من الطريق السريعة رقم 5، وهناك عروض مستمرة للمنازل الشاطئية الكلاسيكية، وغيرها من المنازل ذات المساحات الكبيرة على واجهة المحيط في أحياء ليوكاديا وكارديف. ويقع حي نيو إنسينيتاس على ضواحي المدينة، ويشتهر بوجود متاجر التجزئة الكبيرة مثل تارجت وهوم ديبوت، مع الكثير من المنازل الصغيرة المتراصة جنباً إلى جنب، في حين يضم حي أولد إنسينيتاس منطقة وسط البلد، والشواطئ المحبوبة، فضلاً عن مظاهر مجتمع الشاطئ الكلاسيكي الراقي.
وتنتشر المساكن والتجمعات السكنية ذات الأسعار المعقولة في أنحاء المدينة كافة، ويقع الكثير منها بالقرب من الساحل على طول الطريق 101 السريعة؛ مما يجذب الكثير من صغار المستأجرين.

الأسعار المتوقعة
تواصل الأسعار في مدينة إنسينيتاس ارتفاعها المستمر، مع ندرة ملحوظة في المساكن ذات الأسعار المعقولة – وهو الاتجاه الذي لفت انتباه حكومة الولاية. وفي عام 2019، كان هناك 430 منزلاً للأسر المنفردة في سوق العقارات، بمتوسط سعر البيع يبلغ 1.4 مليون دولار للمنزل الواحد. وفي عام 2018، كانت سوق العقارات تضم 417 منزلاً فقط من هذه الفئة، بمتوسط سعر البيع يبلغ 1.28 مليون دولار. وفي عام 2017، كان العدد يقترب من 446 منزلاً فقط، بمتوسط سعر البيع يبلغ 1.2 مليون دولار، وذلك وفقاً إلى البيانات الصادرة عن خدمة العروض العقارية الإقليمية المتعددة في ولاية كاليفورنيا.
وتُعرض الاستوديوهات في مدينة إنسينيتاس للإيجار لقاء مبلغ لا يقل عن 1400 دولار في الشهر، في حين يبلغ إيجار الشقة من غرفتين للنوم نحو 2500 دولار في الشهر. والمستأجرون الباحثون عن الشقق الفاخرة أو المطلة على المحيط لا بد أن يتوقعوا أن تبلغ قيمة الإيجار نحو 4000 دولار في الشهر.

الأجواء المدنية
يقول دين سودربيرغ (41 عاماً)، وهو وكيل عقاري من أبناء مدينة إنسينيتاس «عندما كنت في المرحلة الثانوية، كان وسط المدينة يضم مغسلة آلية، وداراً للسينما، ومطعمين صغيرين، مع بعض المتاجر القليلة على شاطئ المحيط»، ولا يزال والد سودربيرغ، المخرج السينمائي وعاشق ركوب الأمواج، يعيش في المدينة حتى اليوم، «حافظت إنسينيتاس على ثقافة ركوب الأمواج وتراثها الممتد مع التحسينات الكبيرة التي شهدتها سوق العقارات ومتاجر التجزئة المتنوعة».
كما شهدت المدينة تطوراً ملموساً على مدار العشرين سنة الماضية، بما في ذلك إنشاء حي إنسينيتاس رانش المتكون من 500 منزل، فضلاً عن كوكبة من المتاجر والمطاعم والمقاهي القريبة. (ويبلغ عمر دار السينما الوحيدة هناك – دار لا بالوما – نحو 100 عام الآن).
انتقل بيتر كاسبيرسن (39 عاماً)، للعيش في إنسينيتاس رفقة زوجته تشيلسي منذ عام 2009، وذلك قبيل زواجهما بفترة وجيزة. وكان إنجاب الأطفال من أهداف حياتهما، وكانت إنسينيتاس – بمدارسها الجيدة وشواطئها الجميلة، تعد من أفضل الاختيارات بالنسبة إليهما.
يقول السيد كاسبيرسنن، الوكيل العقاري المتخصص في مجتمعات سان دييغو الساحلية: «لا أعتقد أن هناك مكاناً أفضل من إنسينيتاس، وتشعر زوجتي بسعادة كبيرة للمتاجر الكثيرة المتناثرة على طول الشاطئ. وأحب الشاطئ مثلها تماماً، والحياة الساحلية جميلة بطبعها».

المدارس
تدير منطقة اتحاد مدارس إنسينيتاس 9 مدارس ابتدائية في المدينة، وتقع خمس منها: مدرسة كابري، ومدرسة فلوا فيستا، ومدرسة أوشن نول، ومدرسة أوليفهين بايونير، ومدرسة بول إيك سنترال الابتدائية، ضمن حدود المدينة. كما تقع مدرستا كارديف وأدا هاريس الابتدائيتان، وتديرهما منطقة مدارس كارديف التعليمية، ضمن حدود المدينة كذلك. وخلال العام الدراسي 2018 – 2019، استوفت نسبة 68 في المائة من طلاب الصف الثالث في مدارس المدينة، ونسبة 72 في المائة من طلاب مدارس كارديف معايير اللغة الإنجليزية وآدابها وفق اختبار التقييم الأكثر ذكاءً في ولاية كاليفورنيا، مع نسبة 70 في المائة المحققة في منطقة إنسينيتاس، ونسبة 90 في المائة في منطقة كارديف التعليمية التي تجاوزت معايير الولاية في مادة الرياضيات. وينتقل طلاب المدارس الإعدادية والثانوية في منطقة سان دييغو الثانوية إلى مدرسة دييغو أو مدرسة أوك كريست الإعدادية للصفين الدراسيين السابع والثامن على التوالي. ويحضر طلاب المستوى الثانوي في مدرسة لا كوستا كانيون، حيث استوفى الطلاب الخاضعون لاختبار مادة SAT الدراسي نسبة 92 في المائة من علامات اللغة الإنجليزية، أو أكاديمية سان دييغو، حيث حقق الطلاب نسبة 94 في المائة من اختبارات المادة نفسها. وعلى مستوى المنطقة التعليمية، استوفى الطلاب نسبة 96 في المائة من المعايير الدراسية، مقارنة بنسبة 81 في المائة في منطقة سان دييغو التعليمية الموحدة، فضلاً عن نسبة 71 في المائة فقط على مستوى ولاية كاليفورنيا. وفي مادة الرياضيات، حقق الطلاب من مدرسة لا كوستا كانيون نسبة 81 في المائة، مع نسبة 87 في المائة لطلاب أكاديمية سان دييغو من اختبار مادة SAT الدراسي في عام 2017 – 2018 الدراسي، مقارنة بنسبة 87 في المائة للطلاب على مستوى المناطق التعليمية، ونسبة 60 في المائة في منطقة سان دييغو التعليمية الموحدة، ونسبة 50 في المائة على مستوى الولاية. (بالنسبة إلى اختبار مادة SAT الدراسي، يعرف مجلس الكليات الطلاب على اعتبار التأهل للكليات عندما تبلغ درجات الاختبار 480 درجة في اللغة الإنجليزية و530 درجة في الرياضيات).

الانتقالات
إن كنت ترغب في الالتحاق بركب سكان إنسينيتاس يومياً، فما عليك سوى تذكر حركة المرور المتجهة شمالا في ساعة الذروة. فإن الرحلة بالسيارة من وسط مدينة سان دييغو عند تمام الخامسة مساءً تستغرق أكثر من ساعة كاملة في حين يمكن القيام بها في غضون 25 دقيقة على الطرق غير المزدحمة بالسيارات.
ويسير قطار الركاب المحلي شمالاً وجنوباً عبر مقاطعة سان دييغو، وهو يخدم 8 محطات على طول الطريق، بما في ذلك مدينة إنسينيتاس، ويبلغ سعر التذكرة 5 دولارات في كل اتجاه، ويصل إلى 182 دولاراً بالاشتراك الشهري.

التاريخ
في عام 1669، قاد غاسبار دي بورتولا، حاكم باها كاليفورنيا القديمة، أول رحلة استكشافية إلى ما يُعرف الآن بمدينة إنسينيتاس. وفي عام 1881، استقر جيبيز بيتشر في تلك المنطقة، الذي يعتبر الوالد المؤسس لمدينة إنسينيتاس.

- خدمة «نيويورك تايمز»



هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»