صور لاعب كرة السلة الشهير كوبي تحتل جداريات لوس أنجليس

رحل كوبي براينت وابنته جيانا، لكنهما لا يزالان أحياء في الذاكرة. يمكنك مشاهدة صورهما في لونج بيتش، وأرتيسيا، ووسط مدينة لوس أنجليس، وفي فينيسيا بيتش. كان شخصية معقدة في الأيام التي عاصرناه خلالها كلاعب كرة سلة، وكذلك في موجة الانفعال العاطفي التي أشعلها نبأ وفاته. حينها كانت تعبيرات جدران المدينة صامتة.
مثل كثيرين غيري، نشأت خلال واحدة من أكثر عصور كرة السلة انتعاشاً في لوس أنجليس، وشاهدت عن كثب، ولأول مرة، ديناميكية ماجيك جونسون وكريم عبد الجبار في منتصف الثمانينيات، حين أثرى هذان النجمان المدينة بالكثير من الأمل. وطيلة تلك السنوات، كان اللون الأرجواني والذهبي حاضرين على منحدرات الطرق السريعة والملاعب وعلى أسوار المدينة، حسبما ذكرته «نيويورك تايمز» الأميركية.
وبعد سنوات، برزت ظاهرة جديدة بين المراهقين حملت اسم لاعب كرة السلة الشهير كوبي براينت، لتعكس نوعاً من المواهب الغامضة، التي باتت جزءاً من حياة المدينة على مدار العشرين عاماً التالية.
تمثل الجداريات التي تحيي ذكرى كوبي لحظات تاريخية من حياته المهنية. فالبطولات، والعروض التي حطمت أرقاماً قياسية ولحظاته المؤثرة مع ابنته، جمعيها باتت تاريخاً محفوراً بعمق كأحد فنون المدينة.
لمدينة لوس أنجليس تاريخ عريق من فن الشوارع، بدءاً من الكتابة على الجدران، وانتهاء بالجداريات العملاقة متعددة الألوان. وللتعبير عن حزنها لوفاة كوبي، استلهمت المدينة تعابيرها من خلال فناني الشوارع مثل جوديث باكا، وإليسيو آرت سيلفا وغيرهما من الفنانين المشهورين الذين ساعدوا في تأصيل ثقافة نابضة بالحياة، باستخدام الشوارع كأطر لرسام لوحاتهم.
قابلت كوبي مرة واحدة خلال مباراة لكرة سلة في حرم جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، ولعبنا ضد بعضنا البعض لساعات، ثم مشينا بعد ذلك إلى سيارته، بصحبة ضباط الشرطة وعدد كبير من المشجعين في لوحة سريالية رائعة.
لا تزال حالة الحزن الجماعي تهيمن على المدينة. ولإحياء ذكراه، قام مركز «ستابلز» بالترتيب لحشد الآلاف، اليوم الاثنين، بإزالة الزهور وكرات السلة والقمصان التي تركها محبوه. لم يعد لدينا سوى الذكريات والألقاب التي حصدها للمدينة والجداريات أينما نظرت.