«إنسينيتاس» كاليفورنيا: مدينة شاطئية حيث ترتفع الأسعار مع المد والجزر

ندرة ملحوظة في المساكن ذات الأسعار المعقولة

هناك عروض مستمرة للمنازل الشاطئية الكلاسيكية وغيرها من المنازل ذات المساحات الكبيرة على واجهة المحيط
هناك عروض مستمرة للمنازل الشاطئية الكلاسيكية وغيرها من المنازل ذات المساحات الكبيرة على واجهة المحيط
TT

«إنسينيتاس» كاليفورنيا: مدينة شاطئية حيث ترتفع الأسعار مع المد والجزر

هناك عروض مستمرة للمنازل الشاطئية الكلاسيكية وغيرها من المنازل ذات المساحات الكبيرة على واجهة المحيط
هناك عروض مستمرة للمنازل الشاطئية الكلاسيكية وغيرها من المنازل ذات المساحات الكبيرة على واجهة المحيط

لن يكون من السهل عليك العثور على مدينة مثالية للتزلج على الأمواج في كاليفورنيا أفضل من إنسينيتاس، وهي موضع مفعم بأشعة الشمس الدافئة في المقطع الساحلي الشمالي من مدينة سان دييغو، حيث تلاحظ تدلي السترات المبتلة أمام مختلف الشاليهات مع المتاجر التي تحمل في المعتاد عبارة «لا قميص، ولا حذاء، فلا مشكلة».
لكن عندما عاد مورغان وتريفور غيتس إلى المنطقة في عام 2018 بعد قضاء عام كامل في بولدر بولاية كولورادو، لم تكن الأنشطة الشاطئية المتعددة في إنسينيتاس هي السبب المقنع لهما وراء شراء منزل في حي كارديف المطل على المحيط، مع منحدراته الكثيرة، ومجموعة المطاعم المطلة على الساحل الجميل. بل كان السبب يرجع إلى المدارس الابتدائية في المنطقة.
وقال مورغان غيتس، عن مدينة إنسينيتاس، التي تبلغ مساحتها نحو 20 ميلاً مربعاً، وتضم تعداداً سكانياً لا يتجاوز 60 ألف نسمة فقط «لقد عشقنا الأجواء، والمناظر الطبيعية الجميلة، ووسط المدينة الذي يشعرك وكأنه مدينة صغيرة في حد ذاته. لكن أولاً وقبل كل شيء، كانت المنطقة التعليمية هي أول اهتماماتنا».
تبلغ مورغان غيتس 39 عاماً من عمرها، وهي مستثمرة عقارية ووالدة لثلاثة أطفال صغار. ولقد عاشت رفقة زوجها تريفور غيتس – البالغ 40 عاماً من عمره، ويعمل نائباً للرئيس التنفيذي بالشؤون المالية في شركة للرهون العقارية – في مجتمعات عدة في نورث كاونتي بمدينة سان دييغو قبل العام الذي أمضياه في ولاية كولورادو، بما في ذلك حي كارديف، الذي يدير مدرسة ابتدائية أهلية صغيرة من مبنيين اثنين فقط. واستأجر الزوجان شقة في بداية الأمر، وأمضيا 9 أشهر في مقارنة مختلف العروض العقارية مع زيارة الشقق والعقارات بغرض الشراء. وتراوحت ميزانية الزوجين لما يصل إلى 1.3 مليون دولار، وما زالا يملكان منزلهما السابق في كولورادو، وهو عبارة عن منزل على شكل حرف (A) من سبعينات القرن الماضي، ويستقر على مساحة من الأرض تبلغ 17 فداناً.
لكن على غرار العقارات كافة في مدينة إنسينيتاس، فإن أسعار المنازل مرتفعة للغاية في حي كارديف وتواصل الصعود، وأصبح من الواضح بعد فترة وجيزة من الزمن أنه لا بد لهما من إعادة النظر في خططهما للشراء.
تقول السيدة مورغان غيتس: «كنا نأمل أن نتمكن من الحفاظ على منزلنا السابق في كولورادو. لكن بمجرد نزولنا إلى سوق العقارات، بدأنا التفكير في المنازل حتى مبلغ 1.5 مليون دولار. وأدركنا أنه من الضروري اعتبار الأمر من النواحي كافة أولاً».
وفي أوائل عام 2019، تمكّن الزوجان من بيع منزل كولورادو لقاء 1.1 مليون دولار، ثم انتقلا بعد مرور بضعة أشهر للعيش في منزل يرجع لعام 1966 ومكون من طابق واحد و3 غرف للنوم وحمامين مع إطلالة على المحيط في مدينة إنسينيتاس. وكان السعر المطلوب يبلغ 1.5 مليون دولار، غير أنه كان يحتاج إلى بعض الإصلاحات؛ إذ كشفت معاينة المنزل عن وجود لحشرات النمل الأبيض وبعض القوارض. واستقر السعر عند مبلغ 1.34 مليون دولار، ثم سددا 100 ألف دولار أخرى على أعمال التجديد، بما في ذلك خلع الأرضيات والحمامات كافة مع استبدال المطبخ. وكانت النتيجة تستحق كل العناء، كما قالت السيدة مورغان غيتس. حيث يتمكن زوجها العاشق للتزلج على الأمواج من الوصول إلى شاطئ المحيط في غضون 10 دقائق فقط. وأحب أطفالهما الكثير من المعارض المتناثرة في مختلف الشوارع، وورش العمل، ومتاجر المزارعين في المدينة. وقالت السيدة مورغان «إن مدينة إنسينيتاس، ولا سيما حي كارديف، بهما الكثير من الفعاليات العشوائية والمتجددة. إنني عاشقة للأجواء الصاخبة والمناخ غير التقليدي في هذه المدينة».

معالم المدينة
تقع مدينة إنسينيتاس على مسافة 25 ميلاً من الساحل في سان دييغو، وتحيط بها بحيرتان: بحيرة سان إيليجو الجنوبية، وبحيرة باتيكيتوس الشمالية. وينطلق طريق 101 الأميركية السريعة إلى الغرب من حدود المدينة، وهي تعتبر شريان الحياة التي تنتشر فيها المطاعم، والمقاهي، ومنافذ ركوب الأمواج.
ويمكن العثور على المنازل الكبيرة، والمنازل بأسعار معقولة، في حيي أوليفهين وفيلاج بارك، واللذان يقعان إلى الشرق من الطريق السريعة رقم 5، وهناك عروض مستمرة للمنازل الشاطئية الكلاسيكية، وغيرها من المنازل ذات المساحات الكبيرة على واجهة المحيط في أحياء ليوكاديا وكارديف. ويقع حي نيو إنسينيتاس على ضواحي المدينة، ويشتهر بوجود متاجر التجزئة الكبيرة مثل تارجت وهوم ديبوت، مع الكثير من المنازل الصغيرة المتراصة جنباً إلى جنب، في حين يضم حي أولد إنسينيتاس منطقة وسط البلد، والشواطئ المحبوبة، فضلاً عن مظاهر مجتمع الشاطئ الكلاسيكي الراقي.
وتنتشر المساكن والتجمعات السكنية ذات الأسعار المعقولة في أنحاء المدينة كافة، ويقع الكثير منها بالقرب من الساحل على طول الطريق 101 السريعة؛ مما يجذب الكثير من صغار المستأجرين.

الأسعار المتوقعة
تواصل الأسعار في مدينة إنسينيتاس ارتفاعها المستمر، مع ندرة ملحوظة في المساكن ذات الأسعار المعقولة – وهو الاتجاه الذي لفت انتباه حكومة الولاية. وفي عام 2019، كان هناك 430 منزلاً للأسر المنفردة في سوق العقارات، بمتوسط سعر البيع يبلغ 1.4 مليون دولار للمنزل الواحد. وفي عام 2018، كانت سوق العقارات تضم 417 منزلاً فقط من هذه الفئة، بمتوسط سعر البيع يبلغ 1.28 مليون دولار. وفي عام 2017، كان العدد يقترب من 446 منزلاً فقط، بمتوسط سعر البيع يبلغ 1.2 مليون دولار، وذلك وفقاً إلى البيانات الصادرة عن خدمة العروض العقارية الإقليمية المتعددة في ولاية كاليفورنيا.
وتُعرض الاستوديوهات في مدينة إنسينيتاس للإيجار لقاء مبلغ لا يقل عن 1400 دولار في الشهر، في حين يبلغ إيجار الشقة من غرفتين للنوم نحو 2500 دولار في الشهر. والمستأجرون الباحثون عن الشقق الفاخرة أو المطلة على المحيط لا بد أن يتوقعوا أن تبلغ قيمة الإيجار نحو 4000 دولار في الشهر.

الأجواء المدنية
يقول دين سودربيرغ (41 عاماً)، وهو وكيل عقاري من أبناء مدينة إنسينيتاس «عندما كنت في المرحلة الثانوية، كان وسط المدينة يضم مغسلة آلية، وداراً للسينما، ومطعمين صغيرين، مع بعض المتاجر القليلة على شاطئ المحيط»، ولا يزال والد سودربيرغ، المخرج السينمائي وعاشق ركوب الأمواج، يعيش في المدينة حتى اليوم، «حافظت إنسينيتاس على ثقافة ركوب الأمواج وتراثها الممتد مع التحسينات الكبيرة التي شهدتها سوق العقارات ومتاجر التجزئة المتنوعة».
كما شهدت المدينة تطوراً ملموساً على مدار العشرين سنة الماضية، بما في ذلك إنشاء حي إنسينيتاس رانش المتكون من 500 منزل، فضلاً عن كوكبة من المتاجر والمطاعم والمقاهي القريبة. (ويبلغ عمر دار السينما الوحيدة هناك – دار لا بالوما – نحو 100 عام الآن).
انتقل بيتر كاسبيرسن (39 عاماً)، للعيش في إنسينيتاس رفقة زوجته تشيلسي منذ عام 2009، وذلك قبيل زواجهما بفترة وجيزة. وكان إنجاب الأطفال من أهداف حياتهما، وكانت إنسينيتاس – بمدارسها الجيدة وشواطئها الجميلة، تعد من أفضل الاختيارات بالنسبة إليهما.
يقول السيد كاسبيرسنن، الوكيل العقاري المتخصص في مجتمعات سان دييغو الساحلية: «لا أعتقد أن هناك مكاناً أفضل من إنسينيتاس، وتشعر زوجتي بسعادة كبيرة للمتاجر الكثيرة المتناثرة على طول الشاطئ. وأحب الشاطئ مثلها تماماً، والحياة الساحلية جميلة بطبعها».

المدارس
تدير منطقة اتحاد مدارس إنسينيتاس 9 مدارس ابتدائية في المدينة، وتقع خمس منها: مدرسة كابري، ومدرسة فلوا فيستا، ومدرسة أوشن نول، ومدرسة أوليفهين بايونير، ومدرسة بول إيك سنترال الابتدائية، ضمن حدود المدينة. كما تقع مدرستا كارديف وأدا هاريس الابتدائيتان، وتديرهما منطقة مدارس كارديف التعليمية، ضمن حدود المدينة كذلك. وخلال العام الدراسي 2018 – 2019، استوفت نسبة 68 في المائة من طلاب الصف الثالث في مدارس المدينة، ونسبة 72 في المائة من طلاب مدارس كارديف معايير اللغة الإنجليزية وآدابها وفق اختبار التقييم الأكثر ذكاءً في ولاية كاليفورنيا، مع نسبة 70 في المائة المحققة في منطقة إنسينيتاس، ونسبة 90 في المائة في منطقة كارديف التعليمية التي تجاوزت معايير الولاية في مادة الرياضيات. وينتقل طلاب المدارس الإعدادية والثانوية في منطقة سان دييغو الثانوية إلى مدرسة دييغو أو مدرسة أوك كريست الإعدادية للصفين الدراسيين السابع والثامن على التوالي. ويحضر طلاب المستوى الثانوي في مدرسة لا كوستا كانيون، حيث استوفى الطلاب الخاضعون لاختبار مادة SAT الدراسي نسبة 92 في المائة من علامات اللغة الإنجليزية، أو أكاديمية سان دييغو، حيث حقق الطلاب نسبة 94 في المائة من اختبارات المادة نفسها. وعلى مستوى المنطقة التعليمية، استوفى الطلاب نسبة 96 في المائة من المعايير الدراسية، مقارنة بنسبة 81 في المائة في منطقة سان دييغو التعليمية الموحدة، فضلاً عن نسبة 71 في المائة فقط على مستوى ولاية كاليفورنيا. وفي مادة الرياضيات، حقق الطلاب من مدرسة لا كوستا كانيون نسبة 81 في المائة، مع نسبة 87 في المائة لطلاب أكاديمية سان دييغو من اختبار مادة SAT الدراسي في عام 2017 – 2018 الدراسي، مقارنة بنسبة 87 في المائة للطلاب على مستوى المناطق التعليمية، ونسبة 60 في المائة في منطقة سان دييغو التعليمية الموحدة، ونسبة 50 في المائة على مستوى الولاية. (بالنسبة إلى اختبار مادة SAT الدراسي، يعرف مجلس الكليات الطلاب على اعتبار التأهل للكليات عندما تبلغ درجات الاختبار 480 درجة في اللغة الإنجليزية و530 درجة في الرياضيات).

الانتقالات
إن كنت ترغب في الالتحاق بركب سكان إنسينيتاس يومياً، فما عليك سوى تذكر حركة المرور المتجهة شمالا في ساعة الذروة. فإن الرحلة بالسيارة من وسط مدينة سان دييغو عند تمام الخامسة مساءً تستغرق أكثر من ساعة كاملة في حين يمكن القيام بها في غضون 25 دقيقة على الطرق غير المزدحمة بالسيارات.
ويسير قطار الركاب المحلي شمالاً وجنوباً عبر مقاطعة سان دييغو، وهو يخدم 8 محطات على طول الطريق، بما في ذلك مدينة إنسينيتاس، ويبلغ سعر التذكرة 5 دولارات في كل اتجاه، ويصل إلى 182 دولاراً بالاشتراك الشهري.

التاريخ
في عام 1669، قاد غاسبار دي بورتولا، حاكم باها كاليفورنيا القديمة، أول رحلة استكشافية إلى ما يُعرف الآن بمدينة إنسينيتاس. وفي عام 1881، استقر جيبيز بيتشر في تلك المنطقة، الذي يعتبر الوالد المؤسس لمدينة إنسينيتاس.

- خدمة «نيويورك تايمز»



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.